١٠

6.6K 477 235
                                    

سبحان الله وبحمده عدد خلقه ورضى نفسه وزينة عرشة ومداد كلماته
(تعليق بين الفقرات + تصويت + رأيك) لطفًا

***

كانت صبيحة اليوم منعشةً حيّة ، غفى ليّام على الأرض الخشبية قرب المدفئة ، تلفح الحرارة القادمة من الجمرات التي بدأت بالفعل تخبو بشرته الناعمة المتورِّدة ، و الكلب بجواره يسترخي و مسدلًا لجفنيه ، تيقظ عندما اقتربت هايلي منهما واخذ يلهث بصوتٍ عاليٍّ يبتغي مداعبةً منها

فدنت منهما و غطت ليام ببطانيةٍ صغيرة عثرت عليها متكومةً تحتها بطريقةٍ فوضوية و مسحت على الكلب برِّقة ، كانت اليوم تشعر بكسلٍ وخمول عكس الأيام الباقية ، ترغب في ان تقظي الساعات في الاستلقاء على الاريكة تحتسي الشوكولا الساخنة و تتصفح مجلة او تشاهد افلامًا كلاسيكيةً بشكل متسلسل و دون توقف حتى يبلغها النعاس مجددًا فتسقط صريعةً له ، وهذا بالطبع شيءٌ يستحيل حدوثه نظرًا لأن اليوم يصادف أهم يومٍ في السنة كلها بالنسبةِ للعائلة و لجدها بشكلٍ خاص ، و الذي أصرّ على ان يكونوا متواجدين كلهم هذه المرّة بشكلٍ غريبٍ و استثنائي ، عكس السنوات السابقة ، حتى أخويّها بناءً على ذلك عادا من سفرِهما وكل ما تنتظرانه و تتوقعانه هي وأمها هو ان يدفعا الباب في اي لحظةٍ معلنين عن تواجدهما

كريستوفر الطيّار و لوك الذي يكمل دراسة المحاماة في أسكوتلندا ، لكن المنزل رغم ذلك ينعم بالسكون ، خصوصًا ان ليام مصدر الضوضاءِ كلها -في الأيام التي يترك فيها عندهم- نائمٌ بتعب ، ولا يوجد غيرها و أمها في الانحاء ، مشت ناحية الصالون حيث كانت رائحة عبقة و قوية للقهوة تفوح ، ورأت النوافذ مفتوحةٌ وأمها تجلس على الاريكة الواسعة وتتكئ على طرفها

و فنجان القهوة قابعٌ امامها لم يمس ، البُخار المتصاعد منه يشهد بأنه أعِد منذ فترةٍ قصيرة ، كانت امها شارِّدة و ملامحها الجميلة ساكنة ، لكن وميضًا من الفضول كان جليًّا للغاية على محياها

"ليام نام ان كنتِ تتساءلين."

قالت هايلي تتكئ على الجدار ، وضيقت عينيها بإنزعاجٍ من الاشعة الصادرة من النافذة ، وبشدّة ارادت ان تعتم البيت لولا انها لم تفعل وبقيت ساكنةً في مكانها ، تفكر بأشياءٍ عشوائيةٍ كانت الجامعةُ من ضمنها ، فصحت ايزابيلا من شرودها و اخذت بضع ثوانٍ تستوعب ما قالته ابنتها "اوه..حمدًلله انه فعل ، ضل طوال الفجر يركض بالحديقة مع الكلب – اي طفلٍ هذا الذي يستيقظ فجرًا قبل شروق الشمس و يجوب الانحاء؟. حتى ابوك لم يجد ما يقوله."

قهقهت هايلي بخفة ، كان منزلهم ينعم دائمًا بجوٍ هادئ ، حتى جاء ليام الذي قلب الموازين رأسًا على عقب ، والده مشغول على الدوام كجراحٍ في المستشفى ، و والدته تكمل اخر -واصعب- سنةٍ لها في الجامعة ، وكانت المسكينة على شفى حُفرةٍ من انهاء المشوار برمته والبقاء مع طفلها عوضًا ان تضعه بين أيدي المربيات ، لكن ايزابيلا حسمت الأمر و اخبرتها انها ستعتني هي بنفسها بالطفل ، وهكذا طوّال الاسبوعين السابقين الجميع لا يستطيع ان يبقي حاجاته في متناول اليد او ان يحظى بنومٍ جيد في حين قرر ليام انه يريد ان يخبط شيءٍ ويسبب ضجةً لم يشهدها المنزل قبلًا.

(متوقفة) vanilla scentحيث تعيش القصص. اكتشف الآن