٢٩

4.8K 391 402
                                    

البارت اهداء الى الحلوة arwa4r 💕.

‏{رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ}

لا تنسى ااتصويت، و التعليق
*****

شعر بالصداع الإبليسي ينبض في رأسه يخبره بصراحة فجة ، أن اليومين التاليين لن يكونا سهلًا عليه، اغمض عينيه مع تناهي صوت الريح تضرب الزجاج ، تأمل الأشجار الحليقة المظلمة ببرود ، ملامحه خاوية بلا تعابير ، حتى مع محاولات الاريك له بأن يأخذ منه ردة فعل ، اي ردة فعل ، لأنه عندما يعطي بلايك ردة فعل فهذا افضل من الصمت، حتى لو كان ردة الفعل هذا هي ان يرعد و يزبد ، لأن تراكم المشاعر عنده تعني انفجارًا اقوى لا معاله ، على الأقل هذا ما تعلمه من سنوات عمره الطوال معه ، لكن منذ انه لم يتفاعل معه او يعطي ردة فعل حقيقية ، سكت الاريك اخيرًا

عندما توقفت السيارة خرج بلايك من المقعد و ضرب الباب بقوةٍ وراءه ، يأخذ نفسًا عميقًا يملئ صدره بالهواء النقي البارد، بعينين حادتين ينظر الى القمر الذي يحدق اليهم بدوره من خلف السحاب و يختفي حيث تحركه الريح برفقٍ شديد، كانت الساعة تشير الى الثانية بعد منتصف الليل. السكون يغمر المكان لا يقاطعه الا صوت الاريك الذي يعبث بأدراج سيارته، ثم اخيرًا خرج هو الأخر و ضرب الباب وراءه ، ينظر الى المنزل الذي لا صوت فيه ، وسار يسبق بلايك بالخطوات ، توقف الاريك عند عتبة الباب ينظر من فوق كتفه الى رفيقه "هل احتاج لأن أتي و اسحبك؟ هل تشعر بالغثيان؟."

"اغرب عني."

"اوه جيد انت بخير، لا تُطلِّ البقاء عندك في البرد...لا ينقصنا مريضٌ اخر ، ان كنت تفهم ما اعني." واطلق قهقهةً اخرى لتغيضه ، جعلت بلايك ينظر الى البقعة التي كان يقف فيها بحدة قبل ان يختفي جسد الاريك تمامًا و يغلق الباب وراءه ، بقي بلايك للحظةٍ يشعر بالدوار من السّكر، كان الهواء النقي يعيد الصحوة الى رأسه برفقٍ عذب، فجلس على درجةِ الباب ، يشعر بنفسهِ ثقيلةً في صدره، يتذكر ليلة و الأنسُ يغمّرُّه، كان كل ما حوله صامتٌ ، لكن صوتًا في داخله اخبره ان ينهض، ان يحاول كما وعد نفسه بصرامةٍ ان يحاول  ، نظر الى القمر مرةً اخيرة و ما يزال يشعر بالدوار "اللعنة.." و شعر بضياءه يزيد من صداعه، فنهض متعرقلًا ، امسك بالجدار ، و ساق نفسه الى الداخل ، كان من الصعب على عينيه التين لم تعتادا الظلام بعد أن تميزا ما حوله، فراح يرتطم بالطاولات القصيرة والأثاث ، يلعن مهسهسًا ، وعندما بدأ يقنط وصل اخيرًا الى الدرج ، تشبث بالدرابزين ، و صعد السلالم بقنوطٍ بارد واصرار

من جهةٍ اخرى تصلب ستيفان في مكانه وهو يسمعه يهمس باللّعنات و الشتائم من اسفل انفاسه ، هو الذي خرج من سريره  كأسًا من الماء و توقف في الرواق ليشربه ، التفت وراءه يبحث عن مصدر الضوضاء ، و العرق لسببٍ ما بدأ يسيل باردًا على ظهره ، فشاهد جسد بلايك يبزغ مع الدرج غير منتبهٍ له ، يبدوا على وجه صاحِبهِ الغم ، و بين شفتيه ما يزال يتدفق سيل اللعن و الشتم لسببٍ ما، ولعل السبب كان السكر كما اخبر ستيفان نفسه، حينها حطت العينين المظلمتين على وجه أخيه ببرودٍ صقيعي، نظرته ارسلت القشعريرة في عاموده الفقري حتى اخر فقره
لا يدري ما سر هذا الشعور المقيت الفجائي الذي انتباه ، و بإصرار ضعيف قاومه وهو ينظر في عيني اخيه الأكبر "بلايك، ما الذي تفعله هنا."

(متوقفة) vanilla scentWhere stories live. Discover now