٥

7K 515 240
                                    

اغمض عينًا وفتحها مجددًا يحاول مجابهت الدوار الذي اصابه ، آلمٌ شديد واخز ينبض خلف عينيه ، يسراه بالذات ، عادت الشقيقة تعذبه وتضغط عليه من جديد ، تطبق بأنيابها الحادّة على صدغيه بقسوةٍ بالغة ، لدرجة انه كان يخيل له الإحساس بالدم ينعصر في شرايين رأسه ويكاد يسمع صوت تصدعاتٍ تتشكل بجمجمته

"ليس وقتك ، ليس وقتك"

ضل يكرر داخل نفسهِ مؤنبًا ، الرؤية تذهب وتأتي ولا يظن انه يستطيع ان يبقي طوله منتصبًا لوقتٍ أطول ، عليه ان يخرج ، أحس بيدٍ تضغط برفقٍ على كتفه ، كانت لنايت الذي ظهر بمحض المصادفة وقد لاحظ انقلاب ملامح وجهه ، دون ان يعلم حقًا ما يدور هنا "هل انت بخير؟" همس له ، فوضع جون يده عليها يبعدها بهدوءٍ

ليرمقه نايت بإستغراب و يشملهم بنظرة تستشفي ما يحدث بينهم ، كلوديا بوجهها الشاحب جدًا بدت كتمثالٍ من الجرانيت وهناك دموع تتجمع في عينها لسببٍ لا يدركه ، امه التي امتقع وجهها ، و خاله بلايك غاضب ، غاضب جدًا كما لم يكن يومًا ، وهنالك هو وجاسبر بينهم يشعُران بأنهما أبلهين ، يستمعان لشيءٍ في خضم الشجار لا يعلمون بشأنهِ ولا يريد احدٌ منهم ان يعلم بشأنه

وجديه من جهةٍ صامتين  ، ادوارد ذي ملامحٍ ساكنة لا تشي باي رد فعلٍ واضح لكنه طفق اخيرًا "جوناثان بُني .. اين تظن نفسك ذاهب؟ لا يمكنك ترك عائلتك ، لا يُسمح لك بأن تفعل شيئًا كهذا."

"لا تؤاخذني يا جدي ، امل انني لم ازعجك بفعلتي ، لكنني في صدد البحث عن عائلتي ... عن أمي."

تقدمت ميرديث تقطع المسافة بينهما ، واحاطت بكفتي يديها الدافئين وجنته تتلمس بشرته الشاحبة التي بات لون وجنتِها احمرًا خفيفًا
"عماذا تتحدث؟ امك ذهبت يا فتاي الطيّب .. هي ماتت." نطقتها بحذر كأنها تحادث الشخص ذاته عندما كان طفلًا صغيرًا جاهلًا ، لينظر لها بسخرية وغير تصديق
"لا يا جدتي ، ليست كذلك، كلانا نعلم انها ليست كذلك ، وجوهكم تقول عكس ما تلفض به السنتكم .. ياللغبائي كم ألوم نفسي كثيرًا ، وثقتُ بكم ثقةً عمياء ، كيف عساي اعرف على اي حالٍ انكم قد تكذبون بشأن شيءٍ كبيرٍ كهذا"

نظرت من فوق كتفه الى ابنها نظرةً ناقمة "ما هذا الذي قلته للولد و قلب كيانه هكذا ، هاه؟."

"هذا ما فعله الدلال به! تحدث مع جدتك جيدًا و الا اعدت تربيتك."

"عن اي دلالٍ تتحدثُ هاه؟ ابنك لم يعرف التدليل في حياته كلها .. كيف هذا وانت وهي وزوجة اخوك تحومون فوق رأسه وتحاسبونه على أتفه الأشياء."

كاميلا تميَّزت من الغيض ، حانقة وغاضبة من هذه المرأة التي تتدخل بكل شيءٍ و أي شيء ، و أستنجدت بنبرةٍ مستعطفة عمها و زوجها
"بلايك هل سمعت مالذي تقوله أُمك عني؟ في كل مرةٍ يخبط فيها هذا اصبعًا تلقي باللوم علي."

(متوقفة) vanilla scentحيث تعيش القصص. اكتشف الآن