الثاني والعشرون

81K 2.1K 88
                                    

تردد شريف قليلا قبل ان يطرق باب غرفة زاهي التي قالت علي الفور : ادخل
ابتسم بتردد وهو يقول : صباح الخير
بادلته ابتسامه هادئة : صباح النور
: ازيك يابنتي... عامله اية؟
: الحمد لله
صمت لحظة قبل ان ينظر لوجهها الهاديء يحاول ان يسيطر علي مشاعر الندم القاتل التي تجتاحة كلما رأي وجهها ليقول : زاهي... انا عارف انك استحاله تعتبريني زي والدك الله يرحمه ولا انك تكوني قريبه مني وتكون علاقتنا طبيعيه زي اي حماه ومرات ابنه.... بس انا هحاول ولو واحد في الميه أصلح اللي بينا و مش عاوز اكون بضايقك
تنهدت دون قول شئ فوجع الماضي محفور بداخلها كما أن طبيعتها المتسامحه أيضا تريد نسيان جروح الماضى والعفو
قال بهدوء : انا ملاحظ انك بقالك اسبوع من وقت ماجينا البيت وانتي مش بتخرجي من الاوضه.... لو متضايقة من وجودي انا... قاطعته بهدوء : لا خالص يااونكل.... بالعكس انا اللي خايفة يكون وجودي مضايقك واني اكون احرجتك لما طلبت منك تقف معايا قدام جلال
هز راسه : لا... انتي ازاي بتقولي كدة    .... ده بيتك يابنتي وبيت ابنك... وبعدين ابني غلطان وانا معاكي في كل اللي تقرريه...
قالت بخفوت : متشكرة يااونكل
ابتسم لها... طيب تسمحيلي اعزمك انتي وزين علي الغدا..... الولد بقالوا فترة كبيرة في البيت واكيد زهق
اومات له : مفيش مشكله....
..........
... كان ذلك الغداء تمهيد لبداية علاقه لاتنكر زاهي انها بحاجة اليها مع حد طفلها فقط لو تناست ماحدث بالماضي وهي لاتنكر انها تجاهد كثيرا لتنسي ولكن دون إرادتها مازال جزء بقلبها مجروح ومتالم من هذا الرجل لذا حاولت أن تتخيل انه رجل اخر غير شريف مهدي السابق ولكن يظل جرح قلبها مفتوح في طياته والزمن هو الكفيل بعلاج ذلك الجرح....
أخبرها بما فعله جلال بسالي لتهز راسها وتقول باقتضاب : ربنا يهديها
بعد قليل حمل زين يلاعبه وينظر اليها قبل ان يحاول التحدث.... : زين اكيد مفتقد باباه
نظرت اليه زاهي ليكمل برجاء : وباباه أكيد هيتجنن عليه
تنهدت دون قول شئ ليقول : انتي سامحتيني انا...وحتي سامحتي سالي    .... .. ومش قادرة تسامحيه؟
ترددت لحظة قبل ان تقول : عشان بحبه...جرحة كان وجعه اكبر من اي جرح تاني
هز راسه موافقا : وهو كمان بيحبك وندمان اوي
نظرت الفراغ الممتد امامها ليقول شريف : مش، هضغط عليكى.... بس علي الاقل ممكن يشوف ابنه
: طبعا... انا ممنعتهوش
ابتسم لها وقال : هكلمه يجي بكرة يشوف زين.....
......
..............
نزلت زاهي الدرج في الصباح التالي لتترك زين برفقه شريف وتخرج لمقابلة علياء لشراء بعض المستلزمات لزفافها...... بعد ذلك جلسوا سويا بأحد الأماكن لترتاح زاهي
قالت علياء :انا متوترة جدا يازاهي.... خايفة... ومش عارفة الخطوة دي صح ولا غلط
: انتي بتحبي عامر ولا لا
: طبعا بحبه.....
: خايفة من اية بقي
: من الحياة مش من عامر.....
هزت كتفها وهي تكمل ; يعني... خايفة من مراته ترجع حياتنا... خايفة ولاده لما يكبرو يكرهوني....
: انتي مش ملاحظة انك مجبتيش سيرتك انتي وعامر في الموضوع ده
عقدت حاجبيها باستفهام ;يعني اية؟
: يعني انتي وعامر الأساس.... لو بتحبوا بعض هتعدوا اي خوف او مشاكل في حياتكم
: طيب ماانتي وجلال بتحبوا بعض
تنهدت زاهي مطولا قائلة : انا وجلال الظروف دايما ضدنا
:طالما انتي عارفة يا زاهي انها الظروف مش هو لية بقي مش عاوزة تسامحيه
: انا مش مش عارفة اسامحة .... انا مش قادره....!!
وجعني كلامه اوي ياعليا.... انتي مش متخيلة يومها قالي اية..... كان بيتعامل وكأنه ميعرفنيش.. حتي مكنش عنده ذره ثقة فيا
ومعملش حساب لأي حاجة بينا...جرحني اوي ووجع قلبي ده غير انه مد ايده عليا  وفي الاخر متوقع لما يقولي اسف هنسي....
: طيب وهتعملي اية.... اكيد مش هتفضلي بعيد عنه طول العمر
تنهدت بشجن : انا مش عارفة اخد قرار... زين  محتاجله وكمان عاوزة بنتي تتولد في حضن ابوها
: يعني هترجعيله عشان خاطر الولاد بس
: لا ياعليا.... انا بحب جلال .... بحبه اوي
بس زعلانه منه... وقلبي لسة مش صافي عشان كدة هفضل بعيد لغاية مااصفاله خالص عشان غصب عني مكهروش لو اتصرف تصرف ضايقني واقدر اسامحة تانى....
.....

حب بطعم الانتقام.... بقلم روناWhere stories live. Discover now