ماركيز الشيطان

By heaven1only

310K 23K 7.5K

الرواية مكتملة✔️ الماركيز رومانوس دي فالكوني, كان يعتبر نفسه أسعد رجل في العالم وخاصة بوجود شقيقته الحبيبة وا... More

التعريف
فصل الأول - ثواني
فصل 2 - عذاب الروح
فصل 3 - أنا هو النار
فصل 4 - الشيطان المُقنع
فصل 5 - شارلي ديكنز
فصل 7 - الأخوين بوربون
فصل 8 - الوجه الحقيقي للشيطان
فصل 9 - ماردي الوسيم
فصل 10 - دمية بين يديه
فصل 11 - أريدُ طفلي
فصل 12 - انتقام المارد
فصل 13 - سلبي
فصل 14 - عينيه
فصل 15 - سحر غريب
فصل 16 - مُذكراتها الوردية
فصل 17 - حاوطني الظلام
فصل 18 - أمي
فصل 19 - عصافير الحُب
فصل 20 - قُبلة صغيرة
فصل 21 - أخي العزيز
فصل 22 - لن أحتمل أبداً
فصل 23 - الصفعة
فصل 24 - بادلتهُ القبلة
فصل 25 - بسبب الماركيز
فصل 26 - نار الغيرة
فصل 27 - الوداع الأخير
فصل 28 - أخيراً أنا سعيدة
فصل 29 - ثاني أكبر كذبة
فصل 30 - انتقام آل بيلاتشو
فصل 31 - الزفاف الأسطوري
فصل 32 - مالكة قلبي
فصل 33 - ماركيز الشيطان
فصل 34 - يجب أن أهرُب
فصل 35 - ساعدني لأهرب
فصل 36 - ليلة الوداع الأخيرة
فصل 37 - ألم القلب
فصل 38 والأخير - ملاكي الحارس

فصل 6 - أخيراً تحررت

8.1K 640 206
By heaven1only




مرحباً أحبائي❤️❤️

أتمنى أن يعجبكم البارت.. انتبهوا يوجد مشاهد قاسية ومؤلمة به.. آسفة لهذه المشاهد ولكنها مُجرد رواية خيالية.. وهذا خيالي أحبائي فتحملوني قليلا❤️❤️❤️❤️







شارلي ديكنز**


تأوهت بألم بينما كنتُ أستفيق و فتحت عيناي لأجد الظلام يحيطُ بي.. أغمضت جفوني وفتحتُها أكثر من عشر مرات لكن كل ما كنتُ أراهُ أمامي هو ظلام حالك فقط.. وهنا أحسست بقطعة قماش تغطي عيناي.. هتفت بداخلي برعب مزق أحشائي.. اللعنة هناك شيء يحيطُ عيناي.. يا إلهي هناك رباط ما معصوب حول عيناي يمنعني من الرؤية!..

دبّ الرعب في كامل أنحاء جسدي وارتعشت أوصالي بعنفٍ شديد...

حاولت التحرك لكن لم أستطع إذ كان جسدي مثبت بإحكام.. حاولت تحريك يداي لكنني تأوهت بألمٍ كبير.. يداي كانت مكبلة بإحكام خلف ظهر كُرسي.. حاولت تحريك قدماي لكنها أيضا كانت مُكبلة.. علمتُ هنا بأنني كنتُ أجلس على كُرسي مكبلة الساقين إلى الأمام واليدين إلى الخلف و عيناي تم تغطيتها بطاقية قطنية...

خفق قلبي بسرعةٍ مُخيفة عندما استرجعت كل أحداث ما حصل معي.. سالت دموعي بسرعة وبللت تلك الطاقية وارتعش جسمي بعنف..

" أمي... "

همست بحرقة قلب بينما كنتُ أبكي وأشهق بقوة لدرجة لم يعُد باستطاعتي التنفس بعدها.. شهقت بقوة وارتعش جسدي أكثر عندما سمعت قهقهة خفيفة ثم صوت خشن صدر قريبا مني وبالتحديد أمامي مباشرةً.. فتراجع ظهري إلى الخلف بتلقائية حتى التحم بظهر الكُرسي..

" توقفي عن البكاء لقد سئمت من انتظاركِ حتى تستيقظي.. والآن حان وقت تحديد مصيركِ أيتُها الفضولية "

خرج أنين مُرتعب من بين شفتاي رغماً عني.. خرج أنين يشبه النحيب الشديد الذي لا أستطيع التحكم به.. كنت أبكي هكذا عندما كنت طفلة.. عندما كنت أشعر بالظلم تجاه شيء ما.. وبكيت بهذا الشكل عندما توفي أبي.. كنتُ أبكي لدرجة لا أستطيع أن أتنفس بعدها.. فأشهق وأنا أبكي ويخرج أنين من أعماق روحي..

سمعتهُ يتأفف بضيق الصبر وفورا شعرت بيد تمسك بذقني وتم رفع رأسي عالياً.. اصطكت أسناني ببعضها وكتمت شهقاتي رُعباً من القادم.. لم أستطع التحرك و إبعاد رأسي عن ملمس أصابعهُ الباردة على ذقني.. ارتعشت يداي بعنف عندما أحسست بأصابعهُ تتحسس بشرة خدي والتي تبللت من دموعي..

أمسك فجأة بعنف بفكي وضغط عليه بقوة وقال بنبرة مُخيفة جعلت كل خلية في جسدي تنتفض من هول الرعب و الخوف والفزع

" لم يخطئوا أبدا عندما قالوا.. في كل امرأة تنام هرة يقتلها الفضول.. يبدو بأنكِ لم تسمعي بذلك.. الفضول قتل الهرة.. لكن الخوف المرضي هو الذي وضعها في كيس و دفنها في خرسانة مبتلة "

شهقت بعنف وهمست له ببكاء

" أرجوك لا تقتلني... "

قهقه بقوة ثم حرر فكي وشعرت به يبتعد.. كنتُ خائفة لحد اللعنة وقلبي النابض بهستيرية زاد من خوفي..

" لنرى ما لدينا هنا... هممممم... "

سمعتهُ يهمس باستهزاء ثم سمعت صوت حفيف أوراق.. يبدو بأنهُ يمسك بملف ما بين يديه.. ارتعش جسدي بقوة عندما سمعتهُ يتكلم بصوتٍ مرتفع

" شارلي ديكنز.. العُمر خمسة وعشرين سنة.. عزباء... "

وهنا توقف عن التكلم وسمعتهُ يقهقه بخفة وتابع قائلا بسخرية

" شيء متوقع أن تكوني عزباء.. فأنتِ تبدين مثل الرجال.. خاصةً بهذه الصورة المرفقة بملف عملكِ في الفندق.. حتى اسمكِ يناسب الرجال وليس الفتيات "

لا أعلم لماذا شعرت بالألم في صدري عندما تفوه بتلك الكلمات لكن الرعب منعني من التفكير عندما سمعتهُ يتابع التكلم قائلا بجدية

" أنتِ وحيدة لا أشقاء لكِ أو شقيقات.. والدكِ توفي منذ عشر سنوات بحادث سير وحاليا أنتِ تسكنين مع والدتكِ المريضة والتي تحتاج في أسرع وقت إلى عملية زراعة نخاع شوكي لها وإلا ستموت "

اقشعر بدني لدى سماعي بما تفوه به وفكرت برعب.. كيف اكتشف كل هذه المعلومات بوقتٍ قصير؟!!.. ففي ملفي في الفندق لم أذكر هذه المعلومات!.. يا إلهي إنهم عصابة ومجرمين وقتلى.. سأموت الليلة بكل تأكيد..

وهنا فتحت فمي وصرخت بهستيرية وشرعت أبكي وأنتحب بجنون.. خرست فجأة عندما شعرت بيد كبيرة تُغطي فمي بعنف وسمعت صوتهُ المرعب يهمس بفحيح شل عقلي من هول الفزع

" وفري صرخاتكِ لوقتٍ لاحق.. سوف تحتاجينها إن لم تُطيعي كلامي.. والآن اخرسي واسمعي جيداً ما سأقولهُ لكِ.. فهمتِ؟ "

أومأت له برأسي بقوة موافقة وفورا أبعد يده عن فمي.. بكيت بصمت وأنا أحاول جاهدة كتم شهقاتي والسيطرة على ارتعاش جسدي..

" والآن أنا ليس لدي الوقت الكافي للترهات واللعب معكِ.. لذلك سأدخل مباشرةً في صلب الموضوع "

ارتعش جسدي بعنف وتصبب عرقاً وقلبي كاد أن يتوقف من شدة خفقانه لدرجة شعرت بأنني سأصاب بسكتة قلبية.. وتنفسي كان سريع وكأنني كنتُ أركض في سباق.. سالت دموعي أضعافا عندما سمعتهُ يتكلم بنبرة مُخيفة جدا

" أتأسف حاليا وجداً على شبابكِ وخاصةً على دمكِ الذي سيذهب هدراً بسبب فضولكِ الكبير.. رأيتِ ما لا يجب أن تراه عينيكِ.. لذلك... "

وهنا انتفض جسمي بقوة عندما سمعت صوت قعقعة مسدس وهنا أصبتُ بنوبة هلع إذ عرفت بأنهُ سيقتلني.. فتحت فمي وصرخت بجنون بينما جسدي كان يهتز بقوة ودموعي انسابت كالشلال من عيناي

" لااااااااااااااااااا.. أرجوك.. أرجوك لا تطلق النار.. لا تقتلني أتوسلُ إليك لا تفعل.. أنا لم أرى شيئاً.. لم أرى شيئاً.. لن أتفوه بكلمة أمام أحد.. أُقسمُ لك لن أفعل.. لن أتفوه بحرف أمام أحد.. أنا في الأصل لم أرى وجوهكم.. أرجوك لا تقتلني أمي تحتاجُ إليّ.. أمي مريضة جداً وتحتاجُني بجانبها.. سأستقيل من عملي ولن أتفوه بحرف.. أعدُك بأنني سأختفي من هنا وإلى الأبد.. فقط ارحمني ودعني أعيش مع أمي ما تبقى لها من أيام.. أرجوكككككككك.... "

خرج نشيج مُخيف من بين شفتاي عندما أحسست بفوهة المسدس على جبيني وشرعت أبكي بهستيرية وجنون وأنا أتمتم له بتوسل

" لا تقتلني أرجوك.. أرجوك لا تفعل.. أرجوك لا تقتلني.. أتوسلُ إليك لا تقتلني.. "

فجأة أبعد المسدس عن جبيني وشهقت بقوة طلبا للهواء.. لم أكن أعلم بأنني كتمت أنفاسي طيلة هذه اللحظات المرعبة والمُخيفة... شهقت بقوة عندما شعرت بيدين خلف رأسي وفجأة تم إزالة الرباط عن عيناي و يداي.. كانت عيناي مُغمضة في الأصل ولم أمتلك الشجاعة لفتحها والنظر إلى ذلك الرجل أو حتى رؤية أين أنا..

" افتحي عينيكِ وانظري إليّ "

سمعتهُ يأمرني بصوتهِ الخشن المُخيف ولكن من شدة خوفي أشرت له برأسي بالرفض.. شهقت بفزع عندما أمسك بفكي بعنف بأصابعه و ضغط عليه بقوة وهمس بفحيح مُفزع

" افتحي عينيكِ وإلا قتلتُكِ "

اهتز جسدي بقوة ورغماً عني انصعت لأمره وفتحت عيناي ببطءٍ شديد.. ارتعش قلبي في مكانه عندما حدقت مُباشرةً في فوهة مسدس..

لحظات من الرعب عشتُها بينما كنتُ أنظر إلى فوهة المسدس بفزع شل روحي وعقلي.. قهقه بخفة ثم أخفض المسدس من أمام عيناي و فوراً رفعت نظراتي واقشعر بدني عندما رأيت وجهه..



شعرت بالرعب لأنه أرادني أن أرى وجهه.. شعرت بالفزع عندما نظرت إلى عينيه الزرقاء و المُرعبة والتي كانت تتأمل وجهي بطريقة مُخيفة تُرعب النفوس.. ثم حدقت عينيه الزرقاء ببرود في وجهي..

بلعت ريقي بقوة ونظرت إلى وجهه برعبٍ مهول.. أشحت نظراتي بعيداً عنه ورأيت نفسي في مكتب كبير ولا يضيئه سوى ضوء واحد خفيف فوق المكتب.. ثم برعب استطعت رؤية ثلاث رجال ملثمين يقفون أمام الباب وهم مُكتفي الأيدي..

نظرت برعب إلى ذلك الرجل الطويل الواقف أمامي.. تباً عنقي سينخلع بسبب رفعي لرأسي عالياً قدر إمكاني لأستطيع النظر إلى هذا الرجل المُخيف.. تباً له فهو طويل جداً كأنه مارد.. رأيتهُ يدير رأسهُ ببطء نحو الباب ونظر إلى رجاله..

أشار لواحد منهم برأسه حتى يقترب وفعل فورا ورأيتهُ يهمس للمارد بأذنه دون أن أستطيع سماع ما يتفوه به ثم سمعت المارد يتكلم بلغة غريبة جدا لم أستطع فهمها وعلمت فورا بأنهُ تكلم باللغة الإيطالية إذ فهمت كلمة واحدة من حديثه وهي

Bella

أي الجميلة.. ارتعشت أوصالي مجددا لكن بطريقة أعنف عن السابق إذ علمت بأنهم إيطاليين الجنسية وهذا يعني بأنني بين يدين عصابة إيطالية مُخيفة لا ترحم.. إنهم مافيا... عاودت البكاء بشكلٍ أعنف بسبب رعبي الكبير.. إذ تذكرت الأفلام التي شاهدتُها عن المافيا الإيطالية وكانت جداً مُخيفة.. يا إلهي هم مُخيفون جدا ولا يوجد رحمة في قلوبهم.. سيقتلونني بدمٍ بارد من دون شك..

ابتعد رجل الملثم عن المارد وعاد ليقف بجانب رفاقه.. رأيت ذلك المارد يستدير باتجاهي ثم رفع رأسه عاليا وحدق بوجهي بشكلٍ بارد لكن مُخيف وعروق عنقه اشتدت بشكلٍ واضح..

حسنا لمعلوماتهِ فقط نظراتهِ المُرعبة كانت كفيلة ببث الخوف في روحي وكياني كله...

ابتسم بخبث ورأيتهُ يقترب وانحنى ونظر مباشرةً إلى عيناي وقال

" اسمعي يا فتاة.. سأكون رحيما معكِ الليلة وأترُك لكِ الاختيار بتحديد مصيركِ "

ثم وقف وأشار بيده إلى الخلف دون أن يتوقف عن التحديق في عيناي وقال بحدة

" اجلبوا كرسي "

فورا اقترب حارس من رجاله وهو يحمل بيده كُرسي ووضعها أمامي.. اقترب ذلك المارد وجلس على الكرسي ووضع ساقا فوق الأخرى ثم رفع مسدسه ووضعه في حضنه ونظر بعمق إلى عيناي المرتعبة وقال

" لديك حلين فقط وعليكِ أن تختاري واحدا منهما.. الأول.. عليكِ أن تكوني مُطيعة و تستمعين إلى كامل أوامري وتنفذينها دون أي اعتراض .. والثاني إن رفضتي سيكون الحل قتلكِ ودفن جثتكِ في مكان لن يستطيع إنسان على وجه الأرض إيجاده "

وفورا دون أدنى تفكير أشرتُ له برأسي موافقة وقلتُ له بغصة

" موافقة.. أنا موافقة سأكون مُطيعة سيدي وأنفذ كل أوامرك "

ابتسم برضا وهز رأسه بإعجاب وقال

" أحسنتِ.. فتاة ذكية وتعلم مصلحتها جيداً.. يبدو بأننا سنتفاهم ونتفق بسرعة "

ثم تأملني بنظراتهِ المخيفة من رأسي إلى أغمص قدماي لتعود نظراته ترتفع لتستقر على عيناي.. سالت دمعة من عيني اليسرى ورأيت نظراتهِ تتبع مسارها حتى استقرت دمعتي على ركن فمي.. عادت نظراته لترتفع وتستقر على عيناي.. رأيتهُ يُحدق بتفكيرٍ عميق في عيناي وهنا بدأت أتأمل وجههُ بدقة..



يبدو في الأربعين من عمره وذو نفوذ.. تقاسيم وجهه متكاملة ومتناسقة.. أما عينيه فقد كانت حكاية أخرى بحد ذاتها.. أنا لم أرى في حياتي كلها عينين بهذه الزرقة.. كان يمتلك أجمل عينين زرقاء والتي يمكن لبشري التمتع بها لدى النظر إليها.. فهي كلون البحر الصافي شديد الزرقة.. وعندما لا يوجد ضوء تتحول عينيه إلى اللون الداكن أشبه باللون الأخضر الفاتح.. واللعين كان وسيماً جداً وعينيه ذادتهُ وسامة وجاذبية.. لكنه ليس سوى قاتل ومجرم و حقير..

انتشلني فجأة صوتهُ المخيف من تفكيري بوسامتهِ المدمرة وسمعتهُ بدهشة يسألني

" هل لديكِ جواز سفر صالح؟ "

ودائما مثل عادتي عندما أكون خائفة أو متوترة أتكلم وأثرثر دون أن أنتبه لما ألفظهُ و أجبتهُ قائلة بسرعة و بدون تفكير

" نعم لدي.. منذ ستة أشهر ادخرت المال من أجل أن أجعل والدتي كلوي تشعر بالسعادة ولو قليلا.. أردت أخذها في رحلة إلى خارج البلد لذلك قدمت طلب للحصول على جواز سفر خاص لي ولها واستلمتهما بعد ثلاثة أيام.. لكن أمي تدهورت صحتها أكثر واضطررت لصرف المال الذي جمعتهُ للرحلة من أجل علاجها "

رفع حاجبه ونظر إلى وجهي بطريقة وكأنه قد ظهر لي رأس ثاني فجأة.. جف حلقي وابتلعت ريقي ببطء وحدقت إلى عينيه بصدمة.. تبا لقد تكلمت دون أن أنتبه.. ثم لماذا يريد معرفة إن كان لدي جواز سفر؟!.. رأيتُ بريق غريب في عينيهِ الجميلة لكنه اختفى فجأة وسألني بنبرة هادئة

" هل هو بحوزتكِ الآن؟ "

وبغباء أجبتهُ بصدق

" لا سيدي.. جواز سفري في منزلي "

هز رأسهُ ببطء وعاد ليسألني أسئلة غريبة وبغباء أجبتهُ بصدق عليها.. في النهاية وقف ووضع مسدسه في جيب سترته الداخلي وقال

" ستخرجين الآن برفقتي بهدوء.. أي حركة أو كلمة بالخطأ منكِ سوف تُكلفكِ حياتكِ وحياة والدتكِ و... "

وهنا انتابني الرعب وحاولت الوقوف على قدماي لكنني نسيت كليا بأنها مُكبلة فسقطت بقوة أنا والكُرسي على ركبتاي على الأرض ولم أهتم لألمي إذ شعرت بخوفٍ كبير على أمي وشرعت أبكي بعنف وأنا أرفع رأسي لأنظر إليه وقلتُ له بتوسل

" لا أرجوك.. لا تؤذي أمي.. أتوسل إليك لا تفعل.. سأفعل أي شيء تريدهُ و تطلبهُ مني لكن لا تؤذي أمي "

اقترب وأمسك بكتفي ورفعني بسهولة عن الأرض وثبت الكرسي ثم سمعتهُ يأمر أحد رجاله ليفك وثقاي وفورا نفذ أوامره.. اقترب رجل وبدأ بفك وثاق قدماي ثم استقام وعاد ليقف في مكانه..

تقدم خطوة مني ذلك المارد وحدق إلى وجهي الباكي ببرود وقال

" فتاة جيدة.. ليس أمامكِ سوى طاعتي وحينها لن يصيب والدتكِ أي مكروه.. والآن سنتوجه إلى غرفة تبديل الملابس الخاصة بالموظفين وترتدين ملابسكِ ثم سنتوجه إلى منزلكِ "

نظرت برعب إليه وسألتهُ بتلعثم

" نــ.. نتــ.. نتوجه إلى منزلي؟!!... "

انحنى ونظر بعمق إلى عيناي وقال بحدة

" أنا من يسأل الأسئلة هنا وأنتِ عليكِ بالإجابة بصدق والطاعة.. نفذي أوامري دون أي نقاش.. هيا قفي "

وفورا أطعتهُ ووقفت بساقين مُرتعشتين وجسد يترنح.. أمسك فورا بمعصمي وجذبني خلفه.. أشار بيده لرجاله بالابتعاد عن الباب وبسرعة ابتعدوا.. تقدم بخطواتٍ سريعة نحو الباب وفتحه وخرج.. كنتُ أسير خلفه أحاول مُجاراة خطواتهِ السريعة بينما كنتُ أنظر حولي..

لا يوجد أحد من طاقم الفندق أمامي حتى يراني ويساعدني.. كل من رأيتهُ هو رجال ملثمين بعدد هائل حولنا وسمعتهُ يكلمهم بلغة الإيطالية وعندما انتهى تحركوا من أماكنهم وذهبوا.. توجه نحو السلالم وبدأ ينزله.. كنتُ أبكي بصمت وأنا أحدق بظهرهِ الضخم.. كانت عضلات كتفيه وظهره واضحة من سترة الجلد الفاخرة التي كان يرتديها...

وعرفت أن أي مقاومة مني ستكون السبب في موتي وموت أمي.. لذلك تبعتهُ بصمت ولم أفتح فمي لطلب النجدة..

وصلنا إلى غرفة تبديل الملابس فوقف وأفلت معصمي الذي حطمهُ بقبضتهِ وفورا رفعت يدي وفركت معصمي ثم رفعت رأسي ورأيته يُغلق الباب وأوصده جيدًا ثم التفت نحوي وقال

" هيا.. بدلي ملابسكِ بسرعة "

توسعت عيناي بصدمة وهتفت بخوف قائلة

" لن أفعل أمامك.. أُخرج من الغرفة حتى أبدل ملابسي و... "

وهنا أغلقت فمي ونظرت إليه برعبٍ كبير عندما اقترب مني بلمحة عين وأمسكني بكتفي وقال بفحيح

" وكأنني سأهتم برؤية جسدكِ عاريا أمامي أيتُها الغبية.. نفذي أوامري حالا وإلا بدلت ملابسكِ بنفسي "

أومأتُ له موافقة برعب فأبعد يده عن كتفي وأشار لي بعينيه حتى أبدأ.. سالت دموعي للمرة الألف هذه الليلة على وجنتاي بصمت وبيدين مُرتعشتين بدأت بفك السحاب من الخلف..

" شارلي.. أيتها اللعينة أين أنتِ؟ "

سمعت فجأة صوت شانيل تهتف بغضب وفورا أمسكني ذلك المارد بذراعي بشدة وأشار لي بيده الثانية بالصمت ثم همس قائلا

" ستخبرينها بأنكِ أخذتِ الإذن بالخروج قبل الدوام.. أي حركة أو كلمة سوف تكون نهايتكِ ونهايتها ونهاية والدتكِ.. فهمتِ؟ "

أومأت له برعب موافقة وفورا تقدم واختبئ خلف الخزانة بجانبي وأشار لي بعينيه المُخيفة حتى أنظر أمامي.. ثواني ودخلت شانيل إلى الغرفة ووقفت أمامي بعيدة عني بخطوتين وكتفت يديها أمام صدرها وقالت بخبث وبحقد

" أخيراً رأيتكِ بالجرم المشهود أيتها المُسترجلة.. تريدين الذهاب قبل الدوام دون أن ينتبه لكِ أحد.. هاهاهاهاها.. لكنني رأيتكِ أيتُها القبيحة.. وسأجعلكِ تندمين "

نظرت إلى عينيها وأشرت بها نحو الخزانة لكن الغبية لم تفهم نظراتي بل تابعت قائلة بخبث و بشر

" نهايتكِ اقتربت.. سأجعل المدير يطردكِ بنفسه الآن "

حاولت الاقتراب مني لكني رأيت المارد بطرف عيناي يُشير لي بيده بأن لا أسمح لها بالتقدم وفورا اقتربت منها وأمسكت بيدها وقلتُ لها

" شانيل توقفي لو سمحتِ.. لقد سئمت من كُرهكِ لي.. ثم أنا أخذت الإذن من المدير وسمح لي بالخروج قبل انتهاء دوامي "

سحبت يدها بسرعة من قبضتي ومسحتها بزيها وقالت بقرف

" لا تلمسيني أيتها القذرة.. ثم ماذا يؤكد لي بأنكِ لا تكذبين؟ "

تنهدت بأسى واقتربت من الخزانة وسحبت ملابسي ثم ابتعدت عن الخزانة وبدأت أغير ملابسي.. هنا ذلك المارد المُنحرف لن يراني عارية.. عندما انتهيت نظرت إلى شانيل بحزن إذ علمت بأنها لم تنتبه لمدى خوفي وهدوئي الغريب معها وقلتُ لها

" يمكنكِ الذهاب إلى المدير وسؤاله.. لو سمحتِ أخرجي أريد توضيب أغراضي "

نظرت بكره إلى وجهي وقالت قبل أن تخرج من الغرفة

" قبيحة ولعينة أتمنى أن تتعفني في الجحيم يا شبه رجل "

وبألم أحرق قلبي رأيتها تُغلق الباب خلفها.. ما أتعسني.. حتى لم أجد الشجاعة لكي أقول لها بأن تساعدني ونركض خارجتين من الغرفة.. تسمرت في مكاني برعب عندما شعرت بالمارد يقف خلفي وسمعتهُ يقول

" أحسنتِ "

ثم تقدم ونظر إلى ملابسي بصدمة.. تبا لك أيها حقير.. شتمتهُ بداخلي بسبب نظراتهِ الكريهة والواضحة لملابسي والنفور الكبير في عينيه.. لكن خرجت شهقة قوية من فمي عندما أمسكني من جديد بمعصمي وجذبني خلفه خارجا من الغرفة بعد أن تأكد من عدم وجود شانيل في الخارج..

جذبني نحو المدخل الخارجي الخاص بالحرائق.. إذ في حال حدث حريق يستخدمه الجميع.. هذا المدخل لا يستعمله أحد وطبعا بسبب سوء حظي لم يرانا أحد.. رأيت برعب في الساحة الخارجية للفندق من الخلف عدد كبير من سيارات رباعية الدفع.. سحبني نحو أول سيارة ورماني بقوة في المقعد الخلفي ثم جلس بجانبي وأغلق الباب بعنف وأمر السائق بالقيادة..

رفعت جسدي وابتعدت عنه إلى آخر المقعد وتكورت على نفسي وأنا أرتعش بقوة.. أحنيت رأسي إلى الأسفل و بكيت بحسرة على نفسي وتمنيت أن يعود بي الزمن إلى الوراء حتى أمنع نفسي من الصعود إلى الطابق السادس اللعين.. شعرت بعينيه تتأملني.. كتمت شهقتي ورفعت يداي وحاوطت جسدي بهما...

كنتُ خائفة لحد اللعنة منه ومن مصيري المجهول وما سيحدث لي على يديه.. كنتُ أعلم بأنهُ لن يتركني بسلام أبداً.. كنتُ أعلم بأن مصيري ومصير أمي الآن هو رهن يديه..

فجأة توقفت السيارة وسمعتهُ يأمرني بالنزول.. فتحت الباب ورأيت بصدمة بأن السيارة كانت متوقف أمام مدخل منزلي.. كيف عرف بالعنوان؟!.. فكرت بصدمة ثم أغمضت عيناي وفتحتُها وهمست لنفسي.. طبعا سيعرف عنوان منزلي فهو من المافيا الحقير..

نظرت حولي حتى أطلب مساعدة من أي شخص لكن للأسف بسبب الوقت المتأخر كان الحيّ هادئ ولا يوجد أحد خارج منزله..

أغمضت عيناي بألمٍ كبير وكتمت شهقتي عندما أمسكني من ذراعي وضغط عليها بشدة لدرجة أنني أحسست بعظام يدي تتفتت بين يديه وجذبني بعد أن أشار بيده للرجال بالتقدم وفورا رأيت رجلين أمام باب منزلي وبأقل من ثلاث ثواني فتحوا الباب ودخلوا إلى المنزل ثم تبعهم الأخرون..

ما اللعنة!!!... كيف فتحوا القفل بهذه السرعة؟!.. سألت نفسي بدهشة لكن توقف قلبي عن النبض عندما أوقفني في وسط غرفة المعيشة وقال المارد بهمس

" أولا سوف يرافقكِ حارسين إلى غرفتكِ.. سوف تقومين بتوضيب كامل ملابسكِ وأغراضكِ وطبعا أريد جواز سفركِ ثم ستذهبين إلى غرفة والدتكِ وتودعينها "

جحظت عيناي وحدقت بصدمة كبيرة إلى وجهه وارتعشت شفتي السفلية بقوة و أجهشت بالبكاء المرير وفوراً جثوت على ركبتاي أمام قدميه ورفعت يداي ولمست قماش سرواله الجينز ثم رفعت رأسي عاليا ونظرت إليه من خلال دموعي وقلتُ له بانهيار وبتوسلٍ كبير

" لا أرجوك لا تُبعُدني عن أمي.. أرجوك سيدي.. هي لا تملك أحدا غيري في هذه الحياة.. أنا ابنتها الوحيدة.. كما أن أمي تحتاجُني لأكون بجانبها في هذه الفترة.. أرجوك أمي تُحتضر لا تحرمني منها.. أرجوك.. سأفعل أي شيء تريدهُ مني لكن لا تُبعدني عنها.. دعني أبقى معها في آخر أيام حياتها أرجوك.. أتوسل إليك لا تفعل "

أنيت بقوة عندما أمسك بذراعي وسحبني عاليا بعنف لكي أقف.. حدق بعمق في عيناي وقال بنبرة باردة كالجليد كلمة واحدة جعلت عالمي ينهار أمام عيناي

" لا "

هززت رأسي رفضا بقوة ثم سحبت يده وبدأت أقبلها بجنون وتساقطت قطرات دموعي عليها بينما كنتُ أهمس له برجاء مع كل قبلة

" أرجوك.. أرجوك.. لا تُبعدني عن أمي.. هي مريضة جداً وتحتاجُ إليّ.. لا تُبعدني عنها.. أرجوك.. "

سحب يده بعنف وسمعتهُ يشتم بقوة.. رفعت رأسي ونظرت إليه بانهيار ورأيتهُ يمسح يده بمنديل بقرف ثم رماه على الأرض أمام قدماي وقال بحدة

" إياكِ أن تلمسيني مُجدداً.. ونفذي أوامري دون نقاش "

أجهشت بالبكاء أمامهُ ولم أهتم لـ منظري وحالتي المزرية وانهياري أمامه.. كان كل همي بأن لا أبتعد عن أمي.. فجأة توقفت عن البكاء ونظرت إليه بصدمة كبيرة عندما قال

" اصعدي ونفذي ما أمرتُكِ به.. ثم اذهبي إلى غرفة والدتكِ و أيقذيها وقومي بتوديعها.. أخبريها بأنهُ تم اختياركِ للسفر إلى فرعنا الجديد في إيطاليا وبأنهُ يتوجب عليكِ السفر فوراً.. إن نفذتِ أوامري سأُرسل غدا ممرضة حتى تهتم بها طيلة الوقت ثم سأطلب من شقيقي بأن يتكلم مع الطبيب الذي يُتابع حالة والدتكِ و... "

توقف عن التكلم ونظر إلى وجهي بتمعُن ثم تابع قائلا بنبرة جادة

" و طبعا إن كنتِ مُطيعة سأتكفل بكامل مصاريف عمليتها وعلاجها "

سقط فكي إلى الأسفل من هول الصدمة وحدقت إلى وجهه كأنه كائن فضائي أمامي.. هل يمكنني أن أثق به؟!!.. إنه قاتل ومُخيف و رئيس عصابة أو فرداً مهما من المافيا!!.. لكنهُ يبدو صادقا... تأفف بضيق وقال لي بنفاذ صبر

" ماذا تنتظرين أيتُها الحمقاء.. هيل تحركي قبل أن أُغير رأيي "

أشرت له برأسي موافقة بقوة وقلتُ له بسعادة

" أشكرك سيدي.. أشكرك.. سأفعل أي شيء إن ساعدتَ أمي ولن أفتح فمي بكلمة.. هذه الليلة سأمحيها من عقلي تماما.. أنا أشكرك "

أمسكني بيدي ووجهني ناحية السلالم وقال بحدة

" أسرعي.. سأعطيكِ مهلة نصف ساعة فقط "

صعدت السلالم بسرعة وتوجهت إلى غرفتي وطبعا رافقني حارسين.. وضبت كل ملابسي بالحقيبة القديمة و الوحيدة التي أمتلكها.. ثم أخذت جواز سفري لكن واحد من الحارسين تقدم وسحبهُ مني قبل خروجي من الغرفة والأخر أخذ حقيبتي الرثة..

لم أهتم لذلك بل مشيت ببطء نحو غرفة والدتي ودخلت ثم كبست زر الإضاءة.. لم يسمحوا لي بإغلاق الباب كاملا بل تركوه مفتوحا قليلا حتى يراقبوني ويسمعوا حديثي مع والدتي..

اقتربت من سريرها ونظرت إليها بحزن.. تأملت وجهها الشاحب بألمٍ كبير ثم بدأت أفكر كيف سأقنعُها بذهابي المفاجئ.. تنهدت بحزن ثم استدرت وتوجهت نحو خزانة أمي وفتحت درفة منها.. أخرجت قميص بلا أكمام بيضاء ثم أشرت للحارسين بالاستدارة حتى أرتديها ولدهشتي فعلوا..

خلعت قميصي و التوب بسرعة ثم ارتديت قميص والدتي ووضعت طوق خاص بها على شعري ثم تقدمت وجلست بجانبها على السرير.. نظرت إليها بحزن فاق تحملي..

منعت نفسي من البكاء حتى لا تنتاب الشكوك أمي كلوي بشيء.. رفعت يدي ولمست بأناملي خدها برقة وهمست لها بحنان

" أمي.. أمي حبيبتي.. أمي استيقظي.. أمي... "

بدأت تفتح عينيها ببطء وعندما رأتني ابتسمت برقة وقالت بصوتها الناعس الحنون

" شارلي!!.. لماذا أنتِ هنا حبيبتي؟! "

ابتسمت لها برقة وبدأت أخبرها بحرقة بأنه تم اختياري للسفر والعمل في إيطاليا في الفرع الجديد للفندق وأنهم سوف يُدخلوني في برنامج التأمين الخاص بالشركة وبذلك سوف تستطيع أن تخضع لعمليتها وإكمال علاجها مجانا.. عندما انتهيت جلست أمي وأمسكت بيدي وضغطت عليها بخفة وابتسمت بسعادة قائلة

" شارلي.. هذا خبر رائع يا ابنتي.. هل رأيتِ كيف اللّه استجاب لصلواتي.. مع أنني سأشتاق لكِ بجنون لكن مستقبلكِ أهم.. الحمدُ اللّه لأنه استجاب لصلواتنا حبيبتي "

سالت دمعة وحيدة على خدي وفورا عانقتُها بقوة وقلتُ لها

" لكن ماما أنا لن أكون معكِ في هذه الفترة.. كما أنه يتوجب عليّ السفر الليلة.. أنا مُغادرة الآن أمي.. فــ.. فمدير الفندق ينتظرني في الأسفل و... "

أبعدتني أمي عنها قليلا ثم أزالت الغطاء عن جسدها وقالت وهي تقف

" هل ستسافرين بهذه السرعة والآن إلى إيطاليا؟!.. بهذه السرعة!!!.. لكن لماذا؟! "

حاولت جاهدة حتى لا أنهار أمامها ووقفت بجانبها وقلتُ لها برقة

" نعم ماما.. أعلم بأنها صدمة لكِ.. لكن في آخر لحظة تم اختياري وأنا وافقت من أجل عمليتكِ وعلاجكِ "

أمسكت بيدها وقبلتُها ثم وضعتُها على قلبي وتابعت قائلة

" سأكون بخير والأهم أنتِ سوف تكونين بخير.. أرجوكِ وافقي أمي.. لقد أعلمني المدير بأن غدا سيرسل لكِ ممرضة حتى تهتم بكِ دائما.. وبعدها سوف يتواصلون مع طبيبكِ ويحددون العميلة في أسرع وقت "

عندما رأيت دموعها انهرت وأجهشت بالبكاء بينما أعانقها بشدة.. ربتت بحنية على ظهري وقالت

" لا تبكي يا ابنتي.. سأكون بخير.. لا تقلقي عليّ.. عندما أطيب وأتحسن سوف أسافر إلى إيطاليا لأبقى معكِ "

رفعت رأسي عن كتفها ونظرت إليها بحب العالم كله وقلتُ لها

" عديني بذلك.. عديني أن تكوني قوية وتقاومي مرضكِ لأجلي "

رفعت يديها ووضعتها على وجنتاي وقالت بحنان

" أعدُكِ يا ابنتي.. من أجلكِ سوف أقاوم العالم كله "

قبلت وجنتاي ثم ابتعدت وأمسكت بروب منامتها وارتدته وقالت

" والآن قبل أن تسافري أريد أن أتعرف على مديركِ الجديد "

خفق قلبي بجنون و برعبٍ شديد وأنا أراها تتقدم نحو الباب.. فتحتهُ والدتي وخرجت وهنا تنهدت براحة عندما لم أرى الحارسين الملثمين أمامي.. تبعتها بقلق إلى الأسفل ووقفت جامدة بذهول عندما رأيت ذلك العملاق يجلس على الأريكة في غرفة المعيشة بهدوءٍ كبير وعندما رأى أمي وقف لها باحترام وصافحها وألقى التحية بتهذيب ثم قبل يدها وبدأ يتكلم معها كأنها صديقتهُ منذ سنوات..

كنتُ ما زلتُ أقف بصدمة في وسط الغرفة بينما أتأملهما وهما يثرثران ويضحكان بسعادة.. خفق قلبي بسرعةٍ غريبة بينما كنتُ أتأمل ابتسامته الرقيقة لأمي وهو يؤكد لها بأنهُ سيهتم بي كأنني شقيقتهُ الصغيرة..

هذا الحقير منفصم الشخصية.. فكرت بكره وشعرت بالصدمة عندما أخبر أمي بأن اسمه إيثان بوربون.. بوربون!!!.. أين سمعت سابقا بهذه العائلة؟!!!.. لم أهتم لمعرفة الإجابة وشعرت بالرعب عندما وقف وقال لأمي بأسف لا أعلم إن كان آسف حقيقي أم مصطنع

" سيدة كلوي.. كان لي الشرف الكبير بالتعرف إليكِ.. ولكن أنا أعتذر لأنه حان الوقت لنذهب فالطائرة ستقلع ولا نريد التأخر.. آسف فعلا لأننا سنأخذ ابنتكِ لكنها موظفة نشيطة وكفؤة ونحن نحتاج لمثيلاتها في فندقنا في إيطاليا.. أعدُكِ بأنها ستبقى دائما على تواصل معكِ.. وأعدكِ بأنها ستكون بخير معنا "

ابتسمت له أمي بسعادة ثم شكرته واقتربت نحوي وعانقتني وهمست بأذني بكلمات جعلتني أنظر بصدمة كبيرة أمامي

" إنه وسيم جدا ومُهذب ولبق وشهم.. صحيح بأنه أكبر منكِ قليلا.. أوه حسنا أعترف كثيراً لكنه مناسب لكِ يا طفلتي.. أتمنى أن تُعجبيه وتكوني من نصيبه.. لقد علمت منه بأنه أعذب.. الوداع يا قلب أمكِ.. اهتمي بنفسكِ جيداً واتصلي بي دائما "

قبلت وجنتاي بقوة ثم ابتعدت عني.. كنتُ جامدة كالصنم أنظر إليها بذهول من جراء كلماتها الصادمة لي.. يا إلهي هذا ما كان ينقصني!!.. لو علمت أمي بأن هذا المارد رجل عصابة كان سيغمى عليها في الحال..

لم أشعر بنفسي إلا وأنا أودع أمي بصدمة ورأيت نفسي أمشي خارجة من المنزل برفقته وأصابتني صدمة ثانية عندما لم أرى أي أثر لرجالهِ الملثمين وسياراتهم الرباعية الدفع.. أين اختفوا؟!!.. فكرت بذهول بينما كنتُ أجلس على المقعد الخلفي.. نظرت من الزجاج نحو أمي وأشرت لها مودعة وعندما اختفى المنزل من أمام انظاري أجهشت بالبكاء المرير..

لم انتبه بأن رجاله كانوا بانتظارنا في المنعطف ولم أشعر بالوقت حتى وصلنا إلى المطار.. وبساقين مرتعشتين صعدت إلى طائرة خاصة لم أرى مثلها في حياتي ولكن قبل أن أجلس أمسكني ذلك الغليظ إيثان ووضع يده على عنقي وهمس قائلا بأذني

" والآن حان الوقت حتى تنامي من جديد "

هتفت بداخلي بصدمة.. لااااااااااا.. ليس مُجدداً.. وهنا شعرت بأصابعه تضغط على العرق النابض في عنقي وفورا حاوطني الظلام من كل الجهات...



ماريسا**


خرجت صرخة متألمة قوية من فمي عندما رماني على الأرض بقوة لأقع على مؤخرتي وظهري بعنف على الأرض وصرخة ثانية خرجت من فمي عندما أمسكني من جذور شعري ورفعني بعنف وجذبني بقوة ورماني على الفراش..

سقط جسدي بقوة على السرير وفورا فتحت عيناي ونظرت إليه بخوف شل جسمي بكامله وشرعت أبكي بهستيرية عندما رأيته يخلع سرواله ولباسهُ الداخلي وهو ينظر إليّ بنظراتٍ قاتلة متوعدة..

" سوف ترين الجحيم على يدي أيتها اللعينة "

صرخ بصوتٍ حاد مبحوح أجفلني ثم اقترب مني بسرعةٍ قصوى وحاصر جسدي المرتعش بين ذراعيه وساقيه وحدق إلى عيناي بعينيه القاسية والخالية من الرحمة.. نوبة هلع تملكتني وبدأت أقاومه وأضرب صدرهُ بكلتا يداي وأنا أصرخ بجنون وأهز رأسي رفضا..

الرعب كان قد سيطر على كامل جسدي.. الرعب بأن يُعيد فعلتهُ مجددا بي.. من أن يغتصبني من جديد ويحرق روحي بيديه.. قاومته وقاومته لكنه لم يهتز بل كان جامداً يُحدق بكرهٍ مخيف إلى وجهي.. فجأة التف وجهي بقوة ناحية اليمين إذ تلقيت منه صفعة جعلت أسناني تتحرك من مكانها..

تجمد جسدي بصدمة ثم ارتعش بعنف عندما شعرت بيديه على خصري.. التفت ورأيتهُ بصدمة يُبعد يديه عن خصري وأمسك طرف الفستان وجذبهُ للأسفل بسرعة وتمزق بالكامل في هذه المرة.. فصرخت بجنون وبملء صوتي

" لا.. لا.. لا.. أرجوك لا تفعل.. ليس مجدداً أرجوك.. لا تفعل.. لا.. لا.. لا تفعل.. لا توقف أرجوك.. "


انتباه مشهد مؤلم قد لا يتقبله البعض*


لم يهتم لتوسلاتي له بل استمر في خلع وتمزيق ما تبقى من فستاني في الأسفل ثم رمى القطع بعيدا.. حاولت مقاومتهُ.. لكنني كنتُ ضعيفة أمامه فرغم ضربي لصدره بيداي و ركلي و رفسي له إلا أنه لم يتزحزح لإنش بعيداً عني.. ثم زمجر بغضب وأمسك بـ معصماي وثبتهما بقوة فوق رأسي بقبضة يدهِ اليسرى..

دموعي سالت كالنهر على وجنتاي.. وبدأت أتلوى أسفله وأنا أبكي وأصرخ بهستيرية عندما رأيتهُ يمسك بيده اليمنى عضوه الذكري المنتصب وهو يوجهه نحو منطقتي الحميمة..

حاولت ركله لكن صفعة قوية تلقتها وجنتي جعلت الدماء تسيل من ركن فمي..

" لا أرجوك.. أرجوك ارحمني.. ليس مجدداً.. لا تفعل أرجوك.... "

توسلت إليه بحرقة قلب عندما فرق ساقاي عن بعضها بعنف وانحنى ونظر إلى عيناي بنظراتٍ قاسية مرعبة شلتني من الخوف وهنا توسعت عيناي من جراء الفزع عندما شعرت بشيءٍ صلب على فُتحة مهبلي واقتحمني بعنف بعضوه الذكوري المنتصب دفعةً واحدة جعلني أُطلق صرخة حادة من أعمق مكان في قلبي ومن روحي وبدأ يمارس الجنس بوحشية بدائية قاسية ومؤلمة جداً..

دموعي و صرخاتي وتوسلاتي له لم تجعله يتوقف.. انتحبت بشكلٍ هستيري وأغمضت عيناي وبدأت أدعو بداخلي بأن أختفي في هذه اللحظة من هذا العالم وإلى الأبد..

ومثل المرة الأولى لم يلمس جسدي ومفاتني ولم يقبلني فقط كان يدفع عضوه الذكري بداخلي بوحشية مقرفة أدمت قلبي و روحي.. مارس قسوته على جسدي الضعيف لما يقارب النصف الساعة في النهاية ارتعش جسده وأحسست به يقذف بسائله المقرف بداخلي..

انتهى المشهد*


ابتعد بعد لحظاتٍ قصيرة ونهض ليقف وقبل أن ينظر إلى وجهي أغمضت عيناي بشدة وتابعت البكاء بصمت أرهق كياني و نفسيتي.. سمعت خطواتهِ تبتعد ثم سمعت صوت صفعه للباب بعنف وغادر دون أن ينطق بأي كلمة..

انتفض جسمي بقوة ونهضت بعنف لأجلس على الفراش ولفيت ذراعاي بقوة حول جسدي المُرتعش وشرعت أبكي بألم لم أعد أستطيع تحمله..

بكيت وبكيت وبكيت حتى في النهاية جفت دموعي.. رفعت رأسي بضعف و نظرت بعينين متورمة إلى الغرفة.. كانت كبيرة جدا وأساسها فخم.. شعرتُ بسائل يخرج من منطقتي السفلية وشعرت بالاشمئزاز من نفسي.. وقفت وأحسست بجسدي يترنح لكنني حاولت و تمالكت نفسي ومشيت بخطواتٍ بطيئة نحو النافذة..

أبعدت الستائر ورأيت خيوط الشمس الذهبية بدأت تنير المنطقة أمامي.. فتحت فمي بصدمة عندما رأيت أشجار و أشجار في كل مكان أمامي..

" ما هذا المكان؟! "

سألت بهمسٍ مُندهش وفكرت برعب.. أنا لستُ في ديفون!!.. هل أخرجني من المنطقة؟!.. إلى أين أخذني ذلك الشيطان؟!!... تنهدت بأسى وقررت أن أفتح الباب الذي رأيته على اليسار.. تقدمت وفتحته ورأيت حمام فخم جدا وقررت أن أستحم.. لحُسن حظي كان يوجد مياه دافئة.. استرخيت في الحوض ثم عاودت البكاء عندما تذكرت ماثيو..

لقد قتله.. قتل أخي الوحيد.. حرمني من سعادتي ومن أحلامي والأهم بأنهُ حرمني من أخي الوحيد.. شهقت بقوة وبدأت أهمس بألمٍ كبير أحرق قلبي باسم شقيقي ماثيو.. أخي الطيب والحنون توفي أمام عيناي.. أخي مات بسبب أدم وذلك الشيطان الملعون..

لماذا؟!.. لماذا حصل لنا ذلك؟!.. أنا و ماثيو لم نؤذي أحدا في حياتنا..

بكيت حتى لم تعُد عيناي بمقدرتها ذرف الدموع أكثر مما فعلت.. لقد خسرت كل شيء...

خسرت أخي و حياتي و أحلامي و فرحتي و براءتي.. خسرت كل شيء على يد الشيطان المُقنع..

دقائق قليلة ونهضت من الحوض ثم أمسكت بمنشفة وجففت جسدي بها.. ثم جففت شعري وخرجت.. كانت الشموع تضيء الغرفة.. نظرت حولي ورأيت خزانة عملاقة على اليمين.. تقدمت نحوها وفتحتُها.. عقدت حاجباي عندما رأيت الكثير والكثير من الملابس الداخلية وقمصان نوم.. وعدد قليل من الكروب توب قطنية وصيفية لا تناسب البرودة في إنجلترا..

رفعت يدي وسحبت ملابس داخلية مُحتشمة ثم أخرجت قميص نوم بيضاء مع روبها الخاص وارتديتهم.. عندما انتهيت نظرت باتجاه الباب الأمامي وتشجعت واقتربت منه ببطء.. أمسكت بالمقبض وحاولت فتح الباب لكن كما توقعت كان مُقفل.. استدرت وذهبت نحو السرير ونظرت إليه بخوف وبرعبٍ كبير..

" أنا أحلُم.. نعم ماريسا هذا مُجرد كابوس مرعب مخيف أعيشهُ حاليا.. سوف أستيقظ منه قريبا وأستريح منه "

همست بوجع الروح و تسطحت على السرير و أغمضت عيناي.. سأنام الآن وعندما أستيقظ سينتهي هذا الكابوس المرعب.. سأرى أخي من جديد و أرى أدم وسيكون نهار زفافي عليه غدا.. نعم ما حصل لي هو مجرد كابوس لا غير.. هدأت نفسي وفورا غرقت بنومٍ عميق..



رومانوس**


خفق قلبي بعنف عندما حملتُها بين يداي وشعرت بيديها تتحسس صدري.. كانت ترى كابوسا وعلمت فوراً ما تراه في هذا الكابوس.. هززت جسدها لكنها لم تستيقظ لذلك حملتُها ومشيت بها في أنحاء الغرفة وأنا أهمس لها حتى تهدأ.. لماذا فعلتُ ذلك؟!.. ليس لدي أدنى فكرة..

تجمدت كل خلية في جسدي عندما شعرت بقبلة ناعمة أسفل عُنقي.. لكن عندما سمعتُها تهمس باسم ذلك الملعون فار دمي وتملكني غضب أعمى بصيرتي.. ومارست قسوتي عليها دون رحمة أو أي شفقة.. غاب عقلي عن دموعها و توسلاتها إليّ.. الغضب كان قد سيطر عليّ و تملكني بالكامل..

خرجت مسرعا من الغرفة وأقفلت الباب بالمفتاح وتابعت المشي نحو غرفتي الخاصة..

أمسكت بهاتفي واتصلت بـ إيثان.. ثواني وسمعتهُ يُجيب قائلا

( رئيس.. أخيراً اتصلتَ بي )

أجبتهُ ببرود ثم سألته

" نعم.. هل تكفلتَ بحل المشكلة؟ "

وفوراً أجابني

( نعم ماركيز لقد حليت المشكلة.. كل شيء تحت السيطرة.. حاليا أنا في منزلها.. تأخرنا قليلا لأنها لم تستفق من اغمائها بسهولة.. لكن سنذهب فورا إلى المطار.. ولك كلمتي بأنها لن تتفوه بحرف أمام أحد )

" جيد "

أجبتهُ براحة ثم سمعتهُ يسألني بنبرة مُستغربة

( رومانوس.. لماذا لم تُخبرهم باسمك الحقيقي و بأنهم خسروا كل أملاكهم وشركتهم؟! )

تنهدت بقوة وأنا أجلس على الأريكة وأجبتهُ قائلا

" لدي أسبابي الخاصة.. ستكتشفها لاحقا.. هل كلمك ماركو وأخبرك عن نتائج تحليل فحص الجينات؟ "

أجابني بسرعة قائلا

( نعم.. والنتيجة هو ماثيو لودر )

هززت رأسي بتفهم ثم أجبته

" هذا أفضل.. عندما تصل إلى دي فالكوني اتصل بي على الفور "

أجابني موافقا وأنهيت الاتصال.. نظرت بأسى أمامي وشعرت بغصة في صدري.. ما زال أمامي طريق طويل حتى أشفي غليلي وينتهي انتقامي منهم جميعاً.. سأحصل على ما أريده وحينها فقط سأسمح لها بالاختيار..

وقفت وقررت أن أستحم.. عندما انتهيت تسطحت على السرير وأغمضت عيناي..

استيقظت بعد ثلاث ساعات بسبب رنين هاتفي.. أمسكته ورأيت اسم إيثان على الشاشة وهنا علمت بأنه وصل إلى دي فالكوني..

تكلمت معه لربع ساعة وأعطيته كافة التعليمات وعندما انتهيت طلبت منه أن يتصل بـ ماركو ويطلب منه بأن يأتي إلى القصر في أسرع وقت ثم أنهيت المكالمة..

وقفت وارتديت ملابسي ووضعت قناع أبيض على وجهي وقررت أن أذهب وأراها.. دخلت إلى الغرفة ورأيتُها نائمة بعمق.. اقتربت ووقفت أمام السرير أتأمل ملامح وجهها بتمعُن.. لا أعلم كم ظللت واقفا أتأمل وجهها البريء حتى في النهاية تسطحت بجانبها وأمسكتُ بذقنها وأدرتُ وجهها نحوي وعاودت النظر إلى ملامح وجهها..

" لا ذنب لها و لا ذنب لكِ.. لكن لا تلومي الشيطان أبداً لأنهُ يريد الانتقام "

همست لها بصوتٍ مخنوق ثم أبعدت يدي عن ذقنها ووقفت وخرجت من الغرفة..



ماريسا**


فتحت عيناي و تململت قليلا ونظرت حولي وفوراً انتفضت جالسة ونظرت برعب إلى الغرفة وترقرقت دموع الخوف في عيناي..

لا!!.. لا إلهي أرجوك!!!.. لم يكن كابوسا ما مررتُ به.. بكيت بخوف و نهضت من فوق السرير وأنزلت قدماي على الأرض ووقفت بينما كنتُ أبكي بحرقة كبيرة.. توجهت نحو الزجاج الكبير الفاصل بين الغرفة والشرفة ثم أبعدتُ الستائر وحاولت فتحهُ لكنه لم يتزحزح لإنش..

نظرت إلى الخارج ورأيت بأننا في وضح النهار.. لم أعلم كم الساعة الأن لكنني أيقنت بأننا في الظهيرة.. نظرت إلى الخارج ولفت نظري رؤيتي لحديقة كبيرة مهملة.. كانت الحشائش تغمرها مع أوراق الأشجار اليابسة.. كانت مهملة جدا ومنظرها مُخيف..

جلست على الأرض أبكي وأنتحب على الكارثة التي وقعت لي.. علمت أن كل ما حصل معي ليس بكابوس أبداً.. بسبب صدمتي في الأمس ظننت أنني أعيش كابوسا مرعبا.. حسنا أنا أعيش فعلا كابوسا مرعبا لا أعلم إن كنتُ سأستيقظ منه في يومٍ ما..

بكيت على أخي وبكيت على نفسي بتعاسة والقيت اللوم على أدم لأنه السبب بدمار حياتي وخسارة أخي لحياته.. أنبت نفسي لأنني لم أرى الشر بداخله.. وأنبت نفسي أكثر لأنني سامحتهُ بغباء بعد أن حاول اغتصابي.. لم أتصور أبداً بأن يكون قلب أدم أسود كسواد الليل.. لسخرية القدر حصل لي بسببه ما حصل للمسكينة شقيقة الشيطان..

كنتُ أعلم بأنه ينتقم مني بسبب ما فعلاه أدم و ماثيو.. لكن ماثيو كان بريء إذ خدعهُ أدم وجعلهُ يرتكب تلك الجريمة دون أن يكون في كامل وعيه.. لكن أنا ما هو ذنبي؟!.. ماذا فعلت له لينتقم مني..

فكرت بدمار نفسي وارتعش جسدي رعبا بسبب تفكيري بذلك الشيطان المخيف.. حتى من مُجرد تفكيري به أرتعش خوفا منه..

وقفت بعد مدة وتجمد جسدي بكامله عندما سمعت صوت قفل الباب يدور.. انفتح الباب ورأيتهُ أمامي.. كان يرتدي السواد وقناع أبيض يغطي كامل وجهه.. ارتعشت كل خلية في جسدي رعبا منه واهتزت أناملي وأنا أراه يقترب نحوي بخطواتٍ بطيئة..

حاولت السير والابتعاد عنه لكنني لم أستطع الحركة إذ الخوف شل كل جسدي.. ارتعش فكي بقوة واصطكت أسناني عندما وقف أمامي لا يبتعد عني سوى خطوة واحدة فقط.. كان يحمل بيده اليمنى علبة طعام جاهز.. أما يده اليسرى رفعها وأمسك بذقني برقة ورفع رأسي لكي أنظر إليه..

حدقت بصدمة وبرعب إلى عينيه الظاهرة خلف القناع.. عينيه وحدها كانت كفيلة لبث الرعب في قلبي وتجميد كل خلية في جسدي.. أصابعهُ ويدهُ المغطاة بقفاز أسود جلدي داعبت وجنتي برقة ثم فجأة أبعدها وأمسك بمعصمي وسحبني بهدوء خلفه وجعلني أجلس على الأريكة..

كنتُ خائفة جداً منه.. خائفة من أن يُكرر ما فعلهُ بي في الأمس.. كنتُ أنظر إليه بفزعٍ كبير بينما هو يقف أمامي بجسده الطويل يتأملني بعينيه ببرود.. انحنى قليلا ووضع على الطاولة الصغيرة أمامي علبة الطعام وسمعتهُ يأمرني قائلا بصوتهِ المبحوح

" تناولي الطعام بكامله "

كنتُ جائعة جدا فأنا لم أتناول شيئا منذ صباح الأمس.. رفعت يدي اليمنى المرتعشة وأبعدت غطاء العلبة ووضعتهُ جانبا ونظرت إلى الطبق أمامي.. رأيت أمامي مكونات شهية جدا لطبق من الباستا مع قطع الدجاج المُحمر وصوص الطماطم.. أمسكت بالشوكة وبدأت أتناوله بنهم وبلذة.. كان طعمه رائع وسلس وأحببت جدا مذاقه..

كان يقف طيلة الوقت يتأملني لكنني لم أكترث بسبب جوعي الشديد.. عندما انتهيت همست قائلة له بعفوية و ببراءة

" شكراً لك.. الطعام كان لذيذاً جداً "

سمعت شهقته الخفيفة وهنا رفعت نظراتي وحدقت إلى عينيه.. كان يتأملني بدهشة كبيرة وهنا انتبهت لما تفوهت به.. لقد شكرت ببراءة من دمر حياتي واغتصبني بوحشية.. أخفضت نظراتي إلى الأسفل ولم أستطع رفع رأسي أو حتى التحرك أمامه..

سمعتهُ يُغلق العلبة ثم سمعت خطواتهِ تبتعد وخرج وأقفل الباب خلفه بهدوء.. نظرت بأسى إلى الباب وهمست بخوف

" أنا يجب أن أهرب من هنا مهما كلفني الأمر.. يجب أن أهرب من هذا الشيطان في أسرع وقت "

وقفت وبدأت أبحث في كامل الغرفة عن أي شيء يمكنني من خلاله فتح قفل الباب والهروب لكن لساعتين متواصلتين من البحث المضنى لم أجد شيئاً.. في النهاية انهرت ورميت نفسي على السرير أبكي بعذابٍ كبير..

ليلة تلو الأخرى والأخرى والأخرى رأيت الجحيم معه.. كان في النهار يعاملني ببرود يجلب لي بانتظام وجبات الفطور والغذاء والعشاء.. ولكن بعد ساعتين من العشاء كان يأتي ويمارس قسوته وعنفهُ عليّ.. كان يُجبرني بالقوة على تقبل ما يفعلهُ بي.. وعندما كنتُ أقاومه و أبكي و أتوسل إليه الرحمة و تركي كان يهمس لي بصوتهِ المبحوح

" لا تُقاوميني.. تقبلي مصيركِ "

ليلة تلو الأخرى والأخرى والأخرى لم تجعلهُ يتوقف عن اغتصابي بوحشية.. لا أعلم كم مضى من الوقت.. أسبوع.. أسبوعين.. ثلاثة أسابيع.. لا أعلم فعليا كم مضى لكنني لم أستسلم للشيطان أبداً.. لم أستسلم له أبدا.. لطالما قاومته و قاومته و رفضت و اعترضت و بكيت.. لكن كل ذلك ذهب أدراج الرياح.. فلا شفقة في قلب الشيطان..

وبعد مرور شهرين أصبحت كالدمية بين يديه.. لقد قتل روحي بيديه.. قتل براءتي و قتل أمالي وقتل ضحكاتي.. أصبحت جسداً بلا روح بين يديه وتوقفت عن مقاومته وانهزمت..

كنتُ أبكي في المساء فور رؤيتي له يدخل إلى غرفتي.. أبكي بصمت وأتركه يغتصبني مثل المعتاد لكن الفرق بأنني لم أعُد أستطيع مقاومته إذ قتل روحي نهائيا.. قتلها وأحرقها وجعلني جسداً بلا روح.. مجرد جسد يتنفس ويأكل..

والغريب في كل ليلة منذ أسبوع بعد مغادرتهِ غرفتي كنتُ أسمع صدى صراخاتهِ الغاضبة والمجنونة.. كنتُ أستطيع سماع تحطيمه للأثاث وصرخاتهِ المُخيفة.. لم أشفق عليه أبداً ولم أهتم لمعرفة ما أغضبه..

كنتُ أشعر بالاختناق بقربه مني في كل ليلة.. كان يجعلني لا أتحمل حتى نفسي.. كنتُ أغمض عيناي عندما يمارس قسوته عليّ ويجعلني خاضعة له.. كنتُ أغمض عيناي وأذهب بتفكيري وخيالي إلى عالمي الخاص.. عالم لا وجود للشيطان به.. أفكر بأهلي وبشقيقي الحبيب ماثيو ولا أشعر بشيء إلا عندما ينتهي ويقف غاضبا وهو يشتم ويتفوه بكلمات باللغة الإيطالية والتي لا أفهمها وبعدها يخرج من الغرفة صافعا الباب خلفه بعنف ثم يقفله..

وبعد أسبوع توقف عن إقفال باب غرفتي بالمفتاح إذ تأكد بأنني أصبحت كالعجينة بين يديه.. كنتُ أنفذ كل أوامره دون أي اعتراض وأتركه يمارس معي الجنس بوحشية دون أي مقاومة.. لقد عرف الشيطان بأنني أصبحت أخيراً عروسا له رغما عني..

لكن الليلة كانت مُختلفة.. دخل إلى غرفتي في المساء وكان غاضبا جدا.. ودون حتى أن أفتح فمي وأتفوه بكلمة أمسكني من خصلات شعري بعنف وجذبني لأقف عن السرير وصفعني بقوة لأقع على الأرض بعنف.. بدأت أبكي رُعبا منه إذ لم أعرف سبب غضبه الكبير مني..

أجهشت بالبكاء عندما رفعني من شعري وصفعني مجددا على وجنتي ورماني بعنف على السرير.. اهتز جسدي بقوة عندما حاصرني بجسده وبدأ يُمزق ملابسي لكنه فقط ترك كالعادة ملابسي عن الصدر.. هو لم يجردني أبدا من ملابسي من فوق فقط من الأسفل..

ولم يحاول لمس صدري وحتى تقبيلي.. هذا لا يعني بأنني أعترض بل بالعكس كنتُ شاكرة لذلك إذ مجرد تفكيري بأنه سيرى صدري ويلمسه ويقبلني تجعلني هذه الفكرة أشعر بالغثيان والقرف والنفور..

اقتحمني بوحشية فائقة وتألمت بشدة وبدأت أنتحب.. ولم أستطع سوى أن أهمس له بألم وبخوفٍ كبيرين

" لا أرجوك توقف.. أنتَ تؤلمني.. توقف أرجوك "

تأوهت بقوة عندما صفعني وأصبح يدفع بداخلي بعنف أكبر.. عنف لم يمارسهُ سابقا بهذا الجنون.. وبسبب عنفه و وحشيته فقدت الوعي بين يديه..



رومانوس**


شعور مُخيف بدأ يتسلل إلى قلبي و كياني.. شعور أخافني جداً.. بدأت أشعر بذلك الشعور الغريب نحوها منذ أسبوعين.. كنتُ أتحرق في كل يوم حتى يحل الليل وأذهب إلى غرفتها دون أن أعلم سبب ذلك.. كنتُ أشعر بأحاسيس غريبة بينما كنتُ أضاجعها وأنظر إلى وجهها وهي تديره ناحية اليمين وتُغمض عينيها..

لقد استسلمت وتوقفت عن مقاومتي منذ أسابيع قليلة.. لكنها لم تتوقف عن البكاء بصمت.. دموعها اللعينة بدأت تؤلم قلبي وهذا لم يُعجبني أبداً..

شهرين وأسبوعين مضوا على إقامتها هنا برفقتي في القصر.. شهرين وأسبوعين من الجحيم لها ولي.. أصبحت كالعجينة بين يداي أحركها كما أرغب وأريد.. حتى أنني توقفت عن إقفال باب غرفتها بالمفتاح إذ علمت بأنها أصبحت تخشاني جدا ولن تحاول الهروب..

لكن اليوم كان مُختلف والسبب أنني تلقيت مكالمة من ماركو وما قالهُ لي لم يُعجبني بتاتاً.. فارت دمائي وغضب مهول اجتاح جسدي.. اللعين ماركو أخفى عني سر رهيب وخطير..

سوف أعاقبه على طريقتي الخاصة.. وإن كان إيثان يعرف بهذا السر اللعين سأحاسبهُ أيضا..

وهنا ذهبت إلى غرفتها وصفعتُها ومارست معها الجنس بوحشية فاقت أضعافا عن السابق حتى أنها غابت عن الوعي بين يداي.. لم أهتم بذلك بسبب غضبي اللعين وأكملت مضاجعتها بعنف حتى قذفت بسائلي بداخلها..

وقفت ثم رفعت الغطاء الحريري وغطيت منطقتها ونظرت إليها بحدة..

زفرت بقوة ثم شتمت بجميع الشتائم التي أعرفها وتوعدت بأشد عقاب لـ ماركو على فعلتهِ تلك.. وخرجت بعاصفة من الغرفة..



ماريسا**


استيقظت بمجرد ما تسللت أشعة الشمس الى عيناي.. حاولت النهوض لكنني لم أستطع بسبب الألم الرهيب في ظهري وفي منطقتي.. عضلاتي كانت تؤلمني بشدة.. رفعت جسدي بضعف وجلست وبدأت أبكي بألمٍ كبير على نفسي..

لم أعُد أستطيع التحمل.. يجب أن أهرب من هنا وفي أسرع وقت.. وهنا اتخذت قراري النهائي والذي لا رجعة عنه.. وبدأت أفكر بخطة.. في النهاية توصلت إلى قرار بأنني يجب أن أهرب في فترة بعد الظهر.. بعد أن يرسل لي الغداء سأنتظر ساعة وأهرب..

وهكذا فعلت.. انتظرت ساعة كاملة بعد ذهابه من غرفتي.. اقتربت وفتحت الباب على أقل من مهلي وخرجت.. كنت أنظر بخوف وبترقب وأنا أسير حافية القدمين.. كنتُ أرتدي قميص نوم بيج وذهبي اللون مع روبها فلا يوجد في الخزانة غير قمصان نوم.. تسللت بهدوء ونزلت أول سلالم رأيتهُ أمامي..

وصلت أخيرا إلى الطابق السفلي إذ علمت بذلك بسبب النوافذ العملاقة أمامي.. رأيت أثاث كل الغرف تم تغطيتها بأغطية بيضاء.. أو كانت أغطية بيضاء إذ بسبب الغبار بهت لونها.. لم أكترث لها وفورا اقتربت من الباب الكبير الرئيسي في الردهة أمامي.. فتحتهُ بهدوء وأصدر صرير خفيف.. ارتعش جسدي رعبا وفورا خرجت وبدأت أركض.. لم أهتم لجرحي لـ قدماي بسبب الأتربة والحجارة والحشائش كان كل همي أن أهرب من عرين الشيطان.

ركضت وركضت حتى وصلت أمام بوابة حديدية ضخمة جداً.. حاولت فتحها لكنها جدا ثقيلة.. عاودت فتحها بكامل قوتي حتى في النهاية استطعت.. خرجت وبدأت أركض وأنا أبتسم وأضحك وأبكي بفرحٍ كبير.. لا أعلم إلى أين كنتُ أتجه المهم بأنني نجحت بالفرار.. فأخيراً تحررت.. أخيراً تحررت من الشيطان..

دخلت إلى الغابة وشعرت بأنني تُهت لكنني تابعت المشي.. ساعة.. ساعتين.. ثلاث ساعات.. لا أعلم فعليا كم مضى من الوقت لكن الشمس بدأت تغيب..

كنتُ أمشي ببطء والغريب بالأمر بأنني لم أرى منزلا واحدا أمامي.. بعد دقائق قليلة رأيت دخان يتصاعد من مداخن تعود لمنزل.. ركضت وأنا أضحك بفرحٍ كبير وعندما وصلت أمام المنزل نظرت إليه بعدم التصديق وبسعادة..



أخيراً الحرية.. أخيراً تحررت.. وأخيراً سيساعدني أحد.. لقد تحررت من الشيطان.. أخيرا تحررت من الشيطان.. تحررت من الشيطان وإلى الأبد..

وقفت أمام الباب وبدأت أطرقهُ بكلتا يداي وأنا أهتف بهستيرية

" ساعدوني أرجوكم.. أرجوكم افتحوا لي الباب.. أرجوكم ساعدوني.. النجدة.. افتحوا لي الباب أرجوكم "

ثواني وتوقفت عن طرق الباب عندما سمعت صوت القفل وانفتح الباب أمامي ورأيت امرأة عجوز تقف وهي تحدق بوجهي بغرابة.. بكيت بسعادة لا توصف وقلتُ لها بلهفة

" أرجوكِ اسمحي لي بالدخول.. ساعديني لو سمحتِ "

ولسعادتي فتحت الباب على مصراعيه وأفسحت لي المجال بالدخول.. ابتسمت لها بسعادة وسالت دموع الفرح من عيناي ودخلت إلى منزلها.. شكرتُها ورأيتُها تُشير لي بيدها لأدخل وأجلس أمام مدفأة الحطب.. وهنا حتى أحسست بجسدي يرتعش من شدة البرودة.. اقتربت وجلست على الأريكة بجانب المدفأة ونظرت إلى المرأة العجوز بامتنان كبير وقلتُ لها

" سيدتي اتصلى بالشرطة لو سمحتِ.. أريد التبليغ عن شيطان مريض وقاتل ومغتصب وخاطف "

أشارت لي برأسها موافقة ثم رأيتها تدخل إلى غرفة أخرى ناحية اليسار.. هل هي بكماء المسكينة؟!.. لا.. لا أظن ذلك لأنها ستتصل بالشرطة.. دقائق قليلة ودخلت إلى الغرفة ووضعت أمامي كوب من الشاي وصحن به كعك محلى محشو بالمربى ثم خرجت من الغرفة.. تناولت ثلاث قطع بنهم وشربت كوب الشاي وتسلل أخيرا الدفيء إلى جسدي..

سمعت طرقات قوية على باب منزلها وهنا ابتسمت براحة إذ أخيرا وصلوا العناصر من الشرطة.. وقفت وأنا ابتسم بسعادة لا توصف وأنظر بلهفة أمامي.. لكن رعشة قوية سارت في كامل أنحاء جسدي وبدأ يهتز بعنف وتوسعت عيناي برعبٍ كبير عندما رأيت الشيطان يقف أمامي وعينيه تتوعد لي بالجحيم المدمر والموت المُحتم...


انتهى الفصل





ولمن يرغب بكتابة تعليق عن البارت هنا:


كيف كان البارت؟..

رومانوس؟...

ماريسا؟...

شارلي؟..

كلوي والدة شارلي؟..

إيثان بوربون؟...


وطبعا وفي كل مرة سوف أشكركم من قلبي على متابعتكم لروايتي ومحبتكم لها وكتابة تعليقات لي ❤️❤️❤️ أحبكم جداااااااااااااااااااا❤️❤️❤️

Continue Reading

You'll Also Like

509K 24K 35
احبك مو محبه ناس للناس ❤ ولا عشگي مثل باقي اليعشگون✋ احبك من ضمير وگلب واحساس👈💞 واليوم الما اشوفك تعمه العيون👀 وحق من كفل زينب ذاك عباس ✌ اخذ روحي...
344K 29.6K 13
في عالمٍ يملأهُ الزيف غيمةً صحراويةً حُبلى تلدُ رويدًا رويدًا و على قلقٍ تحتَ قمرٍ دمويْ ، ذئبا بشريًا ضخم قيلَ أنهُ سَيُحيى ملعونًا يفترسُ كلُ منْ ح...
1.2M 33.4K 32
أنا روز قتلني الحزن و الخوف بألف سكين وطاردتني الكوابيس حتئ يأست من أن أنام ليلةً بدونها .. حتئ إلتقيت اندرو المليونير الطائش الأعزب تغيرت حياته وحي...
1.9M 25.2K 11
شاب في عمر الحادي والعشرون من عمره ابيه هو اكبر زعيم مافيا في العالم لذلك هو تربي علي ان يكون اقوي رجل في العالم لم يهب احدا بل الجميع يهابه انتزعت م...