التاسع عشر

87.1K 2.1K 148
                                    

قال الطبيب مدير المشفي لأدم موضحا : يافندم ده مجرد إجراء متبع... احنا لازم بتكتب تقرير عن الحاله وقت دخولها المستشفي
ولو حبت تاخد إجراء.... قاطعه ادم بهدوء ;إجراء اية بس يادكتور ...المدام وقعت من علي السلم مش اكتر
هز الطبيب راسه قائلا بعدم اقتناع فهو ليس بمن لن يعرف الفرق بين سقطة من علي الدرح وبين الضرب ولكنه لن يدخل مستشفاه بعدواه مع عائلة المهدي لذا قال بوسطيه : مفيش مشكله... المدام تفوق ولو حبت تاخد نسخة عن التقرير مفيش مشكله ولو محبتش..... قاطعه ادم بحزم ; مش هيبقي في اي مشكله
..........
..
....
دخل جلال بخطي متخاذله الي غرفتها ليس لدية القوة للنظر اليها بعد مافعله بها
جثا جلال علي ركبتيه بجوار فراشها ينظر لوجهها الشاحب وقد ارتسمت عليه اثار صفعاته الوحشيه... كره نفسه وهو يري فداحة مافعله بها... شفتيها المجروحة...! وجهها المرتسم عليه اثار اصابعه... عنقها المليء بالعلامات الزرقاء... ليقبض علي يداه بقوة لا يلوم احد سوي نفسه.... فهو ظلمها .... لقد حكم عليها دون أن يعطيها فرصه لتدافع عن نفسها وسلم بالأمر من الوهله الاولي.... اندفع خلف غيرته العمياء بلا تفكير.....
لمعت الدموع بعيونه وهو يمسك بيدها المعلق بها السيرم المغذي ليقول بوهن :مش هتسامحيني ابدا...!!
شعرت به لتفتح عيونها ببطء تحاول استيعاب ماحولها ولم يبدر لذهنها شئ سوي انها فقدت طفلها لتنهمر دموعها بهستيريا صامته ماان وقعت عيناها عليه بجوارها....!
تدفقت اليها أحداث الساعات الماضيه لتنهمر دموعها بهيستريا وتحاول تحريك جسدها المنهك لتبتعد عنه ماان رأته بجوارها... لاتريد رؤيته ولاتريده بجوارها انها تخاف منه وتكرهه و لم تعد تثق به... لم تعد تري سوي صفعاته....! نظراته...! كلماته...! اتهامه المهين لها ...! فقسوته التي اختبرتها الساعات الماضيه لن تنساها بسهوله... انه قتل جنينها...!!
تعالت شهقاتها وارتجف جسدها بقوة ماان اندفعت اليها تلك الأحداث متسلسلة لتتوقف لدي تلك الذكري لفقدانها جنينها  ليسرع جلال يحاول تهدئتها ولكن ماان اقترب منها حتي ازدادت تشنجاتها لتصيح بألم ووجع من بين دموعها... انت موتت ابني... ابعد عني.... انت موتت ابني... ابعد انا.. بكرهك.....
حاول الإمساك بجسدها المترجف كورقة شجر في ليلة خريفية ضاريه وهو يقول بصوت معذب يطمئنها ويخبرها ان الطفل بخير ... ابننا عايش يازاهي.. محصلوش حاجة.... ابننا بخير
صاحت بهستيريا وخوف من اقترابه فلم تعد تراه الا كوحش همجي لايحل شئ سوي بقوته وسطوته.... انت كداب.... كداب... ابعد عني مش عاوزة اشوفك.. انت موته...
حاول الإمساك بيدها لتتوقف عن حركتها الهستيريه وهو يقول : زاهي ابننا بخير..اهدي يا حبيتي .. هزت راسها لاتصدقه وهي تتذكر نظراته المخفيه وضربه العنيف لعاصم بتلك الوحشيه...كلماته الجارحة.... صفعاته القاسيه... اهانته له..... كل ماحدث وكل مافعله تدفق بقوة الي عقلها مع تدفق دموعها..... تحركت بجسدها المتألم  لتبتعد عنه من وسط بكاؤها وصراخها الهستيري الذي يخبره كم انها بالفعل تكرهه و ترفض اقترابه..انه يكذب عليها.. لقد رأت النزيف بنفسها.. انه كاذب لقد فقدت طفلها علي يده وهو يكذب عليها الان ..!
هرعت الطبيبه والممرضات لغرفتها علي صوت صراخة الغاضب بهم حينما عجز عن تهدئتها و وجد حالتها تزداد سوء وقد خاف ان تؤذي نفسها او حملها ....
أمسكت الممرضات بيدها وبدات أحداهما بتجهيز تلك الحقنه المهدئة لها ولكن الطبيبه اشارت لها أن تتوقف لتقترب من زاهي التي تعالي نحيبها علي جنينها لتقول الطبيبة بصوت مهديء  : ابنك بخير
توقفت زاهي عن الحركة ورفعت عيناها المغروقه بالدموع غير مصدقه لتهز الطبيبة وجهها بسماحة وتقول مؤكدة : اطمني ابنك بخير... صمتت لحظة قبل ان تتابع رد فعل زاهي التي بدأت تهديء لتكمل الطبيبة :
انا مش عاوزة اديكي مهدئات تاني عشان سلامه البيبي.... الممرضات دلوقتي هيسيبوا ايديكي وانتي هتهدي لوحدك..
كان جلال الذي كان واقف يتابع مايحدث بقلب معذب فكل هذا من صنع يداه.. هو من جعلها بتلك الحالة... هو من كاد ان يقتل طفله ... لتشتعل نيران الندم بداخله لمجرد تخيل شعوره بالذنب ان كان اصاب طفله مكروه.....!! كلما نظرت اليه كان يزداد بكاؤها ليخرج جلال وعيناه زائغه وقلبه متحطم ليقول بهذيان لادم الواقف بالخارج ; خايفة مني... مش عاوزة تشوفني
قال ادم بدون رأفه : حقها بعد اللي عملته..!
هز جلال راسه مصدقا علي كلمات ابن عمه ليستند الي الحائط ويضربه بقبضته يتجرع الندم علي اندفاعه....!
...
..تابعت الطبيبة اقترابها من زاهي التي انسابت دموعها بصمت وخفضت عيناها تنظر لبطنها بعدم تصديق... أمسكت الطبيبة بيد زاهي ورفعتها ووضعتها برفق فوق بطنها قائلة بصوت هاديء .. البيبي بخير.... اهدي عشان هو كمان يهدي...
اغمضت زاهي عيناها وحركت يدها برفق فوق بطنها غير مصدقه تلك المعجزة....
لتشير الطبيبة للممرضات بتركها والانصراف...
قالت الطبيبة لزاهي التي ابتسمت كطفله من بين دموعها غير مصدقه ان جنينها بخير... قالت بصوت مبحوح من كثرة البكاء : عايش.؟!
هزت الطبيبة راسها لتنهمر دموع زاهي مجددا بقوة وهي تردد بعدم تصديق... الحمد لله
قالت الطبيبه بابتسامه : دلوقتي كمان هسمعك نبض البيبي وهخليكي تشوفيه عشان تطمني
هزت راسها بابتسامه من وسط شهقاتها ودموعها لتضع الطبيبة السائل البارد علي
بطنها برفق وتبدأ بتحريك الجهاز فوق بطنها.... ابتسمت بسماحة قائلة : علي فكرة هي بنت
انهمرت دموع زاهي بسعاده ممزوجه بألم ووجع من قلبها الدامي لتقول الطبيبه : لا بقي مش عاوزين عياط خالص.... التوتر مش كويس عشانك خالص الفترة الي جاية..
هزت زاهي راسها وفقدت السيطرة علي نزيف عيونها لتقول الطبيبة : انتي مش خايفة عليها
هزت زاهي راسها لتكمل الطبيبة : يبقى نهدي خالص عشان الضغط يتظبط وانقباضات الرحم تقل
هزت راسها موافقه ولكن ليس بيدها شئ فحديث الطبيبة الحنون ورؤيتها لطفلتها وتذكرها لكل ماحدث جعل من المستحيل عليها ان توقف دموعها لتهز الطبيبة رأسها باستسلام وتحقنها بأحدي المنومات وتخرج

حب بطعم الانتقام.... بقلم روناحيث تعيش القصص. اكتشف الآن