٣٢

8.1K 497 471
                                    

٣٠٠ فوت = البارت الجديد

﴿وَاعفُ عَنّا وَاغفِر لَنا وَارحَمنا أَنتَ مَولانا﴾
****

ركن السيارة، يشعر بوجعٍ في رقبته من القيادة لسبع ساعاتٍ متواصلة دون ان يتوقف، نظرًا الى ان كليهما لم يرغبا بأكل شيء، و لأنه اصلًا كان قد واعد احد اصدقاءه بمجرد ان يصل الى لندن ان يتناولا العشاء معًا و يتحدثا بشأن امور مهمة، التفت لها حيث ترقد بهدوءٍ بجواره، بدت مطمئنة ومسالمة، عكس ما ينظر اليها سابقًا، احيانًا يتساءل عما يدور في رأسه الصغير وعن الشخص الحقيقي وراء هذا الوجه الفاتن.

"غالبًا هذا سيبقى سرًا دائمًا، لا؟."

ثم لمس وجنتها الحمراء بأصبعه، مسحورًا رغمًا عن أنفه بجمالها. تحركت ايلا بانزعاج، وفجأةً كانت العيون الخضراء العميقة تنظر اليه الآن بلا فهم ، مقطبة الحاجبين، ابعد ايفان يده بسرعة وقال بغير اكتراثٍ ظاهري "اخيرًا استيقظتي، هل اعجبك النوم بسيارتي الى هذه الدرجة؟."

"لم احس بنفسي." تمتمت، متجاهلة رغبته الغير وجيهه في ازعاجها "ظننت اننا في هدنة او شيء ما." نظرت له ممتعضه، و مدت بيديها تتأوه، تشعر بألمٍ رهيبٍ في رقبتها و بالصداع يضغط على رأسها.

"فقط غادري سيارتي حبًا بالرب، انا مستعجل."

"لوهلة اعتبرتك ادميًا." تأففت وفتحت الباب، تسحب اغرضها معها، كبس ايفان على احدى ازرة السيارة وخرج بدوره من السيارة، حيث فتحت الحقيبة، اخرج حقائبهم بينما وقفت هي فوق رأسه بكل تنتظر حقيبتها، نظر لها ساخرًا "هناك من يحملها كما تعرفين." واشار الى الحارس الواقف بعيدًا عنهما.

بإمتعاض خطفت ايلا حقيبتها بعناد
"انا مستقلة بطبيعتي، لا اتكل على احد ولا احتاج الى احد، تعلم هذا مني."

اشار بيده مستخفًا
"اجل اجل ايًا يكن." وانحنى يخرج الحقائب.

اخذ الحارس الحقائب التي ناولها ايفان له. و هزت ايلا رأسها تخبر نفسها مبتعدة عنهما "متناقض ونرجسي، ما خطبه الآن؟."

سمعت صوت احدهم يصفر لها فجأةً، ورفعت رأسها، ورأت الوجه المليح لكريستيان كان خارجًا لتو من منزله. كان يرتدي ملابس رياضية ، قميصًا قصيرًا اخضر و بنطالًا اسود، لا شيء فيهما يبدوا وكأنه قد يرد البرد عنه، لكن الشاب غالبًا لم يكن يبالي ولا يشتكي بهذا الخصوص.
قفز الدرجات بسرعة، وهتف "مرحبًا بعودتك."

افلتت ايلا حقيبتها حيث كانت تقف، و سارت اليه، يفصل بينهما السور الذي يصل الى اعلى صدر كريستيان حيث يتكئ بيديه، مقابل رأس ايلا فقط، سحبت نفسها لتصعد فوق الدرجة الوحيدة فيصبح وجهها كاملًا واضحًا له "مرحبًا لك ايضًا، هل كنت تنتظرني؟"

"لا، لستُ يائسًا الى هذه الدرجة، لكنني صادفتك.."

"هذا لطيف نظرًا الى انك تخرج الي من اي مكان انظر اليه"

(متوقفة) vanilla scentWhere stories live. Discover now