14-الوريث

388 3 0
                                    

أتى خالد للدنيا كثمرة حب والده ووالدته ، وبرهان لقصة عشق ظلت تتردد كثيرا في بلدتهم

ولكونه أول أحفاد العائلة ، كان يحوز الجزء الأكبر من المحبة في قلب جده ، كما ان انتمائه لام من أسرة ارستقراطية كان له دورا كبيرا في أن ينال من العلم والدراسة والتفوق الكثير ، غرست فيه والدته حب القراءة والأسلوب الراقي للتعامل مع الآخرين ، إضافة إلى إجادته لثلاث لغات أوربية بطلاقة واظبت والدته على تعليمه إياهم منذ نعومة أظفاره .. الانجليزية والفرنسية والايطالية

فشب خالد قوي الشخصية حازما ، لا تستهويه الأمور الصبيانية ، ولعل جده هو من عزز فيه هذه الشخصية القوية اذ كان يصطحبه منذ صغره دوما في مجالسه مع الكبار ، فكبر (خالد ) يزينه وقار الكبار وحكمتهم وهيبتهم ، فكان محط إعجاب وتقدير واحترام الجميع كبارا وصغارا

كان وسيما بطريقة ملحوظة ، اخذ عن والده البشرة القمحية ، والقامة الممشوقة والجبهة العريضة ، والأنف المستقيم والقسمات الجادة

بينما اخذ عن والدته عيناها العسليتين وشعرها الفاحم الشديد النعومة وورث عنها الغمازتين اللتين تظهران عندما يضحك

انهي دراسته متفوقا بجميع سنواتها ، والتحق بكلية الهندسة جامعة عين شمس وكان ترتيبه دوما الأول على دفعته

كان أمامه أن يصبح معيدا بكليته ، إلا انه كان يخطط لمستقبله بعيدا عن الوظيفة الحكومية وقيودها

واستكمل دراساته العليا وحصل على الماجستير بامتياز ، وأمضى عامين ونصف في إحدى الجامعات الشهيرة في لندن للحصول على الدكتوراه إلا أن وفاة والدته كانت صدمة مؤلمة له وشعر بفقدانها انه فقد الدافع الذي كان يشجعه ويؤازره ويفرح لنجاحه فأجل دراسته لأجل غير مسمى

كاد الحزن واليأس أن يتملكانه طويلا ، لولا وجود والده والذي كان اشد حزنا لوفاتها ،

فكان لزاما على خالد أن يستعيد رباطة جأشه من اجل والده الذي فقد الحبيبة والزوجة التي تحدت معه الصعاب وعاشا سويا أكثر من خمسة وعشرون عاما لم يفترقا فيها لحظة

وتلقى الصدمة الثانية سريعا ، إذ فارقه والده أيضا بعد ثلاثة أشهر من وفاة والدته ليلحق بحبيبته ، وكأنما أراد القدر لهما أن لا يفترقا حياة ولا موتا ، فاجتمعت روحيهما سريعا

وطوال سنوات عمره لم يكن يعرف شيئا عن عائلة والدته سوى ما كانت تحكيه له من ذكريات طفولتها وحياتها وتعليمها قبل أن تتعرف على والده

وكانت قسوة جده لامه لا تحتاج الى دليل بعد ان رفض اي تواصل مع ابنته منذ فارقت بلدها لترافق زوجها ، وحتى وفاتها ، لذلك لم يكن هناك ثمة ما يربطه بعائلة امه ، بل ولا يعرف احدا منهم

انت لي ..أنتِ ليWhere stories live. Discover now