١١

5.8K 481 304
                                    

مستلقية على اريكةٍ في غرفتها ، سارحةً في العدم ، كان مظهرها كئيب و ضامِر غير معتادٍ على الاطلاق ، خاصةً لشخصٍ بهيجٍ مثلها ، شفتيها شاحبتين بشدة كما لو انهما مريضتان ، و الدموع لا تنفك تسيل على وجنتيها بين فينةٍ واخرى ، حتى انها لم تعد تجبر نفسها على مسحها او الوقوف امام المرآة و الادعاء ، لسببٍ ما ، انها ليست كسيرة ومهيضة الجناح كما لم تكن يومًا.. كل ما في الأمر ان الرغبة في التستر نفسها تلاشت تمامًا كتلاشي بخار القهوة الباردة الان في الفراغ

لكن من جهةٍ هنالك ليلي التي بشتى الطرق تحاول التغطية عليها .. لا لشيءٍ سوى لان هذا سيقلق والدهم الطيّب -الذي لا يعرف اي شيءً على الاطلاق مما حدث- و سيغضب والدتهم الى اقصى درجة ممكنة ، وبالطبع سيسبب كلا الامرين مشاكل عدة ، واستفسارات لا نهائية من الأول و نوبة غضب لا يعرف كيف سينتهي بها الامر من الثانية ، مع هذا ضلت كلوديا غير مهتمةٍ لأيٍّ من هذا ، وقد سئمت تمامًا من ان تدعي شيئًا هي ليست عليه ، كانت حزينة و مكتئبة منذ مصاب جون ، و ما اوصلها الى هذا الحد ابتسامته الساخِرة التعِسة ، وذلك الحزن الذي يلمع في عينه و الذي لا يعني شيئًا سوى انه يقول الحقيقة "ربما نكون انا وانتِ اخوين"

الاسئلة كانت تزورها عنوةً عندما تضع رأسها على الوسادة ليلًا ونهارًا ، العديد من الاشياء المبهمة و المؤلمة في الآن ذاته ، و جميعها في مستوى الأهمية ذاته ، كل ما تريده ان تمنح الاجابة و أن تمنح هذه الإجابة حالًا.

ماذا يعني هذا؟
هل يستطيع ابوها ان يخون عمها أو أمها مع امرأةٍ اخرى ، والأسوأ ان تكون هذه المرأة أم معشوقها؟
ان يخون امها المرأة التي يحب؟
ان يكون جون .... شقيقها؟

هذه الكلمة تترك صدى موجعًا في قلبِها ، حتى يكاد الألم من فرطه ان يوقفه ، لكنها مع ذلك قاومت افكارها السوداوية ، تحاول التفكير مليًّا بعقلانية و الإنتصار على الحزن و الاكتئاب لتعثر على الحقيقة ، تجد ان كل هذا غريب ومريب و خارج عن المنطق ، على الاقل هي تعرف لأي درجةٍ والديها يحبان بعضهما جدًا ، وتعرف درجة الاحترام و الثقة المتبادلة بين ابوها وعمِها بلايك ، ولا يمكن لأحد الثلاثة ان يخون الاخر مهما كان الأمر ، لكن هل أي من هذا صحيح؟ ..

ضمت جسدها اكثر تحاول ان تتحاشى نسمة هواءٍ هبت من النافذة ، امامها مباشرةً كان معلقًا فستان أسود تهافت مع النسمة برِّقة ، في بادء الأمر كان الفستان قد لاق استحسانها وقد قررت انها ستختاره بلا ريب ودون تفكير ، احبت تفاصيله وكيف يلتف على جسدها و يحتضنه بنعومةٍ فائقة ، كيف سيستطيع اي احد ملاحظتها تنعم بارتداءه ، لكنها الان لم تعد تحب النظر اليه حتى ... بل ان النظر اليه وحده يجعلها تشعر بالغثيان ينتباها.

و في يسار الغرفة ، مصممة الازياء التي تعمل مع امها ارسلت مجموعة من الفساتينٍ مساء امس ، لم تجبر نفسها على تفقدها حتى ، متجاورين بجانب بعضهم البعض و معلقين بعنايةٍ ، كل واحد في كيسٍ بلاستيكي يحفظه من التلف ، كان من المفترض ان تختار منهم كخيارٍ سريعٍ آخير ، لكنها لم تجبر نفسها على النظر حتى ..

(متوقفة) vanilla scentWhere stories live. Discover now