٢٠

4.5K 378 274
                                    

‏﴿رَبَّنَا اصرِف عَنّا عَذابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذابَها كانَ غَرامًا﴾
‏﴿رَبَّنا أَفرِغ عَلَينا صَبرًا وَتَوَفَّنا مُسلِمينَ﴾

‏﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اذكُرُوا اللَّهَ ذِكرًا كَثيرًا﴾
‏رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الْأَبْرَارِ

تصويت ، تعليق ، في الأسفل ملاحظة جدًا مهمة
لا تنسون المرور عليها
***

حاجبيه انعقدا معًا في غضبٍ باردٍ اجتاحه ، و تصلب فكه وهو يبتعد هوينًا عن الشجرة ثم ينظر امامه الى صاحبة الشعر الأسود تسير و تتعثر مرةً او اثنتين بسبب حصاة لم ترها في غمرة غضبتِها ، غير آبهة ولا منتبهةٍ لإنقلاب حاله الفوري ، نظر مجددًا الى الشاشة يكظم غيضه و اغلقها "هكذا اذن.." قال لنفسه ، ودس الهاتف في جيبه ثم سار دون ان يلتفت وراءها للفتاة التي توقفت عن السير تنظر اليه للحظة ثم تسير مبتعدة بذات الغضب تتمتم لنفسها

***

نظر عميقًا في المرآة الى وجهها الشاحب ، تجول ببطءٍ بالفرشاة على بشرتها ، تخفي هالاتها بأصابع رشيقة محترفة و تزيد حمرة وجنتيها لتبدوا طبيعية ، بين فينة و أخرى تنظر الى شاشة هاتفها ثم الى النافذة حيث المشهد المبهر للشمس المشرفة و الأشجار البرتقالية ، ذلك المشهد المكسو بغبار الخريف السحري الآخاذ ، و ودت لو أن ليام كان مستيقظًا ومعها الآن لتريه عائلة السنجاب المقابلة لها ، كانت تدرك انها صحت مبكرًا ومبكرًا جدًا ، الساعة تشير الى الثامنة و النصف صباحًا ، و قبل دقائق كانت قد تفقدت غرف البقية لتجدهم يغطون في النوم الى الآن ، و لا تبدوا أي منهن وكأنها مستعدة للاستيقاظ في أي لحظة ، نهضت من امام المرآة بعد ان مررت المشط للمرة الأخيرة في شعرها الطويل المموج ، اوصدت النافذ ، وا خذت طريقها الى الاسفل  تشتهي الجلوس امام المدفئة و التحديق بالنافذة او ربما الذهاب لتفقد الاحصنة في وقت لاحق عندما تشعر بشعور جيد

أي شيء يخلصها من نظرات ابوها المتصيدة ، التي لا تحمل أي نية لأن تدعها و شأنها ولا أمها التي وضحت لها بما فيه الكفاية انها لن تدعها ابدًا تقحم نفسها في علاقة هي ليست راضية عنها ، على الأقل ليس مع جون ، انتابها إحساس مقيت في قلبها وهي تنزل السلالم سارحةً في المنزل القديم الذي حمل في جوفها ذكريات سعيدة عندما كانت اصغر سنًا و الحياة اكثر سهولة بالنسبة لها ، في تلك الذكريات المخيفة أيضا ، لكن بشكل ما كانت تشعر بالحنين لها ، ترغب بسماع حكايات عمتهم اجاثا و النوم امام المدفئة متشاركة بطانية واحدة مع أي احد ، او حتى التسلل لرؤية الأحصنة و سماع التوبيخ جراء ذلك في وقت لاحق ، كانت الشمس بهيجة تتسلل من الستائر المسدلة فكانت الرؤية واضحة جلية ، و اخذتها قدماها الى غرفة المعيشة حيث تنوي اشعال المدفئة و اعداد مشروب ساخنٍ لها لتراقب المشهد الخريفي و ربما تفقد ليام لتتجول معه الى حظائر الأحصنة ، لكنها تجمدت في مكانها فور ان حطت الأعين الزرقاء عليها بغير اكتراث ، لم تكن نظرة شخص يترقب أحدا ، بل واحد يروي فضوله الشحيح تجاه الأشياء ، لانه أصلا فقد الرغبة في المعرفة نفسها ، و في حجره القط ينظر لها هو الأخر بنظرات كسولة متململة تعكس نظرات صاحبه التي لا تحمل ادنى اهتمام بها، يد جون تمسح برفق و عناية على قطه العجوز الكسول ، يقربه من صدره و يعيد نظره الى الجمرات التي تبرد شيئًا فشيئًا و تكتسي رمادًا حيث سيتوجب كنسها في وقت لاحق او حتى دفنها بكومة حطب أخرى ، لم يكن يعطي البرد الذي يجتاح المكان ولا كلوديا نفسها اهتمامًا ولا انتباه ، كان سارحًا شاردًا ، يغرق في الصمت و البرد ، تسألت كما تفعل دائمًا ، في ماذا يشغل عقله هكذا؟ لكنها لم تملك الجراءة لطرح السؤال ، و اقتربت منه بجسارة  "صباح الخير." هامسةً ، قطع تأمله أخيرا ونظر لها بإبتسامة شفيفة خفيفة لم يكن لها معنى "صباح الخير لك أيضًا."

(متوقفة) vanilla scentWhere stories live. Discover now