فصل 3 - أنا هو النار

9.5K 667 202
                                    





رومانوس**


فتحت جفوني بضعف ثم أغمضتُها بسبب الضوء في السقف.. عُدتُ وفتحتها من جديد ببطءٍ شديد وبلعت ريقي بضعف ونظرت حولي.. كنتُ ما زلتُ في غرفة العناية الفائقة.. وجدت المكان هادئ.. حسنا نوعا ما هادئ إذ كان صوت جهاز القلب يوقظني بين الحين والآخر من غفوتي المختلسة..

الغفوة التي اختلستها فجرا من صوت قياس نبض القلب الرتيب.. من أنبوب القسطرة ومن الأسلاك الموصولة بصدري وخاصرتي ومن أنبوبيّ ضخ الأكسجين في أنفي..

الأنابيب والأسلاك التي حولت جسدي إلى جهاز استقبال وإرسال... هي نفسها الغفوة التي اختلستها من الممرضة التي لا تمنح جسدي حقنة إلا لتسحب منه أخرى..

منذ أن استفقت لغاية الآن كنتُ منهار وبحالة مزرية.. لم أكن أستطيع التكلم والتحرك.. لم أكن أستطيع أن أشتكي وأُعبر عن مدى الألم في قلبي.. فألم جسدي كان لا شيء مقارنةً بآلام قلبي وروحي وكياني.. والدموع أصبحت رفيقتي الوحيدة والمؤنسة لوجع قلبي المُحترق..

طُفْت بالذاكرة وأنا حبيس غرفة العناية الفائقة.. تذكرت بأسى كل ثانية وكل لحظة من تلك الليلة المشؤومة.. ذكرى تلك الليلة كانت تُحرق روحي وكياني وتقتلني ببطء..

ما أصعب ما مررتُ به وما أصعب ما شعرت به واختبرتهُ شقيقتي إيلينا.. خسارتي كانت جدا كبيرة ولا تعوض بثمن.. لقد خسرت أغلى شخصين على قلبي بسبب حقيرين لعينين..

خسرت أغلى ما في حياتي بسبب مُغتصبين قتلة ومجرمين..

غضب مُخيف اجتاح كياني للمرة المليون.. سواد حالك مُخيف أغرق قلبي وروحي وكياني.. قلبي أصبح كُتلة من الجليد وعقلي لم يعُد يفكر سوى بالانتقام..

نظرت بجمود أمامي وأنا أُفكر.. أرادوا أن يمرحوا إذا؟!!.. سوف أريهم كيف يكون المرح على أوصله وقريبا.. قريبا جدا.. سأجعلهم يتمنون الموت ولا ينالونه إلا على يدي.. سوف أقوم بتحقيق العدالة بنفسي وأدمر هذين الحقيرين.. سأنتقم منهما ومن كل شخص يحبونه على وجه هذه الأرض..

أنا هو النار.. أنا النار الذي سوف أُحرقُ بها حياتهم وكل من يحبونهم كما هم أحرقوا جسدي ومن أُحبهم وأحرقوا حياتي وجعلوها جحيما بحيث لا أستطيع أن أتنفس للحظة لقسوة ما فعلوه وأعمالهم الشيطانية والتي لا تزال تُدمرني لغاية هذه الساعة...

أمسكت بشرشف السرير بقبضتي اليسرى بعنف وضغطت أسناني ببعضها بشدة.. عندما أُفكر بهذين الشخصين ينتابني نوع من الهستيريا والجنون.. لآن كمية هذا الألم من طرفهم لن يتحملهُ غيري..

وعاهدت نفسي منذ اللحظة الأولى التي استيقظت بها وتذكرت بها الحادث بأنني سأُصبح النار التي ستحرقهم.. أنا النار التي ستحرق أجسادهم وأرواحهم وتدمرهم كما هم فعلوا بي.. سأجعلهم يدفعون غاليا ثمن ذنوبهم وما اقترفوه بحق جيف و إيلينا و بي..

ماركيز الشيطانWhere stories live. Discover now