فشلت الخطة "A"

By JowanaHangora

1.9K 128 63

تغوص قلوبنا يبحار ليس لنا مكان بها لكن تلك الدوامات تسحبنا رغمًا عنا للعيش بداخلها دون خروج، نرغب دومًا بأن ن... More

إقتباس🥰
الفصل الاول
الفصل الثاني
الفصل الثالث
الفصل الرابع
الفصل الخامس
الفصل السادس
الفصل السابع
الفصل الثامن
الفصل الثامن
الفصل التاسع
الفصل العاشر "مفاجأة"
الفصل الحادي عشر
الفصل الثاني عشر
الفصل الثالث عشر
الفصل الرابع عشر
الفصل السادس عشر
الفصل السابع عشر
الفصل الثامن عشر
الفصل التاسع عشر
الفصل العشرون
الفصل الواحد والعشرون
الفصل الثاني والعشرون
الفصل الثالث والعشرون
الفصل الرابع والعشرون
الفصل الخامس والعشرون
الفصل السادس والعشرون "الأخير"

الفصل الخامس عشر

27 2 0
By JowanaHangora


                           «اليوم الثاني»

عادت "إيما" للقصر بعدما تحدث "فراس" مع أحد الأطباء ليجعلهم يسمحوا لها بالخروج وهو سيعتني بها جيدًا، ظلت صامتة منذ عودتها لا تتحدث مع أحد حتى إن صديقها "فراس" لم تتحدث معه منذ البارحة، قررت أن تظل صامتة مثلما يفعل هو دائمًا، عندما أستقبلتها "تيما" بكل حب أبتسمت لها بهدوء فقط وهي بين يدي هذا الوسيم، و"آسر" الذي بادلها الحزن على حالتها الصحية التي تدهورت لم تهتم لأي شيء يحدث حولها تريد أن تصل لمبتغاها ولكن كيف؟!

_ ماذا هناك آرثر؟

كان هذا "فراس" يتحدث بحدة مع مساعده القريب منه وهو يتسأله لما ينهال عليه بكل هذه الإتصالات؟

_ سيد فراس عليك أن تأتي لترتيبات خطتنا فالساعة أصبحت الثالثة مساءً وأنت لم تأتِ.

هتف "آرثر" بهدوء وهو يخبره أنه يجب عليه أن يأتي ولكن "فراس" أخبره أنه لن يأتي سيظل جالس بالمنزل لتعبه الشديد، نعم أنه يكذب ولكن لا يريد أن يترك صغيرته التي أعلنت عليه الحرب بمرضها ويذهب، أغلق المكالمة، وهاتفه بأكمله ووضعة فوق الطاولة الخشبية الصغيرة المتواجدة بغرفته، إتجه يجلس بجانبها وهو يحمل كفها الصغير بين قبضته، قائلًا:

_  هل أنتِ بخير اليوم؟

لم يجد منها رد، تسألها مرة ثانية وهو ينظر لها بتمعن وأعينه تغرقها حنان لكنها لم ترد، حاول تمالك أعصابه وأقترب منها بهدوء ونبرته مليئة باللطف، قائلًا:

_ أريد الاطمئنان عليكِ، أشعر بروحي تخرج بسبب خوفي إيما.

نظرت له بإبتسامة هادئة وهي تعطيه وجهها الممتلئ بعبراتها الحارقة، قائلة:
_ أريد أن أنام بغرفتي من فضلك.

مدّ أنامله يزيل تلك العبرات اللعينة التي تتخذ وجنتيها مجرى لها، لمساته لها تحرقه لكنه يشعر بالراحة عندما يكون قريب منها، ربت فوق كفها بحب قائلًا:

_ هذه غرفتك، وهذا فراشك لن تتحركي من هنا، دعيني أعتني بكِ على طريقتي.

_ لا أسمح لك بالإقتراب مني فراس، لا تحلم.

هتفت بحدة بعض الشيء وهي تفكر باشياء سيئة يمكن أن يفعلها لها، وضع أصبعه فوق شفتيها يجعلها تصمت وهو يبتسم لها بخفة قائلًا:

_ أريد فقط أن أكون بجانبك لايهمني أي شيء كما ياتي برأسك.

أومأت له بعد دقائق من التفكير، فهي أيضًا تحتاج لنفس ذاك الشئ، جاء لينهض ولكنها أمسكت بكفه قائلة:

_ هل يمكن لك أن تجيب على سؤالي الذي طرحته عليك بالأمس؟

_  أنتِ لا ترغبي بحبي لكِ وأنا لا أفرض نفسي عليكِ ولكن قلبي يؤلمني، لم أشعر ذلك الشعور السئ من قبل، قررت أن أعاملك بطريقة صارمة لأجبر قلبي على نسيانك ولكن مشاعري التي أقتلها تستيقظ من جديد وترهقني خلفها.

كان يتمعن بالنظر داخل عيونها التي تشبه الحدائق الخضراء الشاسعة وهو يحمل كفها بيد واليد الأخرى فوق صدره بموضع قلبه، متسألًا بعيناه متى سيرق تلك القلب القاسي عليه ويحبه؟

_  ماذا تريد أن أخبرك فراس؟ هل ترغب بسماع أن إيما تحبك مثلما تحبها؟! أم أخبرك إنني أرهقت بسبب معاملتك لي وغيابك عني؟ إيما تكرهه فكرة الإبتعاد عن فراس.

أخرجت كل مايرهق قلبها هي الأخرى له وهي تتحدث بصوتِ مرتفع كأن غرورها وحزنها يمنعها عن الإعتراف بذلك، أنفرج فاهه بصدمة يتسأل هل هو أستمع بشكل جيد أم أنه حلم يراوده بسبب تفكيره بهذا الأمر؟!

_ هل أنتِ بخير؟

تسألها وهو يتفقدها هل هي حقًا جالسة أمامه بواقعهم الملموس أم لا؟ شعر بقلبه يتراقص لوجودها قلبًا وقالبًا بجانبه، نظرت له بإبتسامة هادئة وهي تومأ له قائلة:

_ أصبحت بخير عندما أخرجت ما يؤلمني.

_ عندما أنتهي من قتل أي أحد وأرى الدماء متناثرة بكل مكان أشعر بسعادة غامرة ولكن اليوم سعادتي لايمكن وصفها، أنتِ بإعترافك هذا أعطيتيني حياتي من جديد.

كان سعيد للغاية مثلما يخبرها لكنه لم يعلم مالذي ينتظره بالمستقبل؟! حاولت أن تغرقه بعضًا من الحب الذي كان يغرقها به كان أمرًا صعبًا عليها فهي تشعر أنها تخون والدها بموته! كلما تحدثت معه بشكل جيد أو شعرت بشيء يميل للإقتراب منه تلعن نفسها وتحاول الإبتعاد حتى وإن كان هذا يؤذيها!

_ سأذهب لإحضار طعام لكِ لن تخرجي من هنا إلى أن تصبحي بخير.

أومأت له  بإبتسامة رقيقة مثلها، أقسم أنها تجذبه لفعل شئ لايرضيها ولكنه لم يعد يتحمل فإعترافها هذا فتح له جميع الأبواب المغلقة، خرج من الغرفة وهو يتماسك بصعوبة على أن يتراقص كالفراشات ويظهر كالمجانين أمام عائلته الصغيرة والخدم الذي يملأ قصره، أما هي فجلست تتسأل نفسها متى أحبها هذا الرجل كل هذا الحب؟ فبسبب والدها الذي كان يخاف عليها لم تتعرف على اي شاب من قبل أو تتعلم كيف يكون الحب، شعرت هذه الصغيرة بالحب الصادق من هذا الرجل بجميع أشكاله اللطيفة، فحبه لها لم يكن كحب رجل لحبيبته فقط، منذ البداية أحبها كأنها إبنته بعد ذلك شعر أنها صديقته أراد أن يحبها أكثر وأكثر الي أن وصل به الأمر ليحبها كزوجة وحبيبة له، يخشى أن يتضخم حبه لها أكثر من ذلك حينها لن يستطيع إطلاق مسمى له!

قطع عنها وصلة تفكيرها عندما دلف لها وهو يحمل صينية يعلوها أطباق ممتلئة بالطعام وكوب من العصير الطازج لينعش لها صحتها من جديد.

_ أراكِ بكل مكان إيما، أرهقتيني يافتاة.
هتف وهو يضع مابيده فوق الطاولة الخشبية الصغيرة ويبادلها إبتسامة سعيدة راضية عن كل مايحدث، أشارت له أن يجلس بجانبها قليلًا لكنه نفى لها برأسه، قائلًا:

_ لن أتحرك قبل أن ينتهي هذا الطعام، هيا سأطعمك بيدي.

بدأ بأخذ الطعام و وضعه بفمها الصغير وهي فقط تنظر لما يفعله بغرابة وفضولها يقتلها حول مايحدث تظن إنها تحلم فهذه كانت أحلامها البسيطة منذ صغرها أن تتزوج برجل يعتني بها، ويطعمها هكذا ولكن اقاربها كانوا يقطعوا وصلة أحلامهم بتدخلهم السئ من حيث احاديثهم السيئة عن الزواج وماشابه، وأن هذه أشياء لن تحدث سوى بالروايات الخيالية فقط!

_أين ذهبتي؟

هتف "فراس" وهو يلوح لها لييقظها من نومها هذا، فهو يظنها قد نامت وأعينها مفتوحة مثل الخيل!

_ عندما كنت صغيرة تمنيت أن يكون لدي زوج يحبني بجنون، يعتني بي جيدًا، يطعمني وكأني إبنته، يتجول معي العالم بأكمله ولكن بعض الناس كانوا يزعجوني، ويخبروني أن هذه الأحلام لن تتواجد سوى بالروايات ولكن الآن أرى كل أحلامي بك فكيف أنت هكذا؟

تتحدث معه بهدوء تام وشعورها كأنها فراشة يملؤ قلبها برحيق أزهار فصل الربيع البديعة، أرادت لو تعانقة بحب جم لأنه أعطاها شعور مختلف أسعدها، نظر لها بإبتسامة وهو يترك الطعام من يديه قائلًا:

_ صدقيني إيما أنا لا أفهم كيف أصبح فراس هكذا؟ ولكن معك يكن كل شيء سهل خفيف على قلبي، إذا طلبتي أن أحضر لكِ اي شيء سأفعله بصدرٍ رحب، دعينا نشاهد تغيرات حياتنا سويًا نتيجة حبنا.

أرسل لها حبه الظاهر بعيناه، بكلماته اللينة الحنونة التي لم تكن بيوم لتصدق أن فراس هذا الوحش البشري يخرج من بين شفتيه تلك الكلمات الدلالية!

يفجر حبه وكلماته المعسولة أمامها، ويجعلها حائرة ومتتظرة إجابات لتسأولاتها العديدة ويذهب بكل بساطة كأنه لم يفعل شيئًا، تركها وجلس بالأسفل مع عائلته للتحدُث معهم ببعض الأمور.

حلّ الليل وتزينت السماء بالنجوم اللامعه وهذه الصغيرة تتوسط الفراش خاصته وتنظر بكل هدوء لبساطة السماء وجمالها، أما هو فلم يصعد لها حتى الآن.

_ أريد أن أراها وأطمأن على صحتها، هل تمنعني عن رؤية زوجتك فراس؟

هتفت والدته بضيق فبقى لها ساعتان تحاول إقناعه بأن يسمح لها لتصعد وترى "إيما" لكن رأسه كالحجر فأوامره لن تسقط إلا بعد موته، نظر لها بخبث قائلًا:

_ أريد أن أجلس مع زوجتي بعضًا من الوقت أمي، ماذا بك لن تفهمي ماذا أقصد؟ لم أذهب لعملي اليوم وأمنعك عن رؤيتها مارأيك بذلك؟

أبتسمت بخجل من حديثه الوقح هذا، قائلة:

_ لا عليك يا عزيزي فهمت ماتريد ولكن خبثك هذا لن يمنعني عن رؤيتها.

أومأ لها بضحك بعدما ولاها ظهره وصعد فوق الدرج مسرعًا ليراها فأصبح وقته ممل بدونها، يفكر بأن يصنع منهت دمية ويأخذها معه أينما ذهب.

_ ماهذا التفكير المعتوه فراس؟

ضحك بشدة على جنونه الذي وصل له بسبب تلك الصغيرة المرهقة، دلف الغرفة بهدوء وهو يغلقها جيدًا خلفه، وقف لدقائق معدودة يمرر بصره على تلك اللؤلؤة اللامعة التي تتوسط فراشه فرغم مرضها ووجهها الشاحب إلا أنها لامعه لم تنطفئ بعينه!  ملئ صدره بالهواء النقي وهو يتجه إليها بخطوات هادئة لايريد أن يزعجها، جلس بجانبها وهو يتمدد فوق الفراش على راحته قائلًا:

_ آرى أن الفراش أصبح أكثر راحة عندما جلستي فوقه!

أبتسمت بخفة وهي تنظر له بوجه شاحب بعض الشيء قائلة:
_ أين كنت كل هذا الوقت؟ أنا مللت من الجلوس بمفردي.

_ أردت أن أتركك على راحتك ولكن..
قطعت حديثه وهي تتحدث بهدوء قائلة:
_ إذا كنت بجانبي لكنت شعرت بالراحة.

أدار وجهه للجانب الآخر وهو يحاول السيطرة على مايشتعل بداخله فهي مريضة الآن وغير ذلك لن تتقبل منه أن يقترب منها، وضعت أناملها الرقيقة فوق ذقنه تدير وجهه لها مرة ثانية، قائلة:
_  ضمني إليك قليلًا، أحتاج إلى ذلك يا فراس.

طلبت منه بابتسامة بسيطة و وجه برئ لدرجة أنه يجعلك تفعل أي شيء لأجله، أومأ لها وبداخله سعادة لم يستطع التعبير عنها إلا بالصراخ، بادلها الإبتسامة الصغيرة التي برزت فكيه وغمزاته وهو يفتح لها ذراعه ويجذبها إليه بهدوء، شعرت برجفة تسير بجسدها ولكن ذلك الشعور الغريب يغطي حتى على تلك الرجفة.
_ أنت سبب مرضي وبنفس الوقت دوائي! لم أستطع تحديد أي شعور بداخلي ولكن ما أعلمه أنني أحتاج لك.

ربت على كتفها بحنو وهو يقبل خصلاتها بهدوء، قائلًا:
_ وأنا لن أتخلى عنكِ يا صغيرتي، أحبك لدرجة أعجز عن وصفها حتى!

ظلت هكذا إلى أن نامت بين يديه وهو عندما أطمان أنها قد غطت بنومٍ عميق ذهب خلفها وهو يشعر براحة تغمره وسعادة يريد التحليق بالسماء بسببها، ولأول مرة يشعر أنه يحق له العيش بسعادة مثل الآخرون.

Continue Reading

You'll Also Like

1.1M 43.5K 42
فتيـات جميلات وليالــي حمـراء وموسيقـى صاخبة يتبعهـا آثار في الجسـد والـروح واجسـاد متهالكـة في النهـار! عـن رجـال تركوا خلفهم مبادئهم وكراماتهم وأنس...
526K 39.3K 63
من رحم الطفوله والصراعات خرجت امراءة غامضة هل سيوقفها الماضي الذي جعلها بهذة الشخصيه ام ستختار المستقبل المجهول؟ معا لنرى ماذا ينتضرنا في رواية...
705K 31K 39
احبك مو محبه ناس للناس ❤ ولا عشگي مثل باقي اليعشگون✋ احبك من ضمير وگلب واحساس👈💞 واليوم الما اشوفك تعمه العيون👀 وحق من كفل زينب ذاك عباس ✌ اخذ روحي...
281K 6.8K 69
حياةٌ اعيشها يسودها البرود النظرات تحاوطني أواجهُها بـ صمود نظراتٌ مُترفة .. أعينٌ هائمة ، عاشقة ، مُستغلة ، عازفة ! معاشٌ فاخر ، صوتٌ جاهِـر اذاق...