الفصل العشرين

8.4K 167 14
                                    

الفصل العشرين
الم
كانت نظرات الغضب بعيونه اقوى من قبضته على ذراعها والتى زادت فتألمت وقالت " ذراعي اتركني انت تؤلمني "
قال بغضب " هل انتى حقا تتألمين بل هل تعرفين شيء عن الالم هل تعرفين "
قالت " انا الالم بذاته منذ ان عرفتك اصبحت انا والالم شىء واحد فكفى و اتركني  "
ولكنه قربها منه وقال " اتركك لا انتى تحلمين انا لن افعل انتى سجينة هذا القصر للابد "
ثم امسكها من ذراعيها وهزها بقوة وقال " بل سجينتي انا وانا لن ارحمك هل تفهمين انتى ملكي وانا اشتريتك بأموالي وعليك سداد الدين ثم عليكى ان تفهمى انكى لم تعودى تلك الفتاه التى يمكنها ان تتحدث مع هذا وتضحك مع هذا لابد ان تتعلمي احترام نفسك وزوجك وانكى امرأة متزوجه  "
قالت وهى تحاول ان تتخلص منه " انا اعرف حدودي جيدا ولم اتخطاها انت اصبت بالجنون لتتخيل اننى يمكن ان افعل اى شيء منافى للأخلاق "
لم يتركها وانما  مازال غاضبا لا يعلم لماذا وانما قال " يبدو انكى لا تعرفين التفرقة بين تصرفات المحترمين وبين تصرفات امثالك ممن لم يعتادوا على عيشة امثالنا ولكن انا سأعلمك "
صرخت فيه " كفاك اهانات وتجريح ما الذى تريد اثباته هل هذه هى الرجولة اذن انت مخطأ "
قال بغضب اكثر " الرجولة ان اترك زوجتى تفعل ما  تشاء مع كل رجل هذه هى الرجولة عندك "
خلصت نفسها منه وقالت " احترم نفسك انا لم افعل اى شىء انت انسان مريض وخيالك يصور لك اننى مثل تلك النساء اللاتي تعرفهم ولكن انا لا. هل تفهم انا لا انا اشرف منهن جميعا ولم اخطأ "
اعادها امامه وقال وكأنه لم يسمع اى كلمه من كلماتها " وهل يفترض ان انتظر حتى اراكى بأحضانه ليكون ذلك خطا ام ماذا ؟"
قالت " انت مجنون وتفكيرك همجي ولا يمكنك استيعاب ما اقول لذا انا لن اتناقش معك مرة اخرى"
قال " نعم انا مجنون ساريكى الجنان على اصوله والان "
ثم انهال عليها بالقبلات بطريقة همجية وقذفها علي الفراش وانقض عليها كما ينقض الاسد علي فريسته آلمها بكل ما اوتي من قوة لم يعبأ بصراخها ولا اناتها بل كلما زادت الم كلما زاد قسوة حتي انهكه الغضب الذي بلغ به اقصي الحدود
نظرت لنفسها في المرآة تلك العيون المتحركة من الألم. جسدها الذي امتلأ بالكدمات وربما الجروح ..لكم شعرت بالإهانة مما فعله بها بل وما قاله لها ..اغمضت عيونها مع المياه التي تركتها تنزل علي جسدها ربما تزيل اثر لمساته من علي جسدها او تطهرها مما فعله بها انه لم يكن زوجها وانما شخص اخر اغتصبها نعم ما فعله بها اغتصاب وليس له اي علاقه بين رجل وزوجته ما الذى فعلته ليفعل بها كل ذلك اين خطاها هو الذى ثار من حديثها مع الطبيب هل كان من المفترض الا ترد ام ماذا. ولماذا هذا الغضب لو كان يعاملها على انها زوجته حقا لقالت انها غيرة ولكن..الى هنا وكفى .. لابد ان ترحل لن تتحمل كل ذلك الالم اكثر من ذلك ستعود لمنزلها ولن يمكنه ان يجبرها علي شيء ولكن هل هو فعلا لا يمكنه لا يهم ما ان تتزوج اختها وتشفي امه سترحل بعدها رحيل بلا عودة فقط عليها ان تتحمل حتي ينتهي كل ذلك الالم
ذهب وتركها وقد انهكه التفكير فيما فعله بها ولماذا كل ذلك الغضب هل يستحق الامر انها لم تخطا كما قالت مجرد دكتور تحدثت معه ولكن كيف تبتسم له وكأنها تسايره ولكن ماذا يضايقه فى الامر الى هذا الحد. وكيف لا وهى زوجته هى زوجة ادهم البحراوي وعليها ان تعرف ذلك جيدا وتتعلم الا تخطئ هكذا لم يعد يجيد التفكير كلما اقترب منها شعر بنار تتأجج داخله غضب لا يطفأه الا قربها منه لأول مرة يريد امرأة الى هذه الدرجة ولكن لم يفعل بها ذلك على ماذا يعاقبها ولماذا....
بالطبع ارتدت ملابس مغلقه كي لا يري احد تلك الكدمات... لم يكن موجود اتجهت لغرفة امه ودخلت ..
ابتسمت المرأة لها ولكن ما ان اقتربت حتي قالت " ما هذا عيونك.. "
ولم تكمل نظرت للممرضة وطلبت منها ان تتركهم ثم امسكت يدها وقالت " ماذا بكي يا ابنتي ؟ "
بالطبع لم تكن لتخبرها باي شيء هي اعتادت علي الوحدة كما وان المرأة لن تتحمل... ابتسمت وقالت " لا شيء انا بخير فقط لم انم جيدا يبدو انني اعتدت علي نوم المشفى "
ادركت المرأة انها لا تريد ان تتحدث فقالت " اسمعي يا ابنتي التي لم انجبها. انا لست حمقاء لأنكر ما اراه بعيونك ولا افهم ما تخفيه نظراتك من الألم.. ولكني ايضا لست بغبيه لان أضغط عليكى ربما لستي بحاجه إلى الآن ولكن انا فقط أريدك أنت تعرفي ان قلبي مفتوح لكي في أي وقت انتى أصبحتى ابنتي رغم كل شيء فتأكدي ان قلبي وحضني سيكونون مفتوحين لكي بأي وقت ولا تظنى اننى سأنحاز لأبنى لو ظلمك فانتى تعلمين اننى لن افعل وسأكون مع الحق. وقوتك هذه التى تخفين وراءها حزن اشعر به لن اطالبك بالتخلي عنها لابد ان تظلى قويه واكملي فانا رايت فى عيونه نظرات لها معانى كثيرة تفهمها امرأة فى سنى وربما لو لم تكونى غاضبه لرايتيها انتى ايضا ولكن ربما لم يحين الوقت بعد كل شيء بأوان "
حاولت ان تبتسم ولكن حزنها اكبر من ان تداريه ابتسامه... واخيرا وجدت نفسها بين أحضان المرأة وهي تبكي من داخلها دون دموع في صمت ودون أن يتحدث لسانها...
كان عليه أن يؤدبها كي تعلم مع من تتعامل إنها تتحداه و.. ولكنها لم تفعل وإنما هو الذي آثارها لقد اتهمها في الدكتور ولكن الم يكن على حق كيف تسمح لأي رجل بأن يغازلها.. ابعد وجهه عن نافذة مكتبه ودق الباب دخل فتحي وقال " لابد أن نسافر الفرع تمام ولا يتبقى الا الافتتاح "
اشعل سيجارته وجلس خلف مكتبه وقال " تمام غدا نسافر هل جهزت للحفل " " نعم كل شيء تمام "
قال " لا اريد ان ابقي اكثر من يومين مازالت الحاجه مريضه كما تعلم "
نظر فتحي اليه وقال " تمام هل المدام ستحضر " لم ينظر اليه هو يقول " لا ستظل مع امي "
" امرك يا باشا هل تامرني بشيء ؟ "  " لا نلتقى بالصباح انا ذاهب "
عاد الي القصر متأخرا مر علي والدته كانت نائمه اطمئن من الممرضة ثم خرج واتجه لغرفته.. كانت نائمه لم ينظر اليها وانما تذكر ما فعله بها امس دخل الفراندة خلع جاكتته وفك قميصه وجلس علي اقرب مقعد الان لا يعلم ماذا يمكنه ان يفعل بها اشعل سيجارة وهو مازال ينظر اليها وتذكر ما فعلته امس واحمد فتملكه الغضب منها مرة اخري و تملكته رغبه فيها مرة اخري قام وخلع قميصه واتجه اليها انحني عليها ومد يده ليوقظها ولكنه نظر لملامحها كانت بريئة وجميله ضم قبضته بقوة وتراجع لا لن يؤلمها مرة اخرى
جلس علي طرف الفراش فى صمت شعرت به فتحركت نظر اليها وقال " اجعلى ناديه تجهز لى حقيبتي "
ثم قام الى سجائره اعتدلت وقالت " لماذا ؟ "
نظر اليها من وراء الدخان كانت عيونها الناعسة هى سبب حيرته ابعد نظره وقال " سفر يومين عمل "
تراجعت عدلت شعرها وقالت ببراءة تتنافى مع احزانها وغضبها منه "وحدك "
اقترب منها وانحنى عليها حتى كاد يلمس وجهها  بوجهه وقال " يهمك ان تعرفى لا ليس وحدى معى فتاه مثل القمر وبرغبتها دون غصب او قوة وتتمنى رضاي ما رأيك "
دفعته بعيدا عنها وقامت وهى تشتعل غضبا وقالت "اخبرتك انك همجي ولا تفكر الا بتلك الامور الشهوانية "
ضحك وهو يتجه اليها ويقف امامها وينفخ دخانه بوجهها ابعدت وجهها فقال " هل انتى مثل النساء تغيرين على زوجك لا اعتقد فالبرود هو سمتك الاولى والاخيرة "
ارتبكت وهى لا تعلم الى ماذا يريد ان يصل. قالت " انت مجنون "
كادت تبتعد  لولا ان امسكها وجذبها اليه فاقتربت منه همس " الن تودعي زوجك الن تفتقديني ؟"
نظرت بعيونه الخضراء وتخلل عطره بأنفها ولفحتها انفاسه المختلط  برائحة السجائر شعرت انها تضعف ما هذا اى ضعف هذا افاقت وابتعدت ولكنه لم يترك يدها فقالت " ابتعد عنى انا لا اريدك من الافضل ان تسرع حتى لا تنتظرك تلك المرأة حتى لا تغضب عليك هيا "
عاد وجذبها مرة اخرى وقال فى اذنها " ولكنى اريدك انتى ايضا وسأجعلها ليله جميله حتى لا تنسينى خلال اليومين القادمين "
ثم مرر شفتيه على عنقها ولكنها انتفضت وقالت " ابتعد عنى انا اكرهك ولا اطيق لمساتك انت.."
وككل مرة يطبق على شفتيها كى لا تكمل قاومته ايضا ككل مرة ولكنها تعلم انه دائما يفوز زادت قبلته قوة اذابتها لأول مرة تشتهيها اختلف طعمها شعرت بيده تتخللها مرة اخرى ابتعدت لتلتقط انفاسها ودفعته بعيدا كانت تلهث وكذلك هو لم يعد يستطيع التحكم فى رغبته يريدها نعم وسيأخذها بالقوة طالما انها لا تستسلم ..
قال " من الواضح انكى لا تاتين الا بالقوة هو امر تعشقينه اليس كذلك "
تراجعت ثم اسرعت الى الحمام ولكنه كان اسرع بالطبع فقد بدء يقرأ افكارها انقض عليها وحملها وهى تصرخ " ابتعد عنى كفى ابتعد انا لا اريدك انت حيوان وحش "
وضعها على الفراش ولم يفلتها كى تكف عن الحركة وقال " وانتى نمرتي الشرسة " انقض على شفتيها بقوه وامتلكها ككل مرة ليثبت لنفسه انها له ملكه رغم انفها
قام وارتدى روبه واشعل سيجارته ونظر اليها وقال " هل يمكنكى الاعتراف الان بانني يمكنني ان افعل بكي ما اشاء وقتما اشاء "
قالت " نعم ولكن مع ذلك لن اكون لك الا بجسدي "
شرخته كلماتها اشعرته بان لذة الانتصار ذهبت قال " انتى ملكى بروحك وجسدك وانكى "
قاطعته بصوت يملؤه الالم " انني ملكك وانك اشترتني بأموالك حسنا انا اعترف فماذا تريد مني غير ذلك "
نظر اليها من بين دخان سيجارته لاحت الكدمات علي ظهرها العاري فتساءل هل كان قاسياً معها بالأمس الي هذا الحد ..والان وقد اعترفت هل شعر بالراحة
اعتدلت بضعف والم والتفت بالغطاء وقالت وهي تواجهه " هل انت راضي الان هل اشبعت غرورك هل تظن انك بما فعلته حققت مرادك بكسرك لكرامتي وكبرياءي هل اثبت لى ولنفسك رجولتك ولكن هل ظننت انك بذلك اثبت لنفسك ان رجولتك اقوي من كرامتي ...لا اظن  ها انذا امامك وفى كل مرة تنالني بالغصب فهل حققت متعتك. هل انتصرت. حربنا ليست متعادلة لأنك بالطبع الاقوى ولابد ان تنتصر كان يمكنك ان تنالني برضاى ولكن الان ماذا تنال منى جسد بلا روح قلب لا ينبض ...ولا يريد ان ينبض انت امت الحياة...داخلى لماذا دخلت حياتى لتدمرها وتسلبني كل شيء انا لم اختارك انت الذى القيت نفسك بحياتى ووضعت قوانينك دون اى اعتبار لى ولمشاعري والان انتصرت هكذا ترى نفسك ولكن ترى اين المكاسب التى حققتها لقد دمرت كل شيء. كل شيء..اعدك الان اننى لن اقاومك بعد اليوم لأنك امت الاحساس داخلى فلم يعد الالم يؤلمنى....مبروك لقد فزت بتفوق..."
وصفقت بيديها والالم ينهش عيونها بينما عيونه تنظر اليها بصمت اوجعه كلامها لدرجة انه لم يجد اى كلمات يرد بها عليها. كانت على حق فى كل ما قالته. ابتعد من امامها....
بينما قامت هى ودخلت الحمام واغلقت الباب واستندت عليه لحظه وانهارت الدموع من عيونها كالنهر فى فيضانه لدرجة ان صوتها كان مرتفع بالبكاء وكأن الالم من شدته يصرخ بصوت الاعتراض على ما يحدث لها وتركت الدموع والانات تنطلق دون قيود ربما ارتاحت
قالت بألم وهى تغمض عيونها " اااه "
قالتها لتعبر بها عن المها بصوت لم تدرك انه سمعه بالخارج وسمع بكاءها مما جعله يتراجع في غضب ضاربا الحائط  بيده بقوة المته اخرج ملابس من غرفه ملابسه وخرج من الغرفة الي غرفة اخري لن يمكنه ان يواجه عيونها عندما تخرج ليس بعد ما قالته لم بعد الامر يسعده كما كان الان علم انها على حق ليست الرجولة فيم كان يفعله بها اذن لماذا كان يفعل ذلك ؟ لماذا كان يأخذها غصبا ماذا اراد ان يثبت لها ولنفسه اليوم هى اثبتت له انه هو الخطأ وهى على حق..
عرفت انه سافر من امه فقد بات بغرفه اخرى ولم تراه عندما ذهب.. وترك لها خبر ان شقة اختها جاهزة ويمكنها ان تذهب مع اختها لتكمل ما ينقصها لم تنكر سعادتها برحيله ولكن من داخلها كان هناك شيء يحن اليه والى وجوده لمساته قبلاته ثم تعود لنفسها عندما ترى تلك الكدمات فيعود احساسها بالغضب تجاهه..
امضت نصف اليوم مع اختها التي كانت سعيدة جدا بشقتها التي لم تحلم ان تكون بهذا الشكل ولا هى نفسها وتساءلت لماذا يفعل لها كل ذلك وهى اصلا ترفضه وترفض قربه حتى منها هل يمنحها مقابل ما يحصل عليه منها لا بالتأكيد لا فهى لا تمنحه شيء وانما هو يأخذه غصب ومع ذلك تعجبت من كل ما يفعله لأختها ...
انتهت الاثنتان من الشقة جلست حنان امام ريم وقالت " اختي حبيبتي شكرا علي كل ما فعلتيه من اجلي "
ابتسمت قالت " انه ادهم وليس انا "
فعادت حنان تقول  " هل يمكن أن أسألك سؤال "
هزت رأسها فقالت " بصراحه انا لا أعرف ما الذي بينك وبين ادهم ولكن أيا كانت العلاقة لم لا أشعر انكي سعيدة بها "
ذهبت الابتسامة نهضت من أمامها ثم قالت " السعادة مشروع كبير يحتاج لرأس مال أكبر وربما أنا لا املكه "
نظرت إليها حنان وقالت " لا أفهم اي رأس مال تعنيه "
قالت " الحب والتفاهم.. المودة والرحمة هي رأس مال السعادة "
قامت وقالت " تعنين أنكم لا تحبون بعض "
ابتعدت وقالت " ليس بالضرورة أن يكون الزواج من أجل الحب " اعادتها أمامها وقالت " لا تخبريني ان زواجك كان من أجل المال "
حاولت أن تبتسم وهي تقول " بالطبع لا انتى تعرفيني.. هيا لابد أن نذهب ثم غدا نذهب لشراء الفستان لم يعد هناك وقت اخبري محمد بأن يعد نفسه انا أريد أن أراكي أسعد عروسه "
اوقفتها اختها وقالت "حتى ولو على أنقاض قلبك " قتلتها كلمات أختها ولكنها لم تؤكد شكوك أختها فقالت " انتى مجنونه بل على محبتي لكي.. هيا دعينا نذهب "
امسكتها حنان وقالت " ريم انتظرى انا ارى اشياء كثيرة ولابد من تفسير لابد ان اعلم لماذا تتحملين زواج انتى لا تسعدين به هل فقط من اجلى ومن اجل زواجي ام ان هناك امر اخر داخلك تخفيه عنى "
تاهت عيونها والغريب انها لم تجد اجابة لماذا تتحمل كل ذلك ضرب واهانه واشياء لا يمكن لاحد ان يتحمله نظرت اليها اختها وقالت " تخفين مشاعرك ام تخافين الاعتراف بها لا يمكن ان تتحملين حياة مثل تلك الحياة دون ان يكون هناك سبب احيانا ارى الحب بعيونك واحيانا اخرى احتار بنظراتك ولا افهمها لم لا تتحدثين معى..."
ابتعدت وهى لا تجد اجابة لماذا بالفعل تتحمل كل ذلك هل زواج اختها يستحق كل ذلك او..لا لن تفكر هكذا اذا كانت اعجبت به اول معرفتهم الا انها الان تكرهه فهو لا يفعل شيء الا تعذيبها وايلامها..ولكن هل هى بالفعل توقفت عن الاعجاب به. هل تكرهه هذا هو السؤال...
كان الاحتفال رائعا وحضره كبار المسؤولين بالبلد مجاملة له ورغم انشغاله الشديد الا انه لم يكف عن التفكير بها و بكلامها وما حدث بينهم....
" تركتك كثيرا ولكن لم اعد اتحمل الا اقترب منك وحشتني حقا "
نظر الى صوت يعرفه تمام نظر لعيون تلك المرأة وقال بدهشه " مي..؟؟ لا اصدق متى عدتي وما الذى احضرك هنا صدفة ام ماذا ؟"
سلمت عليه وتأملت عيونه وقالت بدلال " بصراحة ليست صدقه عندما قال حسام اسمك لم اقاوم الدعوة وحضرت معه "
ابتعد فاقتربت هى وسارت بجانبه بعيدا عن باقى المدعوين فاكملت " لا تبدو مثل ادهم الذى اعرفه ماذا بك عيونك زائغه ونظراتك حزينة "
نظر اليها وقال " كيف حال زوجك " ضحكت بدلال وتذكر كم كان يستمتع بضحكتها وبالوقت الذى يقضيه معها اكثر امرأة امضي معها وقت طويل قالت " بخير حسام شخص حنون وطيب وناجح وانا سعيدة معه ولكن..انت عرفت انك تزوجت فلم لا ارى السعادة بدل من تلك الحيرة "
كان يعلم انها اكثر الناس دراية به تفهمه دون اى كلام .. قال " ربما ليست السعادة فى الزواج "
امسكت ذراعه وادارته اليها نظر اليها فقالت " اين السعادة اذن ان لم تكن بين ذراعي من تحب..اين السعادة ان لم تكن فى نظرات القلق عليك بعيون من تحب..اين السعادة ان لم تكن فى تحمل من يحبك لك ولقسوتك ولغضبك. تحبها ؟ "
نظر اليها بحدة وقال " حب ؟ اى حب بالطبع لا. تعرفين من انا وكيف افكر "
ابتعد فقالت " نعم اعرفك سمر اليس كذلك ؟ كبرياءك وغرورك. حب التملك والسيطرة..انت مازلت انت تخسر الناس التى تحبك دون ان تشعر ادهم لابد ان تعلم ان عيوبنا ليست عار علينا وانما العار ان نكابر ونستمر عليها دون ان نحاول تغييرها "
قال بضيق " انتى لا تفهمين شيء انا.. انا لا اطالب الا بالطاعة والانصياع لكلامي كل رجل يريد ذلك ام انا ابالغ فى طلبي هذا "
ضحكت وقالت " اذن هى متمردة ولا تستجيب لأوامرك اتمنى ان ارى تلك الفتاة " نظر اليها بغضب وقال " لم تخلق المرأة التى تتمرد على "
ربتت على كتفه وقالت "غرورك هذا هو الذى يمنعك من التمتع بالحياة لابد من مجال التمرد طالما كان على حق لم لا تسمع لها لربما كانت على حق ليست كلمة نعم حل لكل المشاكل ربما لا تكون حل ولكن عنادك لا يمنحك فرصه للتفكير. ادهم انا اكثر الناس دراية بك... سمر ماتت وانتهت قصتها والحياة تستمر وانت لابد ان تجد حياتك الجديدة. واذا كانت تلك الفتاه تتحملك بغرورك وكبرياءك فربما هى بداية جيدة لحياة زوجيه سعيدة. ولكن ايضا ضع فى اعتبارك انك لابد ان تتغير وتتنازل قليلا لان التنازلات لابد ان تكون متبادلة خذ هدنه معها ومع نفسك وفكر بعقلك وايضا قلبك نعم قلبك يا ادهم ليس الحب ضعف انا احببتك حقا ولكن حب حسام كان اقوى واستمديت منه القوة لأنساك فاستمد انت القوة من الحب لتعيش...."
نظر اليها ولم يرد فتركته امام السماء السوداء وقد حيرته بكلامها اشعرته براحة وحيرة هى بالفعل تتحمله ولكن بالتأكيد من اجل زواج اختها و..واحتار ولم يجد حلول لكل ما بداخله...لم يذهب بغرفته وظل طوال الليل البارد يفكر فيها وعنادها وتحملها له.. وكذلك فى نفسه وربما اخطاؤه .. انهمر المطر وكأنه لا يشعر به ولا يرى الا عيونها ولا يسمع الا كلماتها التى آلمته.....
عندما عاد كانت قد انتهت من كل ما يخص اختها كانت تتأمل الكدمات التي تحول لونها الي الازرق عندما شعرت به يدخل كانت تعلم انه سيصل اليوم ولكنها لم تهتم عدلت ملابسها ولم تقوم من امام المرآه وهو يتقدم الي الداخل نظر اليها القي الجاكيت وجلس علي الفوتيه لم تنظر إليه وهي تصفف شعرها لولا دقات قلبها التي كانت تحاول أن تلتمس الطمأنينة ولكن من اين لها بها..
كانا يومين مرهقين جدا له واحداثهم كثيرة ولكنه خلص منهم بحواره مع مي وتلك الليلة التى امضاها تحت المطر انه يريدها هى وان حياته اصبحت ناقصه بدونها كما ادرك انها تسيطر على افكاره لا يطيق امرأة اخرى غيرها ومع ذلك لا يمكنه الاعتراف بذلك بالتأكيد هى مجرد رغبه منه فيها وستنتهى بمجرد خضوعها له شعر بذلك الصداع الذى لازمه منذ ان رحل وحتى اليوم والنوم الذى جافاه اللعنه عليكى ايتها النمرة الشرسة التى سلبتيني راحتي اين اذهب من عيونك اين اذهب من تمردك كيف اعود كما كنت وكيف اخضعك لم لا ترحلي. ولكن لا كيف ترحلي لا اطيق بعدك من انتى ومن اين اسقطتك السماء على حياتى ...
قامت وقد شعرت خلال اليومين الماضيين ان هناك شيء غريب داخلها كيف سمحت لنفسها ان تفكر فيه وكيف تفتقده رغم ما فعله بها لا لن تستسلم لإحساسها لن تغفر له ليس معنى انه وفى باتفاقه تجاهها وربما اكثر مما كانت تحلم ليس معناه ان تستسلم له تخضع لذلك المتوحش فلو كان هو وحشها فهى نمرته المتوحشة وكلا منهما يصارع الاخر
نظر اليها وقال "الن ترحبي بزوجك بعد غيابه ام ان غيابي كان يسعدك "
جلست على طرف الفراش وقالت " لا اعتقد انه يسعدني بقدر ما اسعدك غيابي " نظر اليها زاد الم حلقه ولكنه لم يهتم فقال " ومن اخبرك اننى كنت سعيد "
نظرت لأصابعها وقالت " انت.. الم تخبرنى انك ذاهب معها اذن لا داع لذكرى "
امسك برأسه من الصداع وغير الموضوع " علمت انكي انتهيتى من اختك "
لم تندهش من انه يتهرب منها فلن يخبرها انه كان سعيد بين احضان انثى اخرى غيرها وهى لن تهتم فقالت " نعم ماذا هل تريد ان تحصل علي المقابل الان "
اغمض عيونه كان الصداع يلازمه فهو لم ينم منذ اخر مرة كان فيها معها هز رأسه ولم يرد.. اندهشت من تصرفه شعرت بالقلق ولكن لا لن تأخذها به اي شفقه دق الباب فأذنت كانت ناديه تحضر مائدة العشاء ومنحتها حقيبة الدواء وقالت " ادهم بيه طلب دواء للصداع "
تأكدت انه ليس على ما يرام... اخذته منها واتجهت اليه اخرجت الدواء ومنحته له وقالت " تفضل الدواء ماذا بك ؟ "
فتح عيونه اخذ منها الدواء نظر اليها كما فعلت لحظه كانت قصيرة انهتها هي بان ابتعدت لتحضر له الماء.. ابتلع الدواء ثم اغمض عيونه مرة أخرى فقالت " لماذا لا ترد ؟"
قال " مجرد صداع " حاولت ان تصدقه فسالته "هل تتناول العشاء " قام واتجه للفراش بملابسه وقال " لا " تمدد دون أي كلام ثم ذهب في النوم..
تأملته اندهشت هل يمكن لمثل ذلك الرجل ان ينهار هكذا تري ماذا به وما الذي أصابه ربما تعرف في وقت ما ولماذا يدق قلبها قلقا عليه
عندما دخلت الفراش بجانبه سمعته يتمتم بعبارات غير مفهومه.. كادت تبتعد لولا ان زادت كلماته ثم شعرت بجسده يرتجف بجانبها اقتربت منه في خوف رأت العرق يتصبب علي وجهه وضعت يدها علي رأسه كانت حرارته مرتفعة جدا انتفضت وامسكت الهاتف اتصلت بالدكتور..
يتبع....

رواية الوحش والنمرة.         بقلمى داليا السيدWhere stories live. Discover now