الثاني والعشرون

Start from the beginning
                                    

........
ضم جلال زين اليه باشتياق قبل ان تصطدم نظراته بنظرات ابيه الذي لمعت عيونه وهو يري اشتياق جلال لابنه كما هو يشتاق اليه.... قال جلال بهدوء : ازيك يا... يابابا
تهادت الابتسامه لوجهه شريف فقد مر وقت طويل لم يسمع كلمه بابا منه   ....!
بعد قليل من ملاعبه ابنه لاحظ شريف تلفته كل لحظة والأخرى وعيناه التي تعلقت بالدرج ليقول......مش موجودة
عقد جلال حاحبيه فقد ظنها لاتريد مقابلته.... : يعني اية مش موجودة؟
قال شريف بهدوء : يعني خرجت....
احتدت ملامحة : وتخرج ازاي من غير ماتقولي؟
:  وفيها أية ياجلال......
: فيها  اني جوزها مش طرطور اخر من يعلم....
قال شريف بعقلانيه ; انت مكبر الموضوع زيادة عن اللزوم ياجلال.....
تنهد جلال يحاول السيطرة علي غضبه واندفاعه... ليسال ابيه : وراحت فين؟
: خرجت من عليا....
هز راسه وعاد ليحتضن زين ولكن مازالت ملامحه متجهمه فماذا يفعل بغضبه الذي تأجج حينما تجاهلته وخرجت دون أن يعلم..... يخاف عليها ويغار عليها..... تعذب كثيرا خلال تلك الأيام.... الا يكفيها ابتعاد لتزيد عذابه الان بغيرته عليها...!!
......
...
شردت عيونها لحظة به حينما ظهر علي بعد عده أمتار من سيارتها وقد وضع كلتا يديه بجيوب بنطاله ووقف بهيئته الوسيمه الواثقة التي احاطتها طلته الرجولية.... ضغطت المكابح واوقفت سيارتها امامه مباشرة حينما لم يبتعد من امامها...طالعته بوجهه غاضب اخفت خلفه اشتياقها الجارف له.... انت بتعمل اية ؟
قال بهدوء وابتسامه ماكرة علي شفتيه ; واقف مستني مراتي.... رفعت عيناها نحوه ليكمل... أصلها نسيت تقولي انها خارجة
رفعت حاجبيها باستنكار : نعم...!!. واقولك لية؟ اقترب منها ليقف امامها مباشرة وعيناه متعلقه بعيونها : تقوليلي عشان انا جوزك....  المفروض اعرف لما تخرجي
قالت ببرود : واديك عرفت
مد يده لخصله شعرها يرجعها خلف اذنها قائلا بنبرة ناعمه : ماتعقلي بقي يازاهي وارجعي معايا
هتفت بحدة وهي تبعد يداه : انا عاقلة كويس اوي ومش راجعه
تمسك بنبرته الهادئة وهو ينظر بعيناها : لية.... انا اتاسفت كتير اوي.... واتعذبت اكتر وانتي بعيده عني
هزت كتفها : وانا مش قابله اسفك... ومش راجعه معاك
رفع حاجبه : انتي بتعانديني يعني
قالت بتحدي : افهم اللي تفهمه....
ابتسامه لعوب ارتسمت علي شفتيه قائلا بمغزي : ماشي يازاهي هنشوف.....
.......

.... بقلم رونا فؤاد
نظرت الطبيبه لسالي التي طالعتها بازدراء وهي تدفعها بعيدا عنها : قلتلك انا مش مجنونه .... ابعدي عني احسنلك... انا مش هنا عشان مجنونه
: ومين قال انك مجنونه يامدام سالي....و انا كل اللي عاوزاه اسمع انتي هنا لية
قالت سالي بغضب : وانا مش عاوزة اتكلم... وحالا هتخرجوني من هنا
اهتاجت سالي لتشير الطبيبة الممرضين بحقنها بتلك الحقنه المهدئة السيطرة عليها...
...... ؟...

قال عامر باستنكار ;.. لا طبعا وانا مالي
نظر اليه جلال بغضب : والله... بقي كدة ياعامر
: . ايوة طبعا...انا برا حوارك ده خالص.... انسي... انا ماصدقت اتجوز وخالي هو اللي عمل كدة..... عاوزني انا اللي اساعدك.  ..... لا... انسي
ارجع عامر ظهره الي الخلف واكمل ; وبعدين انا اصلا ضد اللي انت عملته وموافق اوي علي اللي هي عملته
قال جلال بغضب وهو ينظر لادم وعامر ;
والله.... جري اية انت وهو هتتسلوا عليا
قال ادم باقرار ; بص اهو....ظهرت علي حقيقتك... .. كل حاجة عندك بالدراع مفيش مخ اصلا
قال باستنكار : انا؟!
: ايوة طبعا.... الستات متجيش بالغباوة بتاعتك دي
قال بتهكم : امال بتجي ازاي يافتك
قال ادم  :  ماانت عرفت تجيبها اول مرة.... وعملت لها فرح..... هات ورد وانزل قدامها علي ركبك اتاسف
تدخل عامر هو الاخر بمشاكسة : بس ابقي خلينا نجي نتفرج
قذفه جلال بالمنفضه الكريستاليه ليتفاداها عامر سريعا بينما قال من بين أسنانه ;
عموما مش عاوز من كلب منكم حاجة    .... انا هجيبها بطريقتي
قال ادم ; ابقي وريني هتعملها ازاي..
.......
.......
بأقدام هلاميه سارت نور باتجاه تلك المقاعد المواجهه للبحر لتجلس علي أحدهما وعيناها لا تبارح النظر لساعتها لاتعرف كيف ستمضي تلك الساعتان عليها.... ؟!
........
..............
اعتدلت نورا جالسة تنظر لأدم الذي منذ مشاجرتهم يحتل طرف الفراش ويوليها ظهره عقابا لها علي فعلتها التي أدركت كم أخطأت بها لتتذكر كلماته : بعيد بقي عن اني ابن كلب خاين زي ماانتي شايفاني..... انتي ازاي اصلا وصلتي لبنت زي دي..... احتدت نبرته واكمل : رحتي اكيد مكان زباله وكشفتي أسرار جوزك قدامها وسلمتيها كل حاجة عن حياته تلعب بيا براحتها.....
عضت علي شفتيها تدرك كم أخطأت لتتحرك تجاهه وتميل عليه تنادي اسمه برقه : ادم
قال دون أن يلتفت اليها : نعم
:انا اسفه
التفت اليها لتنظر لعيناه برجاء وتقول بنبرة خافته مجددا : انا بجد اسفة.... مفكرتش في اي حاجة غير اني..... خفت عيناها بخجل : يعني... كنت غبيه وعاوزة اتأكد انك مش هتخوني وخلاص.... ماان فتح فمه ليتحدث لتباغته بالقاء نفسها بين ذراعيه : عارفة هتقول اية..... وعرفت غلطتي..... متزعلش مني.... ادم انا بحبك.... والشك جنني.... عشان خاطري ياحبيبي متزعلش مني.... ومتبعدش عني تاني
وهل يملك الاختيار... ؟،! لحظات وكانت ذراعيه تحاوطها بحب ليقبل جبينها : انا اللي اسف يانورا ...... انا اللي بغباوتي خليتك توصلي لكدة.... رفع يداها لشفتيه يقبلها قائلا ;بس عاوزك تتأكدي اني عمري ماهعملها تاني ابدا.... انا بحبك ومقدرش اشوف واحدة غيرك.....!
........
عقد عاصم حاجبيه بدهشة حينما لمح تلك الجالسة بتلك المقاعد ليهديء من سرعه سيارته يدقق النظر بها ليردد بدهشة.... نور
أوقف سيارته وترجل منها متوجهها ناحيتها بخطي قلقه....
نور انتي بتعملي اية هنا.... ؟
توترت نظراتها لحظة ليلاحظ عاصم اختفاء الدماء من وجهها بالإضافة لارتجاف يدها :نور حبيبتي في أية.... مالك وأية اللي مقعدك هنا؟
مرت دقائق وعاصم ينظر اليها بعد ان أخذها للسيارة وبصعوبه يكبح نفسه القلقة من التساؤل مجددا حتي تستطيع السيطرة علي توترها الواضح لتقول بتردد وهي لاتريد ان تجعله يتعلق بأمل زائف حتي تتأكد ... اصلي... اصلي.... كنت بعمل تحاليل في المعمل اللي هنا... وقلت استني النتيجة.... قاطعها بقلق واضح : تحاليل اية ياحبيتي انتي تعبانه...... نور...
قالت بتعلثم : تحليل... تحليل حمل
ظل بضع لحظات يستوعب بينما هي تفرك كفيها فقد كانت تريد أن تعرف النتيجة وحدها حتي لا يتعلق بأمل ربما يكون كاذب ويحظي بخيبه امل.... ضمها اليه بحنان : طيب ياحبيبتي   .... لية مقلتليش
صمتت دون قول شئ ليفهم عليها ويمرر يداه برقة علي خصلات شعرها هامسا     شششش.. اهدي خالص.. وان شاء الله خير
.....
هل يرتجف مثلها..؟! لاينكر بأن اقدامه متسمرة بالأرض وهو واقف امام موظفة الاستقبال بالمعمل بانتظار اخذ ذلك المغلف لايدري كيف سيكون شعوره بكلا الحالتين     .....!
نظرت نور اليه من خلال زجاج السيارة وهو يعبر الطريق باتجاهها تحاول تبين شئ من ملامح وجهه التي اخفاها خلف نظارته الشمسيه     ......
نظرت اليه ماان ركب بجوارها وقبل ان تنطق بشئ كان يضمها اليه بقوة كادت تسحق عظامها...... ليقول بصوت مختنق من انفعال مشاعره  ..... ح.... حاا.. حامل يانور...... انتي حامل.. نطقها اخيرا بعيون لمعت بها الدموع لتتساقط دموعها التي امتزجت بفرحتها التي لا تصفها كلمات ليغيب كلاهما بموجه من البكاء والسعادة ليقبل كل انش بوجهها ويدها وراسها..... انتي حامل.....
نور..... ضمته اليها وهي تردد.... ااه... انا حامل....!!
...........
...
هل كل الحوامل بهذا الجمال والفتنه ام انها هي فقط..... كان جلال يسأل نفسه وعيناه تأكلها بنهم لايستطيع ابعادها عن معذبته منذ أن وقعت عيناه عليها بحفل زفاف عامر.... وقد ارتدت ثوب بسيط يلائم ذلك الحفل الذي إقامته علياء بالنهار بحديقة ذلك الفندق.... ولكنها جميلة... بل فاتنه ساحرة وخصلات شعرها تتطاير حول وجهها الجميل وقد انعكست اشعة الشمس علي عيونها فاضفت اليها جمال خالص .... لم يعد يحتمل المزيد من الاشتياق سيموت ان لم تكن في حضنه اليوم...ليسير اليها بخطوات مسحورة بجمالها ودون ان يعطي لها فرصه كانت بين ذراعيه يراقصها..... حاولت أن تبتعد ولكن جميع حصونها انهارت امام رائحته الرجولية الممزوجه بانفاسه الساخنه و التي تغلغلت بها لتخدر حواسها وتجد نفسها اسيرة احضانه التي اشتاقت له حد الجنون.....!
زاد من ذراعيه حولها يقربها اليه اكثر ليشعر بجسدها يلامس جسده ليتخبط قلبه بداخل ضلوعه ولم يعد يحتمل الإبتعاد عنها اكثر.... انه لم يذق طعم النوم منذ ابتعادها....  لم يعد ينام ففراشة بلا راحة بدونها... يمني نفسه انها له اليوم وسينام واخيرا براحة
....
....
ابتسم له شريف من بعيد وهو جالس لاحد الطاولات وحفيده الذي لم يعد يفارقة جالس بين احضانه... ليهز له جلال راسه قبل ان يطبع قبله طويلا علي راسها ويهمس لها بنبرة غامضة ... مش هتبعدي عن حضني تاني ....!

..........
..
ابتعدت بعد انتهاء الرقصه لتتوجه لتجلس الي طاوله نور وعاصم.... لتنظر بسعاده لعاصم الذي ويداه تحتضن يد نور التي لايفارقها لحظة منذ أن علم بحملها.... تفاجأت بجلال يحيط كتفها ويقف خلفها قائلا لعاصم وهو يمد يداه اليه مصافحا ; مبروك
نظر اليه عاصم لحظة ليمد يده هو الاخر : الله يبارك فيك..
بدهشة نظرت اليه وهو يجلس الي طاولتهم وابتسامه هادئة علي شفتيه..... انه جالس مع عاصم... بل ويبتسم...!!

.........
...
تطايرت تلك البالونات خلف سيارة علياء وعامر المكشوفه التي انطلق بها بعد انتهاء الحفل... لتظل الوان تلك البالونات تحلق بمخيلتها قبل ان تفتح عيناها تقلبها في ارجاء سقف تلك الغرفة زاهية الالوان.......
عقدت حاجبيها تحاول أن تبعد ذلك النعاس عن عيونها لتتحرك عيناها سريعا يمينا ويسار تستوعب هذا المكان الغريب الذي هي به     .......
انت...!!
هتفت وهي تنتفض جالسه من ذلك السرير الوثير حينما اصطدامت عيناها بعيون جلال العابثة وقد استندت راسه الي يده وهو متمدد بجوارها ينظر اليها..... انت بتعمل اية هنا..... ؟!
نظرت مجددا لارجاء تلك الغرفة لتهتف بعدم تصديق : يانهارك اسود...!! انت خطفتني..!!
قال بابتسامه لعوب : اه

........
اية رايكم..... بكرة جزء جديد
ادم ونورا
عاصم ونور
جلال اللي خطف زاهي.....
شريف الجديد.
سالي هتعمل اية

حب بطعم الانتقام.... بقلم روناWhere stories live. Discover now