~ آمال تلوح في الافق ~

Comenzar desde el principio
                                    

- حسناً اركضي ولن انظر..

- اوه انظرو من يتحدث؟ الشاب الذي كان يحدق بي وانا دون حجاب!

فرد باندفاع مبرراً لنفسه:

- أخبرتك إني كنت متفاجئ..

فقالت بنبرة ذات معنى من خلف الباب:

- لماذا؟ ألم ترى شعر فتاة من قبل؟.. حسب ما رأيت فخطيبتك لا ترتدي الحجاب.. شخص مثلك يكون معتاداً على رؤية شعر امرأة!

لم تسمع له رد لدرجة ظنت أنه لم يسمعها.. ولكنها عرفت أنه فعل حين سمعت زفيره الحاد ثم نهوضه نحو غرفته صافعاً الباب خلفه بقوة.. وضميرها المعدوم لم يؤنبها للحظة بعد كمية الألم التي حصلت عليه منه!

خرجت مسرعة نحو غرفتها لترتدي ملابس أكثر حشمة وتخنق خصلات شعرها تحت حجابها بيتما تتذمر بسخط كلمات غير مفهومة وهي تتذكر كيف كان يصر عليها ارتداء وشاح فوق ملابسها المحتشمة إذا جاء أحمد بينما خطيبته لا تكلف نفسها حتى ارتداء الحجاب.. هذا الشاب لابد أنه مصاب بالشيزوفرينيا!

جاءت ندى بعد عشر دقائق فوجدت أن مرام تقوم بأعمال المنزل الصباحية المعتادة.. تبسمت بحنو وهي تقول:

- استيقظت أميرة المنزل الجميلة؟

بادلتها الابتسامة وهي ترد:

- صباح الخير خالتي

من منظر احتشامها أدركت أنها عرفت بأمر وجود رامي اليوم في المنزل فقالت بينما تشير نحو غرفته:

- ألم تسأليه تناول الفطور معكِ؟

- ذاتاً لم أتناول الفطور بعد..

تركتها ندى لتطرق الباب على ابنها محاولة قدر الامكان جعل نبرتها متوسلة لعلّه يرأف وهي تسأله:

- هل أضع لك الفطور مع مرام حبيبي؟!

ليرد صوته باقتضاب من خلف بابه الموصد:

- لا..

زفرت بضيق وهي تدرك عادات كهذه من أضرابه عن الطعام وعدم اختلاطه معهم حين يحصره الاكتئاب في زاوية ضيقة يمنعه من الهرب منه..

اتجهت نحو المطبخ بصمت وغيض وألم مكتوم فأنهت مرام عملها على عجل وتبعتها حيث ذهبت لتنحر فضولها بمعرفة قصة ذلك الغامض...
اتخذت من تقطيع البصل عذر للجلوس هناك وفتح حديث مع ندى وهي تسألها:

- منذ متى وهما مرتبطان؟

وكأن مرام منحتها الضوء الاخضر لتلقي كل تلك الشتائم والغضب وكل ما تكتمه عن اطفالها فقالت بعصبية وهي تضع ملعقة تحريك الطعام جانباً:

- كان الارتباط الاسود.. يا ليتها لم تعرفه ولم يعرفها..

ثم رق صوتها بغصة رغم محافظتها على عصبيتها:

قد زارني حب (مكتملة)Donde viven las historias. Descúbrelo ahora