٢٣

4.8K 410 336
                                    

‏﴿ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ ﴾

‏• رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ

• رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ

• فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا

آللهم اكشف الغُّمة عن البلاد والعباد يا سميع الدعاء

***

اضمحل اهتمامها بأختها الغريبة بعدما رن هاتفها ، فأبتسمت بسعادةٍ ترد على صديقتها تحادثها وهي تلعب بشعرِّها و تمشي أسفل الأشجار البرتقالية المتساقطة اوراقُها ، لقد حط الليل كروحٍ عملاقةٍ كئيبة برأي جون الذي تشوش كل شيءٍ في عينيه واصبح يقف على خيطٍ رفيعٍ بين الوعي و اللا وعي ، ينظر من الشرفة المفتوحة الى الأفق العظيم ، و ينظر الى أخته الصغيرة تمشي وهاتفها في أذنها تقفز هنا وهناك على المستنقعات الصغيرة وتلمس الريح وجهها ، يتخيل اشياءً من سالف عمرٍ أغبر ، و لا يدري ما الحقيقة و ما الواقع بينهما ، تشوش نظرهُ مجددًا ، لكن شعورٌ ما جعله متيقظًا رغم كل شيء ، رغم الحُمى و الأرق ، شعورًا مقلقًا ، يخبره ان عليه ان يفعل شيئًا ما ليوقف شيئًا ما، ان شيئًا سيئًا يوشك على الوقوع - او حتى أنه وقع ، لكنه لا يدري ما هو هذا الشيء حتى ، في غمرة أفكاره، استطاعا الحُمى و الأرق السيطرة عليه من جديد ليضيع مرةً اخرى في دنيا الأحلام غارقًا في النوم و بالهذيان ، متمتمًا بكلماتٍ خفيضة ، قصيدة شعرية فرنسية لحِّن بكلماتها واقحم فيها لعنةً او اثنتين.

اغلقت اليانور سماعة هاتفها بعد ان شعرت بشخصٍ ما يراقبها لبرهةٍ ، و بحثت بعينيها ولم تجد احدًا ، سرعان ما تذكرت انها كانت تبحث عن آيلا ، وهمست بصوتٍ خفيضٍ تنظر الى الغابة التي يخيل للمرء ليلًا أنها حية تحمل في جوفها الأسرار "اين ذهبتِ يا ترى؟."

و استدارات دالفةً الى الداخل ، كان أمامها نايت يدفع بذراعيه داخل سترته يمسك بالمفتاح بين اسنانه ، التقطه بخفة و تجاوزها "الى اين انت ذاهب؟" سألته وهي تتفقد ملابسه بنظرةٍ خاطفة ، لم تكن كشيءٍ يرتدى لحفلة عشاء يغلب عليها الطابع الرسمي ، فتوقف للحظة ثم التفت اليها "الى البلدة مع البقية، لن نذهب معهم .. هل تأتين؟"

لم تفكر للحظة ، ركضت الى الأعلى صارخةً "سأحضر معطفي."

سبقها ، عم الهدوء ارجاء المنزل بعدما كان يضج بالضوضاء واصوات الجدال و أصوات الخطوات بسبب الدرجات الخشبية العتيقة، في طريقها الى الأعلى رأت في طريقها ليام متململٌ على مقعده ، و العمة اجاثا أمام المدفئة تحدق بأوراقها شاردةً ومتأملة ، تتمتم لنفسها و تضيق عينيها كشخص عرِّف شيئًا ، و بالطرف الأخر كانت عمتها إليزابيث الشاردة بريبةٍ هي الأخرى تحتسي شرابًا ولم تكن تعر ثلاثتهم انتباهًا ،كلٍ منهم كان له همه الخاص يشغله عن الأخر، وفكرت اليانور بكم يكون المنزل مسالمًا وهادئًا عندما لا يكون هناك من يهيج ليام ، نظرت الى باب الغرفة التي يتشاركانها ليلي و ايلا ، والتي كانت فارغةً الآن ، ثم تنهدت متمتمةً لنفسها "ربما ذهبت معهم." وحملت معطفها بين يديها تنزل السلالم مرةً اخرى ، تاركةً المنزل وراءها يغرق في الصمت مجددًا بعدما غادرته ، بالخارج رأت سيارة نايت ، في المقعد المجاور له كان لوكاس و بالخلف رأت كايلي تلوح لها.

(متوقفة) vanilla scentWhere stories live. Discover now