الفَصل الثالث، الجزءُ «23» | وردي مُلطخ بالأحمر

2.9K 449 124
                                    

أكتبُ في أوراقي، تتوالى السطور ولا أدري منذُ متى أجلِس هُنا، مُعظم الكُتاب يكتبونَ في أجواءٍ أقلُ إزعاج.. لا ضوضاء.. لا شيء.
لَكِن أنا أجلِسُ هُنا، على أرضية دورة المياه، في الخلف أسمع صوت طلقات نيران التدريب، رجالُ چاي يزدادونَ قوة، ويزدادونَ عددًا أيضًا.

لا أشعرُ بأني أُشبهني، لا أشعرُ بأني أملِكُ أيُ شيءٍ مِن أونبين، أنا على بُعدِ خطوة واحِدة مِنَ الجنون غَير المُنتهي، فقَط هذه الأوراقُ بينَ يداي هي كلُ ما يربطني بِها.

أنا مُنشقة.. صُنِعتُ للبني، لَكِن صُمِمتُ للتدمير.. يُمكِنني أن أكون الألم في العظام الذي يُضايقك، وأنا الكابوس. هذه الوحوش التي أحملها، سأُعيدهم إلى المنزل، أنا القشعريرة التي تسري في رئتيك عِندما تكون بالخارج في البرد.

لَكِن جسدي يشعُر بالملل مِنَ التمزق، معَ ذَلِك أنا لم أفعَل ذَلِك لنفسي، لذا إذا كُنتَ تُفكِر في سَرِقة آخِرُ مشاعرٍ لدي إذن بالتأكيدِ أنتَ تُفكر في شخصٍ آخر.

إذا أُخفِضت الأضواء فستكونُ نهايتي، سأُخبِرُ الجَميع أنَّ الأشرارَ الذينَ على قائمتي هُم ما حولوني إلى هذا، لِذا ستكونُ نهايتي... في كلِ الأحوال أنا أفضل بمفردي، سأركُض وأُخبرهُم أنَّ الأشرار على قائمتي هُم السبب في أنني قد تمَ سحبي إلى الأسفل.

مسخ، أشعُر وكأنني مسخ، حتى ولو يبدو أنَني قَد أُنقَذت، أنا لازلتُ سجينة هذا القصر، ماذا إن أصبحتُ شبحَ هذا القصر؟
أنتَ قَد رأيتَ شياطيني ولم يكُن مِنَ المُفترض أن يحدُث ذَلِك، لقَد حبستني كما حبسوك ولكني لستُ مثلك، فأنا سأكونُ طريق الهروب الخاص بنفسي، سوفَ أوقِعك.. أعطيتُكَ كلُ أنتباهي والأن سأجعلُكَ ضحيتى.

لا أشعرُ بأيُ شيء، لأنني أصبحتُ مهووسة ومُستحوذ علي بواسطة فكرة الانتقام، أينَ سأذهب الأن والجميعُ ينظُر إلي؟

لأنَني أشعلتُ النارَ في نفسي فقَط لأُضيء الغُرفة.

مرحبًا بكُم في العرض.

.....

"لقَد وافقتُ على مُقابلتك الآن فقَط لأنكَ قُلتَ أنكَ ستُخبرني بأمرٍ هام.. أتمنى أن لا تكون كذبة" تتحدَث أونبين بينما تسحبُ الكُرسي لتجلِس أمام طاولة مكتب يونجي، ينظُر الأخير لها بأعيُن ثاقِبة.

"هل حدثتي چاي في الأمر؟" يسأل، دُخان السيجارة التي تستلقى بينَ الوسطى والسبابه في يده يملأ الغُرفة.. تُبدي أونبين إنزعاجها سريعًا وتنظُر بعيدًا، تُحاوِلُ إبعاد الدخان عن وجهها.

"أنتَ تعلم أنني أكرهُ المُدخنين ودخانُ سجائرهم" قالت بنبرةٍ مُعترِضة، لثوانٍ حدقَ بِها ثُمَ أطفأها.
تزفُر بينما تحكُ جبينها، "لا لم أُحدِثهُ بَعد.. ولكني كنتُ سأُحدِث ديانا في الأمر"

Wild Saints. | PJ ✅حيث تعيش القصص. اكتشف الآن