HOW CAN I SERVE YOU SIR ? ||...

By shinyiry

434K 15.8K 2.3K

[ THIS STORY CONTAINS A HOT SAUCE ๐Ÿ”ฅ! ] ยซ ู…ู„ุงูƒูŠุŒ ุฃู†ุชู ู…ู„ุงูƒูŠ ุงู„ุตุบูŠุฑ ุงู„ู„ู‘ูŽุทูŠู ุฃู†ุณุฉ ูˆูŠู„ุณูˆู† ยป ยซ ุฃูˆู‡ ุจุฎุตููˆุต ู‡ุฐุง ุฃู†... More

โ–ถ CHAPTER 00 : PROLOGUE
โ–ถ CHAPTER 01 : ACCEPTANCE
โ–ถ CHAPTER 02 : TRADITIONS
โ–ถ CHAPTER 03 : TOUCH
โ–ถ CHAPTER 04 : DECISION
โ–ถ CHAPTER 05 : TEMPTATION
โ–ถ CHAPTER 06 : HEARTBEATS
โ–ถ CHAPTER 07 : JEALOUSY
โ–ถ CHAPTER 08 : FEELINGS
โ–ถ CHAPTER 09 : SURVIVAL
โ–ถ CHAPTER 10 : BACK
โ–ถ CHAPTER 11 : PALPITATIONS
โ–ถ CHAPTER 12 : SUDDEN
โ–ถ CHAPTER 13 : CONFESSION
โ–ถ CHAPTER 15 : SHOCK
โ–ถ CHAPTER 16 : KISS
โ–ถ CHAPTER 17 : MY ANGEL
โ–ถ CHAPTER 18 : SHE'S MINE
โ–ถ CHAPTER 19 : MESS
โ–ถ CHAPTER 20 : LOVE
โ–ถ CHAPTER 21 : SECRET
โ–ถ CHAPTER 22 : NOBODY KNOWS
โ–ถ CHAPTER 23 : ATRICK
โ–ถ CHAPTER 24 : GOODBYE
โ–ถ CHAPTER 25 : SACRIFICE
โ–ถ CHAPTER 26 : RUN
โ–ถ CHAPTER 27 : WITHYOU
โ–ถ CHAPTER 28 : THE END
โ–ถ ADVERTISEMENT
โ–ถ coffee !

โ–ถ CHAPTER 14 : DREAM

10.5K 500 67
By shinyiry

« هل يعجبُك التدليك سيِّد جون ؟ »

إنبلج صوتُها الجوهريُّ وسط الصمت المُميت مِمَّا جعلني أخرُج عن نشوتي للحظَّة، كنت في مكتبي كالعادة وكلُّ شيءٍ موجودٍ خولي بدى طبيعياً إلى حدٍّ ما.

« نعم نوعاً ما »

قلتُ ريثما أحرِّكُ بندُقيَّتاي توافُقاً لحركات يدها السَّمجة التي رست على صدري كمرساةٍ.

« يجبُ عليك أن تؤكِّد عندما يكون الأمرُ صحيحاً سيِّد جون »

أخبرتني وهي تترُك ظهري لتهمَّ لمُقابلتي، عيناها التوَّاقتان إلى الحُب كانتا غارقتين في خاصَّتي بحيثُ كانتا تتوَّهجان بطريقة خاطفة للأنفاس وأنا بدوري أحسستُ بشعورٍ غريب، شعورٌ لم أتمكن من فهمه مُطلقاً.

« نعم إنَّهُ يعجبُني »

أعربتُ عن ذلك وأنا أتتبَّعُ مشيتها إلى الباب وأستمعُ إلى وقع حذائها الشقيِّ ورنَّاته المُتناغمة، لقد أوصدتهُ بسرعة من الدَّاخل وإلتفتت إليَّ مع بسمة خجولة ماخلفها شيءٌ سيءٌ وجامح.

« إذن علينا أن ننتقل إلى المستوى التالي »

« واو مهلاً ! على رسلك أنسة ويلسون الأمورُ لا تسيرُ هكذا نحنُ في العمل »

رفعتُ يداي في حركة دهشة لأنَّها صدمتني ثُمَّ سحبتُ ربطة عنقي بسُرعة وفتحتُ أولى أزرار قميصي لأنَّ موجة حرارة ضربتني كتسُونامي، كانت بيِّرل قد تخلَّصت من ملابسها العلويَّة بسُرعة وعادت إليَّ بصدريَّتها ذات اللَّون الكريمي فحسبُ.

« وإن كنَّا في العمل ماذا ؟ أنت الرئيس سيد جون يمكنُك فعل كل شيء »

أخبرتني وإنبطحت إلى مُستواي، كانت قريبةً جداً في وضعيَّة التقبيل ويداها تجُرَّان ربطتي إلى الأسفل برفق، لا أُحبُّ لعب دور الرجل الذي يُقاد فلطالما قدتُ كلَّ الأمور لكنِّي كنتُ ضائعاً في تعابيرها الفاتنة وجامدَ الجسد على كُرسيِّي.

« معك حق أنا الرئيس »

في اللَّحظة التالية تشجَّعتُ وقرَّرتُ كسر قيود مكانتينا، رفعتُ شفتاي ببسمة تنمُّ عن الرضا ثُمَّ عانقتُ بيدي خصرها العاري وجذبتُها إليَّ هامساً.

« هل الأنسة ويلسون حقاً لا تُمانع أن يُفعل هذا بها »

جلست على فخذي في وضعيَّة مُريحة ثُمَّ إلتقطت وجنتيَّ بين راحتيها وتفقَّدت فكِّي قبل أن تنبس لي في توجُّس، كانت سكرتيرة أخرى جامحة غير التي أعرفُها.

« عندما يتعلَّقُ الأمرُ بالجنس ليس عليك التفكير مرتين سيِّد جون »

بقيتُ دون جواب، لقد أقنعتني، لكن هل هذا حقاً ما أردتُه ؟ مُمارسةُ الجنس في المكتب مع سكرتيرتي اللَّطيفة ذات الوجه الدائري والشفاه الكرزية ؟ كوَّرت أحد خصلاتها الغزيرة حول سبَّابتي ثُمَّ تنهدتُ هامِساً في عمق أذُنها.

« أنت تجعلين الأمر صعباً عليَّ أنسة ويلسون لا تجُرِّيني نحوَّ الهاوية »

عرضت عليَّ ضحكتها الرائعة ثُمَّ مرَّرت يدها الفاحشة على أسفلي صعوداً.

« أحدٌ ما هنا في الأسفل يحتاجُ المُساعدة »

ونحنُ لازلنا على إتِّصال بصري قوِّي أدخلت أناملها الرقيقة في شقِّ القميص بعد أن أزالت إنغلاق أحد أصدافه وضغطت على بشرتي وهي تتفحَّصُني.

« قد تكون هذه الهاوية هي أجمَّل ما تمَّ جرُّك إليه .. فكِّر بالأمر »

« هل تعتقدين ذلك ؟ »

إستفسرتُ ومسكتُ ذقنونتها الصغيرة بين أناملي، ظلَّلتُ أحدِّقُ مطولاً إلى شفتيها الخلاَّبتين وكأنِّي أبتغي تذوُّقهُما بشدَّة، يدُ الأنسة ويلسون الصغيرة أحاطت يدي هاته والأخرى طبطبت على صدري بحركات بذيئة.

« لا تسألني عن شيء أنت تُدركهُ »

لقد كانت نبرتُها أكثر نبرة مغرية سمعتُها في حياتي أو لربِّما أحسستُ ذلك لأنَّني كنتُ منتشِياً بجلوسها عليَّ وأنا أنبضُ من الرغبة، كلُّ ما أعرفهُ أنِّي مسكتُ مؤخرة رأسها ودفعتُها بإتجاهي ثُمَّ قبلتُها بلهفة تحملُ كلَّ عوزي.

في تلك القبلة الجنونيَّة التي أطلقتُ فيها كل عناني وتناولتُها بعنف إنهارت الجُدران حولي وإنهار عالمي المثاليُّ والمليءُ بالمشاعر الساخنة، إختفى مكتبي وإختفت الأنسة ويلسون أيضاً، أدركتُ حينها أني كنت أرى شيئاً خيالياً خليعاً.

عندما فتحتُ عيناي في سقف غرفتي كنتُ أتعرَّقُ بشدَّة وألهث، الأسوءُ من كلِّ هذا أنَّ أحد عجائب الدُّنيا قد صارت ثمانيَّة ! لقد كان حوضي مشدوداً ومعدتي تتقلَّبُ من الرغبة وجزءٌ من سروالي القصير قد صار أضيَّق، لقد أيقنتُ تماماً أنَّ هذا الحلم الذي دام طوال اللَّيل قد جعلني أتقوِّمُ.

« مالذي يحدث بحق الجحيم »

أزحتُ الغطاء عني ثُمَّ جلستُ على حافة السرير وأنا أشعر بلهيبٍ قاتل يكتسحُ جسدي، كنتُ أشتعلُ فعلاً،  لا يعقلُ أن يكون التدليكُ الذي حصلتُ عليه لدقيقة واحدة من قبل سكرتيرتي قد دفعني إلى هذا الحلم غير المُحتشم !

إلتقطتُ الزجاجة بجانب السرير وتجرَّعتُ الكثير من الماء علِّني أهدأ لكنَّني لم أفعل لقد كنت في حالة حرجة حقاً، كانت الساعة تشيرُ إلى الرابعة والنصف صباحاً أبكر بنصف ساعة عن موعد إستيقاظي المُعتاد.

« تدليكٌ لعين ! »

وضعتُ الزُجاجة ثُمَّ نهضت إلى الحمَّام فغسلتُ وجهي ونظَّفتُ أسناني جيِّداً، نظرتُ إلى نفسي في المرآة ومسحتُ على شعري بينما أميل إلى المغسلة.

« أنا لم أنظر إلى الأنسة ويلسون نظرة جنسيَّة أنا حتى لم أُفكر .. »

في الحقيقة أنا لا أنظر إلى النساء عامةً نظرةً جنسية حتى في أحواض السباحة، أنا لا أشعر بأيِّ شيءٍ في أسفلي حتى لو إنتصبت أمامي إمرأة عارية.

« ربَّاه ! »

تأكدتُ من صلابة نفسي طويلاً ، لقد عانيتُ في السنوات الفارطة ليس من الوسواس القهري فقط بل من البرود الجنسيِّ أيضًا ذلك النوع الذي يتجاوزُ برودة القطب الجنوبي لم أحلُم قطُّ بإمرأة أو بالأحلام الماجنة لم يكن لدي الوقتُ لذلك حتى، لقد كنتُ رجلاً غير مُهتمٍ بهذه الأمور ...

« قالت الأنسة ويلسون أن التدليك يعالجُ حالات الشقيقة يا إلهي يبدو أنَّ لهُ مفعولاً مزدوجاً علي »

ضحكتُ ثمَّ غادرت حجرة الحمَّام وغيرتُ ملابسي إلى سروال رياضي قصير وقميص مُلائم، نزلتُ إلى المطبخ وقمتُ بإعداد شراب منشِّط بهرس بعض الفواكه والمكسرات مع الحليب.

أنا أتقدمُ في العمر أعلم لكنَّني لا أزالُ رجُلاً محباً للإستيقاظ الباكر، أتمرن قليلاً، أعد الفطور، أغيرُ ملابسي وأذهبُ إلى العمل لإنجاز مُخطَّطاتي.

« صباح الخير جون »

حيَّاني توماس بينما يسيرُ إلى باب منزله فلوِّحت لهُ ووضعتُ سمَّاعاتي لأباشر الركض، كان توماس جاري المجاور للفيلة الخاصة بي طبيباً يعملُ في المُناوبات اللِّيليَّة غالباً لذا قلِّما نرى بعضنَا، كلانا في نفس العمر تقريباً إلا أنَّهُ لديه ولدان رائعان.

ركضت حول الحيِّ لفترة وتوقفتُ حتى أستنشق بعض الهواء وأرتشف القليل من الماء، كانت الساعة تشيرُ إلى حوالي الخامسة وثلاثٍ أربعين دقيقة وضوءُ الشمس قد شرع في الظهور فوق الأفُق.

قلَّلتُ من وتيرة ركضي ومشيتُ في طريق مُختصر إلى المنزل كنتُ لا أزالُ أفكر في الأنسة ويلسون ليس بطريقة جنسية طبعاً ولكن بطريقة ما .. طريقة من الصعب عليَّ شرحُها.

هي ليست مخطوبة بالطبع لكن أعتقدُ أنَّها مرتبطة وإن لم تكُن فلسوء الحظِّ ليون يحاول كسبها لقد أدركتُ ذلك عندما خرج من حداد بدلاته السوداء وأصبح كالظِّل يرافقُها ويحملُ لها الأشياء الثقيلة.

علاوة على ذلك الأنسة ويلسون تتمتع بليونة ولطافة رائعة ولديها يدان ناعمتان جداً أعتقدُ أنِّي لن أُمانع أبداً إذا ما خضعتُ للتدليك لديها مُجدِّداً.

« أوه يا إلهي ! »

عندما كنت أسيرُ في الحيِّ توقفتُ لبرهة والمنظرُ المؤلمُ هزَّ صباحي فخلعتُ سمَّاعاتي وربضتُ بجوار الجدار كان هناك مواءٌ لهريرة صغيرة بجوار جثَّة أُمِّها الهامدة، لم تبدو القطة مدعوسة لكنَّها كانت ميتة بالفعل.

لقد بقيتُ في تلك الجلسة طويلاً، نظرت حولي لأسأل فلم يكن هناك أحدٌ من الجيران سوى الرجال الذين يفرغون صناديق القمامة مبكراً.

« صباحُك سعيد سيِّدي »

حيَّاني أحدُ العاملين بينما يقترب ويبدو أنَّ المنظر قد هزَّهُ هو الأخر.

« مرحباً، هل سبق وأن رأيت هذه القطة؟ هل لك علمٌ من هو صاحبها؟ »

إستفسرتُ بينما أنتصبُ لكنَّ العامل بدوره حكَّ ذقنهُ وسرعان ما إجابني.

« في الواقع لا لكن أعتقدُ أنَّها بلا صاحب، أعني إنَّها بلا طوق »

لم يُفاجئني ذلك لأنَّها كانت قطة متسخة من نوع الشوارع لكنَّ هذه الهريرة الصغيرة التي كانت تتودَّدُ إلى الجثَّة جعلتني أشعر بشعور الشفقة ناحيتها.

« إن سمحت لي سأنظِّفُ ذلك »

« أه بالطبع »

حملتُ الصغيرة التي ترتجفُ من البرد ووضعتها في حضني ثمَّ إبتعدتُ لأسمح لهُ بإلتقاط الأخرى ودفنها بعيداً، لم أستطع تركها لأنَّهُ لم يكُن لديها أيُّ أمل في النجاة وحدَّها.

« عليك أن تكون حذراٌ سيدي قد تعاني القطة من عدوى ما »

« سأكون على ما يرام سأحتفظُ بها إلى أن نجد صاحبها »

أخبرتهُ بينما أسيرُ مبتعداً،لم أكن خائفاً لأنَّني أخضع لفحص دوري كل خمس أشهر ولديَّ مناعة قوية وبالمُناسبة لقد إتضح أنهُ ليس هريرة بل هراً بلون أسود قاتم من دون أيِّ بُقع، هر صغير مُتَّسخ بالطين.

« سأكون أمِّك الجديدة أمل ألا تموت في أول يومٍ من الرعاية حتى لا تشعرني أنِّي ماما سيِّئة »

داعبتُ وجنتيه تحت المُواء المزعج ومضيتُ عائداً على الطريق الحجري، كنت سأدخل السوبرماركت لشراء التونة لكن أيقنتُ أن القط أصغر من أن يأكل شيئاً كهذا.

كانت الساعة تشير إلى السادسة وضوء الشمس الخفيف قد برُز، موزِّعُ الجرائد في الحيِّ كان يطوف الطريق ويضربُ الأبواب  لا أعلم إن كان يحبُّ هذه الوظيفة لإنَّني لم أسأله لكنَّهُ نوعاً ما ممتن أنهُ مازال يعمل في هذا المجال منذ عشرين عاما حتى مع التضخم التكنولوجي الهائل اليوم.

« صباح الخير سيِّدي الأعزب »

ألقى عليَّ السلام وهو يتوقِّف عن قيادة درَّاجته فإبتسمتُ لهُ وقلت.

« قل مرحباً حصلت على طفل »

أخبرتهُ بينما أُظهر القطَّ الصغير من جراب صنعتهُ بالقميص، لم تكُن ردة فعله جيِّدة فوجهه الأشيبُ المليءُ بالتجاعيد عبُس وهمَّ ينذرُني بالشؤم.

« يالهُ من قط أسود بشع ! يا يسُّوع إنهُ جالبٌ للحظِّ السيء »

« لا هذا غيرُ صحيح إنها مجرِّدُ خرافة قديمة، القطط السوداء جميلة »

قهقهتُ وإنفصلنا عند مُفترق الطرق، موزع الجرائد حقاً شخصٌ متعلِّقٌ بخُزعبلات الماضي أما أنا فلا أصدِّقُ مثل هذه الأمور السخيفة.

« مرحباً بك في المنزل »

دخلتُ إلى المطبخ ووضعتُه على البسيطة، غسلتُ يداي فوراً ثمَّ فتحتُ الثلَّاجة وسحبتُ الحليب، كنتُ مضطراً لإستعمال أحد الصحون القديمة التي كانت تأكل فيها آبي الكوكوبوبس على الفطور أعتقد أنها ستكون في غناً عنها لأنَّها كبُرت.

« عندما أتسوَّق سأشتري لك شيئاً أفضل »

وضعتُ الحليب في المايكرويف لثوان بما أنَّهُ كان بارداً جدا ثمَّ أنزلتهُ إليه

« كلُّ هذا الحليب لك وحدك على أمل أن تبقى حياً إتفقنا ! »

خرجتُ من المطبخ وصعدتُ إلى غرفتي، أخذتُ حماماً سريعاً، لبستُ أحد بدلاتي ثُمَّ عدتُ لاحتساء القهوة كنت قد تركتُ الألة شغَّالة والقدحُ قد إمتلء.

غادرتُ المنزل عند السابعة والنِّصف وقد تركتُ رسالة للمدبِّرة التي ستأتي للتنظيف أن تزيد الحليب للهرِّ إن وجدت الزبدية فارغة.

بعيداً عن الحلم الغريب الذي شاهدتهُ كان اليوم عادياً والدخول بنفس الرسمية، إستقلتُ كبسولة المصعد كالعادة ولم يكُن هناك أي شيء غير معتاد هذا حصل قبل أن ألتقي بأبجيل في الرواق الذي يضمُّ الموظفين الذين يلتحقون بأماكنهمُ الشاغرة.

« صباح الخير أبجيل »

« صباح الخير حضرة الرئيس »

ردَّت، وبينما كنتُ أتجاوزُها ندهت عليَّ وهي تلتحقُ بألة القهوة فإضطُررتُ إلى أن ألتفت إليها جزئياً وأنا أحشُر يداي داخل بنطالي الأسود.

« قد لا تأتي بيِّرل اليوم إنَّها مصابة بقرحة معدية شديدة وظلَّت تتقيءُ طوال الليل »

أخبرتني بينما تضغطُ على إختيارها، شايٌّ أخضر باللَّيمون.

« أوه يا إلهي هل كل شيءٍ على مايرام معها ؟ كيف حصل ذلك »

غمرني شعورٌ سيء والإحباطُ كبَّلني، كانت لديَّ رغبة غير مفسرة لرؤيتها.

« لقد شرِبت الكحول كالمجانين لكنَّها ستكون على مايرام »

نبست بينما تسحبُ كوبها وتنسحبُ، لقد تفاجأتُ فعلاً فلا أعتقدُ أن الأنسة ويلسون تشرب أو ماشابه إلا إن قادتها أختي إلى الملاهي الحريفة في الجوار وهذا إحتمالٌ مستبعد في أيام الأسبوع المشحونة! على كلٍّ تابعتُ التقدُّم وفي طريقي قابلتُ العاشق الولهان المتكئ على المدخل لايفعلُ شيئاً إلا إنتظارها.

« الأنسة ويلسون لن تأتي اليوم »

أخبرتهُ مع إبتسامة ساذجة وأنا أتخطاهُ فشاهدتُ تعابيرهُ غير المُصدقة تنكمشُ بسرعة، أستلذُ برؤيته هكذا، بالطبع هو إنزعج لابدَّ وأنهُ قضى وقتاً طويلاً في إختيار بدلته وإنتقاء ربطة عنق جميلة تُناسبُها.

« لا تقُلها ! »

مشى خلفي مستفسراً فقمتُ بهزِّ رأسي وأردفتُ.

« نعم، أحضر قهوتي أمامك عمل كثير اليوم سوف تتوسَّلُني للراحة »

بقية اليوم كانت في غاية الملل، هل كنتُ أشعرُ بالملل قبل أن تعمل لدي الأنسة ويلسون؟ الجوابُ لا! لم أكن أرى أيَّ شيءٍ أخر بإستثناء عملي لكن الأن الأمرُ مُختلف حين تكون موجودة وحينما لا تكون.

نظرتُ إلى ساعتي مُجدَّداً للمرَّة المئة هذا اليوم، كانت الخامسة وخمسٌ وخمسون في تمام السادسة سوف أكون قد انتهيتُ من توقيع جميع العقود وسوف أغادر إلى المنزل.

« أدخُل »

قلتُ بصوت مرتفع وأنا أقلِّبُ الأوراق وحينها شاهدتُ أبجيل تتقدَّمُ بفستانها النيليِّ حتى لو لم أوافق كانت ستدخُل على كلِّ حال.

« هل لديك دقيقة جون؟ »

رفعتُ نظراتي إليها ورأيتُ في وجهها تعابير لا ألمحُها عادةً إلا إن كانت شديدة الجدِّية فأومأتُ وأغلقتُ القلم بسُرعة لأفهم الأمر منها إن أخبرتني أن ليون يضايقُها سأمزِّقُ ملابسي لأنَّني تعبت.

« ليون الحقيرُ ذاك .. »

شرعت تتحدَّثُ بغير رسمية وحين تداركت ذكر الكلمة البذيئة صمتت.

« مالذي حدث أيضاً هذه المرة؟ ألا يمكنُكما أن تبقيا بعيدين عن بعضكُما لفترة؟ »

قلبت أبجيل عينيها ثمَّ رمت بضفيرتها إلى الخلف وجلست على الكنبة المُقابلة لي، ظلَّت تعابيرُها بنفس القتامة وبدت كأنَّها تهيءُ لي خطاباً عميقاً.

« أنا أعرفُ أنَّكُما تكرهان يوري ولكن على الأقل لا تلفقا لهُ تهمة إختلاس الأموال، يمكنُ ليوري أن يفعل أمورا سيئة أنا لن أنكر ذلك لكنهُ لن يفعل أشياء تضرُّني أو تمسُّ عائلتي »

صعقتني موجة غضب عظيمة لأنَّها لازالت تدافعُ عنهُ أمامي رغم علمها لمدى الحقد الذي أكنُّه لهُ! قاومت الرغبة في توبيخها وتلفظتُ بصوت هادئ بينما أُصالبُ ذراعاي ضدَّ بعضهما.

« إعتقدتُ أننا إنتهينا من قصة يوري أبجيل »

« إنتهينا بالفعل لكن .. أبقياهُ بعيداً عن مشاكل ليس لهُ علاقةٌ بها »

الهريرة التي ربيتُها على يدي كانت تحاول إستعطافي بلهجتها اللَّطيفة، ضربت أختي وتري ونُقطة ضعفي بنبرتها فتنهدتُ ومسحتُ على وجهي مُعلناً.

« لا أحد يلفِّقُ ليوري شيئاً يا حبِّي »

« اوه هذا ليس ما أراه فالدودة ليون يقوم بأشياء خفية منذُ بداية الصباح »

سارت موجةُ الشكِّ على طول جلدي ومسَّت كلَّ خلية في جسدي بعد جملتها تلك وهُنا فكرت، هل ليون عاد ليسرق أسرار شركتي ويُدَّمرني بما أنَّ خط أنابيب الغاز في أوروبا تدمر بعد مشاركته فيه؟

« أنتِ واثقة؟ »

« أكثر من ثقتي بإسمي »

غمرتني الريبة، كنتُ لأسألهُ لكنَّهُ كان بالفعل قد غادر عند الخامسة والنصف وإن إتصلتُ به سيتهرَّبُ ويقول الهُراء الذي إعتاد أن يقوله.

« سأتفحَّصُ الوضع لاحقاً »

أكدتُ لها ذلك لاشيء جيد أكثر من إمساكه مُتلبِّساً، إبتسمت وقلبت خليقتها فوراً ثم سألتني وقد مسحت تعابيرها المُستاءَة وبدَّلتها بأخرى ماكرة بعض الشيء.

« اليوم كان مُملاً بدون بيِّرل أليس كذلك »

« نعم بالفعل »

وافقتُ وأنا أعودُ للتوقيع لكنَّ صمتها المطوَّل جذبني فرفعتُ رأسي إليها مُجدَّدا ووجدتُها تبتسمُ لي كالبلهاءِ وسع ثغرها وعيناها جاحظتان فيِّ.

« ماهذه النظرة على وجهك آبي؟ »

« إنَّهُ لاشيء »

لاعبت ضفيرتها في صمتٍ والإبتسامة التي لم تستطع كبحها لازمتها فأضفتُ

« أخبريني الأن هيا لايعقلُ أن تضحكي بدافع اللاشيء »

« حسنًا »

خرجت الكلمة المتحجِّرة من حنجرتها أخيراً تزامُنا مع وقوفها وإقترابها مني.

« مالذي تعنيه بيِّرل بالنسبة لك أخي؟ أقصد كيف تشعر عندما تكون بقُربها ؟ فكِّر ملياً قبل أن تُجيب »

« سكرتيرتي لماذا ؟ »

لم أُفكِّر في الجواب حقاً وقلتُ مباشرةً فإذا بها تتنهَّدُ وتحرِّكُ رأسها بخيبة الأملِ.

« ألا تعتقدُ أن بيِّرل قد تكنُّ لك المشاعر ؟ ألا تستشعرُ هذا الذي يدورُ حولكُما ؟ »

شعرتُ بالتفاجؤ الشديد ونفيتُ فوراً، قد تحملُ عينا الأنسة ويلسون في بعض الأحيان رسائل غامضة وقد تكون خجولة جداً في تعامُلاتها معي لكن أن تكنَّ لي المشاعر ذلك أمرٌ لستُ أتوقعهُ.

« هذا مستبعدٌ أبجيل لاتقولي شيئاً كهذا من فضلك »

نبستُ وكنتُ جاداً لكن أبجيل بقيت في نفس الوضعية وأضافت في إحباطٍ.

« أنت بالفعل أعمى جون لايعقل أنِّك لم تحسَّ بأي شيء »

« أيُعقلُ أنَّكِ تُخفينَ شيئاً عني ؟ أقصد .. هل هُناك شيءٌ لستُ على معرفة به ؟ »

جعل سؤالي من أبجيل تنكمشُ، تردَّدت في دواخلها قبل أن تجيبني نابسةً.

« كان يجدر بك إكتشاف الأمر قبل أن أخبرك أيُّها الأعمى  »

نظرتُ إليها وأنا أترُك أخر الوثائق من يدي ثمَّ قمتُ إلى سترتي وشرعتُ في إرتدائها.

« لقد كنت أشعر بأنَّ الأنسة ويلسون تتصرفُ بغرابة في بعض الأحياء عندما تكون معي لكن الحب؟ لاتمزحي في أمور كهذه »

أعطت أبجيل تنهيدةً أخرى وتراجعت إلى الخلف خطواتٍ.

« من المخيِّب للأمل سماع هذا منك جون بينما الطريقةُ التي كنت تحدِّقُ إليها طوَّال الوقت كانت عميقة إعتقدتُ حقاً أنَّهُ قد تكون ربَّما .. »

« لا يوجدُ مثلُ هذا أبجيل أنا لا أنظر إلى سكرتيرتي بتلك الطريقة ورجاءً دعينا لانفتح الموضوع مجدداً »

وضعتُ بعض الضَّغط في جملتي فهمهت أبجيل في المُقابل وهزَّت كتفيها بينما تتَّجهُ إلى الباب وأنا سرتُ خلفها مشوَّشاً بعد أن إلتقطتُ مفاتيح السيارة، هل هذا هو السبب الذي جعل الأنسة ويلسون تشرب؟ ماهو موقفي من كلِّ هذا؟ أنا لستُ غاضباً، لستُ رافضاً لذلك، لستُ أعلم!

« هل تعتقدين حقاً أنَّ بيِّرل تكِنُ لي المشاعر ؟ »

سألتُها ونحنُ سوياً في كبسولة المصعد، لم أستطِع تمالُكَ نفسي في النهاية.

« ها أنتَ ذا تفتحُ الموضوعَ مُجدداً ! »

ردَّت بخُبثٍ وضحكت أمَّا أنا فنفختُ وأدرتُ وجهي عنها.

« نعم، إنَّها تُحبُّكَ حقاً وتعتقدُ أننا في علاقة غراميَّة معاً، لم أخبرها بالطبع أنَّنا إخوة »

توسَّعت عيناي إثر ذلك، إذن ما كان حُلمي بالأمس إلا رسالةً لمشاعرها لي !

« إلى اللِّقاء رئيس وفكر بالأمر .. »

خرجنا معاً من باب محتشد، ودعتني وقمتُ بهزِّ رأسي لها كنتُ ما أزالُ أُفكِّرُ في الأنسة ويلسون وفي أمر الحلم العجيب إلى أن إنتهى بي المطافُ في الطريق إلى المنزل.

بعد فترة قصيرة تركتُ سيارتي في المرأب وخطوتُ على الطريق الحجرية إلى أن دخلت، بحكم أنِّي أعيشُ وحدي لم يكُن هناك داع للتنظيف كثيراً لكن هذه القاعدة ستتغيَّرُ إبتداءً من اليوم.

« اوه يا إلهي ! سيد هِر، لا أُصدقُ أنك سكبت الحليب على الأرض وقضيت حاجتك على البسيطة هل تعلمُ كم قيمة هذا السجاد؟ إنَّهُ بسعر كليتاي !! »

حدَّثتهُ كوالد صارم لكنَّ السيد قط إستمرَّ في مداعبة شراشف البسيطة المُتسخة، حسناً هذه تجاهل جيدٌ للماما، هرٌّ لئيم!

تراجعت خطواتي إلى الردهة، قبل أن أنظف تلك الفوضى سأخلعُ ملابسي وأرتدي شيئاً مريحاً ثمَّ أطلبُ شيئاً ما للعشاء، تسلقتُ الدرجات إلى الغرفة وخلعتُ سترتي فوراً، في خضمِّ التخلص من طبقات البدلة رنَّ هاتفي .. كانت الأنسة ويلسون تتصلُ بي، كان يجدر بي أن أخذهُ كبقية الإتصالات لكنِّي إضطربتُ وَشعرتُ أنَّ قلبي يخفقُ لها !

To be continued 🌸

- عايزة بلاك كات أو دوغ باي ذ واي.

Continue Reading

You'll Also Like

8.6M 258K 132
ููŠ ู‚ู„ุจ ูƒู„ู‹ุง ู…ู†ุง ุบุฑูู‡ ู…ุบู„ู‚ู‡ ู†ุญุงูˆู„ ุนุฏู… ุทุฑู‚ ุจุงุจู‡ุง ุญุชูŠ ู„ุง ู†ุจูƒูŠ ... ู†ูˆุฑู‡ุงู† ุงู„ุนุดุฑูŠ โœ๏ธ ููŠ ู‚ุจุถุฉ ุงู„ุฃู‚ุฏุงุฑ ุฌูก ุจูŠู† ุบูŠุงู‡ุจ ุงู„ุฃู‚ุฏุงุฑ ุฌูข ุฃู†ุดูˆุฏุฉ ุงู„ุฃู‚ุฏุงุฑ ุฌูฃ
8.7K 548 24
That night~desambear night || ู„ู‚ุฏ ุฃุชุงู†ูŠ ุฐู„ูƒ ุงู„ุดุนูˆุฑุŒ ูˆุนุฏุช ุฅู„ู‰ ุทุจูŠุนุชูŠ. ุชู„ูƒ ุงู„ู„ูŠู„ุฉ~ู„ูŠู„ุฉ ุฏูŠุณู…ุจุฑ
1M 32.2K 65
ุงู„ู†ุณุงุก ู„ุง ู…ูƒุงู† ู„ู‡ูู†ู‘ูŽ ููŠ ุญูŠุงุชู‡ุŒ ุนุงู„ู…ู‡ ูŠู†ุตุจ ุนู„ู‰ ุฃุจู†ุงุก ุดู‚ูŠู‚ู‡ ูˆุชูˆุณูŠุน ุชุฌุงุฑุชู‡ ููŠ ุฃู†ุญุงุก ุงู„ุจู„ุงุฏ. ู‡ูˆ "ุนุฒูŠุฒ ุงู„ุฒู‡ุงุฑ" ุงู„ุฑูŽุฌูู„ ุงู„ุฐูŠ ุฃูˆุดูƒ ุนู„ู‰ ุฅุชู…ุงู… ุนุงู…ู‡ ุงู„ุฃุฑุจุนูŠู†...
1.1K 191 11
โ™ฆ ' ุงู„ู’ุดู‘ูŽูŠู’ุทูŽุงู† ' : - ูƒูŽุงุฆูู†ูŒ ุฎูŽุงุฑูู‚ูŒ ู„ูู„ู’ุนูŽุงุฏูŽุฉู ูŠูุนู’ุชูŽุจูŽุฑู ุชูŽุฌู’ุณููŠู’ุฏู‹ุง ู„ูู„ู’ุดู‘ูŽุฑู ููŽูŠ ูƒูŽุซููŠุฑู ู…ูู†ูŽ ุงู„ู’ุซูŽู‚ูŽุงููŽุงุชู ูˆูŽุงู„ู’ุฃูŽุฏู’ูŠูŽุงู†ู ุจูุงุฎู’ุชูู„ูŽุงูู ุงู„ู…ูุณูŽ...