الثالث عشر

ابدأ من البداية
                                    

اختلت كل الموازين ماان آفاق جلال بعد انتهاء موعد امضاء العقود لتبدا الشركة علي الفور باخذ الإجراءات ضدهم........ اعتصر عقله يبحث عن حل وهو يقود بلاهدي  فماحدث ضربه موجعه لشركاتهم ان تدفع قيمه ذلك  الشرط الجزائي....!!
تحدث الي محاميه بعد ان وصل لفكره ربما تنقذهم ان تمت: وحيد تعالي علي العنوان ده فورا....وهات معاك العقود
كان قد وصل الاوتيل حيث ينزل الوفد الأمريكي والذي قد سبق وعرضوا عليه نفس الشراكة ولكن بشروط مختلفه جلال كان يراها افضل ولكن والده أراد الربح السريع .... تحدث الي موظفة الاستقبال : بلغي مستر جون ان جلال المهدي يريد مقابلته
ابتسم الرجل ذو الأربعون عاما بسعادة بعد حديث مختصر بينه وبين جلال لشرح الوضع  ليقول :ظننتك لاتريد شراكتنا مستر جلال
قال جلال بثقة ; انا رجل بالسوق.. ابحث عن أفضل عرض مقدم لي
: وهل نحن الأفضل
: ليس كثيرا ولكن قانون السوق يفرض علينا النفع المتبادل....... اريد تدخلكم مقابل الشراكة بيننا
قلل جون بثقة : بالطبع... عقدنا سيحميكم وسيدفع تعويض الشركة الاخري بدلا عنكم....
في المقابل ستكون شراكتنا  ....
قال جلال : عظيم... ويمكن ان نتنازل عن البعض من مكاسبنا مقابل لهذا  الاتفاق
هز الرجل راسه : بالتاكيد لا مستر جلال... فهدفنا ليس الربح بمقدار ان تفتح لنا شراكتكم أسواق جديدة...... فسوق الحديد بمصر تابع لعائلة المهدي منذ سنوات طويلة... فيكفينا ان نكون جزء منه وعن نفسي اتحدث.... اعتز بشراكة رجل مثلك يعرف جيدا أين يضع قدمه.....!
..... بقلم رونا فؤاد
اتسعت عيون وحيد بعدم تصديق وهو يري توقيع تلك العقود
هذا الغبي شريف... معه ابن كجلال بهذه العقليه التي استطاعت اخراجة من تلك السقطة بربح اكبر وشراكة افضل مما كان يسعي اليها وهو كان يبعده عن اداره اعماله.....!
انتهي ادم من أخبار شريف بدخول جلال لهذا الاجتماع المنعقد ليتفاجيء الجميع بعد ان ظنوا ان أمرهم انتهي.....
قال محامي الشركة الخصم : العقود صحيحة ياجلال بيه .... انتم تأخرتم بالتوقيع وهذا تسبب بمشاكل يجب التعويض عنها 
قال جلال بثقة : تعويض طبعا.... ندفع تعويض وليس شرط جزائي وقيمته بأخر بند بالعقد
بوغت الجميع فهو تلاعب بالألفاظ بالبنود لصالحهم ليكمل بثقه : اقرا البنود ...... كما اننا اتفقنا مسبقا مع الشركة الأمريكية وهي ستدفع التعويض بدلا عنا.... وليس الشرط الجزائي.....
لمعت عيون جلال بالنصر بينما قفز ادم مهللا .. معلم....!!
هب صالح وعامر واقفين بابتسامه واثقة : عفارم عليك ياابن عمي..... تعويض وليس شرط جزائي.....
قال عامر : اية ياجلال انت لو قاصد تتأخر مكنتش هتنجح كدة....!
هز راسه بأسي مرددا : لو قاصد فعلا ..!!
وقد عاد لواقعه وفقد الانتصار لذته حينما تذكر كيف استخدمته زوجته لتثأر من ابيه....
Back
قال ادم لشريف : شفت بقي ياعمي جلال عمل اية....
لمعت الدموع بعيونه : فهاهو ابنه من دمره بيده.. هو من بناه الان     ....!
: هو فين..... جلال فين.. ؟
قال ادم.... كان راجع ورايا بعد ماخلصنا توقيع العقود .... اكيد بيطمن علي مراته وابنه.... كان شكله تعبان ومتضايق النهاردة كان يوم صعب
قال شريف بوهن : طيب اسندني يااادم.... خدني اشوفه... انا لازم اتكلم معاه
: طيب خليك مرتاح وانا هخليه يجيلك
هز راسه وتمسك بيد ادم : لا... انا عاوز اروحله... تهدجت أنفاس شريف وهو يقول :لازم اعتذرله علي كل اللي عملته فيه... هو ومراته.... انا كنت عاوز اخطف ابنه ومراته... لم يكمل كلمته التي نزلت كالصاعقه علي ادم و ماان خطي شريف بضع خطوات للخارج حتي انسلت يداه من بين يد ادم وسقط علي الارض....... تعالي الصراخ بارجاء المنزل.... !! ليتزامن مع آخر كلمه نطقها جلال :انتي طالق يازاهي....
ليتركها ويركض يري ماحدث......
... حاول شريف فتح عيونه يريد أن يري ابنه ولو لآخر مرة ويعتذر منه ولكنه لم يستطع لتبتلعه تلك الدوامات السوداء
...
.......
.. تعالت صافرة الإسعاف التي نقلت شريف للمشفي لتوقظ زاهي التي كانت ماتزال غارقة بصدمتها..... لقد تركها...!
كانت تعرف انه لن يسامحها ولكنها لم تتوقع أن يتركها بتلك البساطة وهو من حارب من أجلها.... لقد طلبتها منه كثيرا ولم ينفذها والان يفعلها بتلك البساطة.... مجرد كلمه نطقها كانت أشد من ان يغرس سكين بقلبها.... ،!!
نادمة أشد الندم علي خيانتها لثقته ولكن دون ارادتها... فقط أرادت الانتقام لابيها...!
انهارت باكيه فحتي هذا لم تستطع فعله.... لم يكن الأمر بتلك البساطة....!! انها روح بني آدم تزهق فكيف تحتمل ان تعيش بذنب كهذا الايكفيها ماتحمل من ذنوب....!!
بعيون تغشاها الدموع كانت زاهي تحمل طفلها وتغادر ذلك المنزل الذي لم يحمل بين جنباته لها إلا كل ذكري مريرة.....!
ركعت علي الارض بجوار قبر ابيها تبكي بحرقة وتتلو كلمات الأسف والاعتذار ...... مقدرتش يابابا.... سامحني.... معرفتش اخد حقك... بالرغم من اللي عملوه بس مقدرتش.... مش عارفة ازاي بالسهوله دي عمولها.... سامحني يابابا حاولت انتقملك عشان ارتاح بس اتعذبت اكتر...انا خنت ثقتك وثقته... ضيعتك وضيعته... انا بتعب وبموت كل لحظة يابابا.. سامحني  عشان اعرف ارتاح واعيش...انت كنت أطيب واحن اب في الدنيا مكنتش، تستاهل مني اللي عملته.. بس غصب عني يابابا كنت بحبه.... ازداد بكاؤها حرقة وهي تضم زين لصدرها ; ولسة بحبه ومقدرش اعيش من غيره.... انا غلطت وضيعتك وضيعت نفسي وحياتي زمان وبقيت ضايعه من بعدك... ودلوقتي ضيعته وبرضه مش عارفة اعيش وارتاح...انا مش عارفة اعمل اية ومش عاوزة حاجة غير انك . تسامحني يابابا... سامحني علي اللي عملته وسامحني علي اللي معرفتش اعمله  .......تحشرح صوتها بالدموع وغابت بنوبه بكاء حاره افاقت منها علي تلك اليد التي تربت علي كتفها.... رفعت راسها لتنظر من خلال عيونها التي غشتها الدموع لتلك المرأه العجوز التي كانت تقرأ الفاتحة لزوجها وجذبها صوت زاهي المنهار لينفطر فؤادها لحالتها .... قالت بحنان : حرام عليكي يابنتي انتي كدة بتعذبيه.....
قالت زاهي ببكاء يمزق القلوب : غصب عني..... معنديش حد اكلمه غيره.... نفسي يسامحني...
:هيسامحك يابنتي.....
:تفتكري
:طبعا يابنتي.... ادعيله ودعاكي هيوصله.....هو اكيد حاسس بيكي وزعلان لزعلك
مدت لها يدها بحنان : قومي يابنتي.... اسم الله عليكي... قومي عشان ابنك اللي علي ايدك ده حرام ...
ضمت زاهي طفلها اليها وقامت تمسك بيد تلك المرأه التي صممت ان توصلها لمحطة القطار لتتجه الي الإسكندرية ......!!
...........
...... بقلم رونا فؤاد
وقف جلال امام العناية المركز و لايعرف حتي لماذا هو واقف فهذا الرجل دمر كل ماهو حلو بحياته..... حتي انه اضاف برصيد أفعاله السيئة ماعلمه قبل قليل من محاولته لخطف ابنه وزوجته..... ولكنه أبيه بالنهاية.... ليسخر بمراره فأبيه واخته طعنوه بظهره..... وحتي زوجته هي من خدرته وطعنته هي الاخري .... انه بعالم كله كذب وخيانه... ظنها هي الوحيدة التي سيهرب بها من ذلك المستنقع القذر لتغدر به بالنهاية مثلهم .....!! الجميع كان يخطط وينفذ من وراء وراء ظهره ليتذكر مؤامرة ابيه التي عرفها من ناصر.....
....
عرف ناصر بخطة شريف مع عذب وحاول الوصول لجلال ولكن حارس جلال الذي كان برفقته بالشركة اخبره ان هذا مستحيل الان بعد انقلاب الأوضاع
: انا لازم اوصل لجلال باشا يا علي بأي طريقه
: ياناصر انسي الدنيا مقلوبه....
ليجتهد ناصر ويحاول ان يتصرف هو فليس أمامهم متسع من الوقت.....
:  نعمه.. اسمعي..........
شهقت نعمه وناصر يبلغها بالوضع  قائلة:طيب ياناصر هتتصرف ازاى.. ماتبلغ الباشا
: مش عارف اوصله يانعمه ولازم اتصرف انا....
ان شاء الله مش هيوصلوا لباب البيت... انا بقولك لو انا والرجاله فشلنا هتتصرفي زي ماقلتلك  .... مش بعيد حرس شريف يبقوا معاهم مش عاوز اثق في حد..
: ماتبلغ البوليس ياناصر
قال باستنكار ; هبلغ عن ابو الباشا....
لا... انا كل دوري احميهم وبس .... احنا هنعمل كمين انا ورجالتي وان شاء الله هنخلص منهم قبل مايوصلوا..... المهم انتي جنب الهانم والباشا الصغير  متسيبيهومش لحظة
توجهه لرجاله قائلا :
اسمعوا يارجاله... مرات جلال باشا وابنه امانه في رقبتنا... اللي هيقرب منهم هيعدي علي جثتنا الاول
قص ناصر علي جلال قبل قليل بتلك المؤامرة.... متقلقش ياباشا مسكناهم وحطيتهم انا والحاله في مخزن أكتوبر... لغاية ما سيادتك تشوف هتعمل معاهم اية...
اومأ جلال له وهو لايندهش تلك المحاولة من ابيه....! ليتفاجيء اكثر بما اخبره به ناصر عن إنقاذ زاهي لأبيه...!
ألم تكن تريد أن تنتقم...! ؟
خرج الطبيب قائلا : حالته استقرت بس هيفضل في العناية المركزة
.....
بخطي مهزومه خرج جلال من المشفي يقود بلاهدي.... يتذكر كل مامر عليهم  ..لم يستغرب الخيانه من ابيه بالرغم من انها قتلته حينما جاءت منها   ..... يلتمس لها العذر بكل مافعلت ولكن قلبه لايجد لها أي عذر في خيانته وطعنه بظهره واستغلاله لتصل لانتقامها   ..... ابتسامتها كانت مزيفه كلامها حبها كل شئ مزيف لتحصل علي انتقامها......
.... ضياع هو مايصف حالته... كل ماحوله حتي الهواء ملوث بالكذب والخيانه
......
...........
: مالها زاهي.... انتفض صوت عاصم بقلق وهو يجيب علي اتصال اخته بينما كان جالس برفقه نور التي حاولت إخفاء نظراتها الحزينه... فحتى ان انفصل عن زوجته فهاهو ينتفض قلقا عليها...
: طيب انا هرجع حالا ياعليا
حاولت أن تكون نبرة صوتها طبيعيه وهي تساله. : اية ياعاصم خير؟
قال وهو يعتدل واقفا ويضع بضعه أوراق ماليه علي الطاوله : متأسف يانور لازم اسافر اسكندرية حالا
اومات له ليغادر ويختطف قلبها الذي يتمرد علي عقلها الذي طالما اخبره انه لاامل....!

حب بطعم الانتقام.... بقلم روناحيث تعيش القصص. اكتشف الآن