الفَصل الأول، الجزءُ «5» | صرخاتٌ تستَحِقُ المَوتَ صمتًا

5K 638 241
                                    

وقفَت في الغُرفة المُظلِمة أمامَ طاوِلَةُ المكتَب، في انتظارُ وصولِ رَئيسها، كانَت غارِقَة؛ كانَت حالتها يُرثى لها، تشبثَت ملابِسها بها بشَكلٍ غَيرُ مُريح، هي لا تُريدُ حتى أن تَعرِف كيفَ يَبدو مكياجها.

أيُ شَخصٍ لَن يتكبَد عناءُ سؤالها كيفَ سارَت مُهِمتها، فإلقاءُ نظرَة واحِدة على مظهرها ستَكونُ إجابة كافية.

كانَت خائِفَة، كيفَ سيتجاوَب الرئيس؟ كانَت تعلَم أنها ستُعاقَب، لَكِنها لَم تَكُن تَعرِف المُدة أو الطَريقة.
و بينما كانَت تَقِفُ هُناك تنتَظِر، تشكلَت بِركَة صَغيرة مِنَ الماء عِندَ قدميها بسبَبِ كلُ القطراتِ التي تَقطرُ منها.

فجأة، فُتِحَ البابُ مِن خلفها بقوة، مِما جعلها تَقفِز في مكانها، أغلقَت عَينيها واستمعَت إلى الخطواتُ تقتَرِب مِنها، وعِندما توقفَ الصَوت، فتحَت عَينيها.

كانَ يَقِفُ أمامها مُباشرةً، عيناهُ مملوئتانِ بالتَهديد و الوَعيد، حواجِبَهُ مُتعاقِدة، مِنَ الواضِح وضوحُ الشَمس أنَهُ يشتَعِلُ غضبًا، وقبلَ أن تتمكَن مِنَ الكلام، صفعها على وجهها بقوة كافية لإسقاطها على الأرض، وضعَت يدها على وجنتها، كانَ الألَمُ شديدًا، كانَ عليها أن تستَخدِم كلُ ما لديها مِن قوَة لمَنعِ دموعها مِنَ السقوط.

"عاهِرة لَعينة" صرخَ عليها "كان لدَيكِ مُهِمة واحِدة، مُهِمة واحِدة لَعينة، ومعَ ذَلِك أفسدتيها!"

جلسَت اونبين على الأرض، في مُحاولة بائِسة لتتماسَك، لَكِنَهُ عادَ يَنظُر إليها بإستحقار وصاحَ مُجددًا: "ما اللعنة التي مِنَ المُفترَض أن أفعلها الآن، هاه؟، هو مَيت، كيفَ سأعرِف هذه المَعلومات الآن؟"
كانَ يتنفَس بثِقَل أثناءَ حَديثة، وعِندما حاولَت الوقوفُ مرة أُخرى، انتهزَ الفُرصة لرَكلِها في مَعِدتها مِما أسقطها على الأرضِ تتألم، لقَد كافحَت لكي تتنفَس، ولفَت ذِراعيها حولَ نفسها، مالَ للأمام وانحنى لمستواها، أمسكَ شعرها بقوة: "أنتِ عَديمة الفائِدة تمامًا، أنتِ وجسَدِك" بصقَ كَلِمَتِه عليها وأستقامَ مُجددًا

وبينما كانَت تلتوي على الأرضِ في مُعاناة، دخلَ أحَدُ رِجاله الغُرفة: "يا رئيس، لديكَ مُكالمة هاتفية"

"تبًا" هسهس، لا يزالُ غاضِبًا جدًا، توقفَ مؤقتًا وأخذَ لحظة ليَنظُر إليها قبلَ أن يَخطو مُبتَعِدًا، خارِج الغُرفة: "تصرَف معَ هذه القُمامة، خُذها إلى الطابَقُ السُفلي"

لَم تَكُن في وَضعٍ يسمَحُ لها بالمُقاومَة بينما التقطها الرَجُل وألقاها فوقَ كَتفِه، كانَت تَعرِف ماذا يَعني الطابَقُ السُفلي؛ العودَة إلى حَيثُ كانَت عِندما بدأو الإختبارات عليها، كانَ هذا يَعني المَزيد مِنَ الاختبارات والتَعذيب، كان مِثلُ الجَحيم، كانَ هذا هو السبَبُ في أنها استمعَت إليهِم بطاعَة كَبيرة.

Wild Saints. | PJ ✅حيث تعيش القصص. اكتشف الآن