ماركيز الشيطان

By heaven1only

310K 23K 7.5K

الرواية مكتملة✔️ الماركيز رومانوس دي فالكوني, كان يعتبر نفسه أسعد رجل في العالم وخاصة بوجود شقيقته الحبيبة وا... More

التعريف
فصل الأول - ثواني
فصل 2 - عذاب الروح
فصل 3 - أنا هو النار
فصل 4 - الشيطان المُقنع
فصل 5 - شارلي ديكنز
فصل 6 - أخيراً تحررت
فصل 7 - الأخوين بوربون
فصل 8 - الوجه الحقيقي للشيطان
فصل 9 - ماردي الوسيم
فصل 10 - دمية بين يديه
فصل 11 - أريدُ طفلي
فصل 12 - انتقام المارد
فصل 13 - سلبي
فصل 14 - عينيه
فصل 15 - سحر غريب
فصل 16 - مُذكراتها الوردية
فصل 17 - حاوطني الظلام
فصل 18 - أمي
فصل 19 - عصافير الحُب
فصل 20 - قُبلة صغيرة
فصل 21 - أخي العزيز
فصل 22 - لن أحتمل أبداً
فصل 23 - الصفعة
فصل 24 - بادلتهُ القبلة
فصل 25 - بسبب الماركيز
فصل 26 - نار الغيرة
فصل 27 - الوداع الأخير
فصل 28 - أخيراً أنا سعيدة
فصل 29 - ثاني أكبر كذبة
فصل 30 - انتقام آل بيلاتشو
فصل 31 - الزفاف الأسطوري
فصل 32 - مالكة قلبي
فصل 33 - ماركيز الشيطان
فصل 34 - يجب أن أهرُب
فصل 35 - ساعدني لأهرب
فصل 37 - ألم القلب
فصل 38 والأخير - ملاكي الحارس

فصل 36 - ليلة الوداع الأخيرة

6.7K 537 97
By heaven1only






ماريسا**


كنتُ أجلس في المقعد الخلفي في سيارة الأجرة وجسدي يرتعش من الخوف.. كنتُ خائفة من السفير.. هناك شعور بداخلي يُخبرني بعدم تنفيذ خطته ولكن قلبي المحطم يرغب بالفرار..

ولكن خوفي الأكبر كان من رومانوس.. أنا أعرفهُ جيداً.. أعرف شيطانهُ جيداً.. إن اكتشف إلى أين هربت الآن وماذا أُخطط لفعله سيدمرني من جديد..

توقفت سيارة الأجرة أمام باب القصر وخفق قلبي بعنف عندما ترجلت منها.. انفتحت البوابة تلقائياً عندما شاهدوني الحُراس وفورا حاصروني ورافقوني إلى الداخل ولكنهم أجبروني على الصعود داخل سيارة الرباعية الدفع.. وعندما حاولت الاعتراض أجابني واحداً منهم قائلا قبل أن يُغلق باب السيارة

" إنها أوامر الماركيز.. فهو يريد رؤيتكِ في الشركة سيدتي "

شعرت بالفزع وبدأت قدماي ترتعشان وفكرت بذعر.. لقد كشفَ أمري بالتأكيد!!.. رومانوس اكتشف أمري؟!!!...

شحب وجهي بشدة وشعرت بالغثيان وأردت أن أتقيأ بسبب خوفي الشديد.. عندما توقفت السيارة في الموقف الخاص في الشركة كاد أن يُغمى عليّ من كثرة الخوف..

خلعت القبعة ورميتُها على المقعد ثم ترجلت بهدوء من السيارة ورافقني الحُراس إلى داخل الشركة..

رافقوني الحُراس إلى المكتب وما أن دخلته وقفوا جانبا وأغلقوا الباب بهدوء.. كنتُ بمفردي مع رومانوس في المكتب وهذا أرعبني جداً..

وقفت جامدة بخوف أمام الباب ورأيت رومانوس يجلس على الكرسي أمام مكتبه وهو يقرأ صحيفة.. لم ينظر إليّ بتاتاً.. كان هادئ وغير مُكترث لوجودي..

" اقتربي وقفي أمامي "

سمعتهُ يأمرني ببرودٍ مُخيف ولكي لا أُغضبه مشيت بخطواتٍ مهزوزة ووقفت على بُعد عدة خطوات منه.. رفع نظراتهِ وحدق إليّ بهدوءٍ مُخيف..

ونظراتهِ الهادئة أرعبتني أكثر.. تأملني ببطء من رأسي حتى أخمص قدماي ثم صعوداً لتستقر نظراتهِ على عيناي..

" أين كنتِ؟ "

سألني بنبرة جامدة مُرعبة وشعرت بقلبي أصبح في معدتي بسبب سرعة دقاته.. لم أستطع فتح فمي والتفوه بحرفٍ واحد من جراء خوفي.. تأملته بفزع بينما كنتُ أرتعش من شدة الخوف منه



رمى رومانوس الصحيفة على مكتبه ووقف بهدوء وبرعب رأيتهُ يُزيل سترته ثم الجيليه من دون أكمام ووضعها فوق سترته على ظهر الكرسي ثم أزال ربطة عنقه ورماها على المكتب ورأيتهُ يفتح زر قميصه العلوي


ثم اقترب مني بهدوء بخطوات بطيئة جعلت جسدي يرتعش بعنف..

لدهشتي تخطاني ومشى بهدوء نحو اليمين.. استدرت ونظرت إليه بترقب وبفزع ورأيته يُلقي جسده على طرف الطولة وكتف يديه وحدق إليّ بغضبٍ بارد



" أين اختفيتِ فجأة في السوق يا زوجتي العزيزة؟.. هممم!!.. أخبرني وبصدق "

لصق لساني في حلقي ولم أستطع النطق بحرفٍ واحد بسبب رُعبي منه.. اصطكت أسنانه واشتد فكه ونظر إليّ بنظرات جعلت دمائي تتجمد في عروقي.. تجمدت نظرتهِ المُرعبة على عيناي وهتف بحدة وبغضبٍ شديد

" تكلمي.. أين كنتِ؟! "

انتفضت برعب وترقرقت الدموع في عيناي ولزمت الصمت بسبب خوفي الكبير منه.. شهقت بفزع عندما تحرك بسرعة ناحيتي وأمسكني بـ كتفاي وهزني بقوة هاتفاً بغضبٍ شديد

" تكلمي واللعنة.. أين كنتِ لفترة ساعة وأربعين دقيقة لعينة؟.. إلى أين ذهبتِ؟.. تكلمي.. فجأة اختفيتِ وجعلتِ لوكاس والحارسين يبحثون عنكِ بجنون في المنطقة.. أين كنتِ ماريسا؟ "

توقف عن هزي ورأيت الغرفة تدور بي.. سالت دموعي على وجنتاي وتمسكت بصدره لكي لا أقع ثم أغمضت عيناي وقلتُ له بهمس

" كنتُ أتمشى في السوق.. أردت.. أردت أن.. أن أكون بمفردي قليلا و.. وأفكر.. أرجــ.. أرجوك لا تؤذيني "

كنتُ خائفة لحد اللعنة منه فأجهشت بالبكاء وقلتُ له بذعر

" لم أهرب كما ترى.. أنا.. أنا لم أهرب... لم أفعل "

لصدمتي الكبيرة عانقني بقوة وحضنني إلى صدره ومسد ظهري برقة بيديه وسمعتهُ يقول بنبرة هادئة حنونة

" توقفي عن البكاء ملكتي.. لم أقصد إخافتكِ.. كنتُ قلقاً عليكِ وظننت بأن مكروهاً قد أصابكِ.. شعرت بالخوف عليكِ.. رجاءً توقفي حبيبتي عن البكاء.. سامحيني لم أقصد إخافتكِ.. لكنني كنتُ خائفاً لحد الموت عليكِ.. لا تخافي مني أبداً حبيبتي.. لا تفعلي أبداً "

بدأت شهقاتي تخف تدريجياً بسبب كلماتهِ الحنونة.. حملني رومانوس بين يديه ومشى ببطء ثم جلس على الأريكة ووضعني بحضنه..

نظرت في عمق عينيه ورأيت نظراتهِ تستقر على شفتاي.. كنتُ أعلم جيداً بأنني نقطة ضعفه الكبيرة في الحياة.. وكنتُ أعلم جيداً بأنهُ لا يستطيع رؤية دموعي ويُصبح ضعيفاً أمامي عندما أتقرب منه..

ولكنني أحبه رغم كل ما فعلهُ بي.. أنا ما زلتُ أعشقه رغم أنهُ حطم قلبي بحقيقته.. وأنا امرأة مجروحة الآن..

استسلمت لنظراته الراغبة بتقبيلي واستخدمت نقطة ضعفه الآن لمصلحتي لأجعله ينسى هروبي اليوم في السوق.. لذلك أغمضت عيناي وهمست برقة مُتناهية

" رومانوس... "

سمعتهُ يتأوه بسعادة ثم شعرت بشفتيه على خاصتي.. في البداية كنتُ جامدة ولم أُبادله القبلة لكنني ضعفت أمامه بسبب حُبي له..

شعرت بالضعف وبادلتهُ قبلتهُ بشوقٍ أكبر وبرغبة أشد..

رفعت كلتا يداي ووضعتهما على رأسه وبدأت بمداعبة شعره الجميل.. تأوه رومانوس بقوة من خلال القبلة ثم فجأة توقف عن تقبيلي..

فتحت عيناي ونظرت إليه بدهشة.. تأملني بحزن وهمس قائلا

" لا أريدُكِ أن تندمي لاحقا لأنكِ استسلمتِ لي هنا حبيبتي.. وعدت نفسي بأن أُمهلكِ المزيد من الوقت حتى تُسامحينني.. لن ألمسكِ ملكتي قبل أن تُسامحيني "

أنا فعلا كنتُ سأستسلم له بالكامل وهنا على الأريكة في مكتبه.. ارتعش جسدي من اعترافه لي وشكرتهُ بداخلي لأنه منعني عن الاستسلام له.. أرحت رأسي على صدره وأنا مُغمضة العينين ووضعت كلتا يداي على صدره..

شعوري بنبضات قلبهِ المتسارعة جعلتني أشهق بقوة حُزنا وألماً.. كان يُداعب شعري ويمسح يدهُ عليه بخفة بينما بيدهِ الأخرى كان يمسح بها ظهري برقة.. وبدأت أبكي على صدره بتعاسة على حظي.. كيف لي أن أحبه وأكرهه بنفس الوقت!!!.. بل كيف لي أن أتوقف عن حُبي له!!!..

سمعتهٌ يهمس قائلا

" لماذا تبكين الآن؟!.. توقفي عن البكاء ملكتي أرجوكِ.. أنا آسف ملكتي.. لا تخافي مني.. أنا من المستحيل أن أؤذيكِ ملكتي.. مستحيل أن أفعل ذلك من جديد.. فلا تخافي مني مالكة قلبي.. آسف لأنني أخفتكِ منذ قليل وآسف لأنني ضعفت وقبلتُكِ.. لا تخافي ملكتي لن ألمسكِ أبداً قبل أن تُسامحينني "

همس لي بحنان بتلك الكلمات وكانت كلماتهِ بلسم لقلبي المجروح.. توقفت عن البكاء لكنني لم أرغب بالابتعاد عنه.. تنهدت براحة وأنا أستنشق عبير عطرهِ الرائع.. ظللنا على تلك الوضعية ولم ننطق بحرف.. وبعد وقتٍ طويل غرقتُ بالنوم في حضنه دون أن أشعُر..

تناهى إلى مسامعي صوت رومانوس الحنون الهامس.. حركت جفوني وفتحتُها بخفة ورأيت سقف المكتب.. أخفضت نظراتي ورأيت إيثان يجلس على الكرسي أمام المكتب بينما رومانوس كان يقف أمام الواجهة الزجاجية العملاقة وهو يضع يديه بجيب سرواله وينظر إلى البعيد وقال بالإنجليزية وبهمس

" أخبرتُك إيثان بقراري.. عندما يتحسن ماثيو ويستطيع السير على قدميه من جديد سأخبره بأنني أعدت جميع ممتلكاتهِ إليه وممتلكات ذلك الحقير.. ولا أنا لن أُخفي سر إيلينا عنه.. ماثيو يجب أن يعلم بأن لديه طفلة.. طفلة تُحبهُ وتعشقهُ لأنهُ والدُها.. ولكن أنا لن أسمح لهُ بأخذها مني.. لقد حرمني سابقا من شقيقتي لذلك لن أسمح له بأن يحرمني من ابنتها أيضا "

توسعت عيناي بصدمة ثم برعب.. شعرت بالصدمة لمعرفتي بأن رومانوس أعاد جميع ممتلكات شقيقي إليه.. ولكن ما أخافني أكثر سماعي بأنهُ لن يسمح لـ ماثيو بأخذ ابنته.. سمعت إيثان يقول له بهمس لكن بالإيطالية

" وماذا ستفعل إن رفض التخلي عن ابنته؟ "

ساد الصمت في الغرفة لثواني ثم سمعت رومانوس يقول بالإيطالية

" حينها سأطلب منه أن يبقى معنا في إيطاليا.. سأعرض عليه عملا وسأهتم بإقامتهِ وأوراقهِ القانونية و سأسمح له بأن يضع إيلينا على اسمهُ ويعطيها كنيته.. لا أظن بأنهُ سيعترض حينها.. هو رجل جيد في النهاية.. لقد كان ضحية لذلك الخبيث المجرم لذلك أنا سامحته.. سامحتهُ منذ زمنٍ طويل وأرغب من أعماق قلبي بأن تُسامحني ملكتي.. أريدُ أن أستريح إيثان من ذلك الثقل الذي يتربع على قلبي.. أريدُ أن أستريح نهائياً وإلى الأبد من الماضي وآلامه ومن كُره ملكتي لي "

رأيت رومانوس يستدير وفوراً أغمضت عيناي وادعيت النوم.. سمعت خطواته تقترب وصوت الكرسي يُزاح وجلوسهِ عليها ثم سمعتهُ يتنهد بقوة وتابع قائلا بالإيطالية

" ظننتُها هربت مني اليوم.. هل تعلم ما شعرت به عندما اتصل بي لوكاس وأخبرني بأنه أضاعها؟ "

ساد الصمت للحظات ثم سمعتهُ يقول بنبرة متألمة حزينة

" ألم فظيع أحسست به في قلبي.. ألم لم أستطع احتماله.. فجأة العالم أصبح مُظلما في عيناي.. انقلب العالم رأسا على عقب فوق رأسي.. كنتُ ضائع بين خوفي عليها والهلع بأن تكون قد هربت مني.. فكرة أنني خسرتُها قتلتني "

لم أفهم ما قاله لكنني عرفت بأنه كان يتكلم عني.. تحدث مع إيثان بالإيطالية لوقتٍ طويل وبعد مرور نحو نصف ساعة وقف إيثان وودع رومانوس وذهب.. سمعت خطوتهِ تقتري وشعرت بهِ يقف أمام الأريكة.. كانت سترتهُ على جسدي وشعرت به يسحبُها بخفة..

بعد لحظات جلس بجانبي ولمس بخفة وجنتي وداعبها برقة بأنامله.. وسمعتهُ يهمس بالإيطالية بنبرة حنونة

Regina del mio cuore

ملكة قلبي

ثم همس برقة

Mia regina

ملكتي

وسمعته يهمس من جديد بنبرة حنونة

Sei la Regina del mio cuore

أنتِ ملكة قلبي

ثم شعرت بشفتيه تلمس جبهتي وطبع قبلة رقيقة عليها.. ثم وقف وحملني بين يديه ومشى ببطء نحو المصعد الخاص به داخل المكتب.. فتحتُ جفوني بسرعة ورأيتهُ ينظر إليّ بحنان.. رمشت بقوة بخجل وتثاءبت لكي يظن بأنني استيقظت الآن.. ابتسم برقة وهمس قائلا

" أخيراً استيقظتِ ملكتي.. تبدين فاتنة جداً عندما تتثاءبين "

احمرت وجنتاي من جراء الخجل.. رومانوس يجعلني أخجل بشدة عندما يتغزل بي.. نظرت نحو باب المصعد عندما انفتح وسألته بصوتٍ ناعس

" نسيت حقيبة يدي في مكتبك.. و.. إلى أين نحن ذاهبين؟

مشى على سطح المبنى نحو الهليكوبتر وقال بهدوء

" إلى منزلنا.. وحقيبتكِ بحوزتي لا تقلقي.. كما التوأم عادوا إلى القصر منذ ساعة تقريباً "

منزلنا!!!... هذه الكلمة أحزنتني.. للأسف أنا لا أعتبر قصره منزلي.. صعب جداً أن أفعل ذلك.. ولكن شعرت بالراحة لأن حقيبة يدي كانت معه فالهاتف الذي سلمني إياه السفير بداخلها..

التزمت الصمت طيلة فترة الرحلة حتى وصلنا إلى القصر.. ترجلت من الطائرة وأمسكت حقيبة يدي وتوجهت مُسرعة إلى جناح أطفالي...



ماركو**


كنتُ أقود سيارتي الرياضية ببطء وأنا غارق بأفكاري.. ماريسا حامل.. أنا متأكد من ذلك.. لكن لم أستطع إخبار رومانوس بذلك.. للمرة الثانية أُخفي عنه سراً يخصه.. أولا ماثيو ثم حمل ماريسا منه الآن..

تنهدت بقوة وضربت المقود بيدي وهمست بغضب

" تباً.. أنا متأكد بأن ماريسا اكتشفت بأنها حامل ومنذ فترة.. لكن لماذا لم تُخبر رومانوس بذلك؟!.. اللعنة هذا ليس من شأني.. هذه المرة عليهما أن يحلا خلافاتهما مع بعضهما البعض دون أي تدخل من أحد "

تباً.. أنا لم أُخبر رومانوس بأنها حامل.. لم أرد أن تكرهني ماريسا أكثر.. عليها أن تُخبر الماركيز بحملها منه بنفسها..

أوقفت السيارة في الموقف الخاص في قصري وترجلت منها وتوجهت نحو المدخل..

كنتُ أشعر بالحزن الشديد بسبب اكتشاف ماريسا للحقيقة بهذه الطريقة وبسبب معرفتي بأنها أخفت حملها عن رومانوس..

رأيت فيليا تجلس في غرفة المعيشة وهي تشاهد التلفاز.. ما أن رأتني وقفت وابتسمت لي بفرح وأشارت لي بلغة الإشارات

( ماركو لماذا عُدتَ مُبكراً؟.. لم تذهب إلى المستشفى؟ )

ابتسمت لها بحزن وأشرت لها لكي تجلس ثم اقتربت وجلست بجانبها ونظرت إليها بحنان وداعبت خدها بأصابعي ثم أشرت لها بلغة الإشارات قائلا

( لم أذهب إلى المستشفى.. لقد ذهبت لرؤية ماثيو وهو يكون شقيق ماريسا )

توسعت عينيها بذهول وبدأت أُخبرها بما حصل.. عندما انتهيت نظرت إلى البعيد وقلتُ لها بحزن

" كطبيب أنا متأكد بأن ماريسا حامل بطفل الماركيز.. لم أستطع إخباره بذلك فالوضع مُعقد جداً بينهما حالياً.. ولم أرغب بأن أزيد هموماً أكثر على رأس رومانوس و حُزن أشد لـ ماريسا.. لقد كرهتني وكرهت شارلي بسبب إخفائنا للحقيقة عنها.. لقد كرهتنا.. ولا أريدُها أن تكرهني أكثر إن أفصحت لـ رومانوس عن حملها "

نظرت إلى فيليا وعقدت حاجباي ونظرت إليها بذهول.. كانت تبدو حزينة لكن لم يبدو عليها الدهشة لمعرفتها بحمل ماريسا.. نظرت إليها بغرابة وسألتُها

" هل كنتِ تعرفين بقصة مريسا مع الماركيز؟.. وهل كان لديكِ عِلم بأنها حامل؟ "

أخفضت نظراتها وأشارت لي بيديها

( شارلي أخبرتني قصة ماريسا والماركيز منذ زمن.. وكان لدي شكوك بأنها حامل.. ذهبت منذ ثلاثة أيام لزيارتها مع شارلي و تقيأت كل ما تناولته على الغداء.. سألتُها لكنها أنكرت ذلك.. حتى أنني سألت شارلي وهي أيضا قالت لي بأن ماريسا مُتعبة فقط وليست حامل.. طبعاً لم أصدقهما لكن لم أُعلق على الموضوع )

حضنتُها إلى صدري ومسدت على ظهرها برقة قائلا بحنان

" أنتِ صديقة مُخلصة جميلتي.. ثم لا أريدُكِ أن تحزني.. تذكري جيداً بأنكِ حامل أيضا والحزن ليس جيداً لكِ ولصغيرنا "

رفعت رأسها ونظرت في عمق عيناي ثم قبلتني بخفة على شفتاي.. أرحت رأسها على كتفي وبعد لحظات طويلة ابتعدت فيليا قليلا عني وأشارت بيديها

( هل تظن أنها قد تُسامح الماركيز في يوم من الأيام؟ )

نظرت إلى عينيها بحزن وأجبتُها بغصة

" ستفعل.. عليها أن تفعل ذلك لأنه يستحق أن تُسامحه.. لكن لا أعتقد بأنها ستفعل ذلك بسهولة.. ليس بسهولة أبداً.. ماريسا حنونة وعاطفية ورقيقة ومرهفة الإحساس.. لكنها تألمت جداً في الماضي على يدين صديقي.. هي مجروحة حالياً وتحت تأثير الصدمة.. أتمنى أن يتصرف معها رومانوس بحكمة في هذه الفترة ويصبر عليها قليلا.. وليس أمامنا الآن سوى الانتظار "

ابتسمت بحزن واستأذنت من زوجتي وتوجهت إلى مكتبي لكي أفكر...



رومانوس**


كان جداً مؤلم لي أن أراها تبكي وهي تتوسل إليّ لكي لا أحرمها من أطفالنا.. لذلك أمرت بجلب الأطفال مع نانا ماريتا إلى اليخت لكي أُفرح قلب ملكتي.. حاولت فعل المستحيل لكي أجعلها تُسامحني لكن للأسف لم أنجح.. لكن لن أستسلم أبداً.. سأجعلها تنسى الماضي وآلامه وأحزانه.. سأجعلها تُسامحني قريبا..

كنتُ أجلس بهدوء على سطح المركب أنظر بشرود إلى البحر..

مضى أربعة أيام دون أن أتقدم خطوة واحدة منها.. كانت تفعل المستحيل لكي تُبعدني عنها وتؤلمني بتصرفاتها الباردة معي.. حتى أنها أمرتني بالنوم على الأريكة وأظل بعيداً عنها..

وطبعاً لم أستطع رفض طلباتها لكي لا أُخيفها و أُحزنُها.. وكان جداً صعب عليّ أن أراها بتلك الملابس المغرية ولا ألمسها.. كنتُ أعيش في جحيمي الخاص معها.. رغم أنها طلبت مني أن أُمهلها المزيد من الوقت حتى تُسامحني إلا أنها كانت تصدني باستمرار ولا تسمح لي بالاقتراب منها..

ولكن أصابني القلق والخوف وبدأت الشكوك تعصف بداخلي.. كان يُغمى على ماريسا باستمرار ووجهها لم يُفارقه الشحوب.. حتى أنني لاحظت بأنها لم تعُد تشرب عصير الفاكهة الطازج ولم تعُد تأكل أنواع مُعينة من الأطعمة والتي كانت تعشقُها.. هل هي حامل بطفلي وتُخفي عني ذلك؟!!..

فكرت بسعادة بذلك الاحتمال ورأيتُ به حُجة مُقنعة لجعلها تتقرب مني أكثر.. اتصلت بـ ماركو وسألته عن هذا الاحتمال لكنه أنكر فوراً ذلك.. كان يتكلم معي بطريقة غريبة وهو يُقنعني بأن إغمائها بسبب تداعيات الصدمة التي تلقتها.. طبعا لم أصدقهُ بسهولة وأحسست بأنه يكذب عليّ.. لكن لماذا سيكذب ماركو؟!.. لا أظن بأنه يفعل..

لكن ما جعلني أشعُر بالإحباط أكثر سماعي لها تتكلم مع نانا ماريتا وإخبارها بأنها أنهت دورتها الشهرية منذ يومين..

كم تمنيت لو أنها حامل مني من جديد.. كم تمنيت ذلك من أعماق قلبي.. كنتُ أرغب بشدة أن يكون لنا المزيد من الأطفال وخاصة في هذه الفترة حتى أعوضها عن فترة حملها السابقة بالتوأم.. لكنها للأسف ليست كذلك..

ولذلك اتخذت قراري سنذهب كعائلة إلى جزيرة كابري وأجعل ملكتي تبتسم من جديد.. كانت رحلتنا جميلة استمتعنا بها جداً ونحن برفقة أطفالنا.. أما في المساء كنتُ أنام بجانب ملكتي على السرير.. اشتقت لقربها مني ومعانقتها إلى صدري.. وكنتُ أنتظرها حتى تنام لأفعل ذلك..

وعندما عدنا إلى اليخت مع الأطفال عادت لتبتعد عني.. كنتُ مُحبط جداً وفكرت مالياً كيف يجب أن أتصرف معها.. وبعد مرور أسبوع آخر عدنا إلى دي فالكوني وأخذت ملكتي لكي ترى شقيقها..

جلست على الأريكة باسترخاء في الصالون التابع لجناح ماثيو وانتظرت ملكتي حتى تخرج.. كنتُ شارد بأفكاري عندما سمعت صوت رنة هاتفي.. سحبتهُ من جيب سترتي ورأيت المتصل ليس سوى إيثان.. وما أن ضغطت على الشاشة ووضعت الهاتف على أذني حتى سمعت بصدمة إيثان يهتف لي ببكاء وبرعب عما حصل لزوجته..

شعرت بالحزن عليها وعلى صديقي المُرتعب.. حاولت تهدئته وأن أفهم منه ما حدث لكنه أنهى الاتصال.. اتصلت بـ لوكاس لأفهم ما حدث وشعرت بالغضب من الحياة.. لماذا تحدث كل تلك المصائب لنا؟.. لماذا يجب أن يُعاني الجميع وكل من أحبهم..

انهيت الاتصال مع لوكاس واتصلت بـ ماركو لكنه لم يُجب.. وقفت ومشيت بخطواتٍ سريعة نحو غرفة ماثيو وفتحت الباب وهتفت بألم وبغضب من الحياة باسم ملكتي.. اعتذرت لها لأنني أخفتُها ثم توجهنا نحو المستشفى..

لحسن الحظ شارلي و الجنين بخير.. لكن المسكينة تعرضت لكسر خطير في ساقها اليسرى.. شعرت بالحزن على شارلي بعد خروج مريسا من غرفتها.. كنتُ أستطيع سماع بكاء شارلي المرير وهي تهتف لـ ماريسا لكي لا تذهب وتسامحها..

عندما عدنا إلى القصر اتصلت بـ إيثان وتكلمت معه ثم مع شارلي.. اعتذرت لها عن أفعال ملكتي وطلبت منها أن تعذرها وتصبر قليلا عليها ثم طلبت منها أن تنتبه على صحتها وصحة الجنين حاليا وبعدها اتصلت بالقصر الذهبي وتكلمت مع ماثيو..

انهيت المُكالمة معه وصعدت إلى مكتبي.. جلست بانهيار على الكرسي ووضعت يدي على رأسي أفكر بحزن..

والآن كيف سأتصرف معهما.. ماثيو و ماريسا أصبحا يُشغلان كامل تفكيري.. تنهدت بقوة وفتحت الحاسوب وبدأت أعمل على الملفات التي أرسلتها لي سكرتيرتي سارلفي عبر البريد الالكتروني..

في اليوم الثاني كنتُ في شركتي في قاعة الاجتماع عندما تلقيت اتصالا من لوكاس.. في البداية تجاهلت اتصاله وتابعت الاجتماع لكن عندما عاد واتصل بي لوكاس من جديد عرفت فوراً بأن مكروها قد حصل لملكتي..

استأذنت من الأعضاء وخرجت من القاعة ونبض قلبي بجنون عندما سمعت لوكاس يقول

( سيدي.. لقد أضعنا الماركيزة في السوق و... )

قاطعتهُ هاتفا بحدة وبذعر شديد وبغضبٍ جنوني

" كيف؟!!.. كيف والجحيم حدث ذلك وأنت برفقتها لوكاس؟.. أين هي زوجتي؟؟؟.. أعدها لي في الحااااااااااال.. فهمت؟؟.. عليك أن تجدها في أسرع وقت.. وإياك أن تعود إلى قصري أو شركتي من دونهاااااااا.. وعندما تجدها أريدُها في مكتبي "

أنهيت المُكالمة ونظرت أمامي بغضبٍ عاصف.. كانت كل خلية في جسدي تنتفض.. عروق جسدي كلها نفرت ودمائي غلت بداخلها..

نظرت إلى الهاتف بيدي واتصلت بـ هنري.. لقد هربت.. ماريسا هربت مني.. طلبت منه المساعدة لكي يبحث لي عنها وعندما انهيت الاتصال مع هنري فكرت بأسى.. كيف لها أن تترك أطفالنا وتهرب؟!... لا.. لا أظنها فعلت ذلك.. ماريسا لن تترك أطفالها وتهرب.. إن أرادت الهروب ستهرب مع الأطفال.. تنهدت بأسى وهمست بمرارة

" أين أنتِ ملكتي؟.. أين أنتِ حبيبتي؟!... "

دخلت إلى القاعة واعتذرت من الأعضاء والمدراء في شركتي وانهيت الاجتماع وصعدت إلى مكتبي.. لم أستطع العمل.. لم أستطع فعل شيء سوى المشي ذهابا وإيابا بتوتر في مكتبي.. كنتُ أرغب بتحطيم المكتب بأكمله بسبب غضبي وخوفي وقلقي عليها.. لكنني لا أريد أن أعود إلى ما كنتُ عليه سابقا.. لا أريدُ أن أعود ذلك الشيطان المقرف..

وبعد ساعة ونصف وردني اتصال من لوكاس وأخبرني بأنها وصلت إلى القصر بسيارة أجرة وقال لي بأنها برفقة حرسي وسوف يصلون إلى الشركة بعد قليل..

تنهدت براحة وجلست على الكرسي أمام مكتبي وانتظرت.. عندما رأيتُها أمامي في المكتب كم رغبت بهزها بقوة وأهتف بوجهها كم أخافتني عليها.. رغبت بمعانقتها وتقبيلها وممارسة الحب معها بجنون هنا.. لكن لم أستطع فعل ذلك.. كنتُ غاضب منها لأنها أخافتني عليها.. وأردت أن أعرف أين اختفت فجأة..

لكن بسبب حُبي العميق لها لم أستطع أن أظل غاضبا منها.. كنتُ ضعيفاً أمامها وأمام دموعها.. وعندما هدأت مريسا أخيراً قبلتُها.. قبلتُها بشوق وبرغبة مُدمرة..

وكم أردت ممارسة الحُب معها الآن لكنني سيطرت على نفسي.. لقد وعدت نفسي بأنني لن ألمسها أبداً قبل أن أنال مُسامحتها لي..

لذلك وبقهر توقفت عن تقبيلها وأخبرتُها بالوعد الذي قطعته على نفسي.. وبعدها ملكتي غرقت بنومٍ عميق في حضني..

نظرت إليها بحنان ووضعت سترتي عليها ثم جلست على الكرسي أتأملها بحزن.. تنهدت بقوة واتصلت بسكرتيرتي وطلبت منها عدم تحويل أي مكالمة لي ثم عُدت لأنظر بحزن إلى ماريسا النائمة..

بعد دقائق طُرقات خفيفة على باب مكتبي انتشلتني من تفكيري العميق وأحزاني.. نظرت نحو شاشات المراقبة أمامي ورأيت إيثان يقف خلف لباب بانتظار أن أسمح لهُ بالدخول.. وقفت وتقدمت وفتحت له الباب بنفسي وأشرت له أن يصمت ثم سمحت له بالدخول..

وقف أمام مكتبي وتنهد براحة عندما رأى ماريسا نائمة ثم نظر إليّ بخبث قائلا

" لم تقتلها إذاً!!!!.. أحسنتَ روم "

نظرت إليه بغضب وهمست له بغيظ

" حقاً إيثان؟!.. كيف استطعت التفكير بأنني قد أؤذيها؟ "

نظر إليّ بحزن قائلا

" كنتُ أمزح.. اهدأ رومانوس لم أقصد شيء.. جميعنا نعلم بأنك تُحبها بجنون ومن المستحيل أن تؤذي شعرة واحدة في رأسها "

تنهدت بعمق ومشيت نحو الجدار الزجاجي ووقفت أنظر بشرود إلى المدينة في الأسفل.. سمعت إيثان يسألني بصوتٍ مُنخفض

" هل اتخذت قرارك النهائي بخصوص ماثيو؟.. أعني هو سوف يتحسن في النهاية و سيعلم بوجود ابنته وقد يرغب بأخذها معه والعودة إلى إنجلترا.. أم يا ترى قررت إخفاء وجود إيلينا عنه؟! "

فكرت بهدوء وأجبته بنبرة حزينة

" أخبرتُك إيثان بقراري...... "

أخبرته بصدق بما أريد فعله.. تحدثت بعدها بالإيطالية وأخبرت إيثان ما أحسست به من ألم و وجع اليوم وبعد ذهابه اقتربت من ملكتي وحملتُها وقررت العودة إلى القصر....

في المساء أثناء وجبة العشاء كنا نجلس بصمت وبهدوء.. لم أتكلم مع ماريسا ولم أفتح فمي بحرف.. وردني اتصال من تاجر مهم أتعامل معه وكلمتهُ بهدوء بينما كنتُ أتأمل ماريسا وهي تتناول عشاءها من دون شهية.. عندما أنهيت المُكالمة نظرت إلى ملكتي بحزن قائلا

" بعد أسبوعين سأسافر إلى اليابان لعقد صفقة مع شركة مهمة.. هل ترغبين بالسفر برفقتي والأطفال و.. "

رفعت رأسها وحدقت إليّ ببرود وقاطعتني قائلة

" لا.. لن أسافر برفقتك والأطفال إلى أي مكان.. اذهب بمفردك "

غضبت بشدة بسبب رفضها وبرودها معي الدائم.. لقد ضقتُ ذرعاً من تصرفاتها و لا مبالاتها لي.. تحملت استهزاءها بي طيلة الوقت وتحملت بُعدها عني وكُرهها لي.. أنا أعلم جيداً بأنني ضعيف أمامها.. بل ضعيف جداً أمامها.. لكن لكل شيء حدود..

وقفت بسرعة وضربت الطاولة بكلتا يداي بقوة جعلت ماريسا تنتفض من مكانها بخوف.. نظرت إليها بغضب وصرخت بحدة بوجهها

" هذا يكفي.. لقد مللت.. توقفي عن هذه التصرفات الطفولية ماريسا.. يبدو أنكِ نسيتِ بأنني زوجكِ و مكانكِ معي أنتِ و أطفالنا "

أخفضت ماريسا رأسها ثم رفعت عينيها ونظرت إليّ بخوف.. رأيت الدموع تترقرق في عينيها الجميلتين وهذا ألمني.. التزمت ماريسا الصمت ولم تعتذر أو تتأسف حتى..

تنهدت بعمق وأشحت بنظراتي إلى البعيد وقلتُ لها بمرارة قبل أن أصعد إلى مكتبي

" أنا آسف ملكتي.. لا تخافي مني.. ثم أنا لن أُجبرُكِ على فعل شيء لا تريدينه "

جلست خلف مكتبي وفكرت بمرارة كيف تحولت حياتي السعيدة معها إلى جحيم.. كما يجب أن أسافر إلى اليابان من أجل الصفقة.. ولا أستطيع تأجيل الرحلة وإلا خسرت الصفقة نهائياً.. ربما يجب أن أسافر بمفردي وأتركها هنا برفقة ماركو و فيليا.. هي تحتاج للمزيد من الوقت لكي تفكر..

اتخذت قراري النهائي وبدأت بمراجعة الملفات أمامي....



ماريسا**


شعرت بالسعادة لمعرفتي بأن رومانوس سوف يسافر.. يجب أن أغتنم هذه الفرصة جيداً.. فبعد أسبوعين سأستطيع الهروب مع أطفالي و ماثيو نهائياً من إيطاليا.. لكن أولا يجب أن أجعل رومانوس يجلب ماثيو إلى هذا القصر..

وقفت وصعدت إلى غرفتي.. استحممت وارتديت قميص نوم أبيض اللون مع روبها ثم أخرجت الهاتف من حقيبتي وأدرته ثم اتصلت بالسفير.. ثواني وسمعت صوته.. أخبرته أن رومانوس سوف يسافر بعد أسبوعين.. وهكذا اتفقنا على كل شيء ثم أنهيت الاتصال وتنهدت براحة..

أطفأت الهاتف ووضعته في حقيبتي وانتظرت رومانوس.. بعد ساعة رأيته يدخل بهدوء إلى الغرفة.. وقف بوسط الغرفة ينظر إليّ بذهول.. كان يتأملني بعينيه بشوقٍ كبير وبحنان.. ولم أجده سوى مُتجها ناحيتي بخطواتٍ هادئة بطيئة.. كنتُ أجلس على السرير وأنا أفرك يداي بتوترٍ ملحوظ..

انحنى إلى مستواي ببطء ثم حرك يدهُ اليمنى ملامساً خصلات شعري المُجعدة التي أخفت ملامح نصف وجهي.. مرر أناملهُ الدافئة على وجنتاي المحمرة لكن عندما لمس شفتي السفلية بأنامله أمسكت بيده ودفعتُها بعنف بعيداً عن وجهي..

نظر إلى عيناي بحزن وعندما كان على وشك أن يستدير وقفت بسرعة وأمسكت بمعصمه وقلتُ له بتلعثم

" لا تذهب.. أريــ.. أريدُ أن.. أن أتكلم معك "

نظر إلى يدي الممسكة بمعصمه بدهشة ثم ارتفعت نظراتهِ لتستقر على عيناي وكلمني بهدوء

" ماذا تريدين؟ "

أزلت يدي عن معصمه ونظرت إلى البعيد وقلتُ له بتوتر

" أريدُ.. أريدُكَ أن تنقل ماثيو إلى هنا.. أنا أريدهُ أن يكون برفقتي طيلة الوقت لكي أهتم به.. لو سمحت لا ترفض لي هذا الطلب "

رمشَ بخفة وحدق بهدوء إلى عمق عيناي ثم زفر بقوة وقال

" لن أرفض لكِ طلباً ملكتي.. وأنتِ تعلمين ذلك جيداً "

ابتسمت له بوسع فبادلني ابتسامتي بابتسامة رقيقة وتابع قائلا بنبرة حنونة

" سأطلب من الخدم لكي يجهزوا له جناح في الطابق الثاني.. وغدا ماثيو سيأتي للعيش هنا في القصر.. لكن سأطلب من إيلينا أن لا تناديه بأبي حاليا.. اتفقنا؟ "

أجبتهُ بسعادة موافقة ودون شعور مني اقتربت منه وعانقته وقبلت خده بقوة.. عندما حاولت الابتعاد عنه رفع كلتا يديه وحاوط بهما خصري وجذبني إليه لألتصق به.. رفعت رأسي ونظرت إليه بخوف..

اتسعت عينيه ثم ابتسامته وضم جسدي المرتجف إليه أكثر وأخفض رأسه وكلمني هامسا بحنان

" أشكركِ على هذه القبلة الجميلة ملكتي.. كانت بلسم لقلبي المتألم "

ثم رفع يده وأمسك بطرف ذقني ورفع رأسي عاليا بخفة ونظر بشرود إلى شفتاي وهمس قائلا

" سأطلب الإذن منكِ مُسبقاً قبل أن أفعلها.. هل يمكنني أن أقبلكِ قبلة صغيرة على شفتيكِ الناعمتين ملكتي؟.. لقد اشتقتُ بجنون إليهما.. وبات حُلما مستحيلا لي أن اتذوقهما من جديد بعد قبلتنا في المكتب.. تلك القبلة كانت كالحلم بالنسبة لي كذلك "

احمرت وجنتاي بشدة ونبض قلبي بنبضات مُتسارعة مُخيفة.. أخفضت رأسي ودفنته داخل صدره وهمست له بصدمة متأخرة من بين شفتاي

" يُمكنك تقبيلي "

شهقت بضعف لأنني وافقت دون أن أشعُر ولكنني لم أعترض عندما رفع رأسي بكلتا يديه وحاوط وجنتاي بها.. كنا ننظر بضياع في عيون بعضنا البعض.. وعندما رأيتهُ يُغمض عينيه أغمضتُ خاصتي بهدوء وانتظرت..

ارتعش جسدي بلذة عندما أحسست بشفتيه تلمس شفتاي برقة مُتناهية.. قبلهما برقة وكأنه خائفاً عليهما.. التقطت شفتي السفلية بشفتيه وامتصها بخفة.. كاد قلبي أن يقفز من حلقي بسبب سرعة دقاته.. فرقت شفتاي لكي أسمح له بتعميق قبلته..

قدماي لم تعُد تقوى على حملي لذلك رفعت كلتا يداي وحاوطت رقبته بهما.. تأوه رومانوس بقوة وعمق قبلتهُ أكثر.. كانت شفتيه تتجول بخفة على شفتاي وعندما التقطت شفتي العلوية بادلتهُ بخجل قبلته..

كنتُ في عالمٍ آخر معه في هذه اللحظات السحرية.. تأوهت بمتعة عندما لعق شفتاي بلسانه ثم أدخلهُ في فمي.. فتحت فمي أكثر وتنهدت باستمتاع كُلي عندما داعب لسانه خاصتي.. اقشعر بدني عندما سحب لساني إلى الخارج داخل فمه وبدأ يمتصهُ بمتعة..

تأوهت بعمق بينما كنتُ أداعب عنقه بأناملي.. نسيتُ كل شيء في هذه اللحظات.. وأردته.. أردتُ زوجي و حبيبي من أعماق روحي.. زوجي وليس ذلك الشيطان...

عندما حرر لساني عاد ليقبلني بحنان وتأوهت باسمهِ بمتعة من بين القبلة دون أن أشعر..

" رومانوس..... "

أبعد يديه عن وجنتاي وحاوط خصري بهما وأصبحت قبلتهُ متطلبة أكثر.. كنا نحاول التنفس بصعوبة ونحن نتبادل القبلة بجنون وبعطش.. لم أستطع التوقف عن تقبيله وهو لم يستطع التوقف عن تقبيلي بشغف.. فجأة أصبحت يديه أسفل مؤخرتي ورفعني عاليا دون أن يتوقف عن تقبيلي وحاوطت خصره بساقاي..

قبلتنا تحولت من قبلة رقيقة هادئة إلى قبلة جائعة متعطشة للمزيد.. مشى رومانوس نحو السرير وجلس على ركبتيه عليه وانحنى إلى الأمام وأراح ظهري على الفراش دون أن نتوقف عن تقبيل بعضنا..

كنتُ غارقة في سحر قبلته ولم أنتبه بأنه بدأ يُخفض حمالات فستاني عن كتفي ثم أخفضه ناحية خصري.. شعرت بيديه تداعب صدري من فوق حمالة الصدر.. ولكن عندما أخفضها وفصل القبلة وبدأ يقبلني بنهم في فكي ثم عنقي فتحت عيناي بصدمة ونظرت إلى سقف الغرفة..

ما الذي أفعله؟!!!... هتفت بصدمة بداخلي وقبل أن تصل شفتيه إلى صدري العاري انتفضت برعب وهتفت بذعر وأنا أزحف إلى الخلف وأستر صدري بكلتا يداي

" لااااااا.. لا أريد.. لا أريد.. لقد وعدتني.. ليس قبل أن أسامحك... "

تجمد رومانوس بصدمة ونظر إليّ بذهولٍ تام ثم بحزن..

سالت دموعي على وجنتاي دون أن أشعُر بها ونظرت إليه بعار.. تأملني بألمٍ شديد ثم نظر ناحية اليسار وهمس قائلا بغصة

" آسف.. لا تخافي مني ملكتي "

ثم وقف وغادر مُسرعاً خارج الغرفة وصفع الباب خلفه بقوة.. شهقت وشرعت أبكي بجنون.. رميت نفسي على الفراش ودفنت رأسي بالوسادة و أجهشت بالبكاء المرير.. أنا أحبه.. أحبه بجنون لكنني لا أستطيع أن أكون له.. لا أستطيع..



رومانوس**


كان رومانوس يقف أمام باب الغرفة وهو يستمع بألمٍ شديد إلى بكاء ماريسا.. ألقى ظهره على الباب ثم جلس قرفصاء وسالت دموعه بألم على حال ملكته.. كان قلبه مُحطم بالكامل من أجلها.. هو يتعذب بشدة لدرجة أن قلبه لم يعُد يستطيع التحمل المزيد من الألم والوجع..

مسح دموعه بكف يده ثم أغمض عينيه وظل جالسا على وضعيته تلك لساعة كاملة حتى لم يعُد يسمع صوت بكاء ملكتهِ و شهقاتها المؤلمة.. وأخيراً وقف وقرر الدخول إلى غرفة النوم..

وقف جامداً يتأمل بحزنٍ كبير ملكتهُ نائمة بعمق وهي تشهق بين الفنية والأخرى.. جلس بجانبها على طرف السرير و رفع يده اليمنى وأبعد خصلات شعرها إلى الخلف ونظر بألم إلى وجنتيها الحمراوين وجفونها المتورمة..

مسح بأنامله بخفة خط الدموع على وجنتها وخدها ثم همس لها بحرقة قلب

" سامحيني ملكتي.. سامحيني أرجوكِ "

ثم انحنى قليلا وقبل خدها برقة ثم وقف وتوجه نحو غرفة الملابس وارتدى منامته وعاد إلى غرفة النوم وتسطح على الأريكة ولم ينم طيلة الليل وهو يفكر بحزن وألم كبيرين...



ماريسا**


استيقظت باكراً وتثاءبت بقوة ثم فتحتُ جفوني ونظرت حولي بنعاس.. لم أرى رومانوس في الغرفة كعادتي.. اعتدلت وجلست على الفراش ونظرت نحو ساعة الحائط.. كانت الساعة السابعة صباحاً.. عادة رومانوس يكون نائماً بجانبي في هذا الوقت.. هززت كتفاي بعدم اكتراث وقررت أن أستحم..

أسبوع مضى على تلك الليلة التي قبلني بها.. رومانوس وفى بوعدهِ لي وجلب ماثيو إلى القصر.. كنتُ سعيدة جداً لأنه فعل ذلك.. وخاصةً شعرت بسعادة لا توصف وأنا أرى لقاء إيلينا بوالدها..

إيلينا طفلة ذكية جداً.. لم تُخبر ماثيو بأنها ابنته كما طلبنا منها ولكنها كانت تُناديه دادي.. والكارثة أنها من طلبت منهُ أن يسمح لها بذلك.. ماثيو أُغرم بشدة بها دون أن يعلم بأنها ابنته ووافق بسعادة أن تناديه بـ دادي.. كان يطلب دائما أن تأتي إيلينا وتبقى معه ولم تتركه الصغيرة إلا عندما يحين وقت تمارينه..

تحسن نطقه أكثر وبدأ يُحرك يديه قليلا وكان دائما يحاول إقناعي عن العدول عن فكرة الهروب.. في النهاية استسلم ولم يعُد يعترض.. كنتُ قد خططت سابقا مع السفير بالتفصيل بكيفية الهروب ولم يتبقى أمامنا سوى التنفيذ عندما يسافر رومانوس..

أما رومانوس أصبح يتجنبني كلياً وهذا أحزنني.. فمنذ تلك الليلة لم يعُد ينام بجانبي أبداً بل على الأريكة.. حتى أنه لم يكن يأتي إلى الغرفة إلا بعد أن أنام.. اشتقتُ له غصباً عني.. اشتقت لابتسامتهِ ونظراتهِ وعطفهِ وحنانهِ لي.. لم أفهم ما يحصل معي لكنني لا أريدهُ أن يبتعد عني قبل أن أسافر.. أردت أن أودعه على طريقتي الخاصة..

في الأسبوع الأخير لنا في إيطاليا اتخذت قراري.. سأودع رومانوس على طريقتي دون أن يشعُر بذلك.. لذلك في اليوم الأول من الأسبوع انتظرت عودته من الشركة بفارغ الصبر.. وعندما أتى في الساعة العاشرة ليلا تفاجئ برؤيتهِ لي أقف على سطح القصر بانتظاره بعد أن حطت طائرته الهليكوبتر..

وقف أمامي ونظر إليّ بذهول بينما أنا بخجل وسمعتهُ يسألني بدهشة

" ماريسا.. ماذا تفعلين هنا؟!! "

أجبتهُ بحياء

" كنتُ أنتظرك "

رفع حاجبيه بدهشة ولكي لا أغير رأيي أمسكت بيديه وجذبته خلفي.. ضغط على يدي بخفة وأوقفني أمام بداية درجات السلالم وقال ببرود

" ماذا تفعلين؟ "

التفت ونظرت إليه وأنا ابتسم بوسع وذلك أدهشه وشهق بخفة عندما أجبتهُ بعفوية

" لقد جهزت لك العشاء بنفسي.. وأنا أرغب بتناول وجبة العشاء برفقتك "

جذبته نحو السلالم ونزلنا عليه نحو الطابق الأرضي ودخلت إلى غرفة السفرة.. وقف رومانوس جامداً أمام الطاولة وهو ينظر بذهول إليها

نظر إليّ بعدم الفهم وسألني

" لماذا مصابيح الكهرباء مطفأة؟.. و ماذا يجري هنا ماريسا؟ "

ابتسمت له بخجل وأجبته بعفوية

" أردت أن نتناول العشاء على أضواء الشموع بعيداً عن مصابيح الكهرباء.. إنها فكرة في حد ذاتها مريحة للأعصاب.. لذلك قررت استخدام الشموع العطرية وبمُختلف الأحجام.. والطبق الرئيسي هو الدجاج مع البطاطا المهروسة والمقبلات.. وطبعا اخترت سلطة بسيطة من الخضار.. أما الطبق الثاني فهو مجموعة متنوعة من المأكولات البحرية.. أما الطبق الثالث فهو المعكرونة باللحمة المفرومة والجبن والسوس الحمراء على الطريقة الإيطالية والتي تفضلها "

نظر إليّ بطريقة وكأنني أتية من كوكبٍ آخر.. نظرت إليه بحزن عندما سألني ببرود

" ماذا تحاولين فعلهُ ماريسا؟.. أنا لم أعُد أفهمكِ.. تارة لا ترغبين برؤية وجهي وتارة أخرى تُفاجئيني بعشاء رومانوسي.. هل تريديني أن أفقد ما تبقى لي من عقل في رأسي؟.. أخبريني وبصدق "

شعرت بالإحباط وبالحزن.. ارتعش فكي وأخفضت نظراتي إلى الأسفل وهمست له بأسى

" كل ما أريدهُ أن نعيش كل لحظة بلحظتها.. ورغبت الليلة بتناول العشاء برفقتك بهدوء "

سمعتهُ يتنهد بعمق ثم شعرت بأنامله تلمس طرف ذقني ورفع رأسي ونظر بعمق إلى عيناي.. ابتسم برقة ثم قال بنبرة حنونة

" حسناً سيدتي.. سوف نعيش كل لحظة بلحظتها "

ثم تكلم بهمس بالإيطالية قائلا

" فقط لا تُحطمي قلبي أكثر مما هو مُحطم "

نظرت إليه بغرابة لكنه ابتسم لي وأزال يده عن ذقني وأمسك بيدي وقبل باطنها برقة ثم ساعدني بالجلوس على الكرسي.. تناولنا العشاء بهدوء وتحدثنا عن ماثيو و إيلينا ثم سألته عن رحلته

" متى سوف تُسافر إلى اليابان؟ "

ارتشف القليل من النبيذ ووضع الكأس بخفة على الطاولة ونظر إليّ بهدوء قائلا

" صباح الأحد وتحديداً في الساعة السابعة سوف تُقلع طائرتي الخاصة.. سأذهب برفقة لوكاس و إيثان والمحامي ليوناردو لمدة أسبوع.. سأطلب من ماركو و فيليا أن يأتيا للمبيت هنا في القصر لكي لا تظلي بمفردكِ مع الأطفال.. و شارلي ستأتي أيضا فهي بوضع حرج وتحتاج إلى المساعدة.. وهنا سوف يتم الاعتناء بها جيداً وهكذا إيثان لن ينشغل باله عليها وعلى بيترو "

أومأت له موافقة ففي النهاية سأكون قد أصبحت خارج البلد قبل قدومهم.. عندما انتهى العشاء وقف رومانوس وأمسك بيدي وساعدني بالوقوف ثم داعب وجنتي برقة بأنامله وقال بنبرة صوتهِ الحنونة

" أشكركِ على العشاء.. لقد استمتعت برفقتكِ وكانت الأطباق كلها لذيذة.. ما رأيكِ أن نتمشى قليلا في الحديقة؟ "

أومأت له بخجل موافقة ولدهشتي أمسك بيدي وشبك أصابعه بأصابعي وخرجنا بهدوء من القصر.. كانت الحديقة مضاءة كلها والحُراس يقفون جانبا.. مشينا بهدوء وبصمت حتى وقفنا في النهاية أمام مشتل للورود الحمراء.. نظرت إلى واحدة وشهقت بإعجاب لجمالها..



انحنى رومانوس قليلا وقطف تلك الوردة ثم ثبتها على خصلات شعري وقال بهمس

" اسمها روزا بيلا.. اشتق اسمها من الكلمات الإيطالية.. بيلا تعني الجميلة و روزا تعني الوردة.. أي هي الوردة الجميلة.. يتم تقليم الوردة في أواخر الخريف وذلك يسمح للوردة بإنتاج براعم جديدة ورائعة من قاعدتها خلال فصل الشتاء "

ابتسمت له بنعومة وأنا أتحسس الوردة على شعري برقة..

" ماريسا.... "

سمعتهُ يهمس باسمي بطريقة حالمة وبنبرة ناعمة رقيقة.. رفعت نظراتي وحدقت في عمق عينيه الزقاوتين والصافيتين.. رفع يديه وحاوط بهما خداي وعاد يهمس بنعومة باسمي

" ماريسا.... "

نظرت إلى شفتيه بضياع وأغمضت عيناي وانتظرت.. خرجت شهقة خفيفة من فمي عندما طبع قبلة صغيرة على جبيني..

شعرت بالإحباط عندما أزال يديه عن خدودي وابتعد عني.. فتحتُ عيناي ونظرت إليه بحزن لكنه ابتسم لي بألم وقال بنبرة هادئة

" اصعدي إلى الغرفة ونامي.. لقد تأخر الوقت.. سأذهب إلى مكتبي قليلا "

أومأت له بحزن موافقة وركضت داخلة إلى القصر.. كنتُ حزينة ولم أفهم سبب حزني.. لكنني قررت أن لا أستسلم وأودعه على طريقتي الخاصة.. أزلت الوردة عن شعري وحضنتُها إلى قلبي وبكيت بتعاسة.. كنتُ حزينة جداً.. قلبي يعشقهُ بجنون وعقلي يكرهه بجنون..

كنتُ ضائعة كلياً بمشاعري ولكنني أعلم جيداً بأنني لا أستطيع مُسامحته.. صعب جداً عليّ أن أسامحهُ.. ولكن من أجل قلبي قررت أن أودعهُ بطريقة مميزة.. لقد تبقى لي خمسة أيام فقط لكي أُخزن بها ذكريات جميلة معه..

لذلك كنتُ ولمدة خمسة أيام أفاجئه بعشاء رومانوسي تارة في الحديقة وتارة بجانب المسبح ثم على سطح القصر ثم في غرفة السفرة.. حتى أننا ذهبنا إلى السينما وشاهدنا فيلماً رومانسياً..

تفاجأت عندما سألني مساء الجمعة بعد العشاء إن كنتُ أرغب بالذهاب إلى السينما.. طبعا وافقت واندهشت عندما عرفت بأنه حجز الصالة بكاملها لنا فقط..

عندما ماتت البطلة بكيت بشدة ولدهشتي عانقني رومانوس ومسح لي دموعي بمنديله وقال برقة وبنبرة حنونة

" ملكتي لا تبكي.. هذا مُجرد تمثيل.. لا تحزني مالكة قلبي "

ابتسمت له بخجل وأجبته من بين شهقاتي

" أنتَ لستَ برومانسي.. لقد ماتت البطلة أمام حبيبها.. المشهد مُحزن جداً "

ابتسم لي بحنان ثم قال برقة

" ومن قال بأنني لستُ رومانسي؟.. أنا رومانسي جداً لكن فقط معكِ ملكتي "

ثم قبل جبيني وداعب وجنتاي بأنامله وتابع قائلا بحنان

" ونعم أتفق معكِ المشهد مُحزن جداً.. لكن ليس لدرجة أن يجعلني أبكي "

قال جُملتهُ الأخيرة بمزاح فقهقهت بخفة وضربتهُ على كتفهِ قائلة باعتراض

" لا تتذاكى عليّ ماركيز.. أنتَ لستَ برومانسي بتاتاً "

ضحك بقوة وشردت نظراتي على ضحكتهِ الجميلة.. ضحكتهُ زادتهُ جمالا وجاذبية.. توقف عن الضحك ونظر إليّ برقة..

عيوننا تكلمت بلغة خاصة بها..

لغة العيون وحدها كافية لترجمة هذه المشاعر التي تعصف بداخلنا دون أن نتفوه بحرف واحد.. فالعين يمكن أن تقول للحبيب كل ما يرغب القلب في قوله.. تكلمت عيوننا بأجمل اللغات الصامتة الرقيقة واللغة الأكثر صدقاً بيننا..

عيوني ترجمت جميع المشاعر الرومانسية الكامنة داخل قلبي.. والتي عجزت ولم أقوى عن التعبير عنها بالكلام والاعتراف لـ رومانوس بها..

لم نتوقف عن تبادل تلك النظرات الحميمة والصادقة حتى أُضيئت الصالة بكاملها.. وهكذا بصمت عدنا إلى القصر بالهليكوبتر..

ولكن لم يحدث شيئاً بيننا عندما وصلنا إلى القصر لأنه ومثل عادتهِ استأذن مني وذهب إلى مكتبه ولم يصعد إلى غرفتنا إلا بعد أن غرقت بالنوم العميق..

لكن الليلة كانت مُختلفة لأنها ستكون ليلتي الأخيرة معه.. ليلة الوداع الأخيرة لنا..

لذلك جهزت عشاء رومانسي في الشرفة الخاص التابعة لجناحنا.. ثم اخترت فستان أبيض أنيق من دون حمالات على الكتف وارتديت معه صندل أبيض ذو كعب متوسط ووضعت من العطر الذي أهداني إياه رومانوس ثم وضعت القليل من المساحيق التجميلية وسرحت شعري بتسريحة أنيقة وارتديت بعض من المجوهرات التي أهداني إياها رومانوس بعد زواجنا وجلست بتوتر أنتظره..

في الساعة العاشرة وكالعادة دخل رومانوس إلى الغرفة لكنه تجمد في مكانه ونظر إليّ بذهولٍ شديد.. ابتسمت له بإغراء ونظرت إليه بخجل

رأيتهُ يبلع ريقه بقوة وأغلق الباب خلفه وتقدم ليقف أمامي وقال بغصة

" تبدين جميلة جداً ملكتي.. بل فاتنة جداً "

تأملني من رأسي إلى أخمص قدماي ثم صعوداً لتستقر نظراته على خاتم زواجنا والذي عُدت ووضعته في أصبعي بعد أن رميته بقهر في وجهه بعد عودتنا من اليخت.. رفع حاجبيه ثم استقرت نظراتهِ المذهولة والمصدومة على عيناي وسألني بحزن

" إلى أين ستذهبين الليلة؟.. ومع من؟ "

وقفت ومشيت بخطواتٍ بطيئة نحوه ووقفت قريبة جداً منه لا يُبعدني عنه سوى إنشات قليلة فقط.. رفعت رأسي عالياً ونظرت بإغراء إلى عينيه وهمست له برقة

" معك.. سأكون معك.. ولن أذهب إلى أي مكان.. سنبقى هنا "

رأيت العروق في عنقه تنبض بسرعة فرفعت يدي ووضعتُها على صدره مكان قلبه وتابعت قائلة له بدلال

" الليلة سنحتفل معاً.. بمفردنا فقط.. و.. هنا "

بلع ريقهُ بقوة وتسارعت أنفاسهِ بشكلٍ ملحوظ.. نظر إليّ بضياع ثم بألم وهمس قائلا لي بعذاب

" ماذا تحاولين فعلهُ بي ماريسا؟!.. ارحمي قلبي ولا تتلاعبي به.. أرجوكِ "

رفع يدهُ وأمسك بيدي الموضوعة على صدره وحاول إبعادها لكنني تمسكت بقميصه وتشبثت بها أكثر وقلتُ له بهمس

" أنا لا أتلاعب بك.. صدقني أنا لا أحاول فعل شيء سوى أن نستمتع في ليلتك الأخيرة هنا قبل سفرك في الغد "

نظر بجمود إلى عيناي لكن عندما شاهد ابتسامتي الرقيقة له لانت ملامحه وتنهد بقوة وقال باستسلام

" حسناً ملكتي.. لكِ ما تريدينه الليلة "

ثم ابتسم برقة وتابع قائلا

" إن أردتِ سوف أُبدل ملابسي ونخرج إلــ... "

قاطعتهُ قائلة بسرعة

" لا.. أريدُ أن نبقى هنا.. لقد جهزت كل شيء "

أمسكت بيده قبل أن يعترض ومشيت نحو الشرفة.. وقف رومانوس جامداً بذهول وهو ينظر إلى الطاولة.. نظرت إليه بسعادة وسألته

" هل أعجبتك الطاولة؟.. لقد جهزتُها بنفسي وطبخت كل ما تراه من أصناف عليها "

ثم تابعت قائلة بعفوية وبسعادة

" حسنا أعترف.. الأطفال ساعدوني قليلا ولكن طبعا عندما أصبح المطبخ في فوضى كارثية اضطرت نانا ماريتا لإخراجهم منه "

نظر باتجاهي باستحسان وبعاطفة ثم أمسك بيدي وقبلها بخفة وساعدني بالجلوس على الكرسي.. سكبت له بنفسي من الطبق الرئيسي وبدأت أطعمهُ بنفسي بشوكتي الخاصة.. كان يتأملني بذهول وبصمت ولم يحاول الاعتراض على أي شيء أفعله..

كنتُ ابتسم له بعفوية وأخبرته بسعادة كيف الأطفال ملأوا الأرض والمطبخ بالكامل بمسحوق الدقيق.. ابتسم رومانوس بخفة وسألني

" ولماذا لعبوا بمسحوق الدقيق؟.. أقصد أن الوجبات التي جهزتِها لا يُستخدم بها الدقيق "

نظرت بخجل إلى عينيه وأجبته

" لقد استخدمتُها.. ستعرف بماذا بعد قليل "

ابتسم لي بحنان وتابع تناول طعامه بهدوء.. تحدثنا عن سفرته ومتى موعد عودته ورغم الألم الشديد في صدري قررت أن لا أتراجع عن خطة هروبي منه.. أنا يجب أن أبتعد عنه.. أحتاج وبشدة لفعل ذلك..

وبعد مرور ساعة طلبت منه أن يظل جالسا على الكرسي ويُغمض عينيه ولا يفتحها حتى أطلب منهُ ذلك.. استجاب لي وأغمض عينيه وهو يبتسم برقة.. وقفت وركضت إلى الغرفة وبدلت فستاني بسرعة وارتديت فستان أسود قصير ثم خرجت من الجناح وتوجهت نحو المطبخ..

صعدت إلى الجناح وقلبي ينبض بسرعة جنونية.. وقفت أمام باب الشرفة ورأيت رومانوس ما زال يجلس في مكانه.. ابتسمت بسعادة وهتفت له

" أغمض عينيك ولا تفتحها حتى أطلب منك ذلك "

سمعتهُ يقهقه بخفة وأجابني بمرح

" لن أفعل أعدُك "

اقتربت ووقفت خلفهُ وأخفضت رأسي وتأكدت بأنه مُغمض العينين.. وضعت ما كنتُ أحمله بيدي على الطاولة وأمسكت بالولاعة وأضأت الشموع ثم همست له برقة

" يمكنك أن تفتح عينيك الآن "

فتحها ببطء واستقرت نظراتهِ على قالب الحلوى بصدمة.. ابتسمت له بسعادة وهمست له قائلة

" عيد ميلاد سعيد.. لقد عرفت من صغيرتي إيلينا أن موعد عيدُ ميلادك بعد خمسة أيام.. لكنني قررت أن أحتفل به معك الليلة "

التفت نحو اليمين ونظر إليّ بصدمة ثم بعاطفة ولدهشتي جذبني من معصمي وعانقني بشدة إليه.. أغمضت عيناي وبادلته العناق ومنعت نفسي من البكاء بينما كان يقول لي بفرحٍ كبير

" أشكركِ ملكتي.. إنها أجمل مفاجأة وهدية تلقيتُها في عيد ميلادي.. أشكركِ حبيبتي "

جعلني أجلس في حضنه ثم قبلني على خدي وابتسمت بسعادة وأنا مغمضة العينين



فتحت عيناي ونظرت إليه بخجل عندما سألني

" هل حقاً أنتِ من صنع هذا القالب لي؟ "

احمرت وجنتاي بخجل وأجبته بهمس

" نعم.. لقد استعنت بوصفة من نانا ماريتا "

قبلني برقة على خدي من جديد وعندما أراد أن يُطفئ الشموع هتفت بسرعة

" لا.. لا تفعل.. عليك أولا أن تُغمض عينيك وتتمنى أمنية ثم تُطفئ الشموع وتقطع القالب بالسكين "

قهقه بخفة وأجابني بحنان

" حسناً ملكتي سأفعل ذلك "

أغمض عينيه وبعد ثواني نفخ على الشموع ثم أمسك بالسكين وقطع القالب من النصف..

" همممم.. لذيذ جداً.. أنتِ تُصلحين لتكوني أهم شيف في البلد "

قهقهت بخجل وأجبته بحياء

" لا هذا غير صحيح.. أنتَ تقول ذلك لإرضائي فقط "

نظر بجدية إليّ قائلا

" لا ملكتي.. لا تستهيني بقدراتكِ.. إنه أشهى قالب حلوى تذوقته في حياتي لغاية الآن "

نظرت بشرود إلى عينيه ثم تذكرت بأنني ما زلتُ أجلس في حضنه.. وقفت وقلتُ له بتلعثم

" يوجد مفاجأة أخرى لك.. تناول قطعتك وسآتي بسرعة.. لن أتأخر "

ابتسم لي بوسع واستدرت ودخلت مُسرعة نحو غرفة الملابس.. ارتديت فستان مثير جداً لونه أسود وأبيض ثم وضعت أحمر الشفاه وخرجت بهدوء واقتربت من المنضدة وأدرت جهاز الموسيقى ووضعت القرص به وصدحت الموسيقى لمعزوفة الفنان العالمي أندريا بوتشيلي..

رأيت رومانوس يدخل إلى غرفة النوم ونظر بدهشة إليّ.. ابتسمت له أجمل ابتساماتي فالليلة هي ليلة الوداع الأخيرة.. ليلة الوداع الأخيرة لي معه..

تقدمت ببطء نحوه وسألته بنعومة

" هل تسمح لي بهذه الرقصة ماركيز؟ "

تجمد في مكانه ولم ينبس بحرفٍ واحد.. رمش بقوة وأجابني بهمس وبغصة

" ماذا؟!!... "

اتسعت ابتسامتي وأمسكت بكلتا يديه ووضعتُهما على خصري ثم رفعت يداي وحاوطت بهما رقبته وهمست له بدلال

" اسمح لي بهذه الرقصة ماركيزي "

تصلب جسده وتسارعت أنفاسه وتصلبت عضلات صدره وهمس بذهول

" ماريسا.. ماذا تفعلين؟.. و.. ااااااااااااه... "

تأوه بخفة في النهاية عندما ألصقت جسدي به ودفنت رأسي في صدره ثم أغمضتُ عيناي وأجبتهُ بهمس

" أريدُ أن أرقص معك ماركيزي "

كان جامد في البداية ولكن بعد عدة ثواني بدأ يتحرك ببطءٍ شديد ثم أراح رأسه بخفة على رأسي وسمعته يهمس قائلا

" ماريسا.. ملكتي.. أرفقي بقلبي فقد خارت قواه أمامكِ.. أرفقي بقلبي وأوقفي حزنهُ ولا تزيدي من أوجاعه "

سالت دمعة من ركن عيني وأجبته بألم

" سأرفقُ به ماركيزي "

حضنني بشدة إليه وتابع مراقصتي على أنغام الموسيقى بهدوء.. وعندما انتهت المعزوفة وقفنا جامدين بصمت ونحن نحتضن بعضنا البعض.. لم أستطع الابتعاد عنه وحتى رومانوس لم يحاول أن يبتعد عني..

أزال يديه عن خصري ووضعها برقة على وجنتاي ورفع رأسي عاليا بخفة.. نظرت إليه بكل الحب الذي يتفجر بداخل قلبي من أجله.. همس رومانوس باسمي بحنية ورأيتهُ ينظر إلى شفتاي بشرود..

لعقتُ شفتي السفلية وأغمضت عيناي بانتظاره.. خرج أنين مُستمتع من حنجرتي عندما مزج شفتيه بخاصتي.. وقبل أن يُحركها حركتُ شفتاي وبادلتهُ القبلة..

استمتعت بلذتها وبنعومة ومذاق شفتيه.. قبلتنا لم تكن رقيقة ناعمة بل جائعة ومتعطشة ومُلتهبة.. سحبت سترته وأزلتُها ثم رميتُها بعيداً دون أن أتوقف عن تقبيله.. لم يعترض على ذلك بل تابع تقبيلي بجوع وأغرقني بسحر قبلتهُ الخلابة والخاطفة للأنفاس..

فجأة توقف عن امتصاص شفتاي وأراح جبينه على خاصتي وبدأنا نلهث بقوة نحاول التقاط أنفاسنا.. تجمدت بأرضي عندما سمعته يهمس من بين أنفاسه

" يجب أن نتوقف.. أنا لن أستطيع مقاومتكِ ملكتي.. لا أُضمنُ لكِ بأنني سأستطيع التوقف إن طلبتِ مني ذلك "

فتحت عيناي وأبعدت وجهي قليلا ونظرت إليه بهيام وأجبتهُ بهمس

" إذاً لا تتوقف "

اتسعت عينيه بذهولٍ تام وهمس بصدمة

" ماريسا.. هل أنتِ متأكدة من ذلك؟.. لن أستطيع ملكتي التوقف.. هل تفهمين ما يعني ذلك؟ "

أومأت له بخجل موافقة ثم أجبته

" أفهم جيداً ما يعني ذلك.. وأنا أريدُك أن لا تتوقف "

عاد وسألني للمرة الثانية

" هل أنتِ متأكدة من ذلك؟ "

أومأت له موافقة ثم أجبته بهمس

" نعم متأكدة.. لن أتراجع عن كلامي مهما حدث "

لم ينتظر أكثر إذ اقترب مني وأمسكني من خصري عاليا وحاوطت خصره بساقاي ومزج شفتيه بخاصتي وتبادلنا قبلة نارية شهوانية مُتعطشة.. ثم فصل القبلة ولهث بعنف وعاد ليهجم على شفتاي بدموعه السعيدة وقبلني بعمق وقال بين قُبلاته وهو يتنفس بسرعة

" عديني ملكتي بأنكِ لن تتراجعي.. عديني حبيبتي "

أجبته من بين أنفاسي المُتقطعة

" أعدُك.. لن أتراجع مهما حدث "

تأوه بسعادة وعاد ليقبلني بعمق.. بادلته القبلة برغبة شديدة.. قُبلاتنا العميقة الممزوجة بأنين خافت وتأوهات مكتومة ملأت أرجاء الغرفة.. شهقت بخفة عندما دفعني نحو الحائط بجانب باب الغرفة ثم جعلني أستلقي على ظهري وهو يجلس على ركبتيه بجانبي على الأرض.. أغمضت عيناي بمتعة عندما بدأ يتحسس ساقي بيده صعوداً إلى فخذي..



انتباه مشهد جريء قليلا**


لم أُمانع لمساتهِ لي بل كنتُ مثل المسحورة خاضعة للمساتهِ الرقيقة وقبلاتهِ على عنقي.. اقشعر بدني وارتعشت مفاصلي عندما بدأ يداعب مهبلي بأصابعه خارج سروالي الداخلي..

" رومانوس.. رومانوس.. "

تأوهت بمتعة باسمه عندما أدخل أصابعه داخل سروالي وبدأ يلمس ويُداعب برقة جسدي.. شهقت بقوة عندما بدأ يلمسني برقة بأصابعه وفوراً تبللت وتأوهت بمتعة وبلذة من لمساتهِ لي..

فجأة تأملني بنظرات عاشقة وقبلني برقة على شفتاي ثم حملني كالعروسة دون أن يتوقف عن تقبلي بعمقٍ شديد.. وضعني برقة على الفراش ثم فصل القبلة واستقام بجانب السرير وبدأ يُجرد نفسه من ملابسهِ بهدوءٍ شديد..

نظرت بإعجاب إلى جسده وكيف كان يتحرك بأناقة وهو يخلع ملابسه.. نظراتي استقرت على عضلاتهِ ومعدتهِ المقطعة وعندما أزال سرواله ولباسه الداخلي تأملتهُ بإعجابٍ شديد ودون خجل عضيت شفتي السفلية عندما استقرت نظراتي على عضوه الذكري المنتصب..

شعرت بالتخدر في كامل أنحاء جسدي ثم رعشة قوية سارت به عندما اقترب وفرق قدماي عن بعضها وجلس على ركبتيه في الوسط ورفع فستاني عالياً وبدأ يتحسس جلدي بطرف أنامله برقة ثم انحنى وامتص شفتي السفلية بشوق.. رفعني بخفة وفك سحابة الفستان من الخلف ثم أخفضها إلى الأسفل.. استقام وساعدني بإزالة الفستان ثم رماه بعيداً وعاد ليقبلني بنهم..

قبلاتهِ انتقلت من شفتاي ثم لعنقي ثم كتفي ثم عظام ترقوتي.. يديه حاوطت خصري وبدأ يُداعبهما و يعتصره برقة بينما شفتيه لم تترك إنشا واحدا في جسدي لم يقبله..

تأوهت بعمق ونظرت إليه بنشوة بينما لسانه كان يتجول من عنقي نزولا على طول خط ترقوتي ثم نزولا إلى معدتي ثم فخذي..

ازدادت تأوهاتي وبصوتٍ أعلى عندما بدأ يلمس جسدي بطريقة رائعة جعلتني أرتعش بجنون أسفله.. جسدي ازدادت حرارته بينما كان يوزع قبلاته الناعمة على كتفي وعنقي.. كان يُعطيني هذا الشعور المذهل.. إحساس لم أشعُر بهِ أبداً.. تباً هو مُحترف جداً وجعلني أفقد صوابي بسبب مداعبتهِ لي..

نظرت إليه بنشوة لأراه يُحدق بـ عيناي وهو يُمتعني.. جعلني أفقد صوابي وأنا أنظر إلى زرقة عينيه الصافية و المنتشية.. ولسانهُ جعلني أفقد صوابي نهائيا.. فوضعت يداي على رأسه ورفعته وهمست له بعدم الصبر

" كفى.. أريدُك ماركيزي.. أريدُك "

لا أعلم إن كانت هرموناتي من تطلب ذلك.. لأنني لم أُخطط أبداً بالاستسلام له.. لكنني لم أُمانع فهذه الليلة هي ليلة الوداع الأخيرة لي معه..

رفع نفسه عاليا واعتلاني وثبتَ ثقل جسده بيده اليسرى على الفراش  ثم وجهه نحو فتحتي وهمس قائلا لي بحنان

" قد تتألمين قليلا ملكتي.. فنحن لم نُمارس الحُب منذ وقتٍ طويل.. لا تخافي فأنا سأكون رقيقا معكِ "

ابتسمت له بثقة ثم مارس الحُب معي وهو دفع برقة و تأوهت عميقاً بألم وهمست

" ااااااااااااااههههه.. هذا مؤلم جداً "

لينظر إليّ بقلق لكنني رفعت يدي اليمنى وداعبت وجنته بخفة ثم سحبت رأسه بيدي الثانية ومزجت شفتاي بشفتيه الدافئة.. عاد رومانوس ليدفع جسده بهدوء.. فتحت فمي على وسعه وشهقت بألم لكن رومانوس  عاود تقبيلي برقة..

وبعد لحظات بدأ يدفع بدفعات رتيبة هادئة.. لكنها جعلتني أبتل أكثر وأتأوه بمتعة لا حدود لها..

كانت هذه أول ممارسة للحب مع رومانوس بعد اكتشافي لحقيقته.. ولكنها كانت كأنها المرة الأولى لنا.. شعرت بالضعف في جسدي بسبب لمساتهِ الرائعة عليه..

لم أتأوه في حياتي بهذه القوُة والنشوة.. شعرت بصوتي يكاد يخترق جِدران الغرفة..

كنتُ ألمس كتفيه وخصره وظهره وأخدشهم له بأظفاري بينما أبادله قبلاتهِ الجائعة بجوعٍ أكبر..

تأوهاتي أصبحت صاخِبة بطريقة جنونية عندما أسرع في تحركاتهِ ودفعاتهِ.. جعلني يائسة أسفله للمساتهِ وشعوري به عميقاً بداخلي.. أغمضتُ عيناي ورأيتُ النجوم والسماء في الغرفة لشدة المُتعة التي يُشعرني بها..

قبلني بعمق وأسرع بتحركاتهِ ودفع بسُرعة رهيبة جعلت تأوهاتنا تعلو بصخب ولم نهتم إن سمعنا أحد في القصر..

لم يترك رومانوس مكان في جسدي لم يترك به علامات قبلاتهِ عليه.. لم أعترض بل كنتُ سعيدة و منتشية لحد الجنون..

استسلمت له روحاً و جسداً.. استسلمت له بكامل إرادتي وبكامل حُبي له..

وبعد وقتٍ طويل تأوه بقوة وبعمق وارتعش جسده وأطلق سائلهُ بداخلي حتى آخر قطرة ليشهق في النهاية ويتنفس بثقل وهو يبتعد عني بهدوء..


انتهى المشهد**


رمى بجسده بجانبي وتنفسنا بصعوبة ونحنُ نُحاول التقاط أنفاسنا ونلهث بعنف بينما أجسادنا المُتعرقة برائحة الجنس كانت تعُم الغُرفة.. نظرت إليه بهيام بينما هو بسعادة لا توصف.. استلقى وسحبني داخل أحضانه وكطفلة صغيرة تكورت داخل حضنه وهمست له بكل صدق أحملهُ في قلبي..

" أنا أحبُكَ ماركيز رومانوس دي فالكوني "

اعترفت له لأنني لم أعُد أستطيع إخفاء مشاعري نحوه.. ولأنها ليلة وداعي الأخيرة معه قررت أن أعترف له بمشاعري وبكل صدق ولو لمرة واحدة وأخيرة..

شعرت بجسده يتصلب ثم سمعتهُ يشهق بقوة.. رفعت رأسي ورأيتهُ بصدمة.. يبكي!!!...

تساقطت دموعه بكثرة على وجنتيه بينما عينيه كانت جامدة على عيناي بصدمة كبيرة.. ارتعشت شفتي بقوة لرؤيتي لدموعهُ تتساقط بغزارة على وجنتيه وخديه وعنقه..

رومانوس يبكي!!!!... تساءلت بصدمة بداخلي ثم نظرت إليه بحنان ومسحت دموعهُ الساخنة بإبهامي وهمست بحزنٍ شديد له

" ماركيزي.. لماذا تبكي؟.. لا تبكي لو سمحت.. لا تبكي.. لا يليقُ البكاء لعينيك الجميلة "

ارتعش فكه بقوة ثم أمسك وجنتاي بكلتا يديه وأمطر وجهي بقبلاتٍ عديدة ثم أراح جبينه على خاصتي وأغمض عينيه وقال بصوتٍ مهزوز

" لا أستحق حُبكِ لي ملكتي.. لا أستحق هذا الاعتراف منكِ.. رغم أنه كان حُلمي الوحيد أن أسمع هذه الكلمة من بين شفتيكِ إلا أنني لا أستحقُها.. لا أستحق أن أسمعها منكِ.. ولا أستحق حُبكِ لي.. لا أستحقه.. سامحيني ملكتي.. سامحيني.. سامحيني "

هو يريدني أن أسامحهُ وألفظ له بتلك الكلمة.. لكنني للأسف لم أسامحهُ ومن المستحيل أن أفعل..

تجمدت نظراتهِ المتألمة على عيناي وأظن بأنه اكتشف بأنني لم و لن أسامحهُ.. أغمض عينيه بشدة ثم جعلني أتسطح على ظهري ووضع رأسهُ على بطني وحاوطني بيديه..

كنتُ أنظر بعذاب إليه وأنا أرى كتفيه تهتز وأسمح صوت شهقاتهِ الخفيفة.. لأول مرة أرى رومانوس يبكي أمامي وبهذا الضعف.. وبسببي أنا هو على تلك الحالة..

سالت دموعي بصمت ورفعت كلتا يداي وبدأت أداعب خصلات شعره بأناملي.. هو حالياً يحتضنني مع طفله الذي في أحشائي.. يا ليتهُ لم يكن ذلك الشيطان.. يا ليت..

فكرت بمرارة وبألم بذلك بينما كنتُ أبكي بصمت.. وهكذا ليلة الوداع الأخيرة لنا انتهت بنومنا على تلك الوضعية ونحن نبكي بصمت..

استيقظت على صوت مراوح طائرة الهليكوبتر.. فتحتُ عيناي بذعر ولم أرى رومانوس في الغرفة.. انتفضت جالسة على الفراش ثم وقفت وهمست بفزع

" لا رومانوس أنتَ لم تذهب من دون أن تودعني... "

ركضت وارتديت الفستان الذي كان على الأرض وخرجت مهرولة حافية القدمين إلى السطح.. فتحت الباب وخرجت على السطح ورأيت بانهيار الطائرة تُحلق عالياً في السماء..

سالت دموعي بكثرة وركضت ووقفت في وسط السطح ونظرت إلى الأعلى باتجاه الهليكوبتر وهتفت بأعلى صوت تمتلكهُ حُنجرتي

" رومانوس.. لااااااااا.. رومانووووووس.. لا تذهب دون أن أودعك حبيبي.. لا تذهب.. روماااااااااانوس.. "

لكنهُ لم يسمعني ورأيت بانهيار الطائرة تختفي بعيداً حتى اختفت نهائياً من أمام ناظراي.. جلست على ركبتاي بانهيار وبكيت بشدة.. حتى لم أستطع توديعهُ قبل أن يسافر.. لم أستطع توديعهُ الوداع الأخير..

بعد مرور دقائق رفعت رأسي ومسحت دموعي وهمست بألم

" هذا أفضل.. أفضل لي وله "

وقفت ومشيت بهدوء وتوجهت إلى جناح الأطفال.. كان التوأم يلعبان مع إيلينا في غرفة ألعابها ونانا ماريتا معهم.. هتفوا الأطفال بسعادة وركضوا ناحيتي وعانقوني وبدأوا يُخبروني بأن رومانوس أتى منذ قليل وودعهم ووعدهم بأنه سيجلب لهم الكثير من الهدايا إن أحسنوا السلوك..

ابتسمت لهم برقة وعانقتهم وقبلتهم على خدودهم ثم نظرت إلى نانا ماريتا وقلتُ لها بهدوء

" نانا.. جهزي الأطفال لو سمحتي.. سأخرج معهم برفقة أخي في نزهة "

أجابتني موافقة وقفز الأطفال بحماس وخرجت بهدوء من الغرفة وتوجهت إلى جناح ماثيو في الطابق الثاني.. ما أن دخلت غرفته رأيتهُ يجلس على الكرسي المتحرك أمام الشرفة وهو يرتدي سروال أسود و قميص أبيض..

استطعت أن أرى الحزن في عينيه وهو يتأملني بهدوء.. ابتسمت له بسعادة واقتربت وجلست على ركبتاي أمامه ثم أمسكت بكلتا يديه وضغطت عليها بخفة وقلتُ له بغصة

" سنرحل.. سنرحل من هنا أخيراً ونعود إلى الوطن.. اليوم هو يوم حُريتنا "

كانت ملامحهُ جامدة وهو يتأملني بحزن.. تنهد بخفة وقال بنبرة متوترة

" لستُ مرتاحاً لفكرتكِ ماريسا.. أنتِ تلعبين بالنار.. واللعب بالنار يُحرق وبشدة.. سامحي المـ... "

قاطعتهُ قائلة بألم

" لا ماثيو.. لقد تألمت وتعذبت لفترة طويلة على يديه.. مُستحيل أن أسامحه.. مُستحيل أن أفعل.. وأنتَ أدرى الناس بما فعلهُ بي و... "

توقفت عن التكلم عندما سحب ماثيو بصعوبة كبيرة يديه من قبضتاي وقال بغضب ولكن بصوتٍ مُنخفض

" توقفي مارسي.. يكفي.. أنا هو المُلام الوحيد هنا.. لقد اغتصبت شقيقتهُ في يوم زفافها وأمامهُ وأمام جثة زوجها.. اغتصبتُها بعد أن شاهدت ذلك الملعون يغتصبها أولا.. لم أساعدها ولم أحاول مَنع آدم وحتى لم أعترض.. أنا أستحق كل ما حصل لي لكن زوجكِ لا.. افهمي مارسي موقفه.. الرجل تشوه بالكامل وخسر صديقه وشاهد شقيقتهُ الوحيدة تُغتصب أمامهُ في ليلة زفافها دون أن يستطيع مُساعدتها "

كنتُ أنظر إلى ماثيو بصدمة وبألم وأنا أراه يبكي وهو يتفوه بتلك الكلمات القاسية.. شهق ماثيو بقوة وقال بحرقة قلب وبعذاب

" ضميري كان يؤنبني طيلة الوقت بعد تلك الحادثة.. تعذبت بشدة وأنا أراكِ برفقة ذلك القاتل آدم دون أن أستطيع التفوه بحرفٍ واحد عما فعله.. كنتُ جبان وضعيف.. كنتُ خائف أن أخسركِ وأمضي عمري بأكمله في السجن.. كنتُ جبان لدرجة أنني تركتكِ معه وسمحت لكِ بالزواج من قاتل حقير "

حدق إليّ بوجع وأغمض عينيه وسالت دموعه أكثر على وجنتيه وقال من بين شهقاته

" هل تعلمين عندما انتهت حفلة زفافكِ ذهبت لكي أنتحر عن الجسر؟ "

توسعت عيناي برعبٍ شديد وشهقت بصدمة بينما كانت دموعي تسيل كالنهر على وجنتاي.. سمعتهُ بعذاب يُتابع قائلا

" نعم مارسي.. في تلك الليلة ذهبت لكي أنتحر.. أردت أن أُنهي حياتي المقرفة بنفسي.. لقد ارتكبت جريمة لا تُغتفر والأصعب منها بأنني سلمتُكِ بيدي إلى ذلك الشيطان "

توقف عن التكلم وفتح عينيه ونظر إليّ من خلال دموعه وقال بألم

" الشيطان ليس زوجكِ الماركيز مارسي بل هو آدم.. الشيطان هو آدم.. لم أُسامح نفسي لأنني سمحت بأن تتزوجي من قاتل مريض ومُغتصب "

توقف عن التكلم ثم نظر إليّ بجدية قائلا

" هل تعلمين ما الفرق بين آدم والماركيز رومانوس؟.. أجيبي ماريسا.. هل تعلمين ما الفرق بينهما؟ "

شهقت بقوة وأشرت له بالرفض فتأملني بحزن قائلا

" آدم كان بالفطرة قاتلا مريضا نفسيا ومغتصب لعين.. أما زوجكِ نحن من حولناه إلى ما أصبح عليه بعد الحادثة.. رومانوس إنسان رائع شهم ومُحترم ونبيل.. حتى وهو ينتقم ساعدني بعد أن عرف بأنني ما زلتُ على قيد الحياة.. وهو من أمر رجالهِ بمنعي عن الانتحار في ليلة زفافكِ.. عندما كنتُ على وشك القفز منعني أحد رجالهِ من القفز عن الجسر.. لكنه اتصل بالماركيز وأخبره بأنني كنتُ على وشك الانتحار وسأله إن كان يريده أن يتركني أنتحر أم يجلبوني إليه.. هل تعلمين أن زوجكِ صرخ بصديقه وأمره بجلبي إليه لأنه لا يريدني أن أموت.. ليس بسبب انتقامه بل لأنه لم يكن يرغب بقتلي أصلا.. صديقه لوكاس هو من أخبرني بذلك بينما كان يُدخلني إلى الفندق نحو جناح العرائس "

ابتسم بمرارة وتابع قائلا

" وأنا المذنب الوحيد لما حصل لكِ.. بسببي تعذبتِ.. وبسببي أنا تم اغتصبك.. وبسببي أنا تألمتِ في الجحيم.. لكن بسبب رومانوس عادت البسمة إلى وجهكِ.. بسبب رومانوس عادت الروح إليكِ.. وبسبب رومانوس عادت الحياة لتبتسم لكِ من جديد.. فأرجوكِ ماريسا فكري ملياً قبل أن تتركيه.. لقد تغير من أجلكِ.. تغير لأنهُ أحبكِ.. تغير لأنه في الأصل ليس بشرير.. هو فقط عاد إلى ما كان عليه قبل الحادث "

أحنى ماثيو رأسه إلى الأسفل وأجهش بالبكاء المرير وسمعتهُ بألم يقول ببكاء

" حتى أنهُ سامحني رغم أن شقيقته حاولت الانتحار أمامه ولكنها للأسف ماتت بعد سبعة أشهر.. كان جداً مؤلم لي أن أسمع ما حصل لها منه.. أنا السبب بموتها.. أنا المذنب الوحيد.. لو منعت آدم عن اللحاق بسيارة الماركيز ما كان حصل ما حصل للجميع.. ولا تقولي بأنني لم أكن بكامل وعيي.. حتى لو لم أكن أنا بطبعي مُسالم.. كان يُمكنني منعه.. لو فعلت كان كل شيء تغير.. لذلك سامحي زوجكِ وعيشي معه بسعادة.. أنتِ و هو تستحقان السعادة "

مسحتُ دموعي ثم أمسكت بوجنتيه بخفة ورفعت رأسه ونظرت إليه بألمٍ شديد.. شهقت بقوة وهمست له بعذاب

" لا أستطيع أخي.. افهمني أرجوك "

نظر إليّ بخيبة أمل شديدة ثم تنهد بقوة وقال بنبرة حزينة

" إذا أنا لن أعترض على شيء تريدينه.. سأكون معكِ وأحميكِ وأحمي أطفالكِ بروحي.. لقد طلبت قبل دخولكِ من طبيبي أن يُخبر الحراس بأنني يجب أن أذهب إلى المستشفى لكي أخضع لاختبارات وفحوصات عديدة ووافقوا على ذلك.. الطبيب ينتظرنا في الأسفل.. لقد صدق كذبتي وسوف يرافقنا.. سيكون سهلا أن نهرب منه ومن الحراس حينها "

شهقت بقوة وعانقتهُ بشدة وبكيت بتعاسة.. كان جداً مؤلم لي حديثه.. لكنني لم أستطع أن أسامح رومانوس.. ابتعدت عن ماثيو ومسحت دموعه بأناملي ثم قبلت جبينه ووقفت وقلتُ له بغصة

" سأذهب لكي أتصل بالسفير وأخبرهُ بأننا سنصل إلى مستشفى كودونو بعد نصف ساعة "

أومأ لي موافقاً بحزن وخرجت مُسرعة من غرفته.. اتصلت بالسفير وأخبرته بالمستجدات ثم سمعتهُ يقول

( هذا رائع.. سوف ينتظركِ حارسي الشخصي في قسم الأشعة.. وهو سوف يُخرجكِ وشقيقك والأطفال بأمان من المستشفى دون أن يُلاحظوا غيابكم رجال زوجك.. أراكِ قريباً ماركيزة )

أنهى الاتصال حتى قبل أن أسأله كيف سيتعرفون عليّ حُراسه وإلى أين سنذهب.. دخلت إلى الحمام واستحممت بسرعة ثم ارتديت ملابسي وتوجهت إلى جناح أطفالي..

رفعت مابيلا وحملتُها على خصري وحاوطت جسدها بيدي اليسرى ثم أمسكت بيد جيف وإيلينا تمسكت بطرف فستاني من الأسفل وتوجهنا إلى الطابق الأرضي..

خرجت من القصر ورأيت سيارة الليموزين بانتظارنا.. كان ماثيو يجلس في وسط المقعد عندما صعدنا إلى السيارة وفورا عانقته إيلينا وهي تهتف بسعادة

" يااايييي.. أخيراً سأذهب في نزهة برفقة دادي "

عانقها ماثيو وقبل جبينها برقة وتركها تجلس في حضنه دون أن يعترض.. ابتسمت بحنان وفكرت.. ماثيو سيشعُر بالسعادة عندما يعلم بأن إيلينا هي ابنته من لحمه ودمه.. سأخبرهُ قريبا بذلك..

وصلنا برفقة الطبيب و الحارسين إلى المستشفى.. انتظرنا الحارسين أمام مدخل المستشفى وتوجهنا فوراً إلى قسم الأشعة.. كان ينتظرنا رجلين يرتديان رداء الخاص بالأطباء.. اقتربا وتكلما مع الطبيب أرمون المُشرف على علاج ماثيو وأخبراه بأن شقيقي سيتأخر لمدة ساعة ونصف حتى يُجري صور الأشعة وطلبوا منه أن ينتظر في الصالون...

طبعا عرفت بأنهما من رجال السفير فالطابق كان خالي من أي ممرض أو ممرضة.. وعندما سلمت على الطبيبين وضع واحد منهما ورقة صغيرة بكف يدي وبينما كانا يتكلمان مع الطبيب أرمون قرأت الرسالة..

" انتظرينا أمام المدخل الخلفي للمبنى "

خرجت مع الأطفال برفقة الطبيب أرمون وقلتُ له

" الأطفال لم يتناولون وجبة الفطور.. سأذهب لكي أُطعمهم في الكافيتريا.. هل ترغب بمرافقتنا حضرة الطبيب؟ "

شعرت بالراحة عندما ابتسم لي بتهذيب ورفض مرافقتنا وفوراً خرجت مع أطفالي وسألت إحدى الممرضات كيف أصل إلى المدخل الخارجي وبعد أن أعطتني التوجيهات توجهت بسرعة إليه..

رأيت سيارة رباعية الدفع تقف أمام المدخل بانتظارنا وأمامها ثلاث حُراس.. ما أن شاهدوني حتى فتحوا لي الباب الخلفي ورأيت ماثيو بالداخل..

كنتُ أنظر بشرود إلى أطفالي بينما كانا يضحكان بمرح وهما يتكلمان مع ماثيو.. شقيقي لم ينظر إليّ ولم يُكلمني.. كنتُ أعلم بأنه رافض فكرة هروبي من رومانوس و بأنه غاضب مني..

بعد مرور ربع ساعة رأيت بدهشة من زجاج السيارة بأننا نقترب من مطار خاص كانت طائرتين واقفتين على مُدرجه

استغربت وشعرت بالقلق.. ظننت بأننا سنذهب إلى مطار دي فالكوني وليس مطار خاص.. ما أن دخلنا المطار توقفت السيارة في المُدرج ورأيت السفير ينتظرني برفقة عدد كبير من حُراسه الشخصيين..

ترجلت من السيارة مع أطفالي ثم حمل رجلين ماثيو ووضعوه على كرسيه المتحرك.. رأيت السفير رامون يقترب نحونا ولم يُبالي بالتكلم مع ماثيو بل وقف أمامي وأمسك بيدي وصافحني بحرارة قائلا

" أنا سعيد ماركيزة لأنكِ استطعتِ الوصول إلى هنا.. تبدين جميلة جداً كالعادة "

قبل يدي برقة وسحبتُها بسرعة من يده ورأيت ماثيو ينظر إليه بغضب وعدم الإعجاب.. نظرت إلى السفير وابتسمت له بخفة ثم شكرته قائلة

" الفضل يعود لك سعادة السفير.. أشكرُك على مساعدتي ولن أنسى فضلك عليّ أبداً "

بدأ جسمي كله بالارتعاش عندما لاحظت تلك اللمعة الماكرة في عينيه..

" ماريسا.. أريدُ أن أتكلم معكِ على انفراد قليلا "

سمعت ماثيو يقول بنبرة جامدة وغاضبة.. ابتسمت باعتذار للسفير ثم اقتربت من ماثيو وانحنيت قليلا وهمست قائلة له بعتاب

" ماثيو لا تكن قليل التهذيب مع السفير.. يكفي بأنه تكبد مشقة كبيرة لمساعدتي بالهروب و.. "

قاطعني ماثيو قائلا بهمس وبغضب

" لم يُعجبني مارسي.. نظراتهِ لكِ ليست ودودة أبداً.. ثم لماذا بحق الجحيم جلبتِ الصغيرة إيلينا معنا؟.. لماذا تريدين حرمان رومانوس منها أيضا؟.. ظننت بأننا سنهرب فقط برفقة التوأم.. و... "

وضعت يدي على خده وقاطعته قائلة بحنية بينما الدموع تترقرق في عيناي

" لأنها ابنتك ماثيو.. إيلينا هي ابنتُك من صِلبك.. هي ابنتُك من لحمك ودمك "

ارتعش فكه بقوة وتصلب جسده وتوسعت عينيه بصدمة كبيرة وهو يتأملني بذُعر.. سالت دموعه على وجنتيه وهمس قائلا ببكاء

" كيف؟؟؟!!.. لا ماريسا!!.. لا تكذبي عليّ... مستحيل أن أكون والدها!!.. أنا.. أنا.. إلهي لا!!.. لا ماريسا.. لا تقتليني.. إيلــ.. إيلينا ابــ.. ابنتي!!!!!.. هي ابنتي!!!... "

مسحت دموعه بإبهامي وهمست له

" نعم هي ابنتُك.. هي ابنتُك من شقيقة رومانوس.. أخفينا عنك الأمر حتى تتحسن قليلا و.. "

" ماركيزة.. يجب أن نذهب.. لقد تأخرنا "

قاطع حديثي السفير وفوراً استقمت والتفت ونظرت إليه... نبض قلبي بعنف من جراء الخوف عندما ابتسم بخبث ورفع يده اليسرى عاليا وأشار بها لرجاله بالاقتراب..

نظرت بذهول إليه وبدهشة إذ لم أفهم نظراتهِ الغريبة والمُخيفة تلك..

فجأة وبصدمة كبيرة رأيت رجاله أصبحوا أمامنا ثم تم سحب الأطفال مني.. جحظت عيناي وبدأت أصرخ برعب بينما كنتُ أحاول جذب أطفالي من الحراس..

" ماذا تفعلون؟!!.. لااااااااااااااا.. دعوهم.. ماذا يحدث؟!!.. سفير رامون ماذا يحدث؟.. أرجوك أُطلب منهم ليتركوا أطفالي.. أتركوهم.. أطفااااااااااالي.. لااااااااااااااااا.... "

كنتُ أبكي بينما أطفالي يبكون ويصرخون برعب.. حاولت سحب إيلينا من بين يدين حارس لكنه دفعني بعنف لأقع على الأرض..

سمعت صرخات ماثيو الغاضبة وهو يهتف ويشتمهم

" أيها القذرون دعوهم.. دعوا الأطفال أيها الملاعين.. دعوهم أيها السافلون.. أعيدوهم يا ملاعييييييييين... ماريسااااااااااا... "

هتف بفزع عندما سقطت على الأرض.. نظرت إليه من بين دموعي ورأيت بذعر حارس يصفع ماثيو ثم سحب كرسيه نحو طائرة..

في هذه الثواني شعرت بأنني أعيش في كابوس.. حاولت الوقوف لكن شعرت بالصدمة عندما تم إمساكي من معصمي وجذبني السفير لأقف وهمس بأذني

" هل ظننتِ فعلاً بأنني سوف أساعدُكِ من دون مقابل؟.. أنتِ ساذجة جداً ماركيزة "

بدأت أقاومه وأنا أشتم وأصرخ بملء صوتي

" دعني أيها الحقير والسافل.. أعد لي أطفالي أيها السافل اللعين.. ساعدوني أرجوكم.. أطفالي لااااااااااااا.. ماثيوووووووو.. ساعدوني.. أرجوكم "

خدشت عنقه بأظافري بينما كنتُ أقاومه بضراوة.. ولكن صفعة قوية تلقتها وجنتي جعلت رأسي يلتف بقوة.. أمسكني بإحكام من كتفاي وألصق ظهري بصدره ثم أمسك خصلات شعري ورفع رأسي عاليا باتجاه إحدى الطائرتين وهمس بأذني بحقد

" هذه الطائرة سيذهب بها شقيقكِ المُقعد مع أطفالك اللقطين إلى إنجلترا... "

ثم أدار رأسي بقوة باتجاه الطائرة الثانية وقال بخبث

أما هذه الطائرة فهي لنا ماركيزة.. سنذهب بها إلى إسبانيا حيثُ سأستمتع بكِ وأجعلكِ مُلكي.. سوف تكونين امرأتي "

بكيت بهستيرية وأنا أرى أطفالي يتم إدخالهم إلى تلك الطائرة مع ماثيو.. صوت صراخاتهم وبكائهم قتلني.. كم كنتُ غبية ووثقت بذلك السفير العاهر..

" لاااااااااااااااااااا... أولادي لاااااااااااااااااا... لا أرجوك لا تفعل بي ذلك.. أريدُ أطفالي و ماثيو.. لااااااااااااااا... "

هتفت بجنون وأنا أحاول تحرير نفسي من ذلك الحقير.. بكيت بهستيرية وأنا أتخبط بين يديه بجنون.. صرخة حادة مزقت أوتار حُنجرتي خرجت من أعماق روحي عندما رفع رأسي من خصلات شعري وأدارني بعنف لكي أواجهه ونظر بانتصار إلى عيوني الباكية قائلا

" سهلتِ عليّ انتقامي من زوجكِ الماركيز الخسيس.. ولكن لا تقلقي سوف أُعيدُكِ إليه بعد أن أمل منكِ ماركيزة.. فأنتِ تُعجبينني.. تجعلينني أرغبكِ بجنون "

نظرت إليه بقرف ثم بصقت بوجهه وهتفت بحدة

" سيقتُلك.. رومانوس سيقتلك بنفسه عندما يعلم باختفائي.. سوف يجدُني ويُنقذني وأطفالنا و ماثيو منك ويقتلك حينها "

قهقه بمرح وأفلت قبضته من شعري ومسح لُعابي عن وجهه ثم قبلني بقوة على وجنتي ونظر إلى عيناي قائلا بخبث

" هذا إن وجدنا ماركيزة.. والآن حان الوقت لكي نصعد إلى طائرتي الخاصة "

" لاااااااااا.. دعني.. رومانوس.. رومانووووووووووس.... "

هتفت بحدة باسم حبيبي بينما كان السفير يجُرني خلفه نحو الطائرة بقوة.. حاولت أن أقاومه وأهرب لكنه صفعني بعنف على وجنتي اليمنى لدرجة أن الدماء سالت من أنفي..

انتحبت بجنون عندما أدخلني إلى الطائرة وحضنني بعنف إلى صدره ثم تجمدت بصدمة عندما هتف بوجهي وهو يحاول تثبيت يداي خلف ظهري بقبضه

" هل ظننتِ بأنني غبي يا أرملة سميث "

تجمد فجأة بين يديه ونظرت إليه بصدمة شديدة.. ضحك بشدة وعندما هدأ ابتسم بخبث وتابع قائلا

" لقد تواصلت مع صديقي السفير الإسباني في إنجلترا وطلبت منه أن يتحرى لي عن ماضيكِ.. طبعاً تفاجأت عندما اتصل بي منذ أسبوع وأعلمني بأنكِ كنتِ متزوجة من رجل يُدعى آدم سميث.. ولكن ما فاجئني أكثر عندما قال لي بأن زوجكِ المرحوم تم إيجاد جُثته أو ما تبقى منها بعد مرور يوم واحد على زواجهِ منكِ.. وجدوه في هيكل سيارتهِ التي انفجرت واشتعلت ولم يتبقى منها شيء.. تعرفت المباحث عليه من رقم هيكل السيارة.. أما أنتِ وشقيقكِ اختفيتم من الوجود.. والغريب أن الماركيز رومانوس دي فالكوني أخبر السلطات بعد مرور ثلاث سنوات بأنكِ على قيد الحياة أنتِ و شقيقكِ ماثيو.. أخبرهم بأنه وجدكما في ديفون.. أنتِ كنتِ فاقدة للذاكرة أما شقيقكِ كان في غيبوبة وعالجكما.. وأخبرهم أنكِ عندما استعدتِ الذاكرة أخبرتيه عن وقوع الحادث الأليم في ليلة زفافك.. طبعا السلطات في ديفون صدقوه وأغلقوا القضية لكنني لم أفعل "

شحب وجهي بقوة عندما ضحك ضحكة شريرة جعلتني أرتعش من رأسي حتى أخمص قدمياي.. نظر إليّ بجمود وتابع قائلا بكرهٍ واضح

" أنا متأكد بأن الماركيز هو من قتل زوجكِ لكي يحصل عليكِ.. ربما كنتِ عشيقته ورفضتِ الزواج منه لذلك قتل زوجكِ في ليلة زفافكم.. هناك حلقة مفقودة ولكنني متأكد بأنه من افتعَلَ تلك الحادثة.. سوف أستمتع جداً عندما ينتشر هذا الخبر غداً في الصُحف وينفضح الماركيز في إيطاليا كلها.. لقد تكفلت بأن يحدث ذلك في الغد.. فكما يبدو زوجكِ قاتل ولديه سوابق.. الماركيز ليس برجلٍ شريف كما يظن كل سكان دي فالكوني و إيطاليا.. أما الآن سوف أستمتعِ بكِ ماركيزة دي فالكوني.. فأنا أريدُكِ بجنون.. أريدُ مُضاجعتكِ بعنف وأجعلكِ تصرخين بمتعة عندما أقتحمكِ بعضوي الذكري "

انتفضت وقاومته بهستيرية بينما كان يحاول تقبيلي وهو يسحبني إلى الأمام

" أيها الحقير اللعين.. رومانوس أشرف رجل رأيتهُ في حياتي.. وأنا من سابع المُستحيلات أن أكون لك.. أنا امرأة لرجلٍ واحد.. وهو رومانوس دي فالكوني.. أااااااععععععععععععههههههه.. لاااااااااااا.. دعني.. ساعدوني أرجوكم.. رومانوس ساعدنيييييييييي..

صرخت بألمٍ شديد عندما صفعني على خدي وجذبني بعنف نحو غرفة نوم خاصة في الطائرة.. هتفت في النهاية بجنون لـ رومانوس لكي يُساعدني عندما أقفل السفير الباب بالمفتاح ورماني بقوة على السرير..

نهضت وحاولت الفرار نحو الباب لكنني لم أستطع فتحه.. صرخة عميقة خرجت من فمي عندما أمسكني من خصلات شعري وجرني نحو السرير ورماني عليه واعتلاني..

صرخت وصرخت وصرخت بينما كان يحاول تقبيلي وأنا أقاومه بشراسة.. لم أستسلم.. ولن أستسلم له أبداً.. أنا لن أكون سوى لـ ماركيزي..

" لاااااااااااااااااااااااااا..... "

صرخة عميقة مجروحة مُعذبة خرجت من أعماق أعماق أعماق روحي عندما شعرت بالطائرة تسير.. لقد انتهيت... بسبب غبائي خسرتُ نفسي وخسرت أطفالي وخسرت ماثيو.. وخسرت زوجي وحبيبي و ماركيزي رومانوس...


انتهى الفصل





ولمن يرغب بكتابة تعليق عن البارت هنا:


كيف كان البارت؟..

الماركيز رومانوس؟..

ماريسا؟..

ماثيو؟..

ماركو و فيليا؟..

السفير رامون؟...


شكراً لكم قمراتي على مُتابعتكم لروايتي.. أحبكم جداً❤️❤️ و كونوا بخير جميعاً❤️❤️.. نلتقي قريبا مع النهاية.

Continue Reading

You'll Also Like

20.5K 790 29
تملكها الخوف و أخذت ترتعش بقوة لم تشعر بها الا بيد طوقتها من الخلف و شدتها إليه محتضنًا أيها بقوة شعرت بدفئه يطوقها و راحة شديدة تعتليها، ولكنها أبت...
1.2M 33.4K 32
أنا روز قتلني الحزن و الخوف بألف سكين وطاردتني الكوابيس حتئ يأست من أن أنام ليلةً بدونها .. حتئ إلتقيت اندرو المليونير الطائش الأعزب تغيرت حياته وحي...
1.3M 4.4K 1
عالمه مليء بالدماء و القذارة ...قتل، مخدرات ، اغتصاب ....لغته السلاح و نظرته حادة كالرماح ...زعيم المافيا الأول في العالم الذي يسقط أعتى الرجال أمامه...
375 50 25
تتحدث القصه عن ♪ فتاه تسمى تالين تعيش مع ولادها الذى يعذبهم هيا و عائلتها و يجعل أختها تتزوج رغم عنها لى أنه غنى لتذهب معه إلى القصر وتعيش عذاب اقوى...