٢٤

4.3K 380 304
                                    

‏{إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا}

رَبِّ فَلَا تَجْعَلْنِي فِي الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ

الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ

****

أضواء النيون الخضراء المخترقة الستائر كانت تزعجها، ابقت ايلا رغم ذلك عينيها مسلطتين على السقف، تشعر بالألم يقل قليلًا ، لكن مع كل حركةٍ تأخذها كان ظهرُها يبقيها حيث هي، تعرف ان الوقت تأخر كثيرًا وتساءلت كم الساعة الآن.

لكن كان من الصعب ان تنهض وتعثر على هاتفها وسط حاجياتها حيث تركتهم الممرضة، عوضًا عن ذلك استسلمت وبقيت في مكانها تنظر الى السقف، يديها فوق صدرها تعلوان وتنخفضان مع كل نفسٍ تأخذه ، تتمتم لنفسها "هل اخفقتُ يا تُرى." وسرحت مجددًا في صور الظلال التي ترسمها اضواء المنيون حتى باتت تزعجها ، اغمضت عينيها بقوةٍ ، صورةُ أمها واضحة تجلس قرب النافذة المغبشة بالضباب ووابل المطر اللطيف ، هادئة وحزينة ، حزنٌ اثيرٌ وعميق لم تفهمه ايلا يومًا ولم تستوعبه حتى تلك اللحظة التي اتضح فيها شيءٌ عن ماضي أمها وعائلتها ، كان هنالك ظلٌ مقيت شوه وجه أمها في ذاكرتها ، حيث لم ترى ايلا أمها سوى إمرأةٍ جميلة حالمة وهادئة ، صاحبة الضحكات الخفيضة و القصص المعبرة ، لكن الآن اصبح وجه أمها ساكنًا ، في اسعد لحظات حياتها هذه الظل المشؤوم الثقيل للحزن يغشي عينيها ، فلم تعد تراهما ايلا منيرتين كما ظنت انهما كذلك.

انتابها احساسٌ بالفراغ، ثقيل جدًا ، و تذكرت انها لم ترى جايك اصلًا ، لم تسأل عنه و لم يخطر في بالها ولو للحظةٍ واحدة. كأنه لم يكن موجودًا ، ماذا كانت تفعل هنا وهناك؟ انشغلت عن كل شيءٍ تضيع وقتها ونسيت هدفها ، وفكرة خسارة المعركة قبل ان تبدأ تثير أعصابها اكثر

تردد في رأسها صوتٌ حزينٌ أخر ، يخبرها "اعدتي الي الرغبة بالحياة."
لم تسمح للألم الجسدي ولو للحظة بأن يحبط أفكارها ، عقدت يديها فوق صدرها تضغط بأصابعها الناعمة على يديها بقوة اكثر من اللازم تركت اثرًا احمرًا خفيفًا على جلدها ، و فكرت جيدًا ، كانت العلاقة بين الاثنين مريبة ، بين أبيها و جون ، وعندما تسأل الأخير يتهرب ، ولكن بلايك من جهةٍ اخرى كان يلتزم الصمت بدوره ، يسألها فقط عنه دون ان يتحقق من جون نفسه. كان هناك شيءٌ بينهما ، يمنع الأب وابنه من النظر في وجهيّ بعضهما ، يعيشان في منزلٍ واحد. لكن كل واحدٍ فيهما يتجنب الأخرى، وهي اصلًا لا تريد التفكير حتى بوعكة أخيها الصحية.

تنهدت ، و اغمضت عينيها مجددًا تنقلب على جانبها الأخر ، متجاهلةً آلم ظهرِّها تمامًا. متكورةً في السرير، الأفكار تأخذها بعيدًا.

(متوقفة) vanilla scentWhere stories live. Discover now