الفصل الثلاثون وقبل الاخير

7.3K 149 14
                                    

الفصل الثلاثون. قبل الاخير
انتقام
اذا لانت الاقدار وابتسمت الاحلام واندفعت السعادة الي الشلال فلا تذهبي عودي ولا ترحلي حبيبتي انتى كالدماء تسرى داخل الشريان لو جفت ضاعت منى الحياة...
تلقاها بين ذراعيه وهو يرى الدماء تنفجر من صدرها سقط بها علي الارض ناداها بكل ما اوتي من قوة حاول ان يضع يده على جرحها ليوقف دماءها ولكن هيهات....
حاولت ان تنظر اليه او ان تتحرك ولكن الالم كان اقوى افقدها القدرة علي المقاومة احاطها وقال بألم " ريم لماذا ؟ لماذا فعلتي ذلك ؟  "
وضعت يدها على وجهه وقالت " كان لابد ان افعل....تحبني ؟" دموع تلك التي رأتها في عيونه وهو ينظر اليها ويقول " نعم احبك يا ريم..اعشقك..اتنفس بأنفاسك...قلبى يدق بوجودك  فلا تتركينى لا يمكن ان ترحلي انتى لن ترحلي ريم لا يمكن ان اعيش بدونك. لماذا..لماذا انا لا استحق.."
" بلى...ااانا ل..لا يمكننني ا..ان اعيش..بببدوونك حياااتى فداك "
جذبها لحضنه ودموعه تسيل وقال بألم " بل حياتى لا تسوى شيء بدونك...انتى اغلى من ذلك بكثير لا...لا ترحلي. ارجوكى افتحى عيونك. ريم لا تذهبي..ريم..رييييم "
حاولت ان تبتسم او ان تظل معه وتستمتع بكلماته ليتها طعنت من زمن كى تسمع تلك الكلمات ولكن لم يعد هناك مهرب من القدر..... تلاشت الدنيا من امامها وانتهت. وشق صمت الليل صوته الغاضب او المتألم او الحزين او....
لم يكن هناك الما اكثر من الم فقدان الحبيب خاصة اذا كان تضحية من اجل من احب ...هكذا كان الالم يعتصر قلبه وهو يقف بخارج غرفه العمليات بعد ان حملها بين ذراعيه واسرع بها للسيارة التي قادها فتحي في سرعة جنونيه وامه بجانبه والدموع لا تكفي للتعبير عن حزنهم علي تلك الفتاه التي دفعت حياتها ثمنا لحبها.
انتهى فتحي من الشرطة التي حققت مع الجميع ولكنه لم يسلم ياسين وانما امسكه رجاله كما امرهم...
وضعت امه يدها علي كتفه وقالت " ستنجو يا ادهم ان شاء الله ستنجو "
اغمض عيونه واستدار اليها فرات عيونه التي امتلأت بالألم والحزن وقال " لن اسامح نفسي "
قالت بحنان " وما ذنبك "
قال " كان المفترض ان اذهب انا لا هي لماذا يا امي لماذا يأخذ القدر مني كل من احبهم ماذا فعلت لأعاقب هكذا ؟ "
قالت الام بحزن " لا تقل ذلك انه امر الله ادع لها واستغفر الله "
اغمض عيونه وقال " لم اتخيل ان تضيع مني " "تحبها ؟ "
هز رأسه وقال " لا اعلم معنى الحب وانما اعلم انى أتألم لبعدها واضيع بدونها. هى من علمتني كيف احبها كم المتها وجرحتها ولكنها تحملتني .. تحملت سجني لها وأذلالي لها وفى النهاية ضحت بحياتها من اجلي هل استحق ذلك. لا انا لا استحق حياتها لا اريد هذه الحياه التي وهبتني اياها طالما انها ليست معي كيف اعيش بدونها اين طعم الحياه والسعادة وهي ليست معي انا لا اريدها ان تموت يا امي لا اريدها ان تموت "
جذبته امه في احضانها وقلبها يتألم من اجله ومن اجلها...
شعر بالطبيب يخرج من غرفة العمليات اسرع اليه فقال الرجل " هى بخير اطمئن "
لم يصدق فقال " انت تتحدث بجديه هي لم تمت اعني ستعود للحياه هيا اخبرني بالحقيقة هيا انا اسمعك "
تراجع الطبيب وقال " يا فندم اخبرك اننا اوقفنا النزيف والحمد لله ان السكين لم تصل للقلب ولكنها اصابت جزء من الرئة لذا ستظل بالعناية الي ان تعود الرئة للعمل مرة اخرى "
نظر اليه وقال " انا لا افهم هل هي بخير ام لا ستعيش ام لا انا يمكن ان اسافر بها الي اي مكان بالعالم هل تفهم "
قال الطبيب " هل يمكن ان تهدء الامر لا يحتاج الا الي بعض الوقت والصبر لابد ان ننتظر حتي تعمل الرئة دون جهاز التنفس الصناعي قد تحتاج يوم اثنين اسبوع ..كله بأمر الله "
تراجع ادهم كاد الطبيب يذهب لولا ان توقف وقال " هل كنت تعلم ان المدام حامل ؟ "
تراجع من الصدمة وتملكه الصمت وهو يهز رأسه نفيا فقال الطبيب " علي العموم اطمئن الجنين بخير لم يصبه شيء ولكن بالطبع مرتبط بحياتها  "
اغمض عيونه ولم يعرف ما هو شعوره حامل..!! هى حامل. تحمل ابنه جزء منه وتعرضت لكل ذلك يا الله لم يعد يشعر بالألم من شدته
امسكته امه من ذراعه وقالت " ادهم "
فتح عيونه ونظر لامه من بين دموعه قال " حامل. ريم حامل يا امى هي وابني بخطر. لابد ان يندم لابد ان يدفع حياته ثمنا لما فعله " ثم انطلق خارجا من المشفى وفتحي وراءه
تحرك بالسيارة بكل غضب وهو يري وجهها امامه بابتسامتها ونظراتها تذكر وهى معه بقبرص وسعادتها وهى بين ذراعيه علي شواطئ قبرص وعندما شاهدا السلاحف سويا زاد غضبه اكثر وشوقه اليها وخوفه عليها وتذكر ابنه فلم يعد يعلم ماذا يمكن ان يحدث وماذا يخفى له القدر...
وصل الى المخزن نزل واسرع الي الداخل كان ياسين مربوط علي الكرسي اتجه اليه بكل غضب وقال " اخبرتك انك لو لمستها سأقتلك.."
ابتسم ياسين بشماته وقال " انا لم المسها فقط انا قتلتها ولو عادت للحياة سأقتلها مرة اخرى لأرى تلك النظرات بعيونك "
زاد غضبه ونظر لفتحي وقال " فكه.."
نظر فتحي اليه بدهشه وقال " ماذا ؟ ولكن "
قال بصوت كالرعد ارتج له المكان " فكه سيدفع الان ثمن افعاله وسأمنحه فرصه ليدافع عن نفسه لن اقتله وهو مكبل اليدين "
نفذ فتحي الامر وقام ياسين وهو يبتسم وقال " شهامتك هذه ستدفع ثمنها حياتك "
التحم الاثنان فى قتال مميت سقط فيه كلا منهما اكثر من مرة واخيرا التحم الاثنان بقوة واحاط ياسين بعنق ادهم حتى كاد يخنقه لولا ان لوى ادهم ذراع ياسين بقوة ثم رفعه والقاه فوق مائدة قديمة فتهشمت تحته ثقله وسقط على الارض مضرجا فى الدماء والالم...
مسح ادهم الدماء من فمه ورأى رجاله يأتون بجاسمين والقوها امامه علي الارض واحدهم يهددها بالسكين.. انتفض ياسين عندما سمع صراخ امرأته ولكنه لم يستطع ان يهب لإنقاذها...
امسكها ادهم من شعرها واخذ يهزها بكل غضبه والمه وحزنه وربما خوفه من القدر وما يخفيه واخيرا توقف ونظر لياسين وقال " هل ترى زوجتك الجميلة لم تعد جميله اعدك انا لن افعل بها اكثر مما كنت تريد ان تفعله بها هل تذكرام نسيت سأجعلك تبكي علي شرفك وهو ينهار امام عينيك ثم اقتلها امامك كما قتلتها لن ارحمك ولن ارحمها هيا خذوها "
صرخت جاسمين والرجال يسرعون اليها ولكن فتحي اوقفه وقال " ادهم بيه لا نحن ليس لنا في هذه الطرق ارجوك تراجع من اجل مدام ريم "
امسكه ادهم من قميصه  وقال بغضب "انا افعل ذلك من اجلها لابد ان يدفع الثمن لابد ان يذيق من نفس الكاس "
ولكن فتحي لم يتراجع وقال " ادهم بيه ارجوك انه لا يستحق ان تغضب الله من اجله يكفيك ان تقدمه للشرطة بكل جرائمه ولن يخرج من السجن مدى الحياه ادهم بيه مدام ريم لا تحتاج الى الانتقام وانما تحتاج الدعوات ولن يستجيب الله وانت تفعل ذلك افق يا باشا ولا تترك هذا الكلب يجرك الي طريقه القذر انه لا يستحق ان تخسر كل شيء من اجله الانتقام يأكل كل شيء الخير والشر فلا تفعل ارجوك  مصير مدام ريم بيد الله وانت بحاجه  الى رضا الله لا غضبه"
خفف من قبضته علي فتحي وبدء الغضب ينسحب قليلا فأشار الى الرجال وابتعد وهو يقول " حسنا سلمه للشرطة بكل ما لديك حتى ما تعرفه عن جاسمين "
اتجه ادهم الى ياسين الذى نهض بألم وقال ببرود " لن تستطيع ان تقتلني انت اضعف من ذلك وهى ستموت نعم.."
عاد الغضب لادهم فامسكه من ملابسه المتمزقة وقال بغضب " بل وسأقتلك الان لتعلم اننى لا اهذى بالكلمات "
وكاد يطبق على عنقه لولا صوت فتحي الذى صرخ " ادهم بيه احذر "
ابتعد ادهم جانبا ليندفع ذلك السكين الذى بيد جاسمين " الذى خطفته من الرجل الذى كان يقف بجوارها"... فى قلب زوجها بكل قوة وتجحظ عيناه
بينما صرخت هى بقوة " لا ياسين لا..انا لا هو الذى لابد ان يموت هو وهى انت لا..."
سقط ياسين بين ذراعيها وقد لفظ انفاسه الاخيرة بلحظه وانهارت هى فى البكاء
بينما لم يتأثر ادهم بما حدث وقال " تستحقون ذلك الجزاء بلغ عنها يا فتحي قتلت زوجها من اجل امواله...."
خرج واشعل سيجارته فى هدوء يتنافى مع ما يمر به.... تبعه فتحي ومنحه قميص اخر غير الذى امتلاء بدمها غيره ومسح الدماء من على وجهه وركب السيارة وعاد الي المشفى..
يتبع..

رواية الوحش والنمرة.         بقلمى داليا السيدWhere stories live. Discover now