الفصل الرابع

8.2K 178 13
                                    

الفصل الرابع
كرامة
تسارعت دقات قلبها وجف حلقها وشعرت بأن الدنيا ذهبت من حولها عندما رأت نفسها تحدق في وجه ياسين حبيبها الأول والذى ظنت انها لن تنساه هل يمكن أن تقسو عليها الأقدار إلى هذه الدرجة فتاتي بها إلى هنا لتراه عريسا يزف إلي امرأه أخرى غيرها ولكن يبدو انها الان فهمت لماذا يتزوج مثل هذه المرأة ..
عرفها ادهم " الأنسة ريم البنهاوي المترجمة الخاصة بي.. ياسين محمود وهذه عروسته الجميلة جاسمين .."
كانت هذه صدمتها الثانية فهي تعرف جاسمين جيدا فقد كانوا زميلتين أيام المدرسة والأكثر إيلاما أنها كانت تعرف بمشاعرها تجاه ياسين حدقت في الاثنين وهي تحاول أن تتمالك نفسها الان اكتملت الصورة فجاسمين ابنة رجل اعمال معروف وغنى لذا انتقاها ياسين ..
شردت فى أفكارها إلى أن جذبها صوت أدهم " ريم.. ريم اين ذهبتي ؟ "
عادت إلى نفسها وهي تمد يدها الي ياسين الذي ضاقت عيونه وهو ينظر إليها نظره غريبه بينما افاقت على صوت جاسمين تقول " آه.. ريم انه انتى كيف حالك ؟"
قالت بصوت حاولت أن تجعله طبيعي " بخير مبروك " قال ياسين " انتى تعرفينها ؟ "
ضحكت جاسمين ضحكه ذات مغزى وهي تقول " بالطبع أنها جارتك ألا تذكرها ؟ ...آه أعلم أنها كانت تضايقك ولكنها كانت تحتاج إلى كل من يمد إليها يد المساعدة فنحن في المدرسة كنا نجمع لها الأموال كي تدفع المصاريف .... "
حريق نشب داخلها من كلمات تلك الوقحة.. إهانات أصابتها في صميم كبرياءها فقالت وهي تقاوم دموعها " ولكنك تذكرين أنني كنت أخذ هذه الأموال وافرقها على الفقراء وانا كنت ارفض ذلك لأنني لم أكن بحاجه إليها عملي كان يكفيني... "
ضحكت جاسمين وقالت " آه انه ذلك العمل يا حرام فتاه في سنك تعمل وتذاكر يا لها من مأساة "
قالت بثقه " ليست مأساة بقدر ما هي وسيله تعصمني من الاحتياج واعتقد انه ليس ذنبي أن خلقني الله بدون والدين ولكن كان سيكون ذنبي لو بعت نفسي لمن يدفع أكثر ام نسيتى منير العريس الثري الذي اخترتيه من أجل أمواله والآن ياسين تري من منكم اختار الآخر .."
لمع الغضب في عيون جاسمين وقالت " انتى وقحه كيف تتحدثين معي هكذا هيا اخرجي من هنا لا أريدك " ابتسمت بسخريه وقالت مخفيه الألم " بل أنا التي لا يشرفني الحضور مبروك حقا تستحقون بعضكم "
ثارت الفتاه وقالت " اخرجي قبل أن أنادي الآمن لإخراجك "
تحركت ولكن يد ادهم أمسكتها فنظرت إليه فقال " انتى اتيتي معي وستذهبين معي "
لاحظ الدموع ونظرات الترجي في عيونها ولكنه تغاضى عنها وهو يقول " ياسين بك عروستك اهانت شخص يهمني وهذه الأهانه أنا لن أتغاضى عنها إلا إذا اعتذرت لها الآن "
حدقت فيه ولم تعرف ماذا يمكنها أن تقول أو تفعل ووقف الأربعة يتأملون بعضهم البعض وكأن ما يدور حولهم من صخب ورقص لا يمت لهم بصله...
أخيرا نظر ياسين لجاسمين ولكنها أسرعت تقول بغضب " لا تفكر حتى بذلك لن افعل من هذه الجربوعة التي تريدني أن اعتذر لها "
ضاق صدرها ولم تعد تتحمل بينما لم يترك هو ذراعها وهو يقول " حسنا وأنا اكتفي بذلك فقط تذكروا أنني منحتكم فرصة وأنا لا أمنح سواها "
كاد يتحرك لولا أن اسرع إليه ياسين الذي كان يعلم أهمية رجل مثل أدهم وقال " أدهم بيه من فضلك الخلافات الشخصية لا علاقة لها بالعمل أليس كذلك هما بنات بينهم خلافات لا دخل لنا بها ثم إنها مجرد فتاه تعمل عندك أي لا أهميه لها.... "
كانت تنظر إليه وتلعن نفسها الف مرة لأنها في يوم أحبته هل هذا هو فارسها الذي حلمت به لا يمكن...
رد أدهم " العلاقات الشخصية هي التي توضح لنا مع من نتعامل وأنا الآن عرفت ثم إنك إذا كنت تهتم بي كشخص فكان عليك أن تهتم بمن يخصني والأنسة ريم تخصني "رد ياسين  " ولكنها مجرد مترجمة "
اقترب أدهم منه وقال " كل من يعمل عندي هو فرد من عائلتي الكبيرة وكرامته من كرامتي هل فهمت ؟"
وجذبها وتحرك بها وسط الزحام إلى أن خرجت ولم تقو على أن تتحدث إلى أن فتح لهما الرجل باب السيارة وانطلق السائق والصمت حليفهم
نظرت إلى سيارته بعد أن أوصلها إلى منزلها وهي تفكر من ذلك الرجل ولماذا فعل ذلك معها لقد حفظ لها كرامتها وهو بالكاد يعرفها.. عادت إلى منزلها رأسها تمتلأ بالأفكار ربما لم تعد تفكر في إهانات جاسمين لها بقدر ما احتارت من تصرفه
" صباح الخير يا فندم " نظر خيري إليها وقال " صباح النور اجلسي أريدك في شيء " جلست فقال " ماذا حدث امس بالفرح مصطفى بيه والد جاسمين اتصل بي ومستاء جدا منكي ويقول انكي اهنتي ابنته "
تراجعت في دهشه وقالت " أنا!! إنها هي التي... " قاطعها خيري وهو يقوم ويتجه إليها قائلا " اسمعي يا ريم لا يمكن أن تكون الغيرة مقياس لنا في الحياه فهي شيء لا يقودنا إلا لتدمير أنفسنا.. "
رددت " غيرة.. أي غيرة أنا لا أفهم.. " جلس أمامها وقال " مصطفى أخبرني انكي تغارين منها منذ الصغر طبعا لأنها غنيه و.. ثم إنها الآن تزوجت وحسب كلامه من الشخص الذي كنتي تحبيه إذا .."
قاطعته بغضب " هذا ليس صحيح هي التي كانت تغير مني لتفوقي ولإعجاب الشبان بي وكانت تقول لي ذلك بنفسها أما ياسين فأنا لا أنكر أنني كنت احبه ولكن الان ادركت انه ليس الشخص الذى كنت اظنه انا الان اكرهه ,, إنني لم أراه منذ سنوات كثيرة ولولا الأستاذ ادهم لما رأيتهم امس "
تراجع خيري وقال " انه أدهم أصبحت الآن المشكلة بسببه " ضاقت عيونها وقالت " أي مشكله لا أفهم " قال خيري " أدهم انهي كل تعاملاته مع شركه ياسين وطالبه بكل ما عليه من ديون له ومن الواضح انه اتخذ الأمر شخصي بسببك "
تراجعت وأنتابها الصمت هل حقا فعل ذلك من اجلها.. سمعت خيري يكمل " اسمعي يا ريم أنا في وضع لا أحسد عليه مصطفى العسال يضغط على أن له تعاملات كثيرة معنا و... "
قام خيري وهي تحاول أن تفهم ما يريد أن يقوله ابتعد عنها وهو يقول " بصراحة هو غاضب جدا منكي ويريدني أن ...اقصد انتى تعلمين أنني أحبك كابنتي وطالما أحببت مساعدتك لأنني معجب بكى و.. "
بدأت تفهم ما يريد فقامت وقالت " لا داع لكل هذه المقدمة استقالتي ستكون أمامك بعد دقائق عن إذنك "
تحركت ولكنه قال " أنا آسف يا ريم ولكن مصطفى يهددني بأشياء قد تهد ما أمضيت عمري في بناؤه وانتى لن تقبلي بذلك " هزت رأسها وقالت بحزن " افهم.. لا تقلق "
وخرجت وهي تحاول أن تتحكم في ما يجيش في صدرها من غضب وألم وحزن... أسرعت تكتب استقالتها وتلملم اشيائها وهي تحاول أن تتذكر عدد السنوات التي قضتها هنا ولكن هكذا هو المكتوب ولا مفر منه...
يتبع...

رواية الوحش والنمرة.         بقلمى داليا السيدحيث تعيش القصص. اكتشف الآن