٦

6.4K 538 159
                                    

* سبحان الله و بحمده ، سبحان الله العظيم
* فوت/نجمة
*تعليقات بين الفقرات
____

نظرت في انعكاس وجهها في الحمام ، كانت قد اعادة وضع مكياجٍ أبرز وسع عينيها واكسب وجنتيها حمرةً شفيفة ، هذا ذكرها بالنسوة الاباطرة اللواتي تراهن في لوحات اللوفر، مما جعلها تبتسم لنفسها ، رفعت شعرها وعقدته بالذات الشريطة الحمراء خلف رقبتها ، وتوقفات لثوانٍ تخلقُ تعبيرًا طبيعيًا ثم خرجت ، كان جايمس الذي دعاها لفنجان قهوةٍ بعد ان تحدث مع محاميها بشأن شيءٍ ما يجلس في طاولةٍ منعزلةٍ في اقصى المقهى ، مطلةٌ على البحيرة يراقب البط يرتعش فوق سطح المياه الباردة ، النافذة يغشاها شيءٌ من الندى رغم ان حرارة الشمس معتدلة ، لكن تلك البرودة التي تلازم اخر ساعات الصباح ما تزال في اوجِها
كان يبدو منعزلًا في عالمٍ اخر ، وكأنه يرى شيئًا لا يراه احدٌ غيره ، شيئًا غامضًا عجائبيًا ومهمًا ، استطاعت ايلا ان تراقب جلسته المستقيمة التي لا تشوبها شائبة ، هذا أعاد سؤالها عن حقيقة اسم العائلة اللاتيني الأصل ربما 'سالفاتور' فالرجل الجالس أمامها يبدو انجليزيًا خالصًا كأولئك الذين يذكرون في الروايات الكلاسيكية التي عكفت في أوقات فراغها تترجمها للفرنسية على سبيل المتعة .
رفع الرجل عينه ليقبض عليها تفترسه بعينيها ، لعنة نفسها ألف مرةٍ وهي تمشي لتأخذ مكانَها حيث سحب النادل الكرسي لها
"لم يتح لي الوقت ولا أيًّا مما حدث ان اقول لك هذا .. لكن تعازيّ الحارة على خسارتك."

"اشكرك يا سيدي."

"لفضلت ان تقولي لي عمي يا بُنيتي ، لكن لنكن بها ما دام هذا لقاءُنا اللائق الأول."

ابتسمت له ، كان يبدوا رجلًا رزينًا وخفيف ظل في ذات الوقت ، لكن هنالك بريقٌ فاضح للفطانة الحادّة يشع من عينيه جعلها تحسب له ألف حساب ، رددت وراءه مصححةً "يا عمي."

"هذا جيد ، انظري كيف تنطقينها وكأنك معتادة ، مثالي ، اسمحِ لي أن أسألكِ إن لم يكن هنالك مانعٌ .. ارى انك تجيدين تحدث الإنجليزية بطلاقة."

"الفضل يعود لديكنز في المقام الاول ، في الواقع كان من المفترض ان استلم رسائل قبولي من الجامعات لولا حدوث ما حدث.." اخفضت رأسها ، كان يظن انها حزينةٌ لوفاة جدتها المزعومة ، لكن ايلا في الحقيقة استشعرت داخلها احساس المرارة لإكتشافها المتأخر لمعضم الحقائق التي اخفيت عنها ، فقبضت على حقيبتها تغرس اظافرها في جلدها الغالي ، حطت يد جايمس على يدها وقد رقت ملامحه وتلاشى ايٌّ من ملامح الشك التي كانت تعتليه ناحيتها وناحية الشخص الذي تكونه

"لكنك هنا الآن ، في ديارك الحقيقية موشكةٌ على ملاقاة عائلتك ، متأكدٌ انك ستحبينهم كما سيحبونك .. لن نكون جميعًا او ايًا منا بديلًا لجدتك ، صدقيني اعلم هذا اكثر من اي شخصٍ اخر ، لكننا سنكون التعويض الذي لن يجعلك تحسين بالنقصان والعجز."

(متوقفة) vanilla scentOù les histoires vivent. Découvrez maintenant