الفصل الخامس

8.2K 165 6
                                    

الفصل الخامس
لا تقلقي
عادت الي المنزل لم تكن حنان قد وصلت بعد أعدت الغداء وجلست تعمل إلى أن عادت حنان التي اندهشت من وجودها وقالت " ما هذا لماذا اتيتي مبكرة وأعددت الغداء أيضا متي عدتي ؟"
لم تخبر أختها بشيء وإنما قالت " أنهيت عملي مبكرا هيا لتناول الغداء انتى ستنزلين لإكمال عملك وأنا ايضا "
أعدتا المائدة وجلستا إلى أن قالت حنان " ريم ..محمد طلب مني أن نحدد موعد كتب الكتاب والفرح ثم متى سنذهب لشراء الأثاث "
نظرت إليها وتوقفت عن تناول الطعام وهي تتذكر أنها بحاجه للمال من أجل الأثاث وباقي مستلزمات الزواج وكذلك الديون التى عليها شردت قليلا فيما اصابها ولكن صوت حنان اخرجها " ريم لماذا لا تردين هل هناك شيء.. "
حاولت الابتسام وهي ترد " لا يا حبيبتي متي تريدين كتب الكتاب انا موافقه علي اي موعد تريدينه ولا تقلقي سنحضر الاثاث بعد كتب الكتاب " تهلل وجه حنان واسرعت الي ريم تحتضنها وتقبلها بسعادة وتقول
" ريم حبيبتي انا بحبك اوي ما رأيك الخميس القادم نكتب الكتاب وبعدها نذهب لشراء الاثاث وبعد شهرين الفرح ها ما رأيك "
ادركت ان هذا ما خططت له اختها مع خطيبها فحاولت الابتسام وهي تقول " هكذا اتفقتم اذن " اسرعت حنان تقول " لا والله انا لم اوافق علي اي شيء قبل ان توافقي عليه "
ابتسمت وقالت " وانا اوافق علي اي شيء يسعدك حبيبتي "
قبلتها حنان وقالت بسعادة " ربنا يخليك ليا يا احن واجمل اخت في الدنيا.. عن اذنك سأتصل بمحمد لأخبره "
قبلتها مرة اخري وتركتها في حيرتها لقد فقدت للتو مورد رزق كبير فكيف ستوفي مطالب اختها وهي لم تعتد علي الا تلبي لها اي مطلب لم تعرف بماذا يمكنها ان تفكر ودق الصداع رأسها ولكن دقات هاتفها جعلتها تنتبه ورأت رقم غريب
فردت " الو ." جاءها صوت لا تعرفه  يقول " آنسه ريم انا فتحي مدير مكتب ادهم بيه هو يريدك الان هل يمكنكى المجيء "
قالت دون تردد " طبعا يا فندم نصف ساعه واكون عندك "
دقت باب مكتبه بعد ان اخذت نفس عميق وحاولت الا تبدي شيء مما داخلها علي وجهها ..سمعته يسمح لها فدخلت واشتمت رائحة عطر النفاذة المختلطة برجولته الواضحة وقوته الباديه على عضلاته التى تختفى خلف قميصه
وقفت أمام مكتبه وقالت " مساء الخير يا فندم حضرتك طلبتني "
نظر إليها وقال وهو يشير إليها " نعم تفضلي "
قالت " قبل أي شيء أردت أن أشكر حضرتك على ما فعلته معي امس وكذلك ما فعلته مع شركة ياسين "
أشعل سيجارته وقام إلى النافذة وقال " لم افعل من أجلك ولكن فعلت من أجل الكرامة كان عليه احترامي ولكنه لم يفعل فاستحق ما أصابه "
لم ترد فنظر إليها وقال " ماذا فعل معكي خيري " نظرت إليه بدهشه وقالت " لا أفهم "
لم يتحرك وهو يدخن سيجارته ويقول " أعلم أن مصالح خيري ترتبط بمصطفي ومصطفى والد جاسمين وبالتأكيد لن يعجبه ما فعلته بزوج ابنته ولكنه ايضا لن يملك أن يفعل معي أي شيء وبالتالي ليس امامه الا انتى ام انا مخطئ "
اخفضت عيونها ولم ترد فقال " علي العموم انا توقعت كل شيء لذا مكانك هنا نعم انا اريدك ان تتفرغي لشركتي لدي من العمل ما يملأ كل وقتك بالإضافة للترجمة بالطبع ما رأيك "
حاولت ان تخفي نظرات الحزن من عيونها وهي تقول " اشكرك ولكن حضرتك لست ملزم بي انا لا احب ان اكون عبأ علي احد يمكنني ان اتدبر شؤني بنفسي "
تحرك تجاهها وقف أمامها فنظرت إليه كانت عيونه تميل للخضار ولكن أكثر عمقا مما يمكن أن تقرأ ما بداخلها شعرت أنها ضئيلة جدا بجانبه وانها تنجذب الى تلك العيون وتريد ان تعرف ما يدور بداخل صاحبها ..
سمعته يقول " أعلم انكي تعرفين كيف تدبرين أمورك ولكن أنا لا اشفق عليك انا حقا أريدك بالشركة خبرتك واللغات التي تتقنيها أنا أريدها أنا ابحث عن المؤهلات التي تتوافق مع مصلحتي أي كما يقولون نفع واستنفع..."
نظر في عيونها لحظه قبل أن يبتعد ويكمل " لقد افتتحت فرع جديد لشركتنا ببورسعيد وفوزي تحت اشراف فتحي بالطبع  سيتولى ادارتها لذا أصبح منصبه خالي ولا أملك وقت للبحث عمن يصلح لمكانه لذا رأيت انكي تصلحين لذلك.. "
حدقت فيه وفتحت فمها في حركه لا اراديه هل هو يهذي.. أم أنه في حالة فقدان للوعي جلس خلف مكتبه وقال " هل ستظلين هكذا كثيرا ألن تخبريني هل توافقين أم أن لديكي وظيفه افضل بمكان آخر "
ابتلعت ريقها وقالت وهي تتدارك ما يحدث لها " يا فندم انا بالتأكيد لا اصلح لمثل ذلك المنصب انا اجيد السكرتارية او الترجمة ولكن .."
قال بنفس الهدوء " اعتقد أن أنا من يمكنه أن يقول ما إذا كنتي تصلحين أم لا فدعيني أرى واحكم ها متى يمكنك البدء فوزى سيسلم مكتبه اليوم هل تستلمين منه "
ظلت تحدق فيه فاضطر إلى أن يقول بصوت مرتفع " يا آنسه أين ذهبتي ؟ " انتبهت وقالت " نعم يمكنني أن افعل .."
عاد إلى أوراقه وقال دون أن ينظر إليها " حسنا يمكنكى الذهاب وتعلمي منه كل شيء هل تفهمين كل شيء أنا أحب الدقة والانتباه ."
هزت رأسها وتحركت ولكنها نظرت إليه وقالت " أدهم بيه " نظر إليها فقالت " شكرا حقا أنا مدينه لك "
وتحركت للخارج وهو يتابعها بنظراته تراجع في كرسيه منذ أن علم بظروفها وتذكرها حبيبته سمر التي تعلق بها قلبه منذ أن كان بالجامعة كانت تشبهها في كل شيء تلك العيون الزرقاء والوجه الأبيض المستدير اجتهادها في الحياه لتحصيل الرزق احبها وحلم معها بالبيت السعيد والأولاد المرحة ولكن لم يستطع تحقيق حلمه فبجانب رفض والدته لها لأنها ليست من نفس الوسط الاجتماعي إلا أن ذلك لم يكن السبب الأساسي فهو كان يمكنه أن يفعل ما يريد دون قيود لكن هناك مالا يمكن أن يقف أمامه وهو المرض ومن قبله الموت اغمض عيونه عندما تذكر يوم علم بأنها مريضه بذلك المرض الملعون
نظر للطبيب الذي أخبره وقال " أليس هناك أمل أي أمل يمكنني أن أسافر بها إلى مكان "
نظر إليه الطبيب في حزن وقال " للأسف الحالة متأخرة ليس أمامها اكثر من شهرين فقط بعدها ستنهار تماما "
كان عليه أن يطمئنها فأخذها بين أحضانه ونظر لعيونها وقال " حبيبتي لا تقلقي انتى بأفضل حال ولذلك انا قررت ان نتزوج نعم اخر الاسبوع ونقضي شهر العسل سويا لا اريدك ان تبعدي عني لحظه واحده "
كانت مذهولة مما يحدث لها ولكن بالفعل نفذ كل ما اراد كما نفذ القدر ايضا مراده و...
رن هاتفه كانت والدته نفض حالة الحزن عنه وقال " مليكتي كيف حالك ؟ " جائه صوتها الرقيق رغم سنها " لا تحاول معي انا غاضبه "
قال " لا يمكنني ان اكون سببا في غضبك " قالت " وكيف لا اغضب وانا لم ارك منذ ثلاثة ايام وكأنك لا تقيم معي بنفس المنزل "
اشعل سيجارته وقال " اسف امي ولكن انتى تعلمين العمل انا احيانا ابيت هنا بالشركة ولكن اعدك ان اتناول العشاء معكي الليلة ما رايك هل انال الغفران "
قالت " نعم ولكن هناك من اريدك ان تقابلهم الليلة لذا لن نتناول العشاء وحدنا فلا تتأخر ضاقت عيونه وقال " ومن الذين سأقابلهم احد من اقاربنا الذين لا نراهم "
قالت " لا انها احدي صديقاتي بالجمعية وابنتها "
اغمض عيونه وقد ادرك الغرض من اللقاء فقال " ماما الا تملين ؟ تعرفين رأي فمن فضلك "
قالت بصوت لاح فيه الغضب " لن نتناقش بالهاتف ولن تغضبني بعدم الحضور ولا تتأخر هل تفهم ؟ حاول ان يجادل ولكنها اغلقت الخط القي بالهاتف علي مكتبه في ضيق وهو يعلم ان امه لن تستسلم..
يتبع...

رواية الوحش والنمرة.         بقلمى داليا السيدWhere stories live. Discover now