الفصل الواحد والعشرين

7.7K 155 2
                                    

الفصل الواحد والعشرين
مرض. هدنه
انتهي الطبيب من الكشف وقال " التهاب بالحلق بالطبع هو سبب الحرارة انا اعطيته ابرة لتخفضها سأكتب له علي مضاد ابر لتكون اسرع هل هناك احد يعطيها له "
هزت رأسها وقالت " نعم هناك ممرضه مع الحاجه "
" حسنا هو بحاجه للراحة يومين علي الاقل هذا باقي الدواء ارجو المحافظة علي المواعيد " " حاضر "
انصرف الطبيب وعادت اليه جلست بجانبه كان نائما لامست وجهه بيدها هل يمكن ان ينهار وحشها هكذا وهى ماذا تريد ان تفعل ابعدت يدها وقامت لتبتعد ولكنها عادت ونظرت اليه .. لماذا لا تكرهه الان لماذا تخاف عليه كيف قلقت هكذا من اجله بالتأكيد لأنه زوجها ولابد ان تثبت له انها افضل مما ظن فيها وانها ليست مجرد فتاه اشتراها بأمواله وانما هى امرأة وزوجه وتعلم ما لها وما عليها لذا لن تتركه...هكذا اقتنعت نفسها..
سهرت بجانبه تضع له الكمادات حتي اطمأنت علي حرارته كان النهار قد بزغ اخذت حمام وطلبت افطار خاص له وما ان وصل الافطار حتي فتح عيونه نظرت اليه شعر بصداع والم في جسده وحلقه حاول ان ينهض فاتجهت اليه وساعدته ووضعت الوسادات خلفه تراجعت فنظر اليها
اخفضت عيونها نظر الي الدواء الذي بجانبه فقال " ماذا حدث ؟"
قربت مائدة الطعام وقالت " حرارتك ارتفعت جدا لدرجه انك كنت تهذي احضرت الطبيب وها انت افضل.. "
لاحظ الكمادات التي بجانب الفراش وادرك انها سهرت بجانبه من عيونها التى احاطتها الهالات السوداء لم ينكر سعادته لأنها اهتمت لأمره واصبح حائر اكثر فى امرها تتمرد عليه وتراعيه ترفضه وتمرضه اى امرأة انتى ليتنى اعرف...
جلست علي طرف الفراش وقالت " لابد ان تتناول الطعام كي تأخذ الدواء ساعدته في الطعام واعطته الدواء ثم نادت علي الممرضة وطلبت منها ان تعطيه الابرة ففعلت في وجودها ثم ساعدته علي العودة للنوم مرة اخري وهو بالفعل لم يقو على اى حوارات...
اعتذرت لأختها عن الذهاب معها بسبب مرضه وتركتها تذهب وحدها واطمأنت علي جيلان هانم دون ان تخبرها بمرضه كما امرت الممرضة الا تخبرها
اخذت حمام وغيرت ملابسها وللأسف مازالت الكدمات واضحه في جسمها ولكن ماذا عساها تفعل ليست المشكلة فى الكدمات الظاهرة المشكلة فى الم قلبها هل يمكنها ان تنسي ما فعله بها وقسوته معها كيف ولكن ها هى نست ووقفت بجانبه وقت مرضه. ولكنها كان لابد ان تفعل نعم هى خلقت هكذا تقابل السيئة بالحسنة ..
علي مساء اليوم بدء يفيق بعد ان حافظت علي مواعيد الدواء كان سعيد من تصرفها معه كان من الطبيعي ان تتركه ولا تهتم به خاصه بعد كل ما فعله بها ولكنها لم تفعل وسهرت بجانبه. لم يعد يفهمها حقا ولكنه سعيد وربما مازالت كلمات مي ترن فى اذنه ...ذهب ليطمئن علي والدته ثم عاد واتصل بفتحي ليراجع عمله ...
احضرت نادية العشاء اعدت المائدة وعندما انتهي عاد فقالت " العشاء.."
جلس امامها وقال " تبدين مرهقه "
كانت بالفعل كذلك فهي لم تنم فقالت " لا تحاول ان توهمني ان امرى يهمك "
توقف عن تناول الطعام وقال " هل نتوقف عن ذلك ؟" نظرت اليه وقالت " عن ماذا ؟ " " تلك الحرب التي بيننا دعينا نحصل علي هدنه يتراجع فيها كلا منا عن افعاله ربما نهدئ "
ابعدت عيونها عنه فقام اشعل سيجارة فقالت " هل تعتقد ان ذلك بالأمر السهل او اني يمكن ان انسي ما فعلته بي او..."
قاطعها " تعلمين انكى كنتي السبب وانكى تستحقين ما فعلته..." اوقفته نظرتها فابعد عيونه وقال " حسنا دعينا نوقف كل ذلك اختك بحاجه اليكى فانتبهى لها حتي يتم زفافها وانا عملي بحاجه الي واعدك ان ابتعد بالقدر الذى يمنعنا من اثارة اى حرب اخرى بيننا ولكن عليكى ان تتوقفى عن عندك واثارة غضبى "
قالت " من الواضح انك استمتعت معها لذلك عفوت عنى "
ضاقت عيونه ولم يفهم فقال " معها من لا افهم " قالت بجرأة " تلك التى سافرت معها "
ضحك وقال " اه اراكى تذكرين "
قالت بضيق " هل تنسي الخيانة تستبيح لنفسك الخيانة وغضبت لأنى فقط تحدثت مع الطبيب اى هدنه التى تريدها وانت تخونني "
اندهش انها تهتم اشعل سيجارته وقال "أغضبك الامر ؟"
ارتبكت وقالت " كرامتي " اقترب منها ومال عليها وقال " فقط ؟ " نظرت اليه بغضب فضحك مما زاد غضبها " انت..ماذا تقصد انا لن اقبل بذلك "
مرر يده على وجهها  فأبعدت يده فقال " تقبلي بماذا ؟"
لم ترد فهمس " لم اخونك " سعادة تلك التى شعرت بها بالتأكيد ثم تراجعت بالتأكيد يكذب لن يعترف بالطبع. نظرت اليه كان قريب منها وعيونه تنظر لعيونها ثم شفتيها تمنى لو قبض عليها كعادته ولكنه تراجع ابعدت وجهها واندهشت منه ومن تغيره
سمعته يكمل " هل نعود للهدنه تكفى عن شراستك فاكف عن وحشيتي ما رأيك ؟"
لم ترد فنظر اليها اخفضت عيونها ثم هزت رأسها بالموافقة فهى لا تستمتع بتلك الحياة المؤلمة والمهينة ولكن لم تكن ترغب فى مجرد هدنه ولكن شيء اخر.. عادت ورفعت رأسها وقالت "هل لى بطلب ؟ "
نظر اليها وتساءل " ماذا ؟ "
اخفضت عيونها وقالت " اعلم انك لن توافق ولكنى لم اعد اتحمل انا فقط انتظر حتي شفاء والدتك وربما لا انكر انى انتظر زواج اختي ثم...ثم اريد الطلاق "
حدق فيها ثم ابتعد يفكر لا يمكن ان ترحل ليس الان بعد ان بدء يظن انه لا يمكن ان يعيش بدون وجودها ولكنه يعلم ان ما فعله بها هو سبب رغبتها... حاول الا يغضب كما اعتاد لان الغضب الان لم يعد له مجال...لا مجال لادهم الوحش لان نمرته تكاد تهرب من كهفه
تراجع ثم قال " ظننت انكى وافقتى على الهدنه لا ان تطلبي الطلاق "
حدق فى عيونها قليلا فقالت " لم يعد من الممكن ان اعيش مثل تلك الحياه المهينة والمؤلمة لم اعد اتحمل انا اقاوم وانت لا تتوقف وانا تعبت "
لا يعلم لماذا تألم من كلماتها. اطفأ السيجارة ثم قال "هلا تؤجلين الامر لما بعد زواج اختك سأفكر في الموضوع واذا كنتي تصرى..."
ولم يكمل لم يعد يجد اى كلمات وربما تفضحه عيونه وتنطق بما يجول بذهنه لذا تحرك خارجا من الغرفة وهو لا يعلم ما هي مشاعره ولماذا لم يثور ويرغمها علي التراجع وهل يوافق علي الطلاق هل يريد ذلك أسئلة كثيرة دارت بذهنه وهي ايضا لم تعلم كيف تركها دون ان يعنفها او يثور عليها ربما عاد لضميره وادرك ما كان يفعله بها. بينما لم تعلم هى ماذا يدور بداخلها ولكنها قالت ما املاه عليها عقلها لن تتحمله حتى ولو تعارض ذلك مع قلبها....
يتبع...

رواية الوحش والنمرة.         بقلمى داليا السيدحيث تعيش القصص. اكتشف الآن