8-لا مفر

376 3 0
                                    

استيقظت حبيبة كعادتها الساعة العاشرة وتوجهت لتلقى تحية الصباح على جدها في مكتبه ، تفاجئت بان المكتب خالي ، فنادت على احد الخدم لتساله ، فاخبرها ان جدها وخالد استيقظا منذ الصباح الباكر، وان هاشم باشا اصطحب خالد ليريه املاكه واطيانه

طلبت فنجانا من القهوة وتوجهت الى الحديقة ، لتجلس تحت تلك المظلة التي يلتف حولها الياسمين ، وهي مستغرقة في تفكير عميق

اذن فخالد بالنسبة لجدها هو الابن المفتقد

هو الرجل الذي تمنى ان يطول به العمر ليراه يحل محله

هكذا الامر اذن يا جدي .. عندما وجدت الرجل تخليت عن الفتاة التي كانت مدللتك طوال السنوات الماضية..

يا له من مجتمع ذكوري بحت ، مهما اختلفت السنين وتبدلت الثقافات يظل الذكر مميزا عن الانثى

لم تستطع ان تصدق انها بكل ثقافتها الواسعة وتعليمها الجامعي واناقتها الارستقراطية سوف تصبح على الهامش بجوار ذلك الفلاح المحدود الثقافة والعلم ، والذي يرزح تحت جلبابه وعمامته .. لمجرد انه ذكر

رغم ذلك فقد نظرت الى الامر بطريقة اخرى تخفف من حنقها وغضبها

بديهيا هي بطبيعتها لن تمس قدميها هذه الارض ولن تفهم في امور الزراعة والاعمال

اذن لم هي حانقة على هذا الشاب ؟ فليقم هو بما يعرفه ويجيده

بل على العكس رات ان ذلك الامر فيه حلا لما كان يؤرقها

فهو سينشغل بامور الزراعة والعمل ولن يهتم بالمظاهر والحفلات ولا بالظهور في ايا منها

فليكن اذن هو الفأس التي تعمل في الارض مختفيا، ولتكن هي التاج الذي يمثل اسم عائلتها

ابتسمت بينها وبين نفسها عندما استقرت على تلك الخطة

احضرت لوحة الرسم واعدت فرشاتها ، وجلست لترسم لوحة اخرى

تناهي الى مسامعها ضحكات جدها التي زادت في الفترة الاخيرة بوجود ذلك الشاب الصعيدي

لم تكن تفهم ما المميز فيه لينتزع ضحكات جدها بهذه الطريقة التي لم تعهدها قبل وجوده؟

لقد تجاذبت معه الحديث ، هو مجرد فلاح محدود الفكر ورجعى الثقافة

كما انه سمج وفظ ،وثقيل الظل لم ترى في حديثها معه ما يجعلها حتى تبتسم

فما الذي يجعل ضحكات جدها تنطلق مجلجلة مرتفعة كأنما يستمع الى فيلما كوميديا

دخلا الى حديقة الفيلا والتقياها امام لوحتها

فاحتضنها جدها وامطرها بالقبلات على خديها وجبينها ، والقى خالد التحية عليها

تجاهلت تحية خالد وهي توجه الحديث لجدها بغضبها الذي تعمدت ان يظهر طفوليا :

انت لي ..أنتِ ليWhere stories live. Discover now