|44|

77 12 36
                                    

وصل الى اغرب حجرة دراسة رآها في حياته، بل إنه لم يكن يبدو كفصل على الاطلاق، ولكن شيئاً وسطياً بين عليّة احد المنازل ومحل شايٍ من طراز قديم وقد تجمعت نحو عشرين منضدة صغيرة مستديرة بالداخل احاطت بها المقاعد ذات الذراعين مغطاة بقماش القطن المطبوع، ومساند صغيرة منفوخة. وبدا كل شيء في المكان مضاء باضواء خافتة قرمزية، وجميع الستائر مسدلة وهناك مصابيح كثيره ملفوفة بأوشحة حمراء داكنة، وشعر هاري بحرارة خانقة، حيث كانت النيران تشتعل داخل رف المدفأة المزدحم بأشياء تنبعث منها رائحة عطور كثيفة رديئة النوع، من داخل إناء غلايةٍ نخاسية موضوعة فوق النار، اما الارفف المثبتة حول الحوائط الدائريه فكانت مكتظة بالريش الذي يبدو مترباً، وبقايا الشموع والعديد من مجموعات اوراق اللعب البالية، وعدد لا يحصى من كرات الكريستال الفضية، ومجموعات ضخمه من اكواب الشاي.

وظهر رون بالقرب من كتف هاري، في حين احاط بهم باقي تلاميذ الفصل، وهم يتحدثون في همس.
تساءل رون :"أين هي؟".
وهنا باغتهم صوت قادم من الظلال، صوت رقيق غامض.
قال:" مرحباً...كم هو لطيف ان اراكم، في العالم المادي أخيراً".

وكان الانطباع الاول لهاري عن معلمتهم كالإنطباع عن حشرة كبيرة براقة، وتحركت الاستاذة تريلاوني نحو ضوء المدفأة؛ فرأوا انها نحيلة للغاية، في حين تضخم نظارتها السميكة الحجم الطبيعي لعينيها عده مرات، و ترتدي شالاً شفافاً لامعًا، ويتدلى من رقبتها الطويلة الرفيعة سلسلة طويلة من الخرز الذي لا يمكن عده، في حين غكى ذراعيها ويديها عدد كبير من الاساور والخواتم.

قالت لهم :"هيا اجلسوا يا صغاري". وقفزوا جميعاً بصورة خرقاء في الكراسي ذات المساند وغرقوا في المساند المنفوخة. وجلس هاري ورون وهرمايني حول نفس الطاوله المستديرة. قالت الاستاذة تريلاوني التي جلست الان في كرسي مجنح امام المدفأة :" مرحبا بكم في دروس مادة التنبؤ، اسمي الأستاذة تريلاوني، ربما لم يرني احد منكم قبل هذا لاني اجد نزولي بكثره إلى صخب وضجيج الجزء الاساسي من المدرسة يعتم عيني الداخليه".

لم يرد احدا على هذا الاعلان غير العادي فاعادت الاستاذة تريلاوني ترتيب شالها حول كتفيها واكملت :"إذًا، لقد اخترتم دراسة ماده التنبؤ، الفن الاصعب بين جميع الفنون السحرية، ويحب أن احذركم منذ البداية انكم اذا لم يكن لديكم البصيرة، فلن اتمكن من تعليمكم سوى القليل للغاية، فالكتب لن تساعدكم كثيرا في هذا المجال".
وهنا نظر هاري ورون مبتسمين الى هرمايني التي بدت مذهولة عندما عرفت ان الكتب لن تكون مفيده كثيرا في دراسه هذه الماده.

ثم عادت الاستاذة تريلاوني تقول وعيناها اللامعتان الضخمتان تتحركان من وجه عصبي الى اخر من وجوه تلاميذها :"هناك كثيرٌ من السحره والساحرات موهوبين في منطقة الانفجارات الصاخبة، والروائح والاختفاءات المفاجئه، ولكنهم عجزوا عن اختراق حجب واسرار المستقبل، فهي موهبه منحت لعدد قليل".
ثم اشارت الى نيڤيل وقالت :"انت ايها الولد، لقد كدت تقع من فوق المسند المنفوخ هل جدتك على مايرام؟".

فقال نيڤيل بارتجاف "اظن ذلك.
قالت الاستاذة تريلاوني ونيران المدفاه تنعكس على قرطيها الطويل الزمردي :"لن اكون واثقة لو كنت مكانك يا عزيزي". وابتلع نيڤيل ريقه بصعوبه بينما استمرت الأستاذة في كلامها بهدوء :"سنغطي طرق التنبؤ الرئيسيه هذا العام، سيكون الفصل الدراسي الاول عن قراءه اوراق الشاي وفي الفصل الثاني سوف نتقدم نحو قراءة الكف، ثم قالت فجأة في اشارة إلى بارڤاتي باتيل :"وبالمناسبة يا عزيزتي، احترسي من رجل احمر الشعر".
وحدقت بارڤاتي نحو رون الذي كان يجلس وراءها مباشره ثم أبعدت كرسيها في منأى عنه.

وتابعت الأستاذة تريلاوني :"في الفصل الثاني، سوف ندرس الكرة الكريستالية لو انتهينا من نذائر النار، ولسوء الحظ فان الدراسة ستتوقف في فبراير بسبب موجة من الانفلونزا ستصيب الجميع، حتى انا نفسي سافقد صوتي، وفي عيد الفصح سيغادر واحد منا هذا المكان الى الابد".
وساد المكان صمتٌ ثقيل بعد هذا التصريح، ولكن الأستاذة تريلاوني بدت غير مدركة له.




حصريًّا، الأستاذة تريلاوني تتنبأ بڤايروس كورونا!

•⚡•حصريًّا، الأستاذة تريلاوني تتنبأ بڤايروس كورونا!

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

أربعٌ وأربعين.

Harry Potter Quotes | اقتباسات هاري بوترحيث تعيش القصص. اكتشف الآن