|42|

77 14 45
                                    

وكانت هناك أصوات طقطقة منخفضة، ثم ظهر ضوء مهتز، وملأ
المقصورة. وظهر بعده الأستاذ لوبين وإحدى يديه مملوءة بألسنة اللهب، والتي ألقت ضوءًا على وجهه الرمادي المتعب، ولكن عينيه بدتا منتبهتين وحذرتين.

وقال بنفس الصوت الأجش: «ابقوا في أماكنكم». ثم نهض ببطء
ويداه الممتلئتان بالنيران أمامه.
ولكن الباب انفتح، قبل أن يتمكن من الوصول إليه.

ورأوا ما يقف عند الباب بعد أن سقطت عليه ألسنة اللهب المهتزة في
يد لويين، فرأوا جسما يلبس عباءة، ويصل طوله إلى السقف. وكان
وجهه مختفيا تماما تحت الغطاء الذي يغطي رأسه. وتحركت عينا
هاري إلى أسفل وما رآه جعل معدته تتقلص، فقد رأي يدًا رمادية باردة
تمتد من أسفل عباءة، يد لامعة مخضرة، وتبدو لزجة وممتلئة بالندوب،
وكأنها شيء میت تحلل في الماء.

رأى هذه اليد لمجرد جزء من الثانية، ثم اختفت. وكأن المخلوق أسفل
العباءة شعر بنظرة هاري إلى يده؛ فسحبها سريعا وأخفاها بين ثنیات
العباءة السوداء.

وبعدها، سحب الشيء الذي أسفل غطاء الرأس، أيا كان، نفسا طويلا
بطيئا منقطعا، كما لو كان يحاول شفط شيء أكثر من الهواء من المكان
المحيط به.

ساد المكان جو من من البرودة والتوتر، وشعر هاري بأن أنفاسه قد
احتبست في صدره، وأن البرودة تتسلل إلى أعماقه وإلى داخل صدره وقلبه...

وشعر هاري بعينيه تدور إلى أعلى، ولم يعد بإمكانه الرؤية. لقد كان
يغرق في البرودة، وهناك هدير في أذنيه، وكأنه أتى من الماء، وشعر
بأن شيئا يسحبه إلى أسفل، بينما ارتفع صوت الهدير أعلى وأعلى..

ومن بعيد، سمع صوت صرخات... صرخات فظيعة مرعبة مستغيثة
وأراد مساعدة الشخص الذي يصرخ، أيا كان، وحاول تحريك ذراعيه
ولكنه لم يستطع... وشعر بضباب أبيض كثيف يحيط به، بل هو داخله
«هاري! هاري! هل أنت بخير؟».
كان هناك شخص يصفع وجهه.
غمغم هاري: «م...ماذا؟».

ثم فتح هاري عينيه ليجد المصابيح مضيئة فوقه، والأرض تهتز
لقد عاد قطار هوجورتس يتحرك مرة أخرى، وعادت الأضواء، وبدا
كأنه قد انزلق من فوق كرسيه وسقط على الأرض. ووجد رون
و هرمایني راكعين على ركبتيهما إلى جواره وفوقهما رأی وجهي
نيفيل والأستاذ لويين يراقبان ما يحدث. ورغم شعوره بالغثيان، رفع
يده ليعدل من وضع نظارته فوجد عرقا كثيفا باردا يغرق وجهه
وساعده رون و هرمایني على العودة إلى مقعده
وتساءل رون بعصيبة: «هل أنت بخير؟»
أجاب هاري وهو ينظر بسرعة نحو الباب: ليرى ذلك المخلوق وقد اختفى: «نعم، ماذا حدث؟ وأين ذهب ذلك الشيء من الذي كان يصرخ؟»
أجاب رون وقد ازداد عصبية: «لم يصرخ أحد!»
فنظر هاري حوله ليجد كلا من نيڤيل وجيني يحملقان فيه وقد
شحب وجهاهما.

فعاد يقول: «ولكني سمعت صراخاً»
انبعث صوت حاد جعلهم جميعا يقفزون، كان الأستاذ لويين يكسر
قالبا ضخما من الشيكولاتة إلى أجزاء صغيرة.
وقال لهاري وهو يعطيه قطعة كبيرة: «هيا، تناول هذه، ستساعدك»
وأمسك هاري بقطعة الشيكولاتة ولكنه لم يأكلها.

وسأل لويين: «ماذا كان ذلك الشيء؟».
أجاب الأستاذ لوبين الذي راح يوزع الشيكولاتة على الجميع
«دیمینتور، إنه أحد حراس أزكابان»۔

حدق إليه الجميع، وكرمش الأستاذ لوبين غلاف الشيكولاتة الفارغ
وأعاده إلى جيبه.
ثم عاد يكرر: «تناولوها، ستساعدكم، وأنا أحتاج للحديث مع السائق،
بعد أذنكم».
وخطا مارا بهاري، ثم اختفى في الممر.

وقالت هرمایني وهي تراقب هاري بقلق: «أواثق من أنك بخير يا
هاري؟»
تساءل هاري وهو يمسح المزيد من العرق المتصبب على جبهته: «أنا
ما زلت لا أفهم... ما الذي حدث؟ »

أجابت: «حسنا هذا الشيء - الديمینتور- وقف هناك ونظر حوله،
أعني، أظن أنه قد فعل ذلك، فأنا لم أر وجهه وأنت - أنت».
أكمل رون الذي كان الخوف لا يزال باديًا عليه: «لقد ظننت أنك
دخلت في نوبة صرع أو شيء من هذا القبيل، لقد تجمدت، ثم سقطت من
مقعدك، وبدأت تتلوی».

وأكملت هرمایني: «وخطا الأستاذ لويين فوقك، واتجه نحو الديمینتور،
وأخرج عصاه، ثم قال له: «لا أحد منا يخفي سيريوس بلاك أسفل عباءته،
هيا اذهب ولكن الديمینتور لم يتحرك، فغمغم لويين بشيء، وانطلق
شيء فضي خارجا من طرف عصاه، فالتفت الديمینتور، وانزلق مبتعدًا...».

أما جيني التي انزوت في الركن، فقد بدا عليها أنها تشعر بما يشعر
به هاري، فقد نشجت، فذهبت إليها هرمايني ووضعت ذراعيها فوق كتفيها بحنان
ثم عاد هاري يتساءل مستغرباً «ولكن، ألم يسقط أحدكم من فوق مقعده؟»

أجاب رون، وهو ينظر لهاري بقلق مجددا: «لا، إلا أن جيني كانت ترتعد بشدة».
ولم يفهم هاري، فقد كان يشعر بوهن ورعشة كما لو كان في طور
نقاهة بعد نزلة برد قوية، كذلك فقد بدأ يشعر بالحرج، فلماذا أصابه
الإعياء، ولم يصب به أحد آخر؟

وعاد الأستاذ لويين ليقف على الباب وينظر حوله قبل أن يقول
بابتسامة صغيرة: «إنني لم أضع سُمًّا في الشيكولاتة، فلماذا لا
تأكلونها؟».
وقضم هاري قضمة منها، وفوجئ هاري بالدفء پسری فجأةً في
أطراف أصابع يديه وقدميه.




حين أشعر بالحزن، أتذكر دومًا كلمات لوبين الحكيمة..
"كُل، وسيتحسن شعورك!"

"كُل، وسيتحسن شعورك!"

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

إثنان وأربعون

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

إثنان وأربعون.

Harry Potter Quotes | اقتباسات هاري بوترحيث تعيش القصص. اكتشف الآن