١٦

5K 483 456
                                    

كتابةُ التعليقات و التصويت يبهجانني جدًا

***

كانت عكرة المزاج منذ اخر مرةٍ قابلت فيها ايفان قبل سويعات ، تجلس تولي الباب وجهها و تنظر الى الشجرة العجوز التي بدت لسبب ما تعيسةً بإستثنائية تشد الناظر ، عله لمدى قدمها البيّن ، في الأشياء القديمة التي جار عليها الزمن هالةٌ ثقيلة ، تثقل المرء كآبةً حتى قبل ان يدرك مصدرها ، تشي بحقيقة العالم الذي يتغير بوتيرته السريعة ، ان العمر لا يتريث و لا ينتظر أحدًا ، تعرف هذا جيدًا لأنه لعَّب لعبته الدنيئةُ مع امها ، انصرفت عينيها مبتعدةً عن المشهد الذي خيل لها انه حزين وعاجز ، طوقت ركبتيها بصدرها تضم رأسها و سرحت بالبعيد ، الى أي شيءٍ إلا الشجرة العجوز الكئيبة

رعشة عصبية اجتاحت يد ايلا عندما فكرت في أن كم سيكون جميلًا لو أنها بطريقة ما تعثر على سيجارةٍ لتدخنها سرًا ، سلتها فكرةُ ان تذهب الى الحراس المزعجين بالخارج تسأل إن كان مع احدهم سيجارةٍ ، تخيلت ردات فعلهم و ماذا عساهم يردون عليها ، بطريقة ما يبدو الجميع هنا كما لو انهم مثاليون او يدعون المثالية على اقل تقدير، من تفقدها للمكان أول شيء لاحظته الا منافض للسجائر هنا ، مما أوصلها للأستنتاج ألا أحد يدخن ، على الأقل علانية ، في بيتها كان التدخين امر معتادًا عليه ، زملاء جدتها كانوا يدخنون اكثر مما يتحدثون ، جيرانها يدخنون ، و حتى جدتها ان شعرت انها في مزاج جيد لذلك تدخن ببساطة

فكرت انها هي الأخرى التي لم تدخن سوى مرةٍ او اثنتين تحت اشراف ابوها الروحي و جدتها ، انها تشتهي التدخين لسبب ما يبدوا مبهمًا بقدر ما هو ساذج ، لشعورها ان التدخين سيمدها بالآلفة ، وكأن، عالمها طبيعي ، و ألا هم ينوح فوق رأسها سوى ان تنهي السيجارة اللعينة ، تتذكر جيدًا اول مرة دخنت فيها بعيد ميلادها السادس عشر ، يومها سعُلت بشدة وكادت تختنق حتى الموت وسط الضحكات المستلطفة من حولها ، ضحك ابوها الروحي بخفة و سحب السيجارة منها يناولها الماء ، يده برفق تضغط على كتفها "ليس عليك ذلك يا ايلا ، لا زلت يانعة و بريئة ، كيف لك ان تتجرعي التعاسات يا حلوتي ؟ يخيل لي انك لن تستطيعي التدخين حتى تتجرعيها. ولنأمل الا يحدث ذلك... لنأمل الا تتدخني ابدًا"

همست لنفسها "لكن هذا ما حدث يا عمي ، وانا اريد ان ادخن الآن." ثم شردت في هذه الفكرة الغامضة ، لم تلبث ساكنة الا وهي تحس بحضورٍ ثقيل جعلها متحفزة ، التفتت خلفها ، وبشكلٍ غير متوقعٍ كان ابوها ، رائحة السجائر الخفيفة هي ما استطاعت تمييزها قبل كل شيء اخر ، ظنت ان الرائحة من صنع خيالها ، لكنها ادركت بسرعة ان الأمر لم يكن كذلك لأنه انه كان من البين لها انه حاول تغطيتها بعطره بطريقة فجة لن يلحظها الا مدخنٌ أخر، وجهه جامد حتى بدا لها أيضا انه لم يكن حيًا في أي وقتٍ مضى ، وكأن الصور التي رأتها في وقتٍ سابق ، تنتمي لأي شخصٍ أخر ليس هو ، شخص لا يمت للواقف امامها بصلة

(متوقفة) vanilla scentWhere stories live. Discover now