الفصل الثامن

7.6K 166 0
                                    

الفصل الثامن
اتفاق
تراجعت من الصدمة وحدقت في عيونه من المفاجأة ظل علي وضعه لحظات الي ان قال " لماذا لا تردين ؟ "
حاولت ان تستوعب الامر اي عرض الذي يعرضه عليها وهل يمكنها ان ترفض مثل ذلك العرض من مثل ذلك الرجل انها بالفعل معجبه به كثيرا ومن يمكنها الا تفعل مع وسامته وشياكته واخلاقه معها وغناه كلها اسباب تجعل اى فتاه تهيم بحبه ..
.قام وقال " اين ذهبتي ؟" عادت لنفسها وقالت " انا احاول ان استوعب الامر "
ابتعد وقال " لا داع لكل ذلك انا بحاجه اليكى كما انكي بحاجه الي لذا انا اقترحت هذا الحل "
اندهشت وقالت " حضرتك بحاجه الي كيف " قال " احتاج لزوجه لا تكون زوجه "
لم تفهم فقالت " ماذا انا لا افهم "
قال " انا اعتزلت الزواج منذ زمن ولكن للأسف امي لا تقبل بالوضع وتحاول ان تضغط علي من اجل الزواج وانا لا اتحمل غضب امي ولا بعدها عني ...لها مكانه كبيرة بقلبي لذا فكرت ان اتزوجك فقط من اجل ارضاءها ولكن عليكى ان تعرفي انني لن اكون الزوج الذي تتمناه اي فتاه فانا قلبي مات مع الماضي ولا مكان لأي امرأة فيه ستكونى زوجة فقط امامها وامام الجميع ولكن بيننا لا توجد اي علاقه.. انا اخترتك لعدة اسباب احترمت اخلاقك وكفاحك ثم ان ذلك الاتفاق سيمكنني من مساعدتك في زواج اختك دون حاجه الي الاستدانة او... " ولم يكمل
طال الصمت الي ان قاطعه " انا لا اطالبك بالرد الان خذي وقتك ولو ان الوقت ليس في صالح أيا منا ولكن من حقك ان تفكري "
لم ترد ايضا وقامت وكأنها مخدرة تحركت الي الخارج وهي لا تعرف ماذا تفعل ولماذا اختارها وهل يمكنها ان تتزوج بعد ما فعله معها ياسين هل تسمح لأي رجل ان يدخل حياتها ولكنه ليس اى رجل ثم انه اخبرها انه لن يكون زوج وانما مجرد شكل امام امه والمجتمع اذن فى حياته امرأة اخرى.. فماذا تفعل هل توافق ام ترفض ام ماذا تفعل ..
بالطبع كانت حالة اختها صعبه ومنهارة ولم تتحدث معها اغلقت علي نفسها وظلت طوال الليل تفكر ماذا عساها تفعل..
في الصباح اتصلت بمحمد ولكن كلامه كان واضح من انه يريد رؤيه الاثاث الذي اخبره عنه والده وانه لن يقبل باي شيء سواه وانهم لم يصدقوا معه. كما اتصل بها احد المدينين يذكرها بموعد السداد .. لم تجد ما تقوله ووجدت نفسها تغلق الهاتف وتتجه الي العمل وداخلها صراع غريب هل يمكنها ان تقبل بذلك الاتفاق وتحكم عل نفسها بان تعيش هكذا دون حب مع رجل يحب امرأة اخرى ..حياة تقوم علي الغش ولكن اختها بحاجه اليها وعليها ان تضحي مهما كان الثمن عليها ان توجد المال وتزوجها ثم يفعل بها ما يشاء والامر ليس بسيء ادهم رجل تتمناه اي فتاه فما الخطأ في ان توافق...يكفى انها ستكون زوجته 
انتهي من لقاؤه ودونت هي كل ما تم في اللقاء وانهت الأوراق التي أمامها واتجه هو إلي مكتبه وقد أثقله هم والدته التي لا ترد عليه ولكنه لم يبدي ضيقه
سمعها وهي تقول " هل تأمرني بشيء " لم ينظر اليها فادركت انه ليس علي ما يرام
فقالت " هل حضرتك بخير ؟ " نظر اليها وقال " هل فكرتي بالأمر ؟ "
هزت رأسها فقال " وماذا "
نظرت اليه وقالت " تعلم انني ساوافق انا بحاجه للمال من اجل اختي كنت تعلم اليس كذلك "
ابعد نظره عنها وقال " لا يهم المهم انكي وافقتي اذن علينا ان نعد للأمر لابد ان تراكي امي وتعرف انكي من عائله معروفه ولكن من الصعيد كي لا تسال عنكي وعليك ان تغيري من نفسك وملابسك لابد ان تبدين من اسرة غنيه "
نظرت اليه وقالت " هل تريدني ان اغشها " قام وقال " انا اريد ان اخرج من هذا الكابوس واعود الي حياتي ولكني اعلم ان الامر ليس بسهل امي لن تتنازل هذه المرة لذا علي ان احقق لها مرادها وانتى ستنفذين "
قالت "ولكني لا اوافق علي خداعها ما بني علي خطأ فهو خطأ "
ابتسم وقال " علي اساس ان الزواج اصلا صحيح لا تدعين البراءة الان الامر حسم وانتهي "
قالت بضيق " لا لم ينتهي انا لا اوافق لن يمكنني ان اخدع ام ثم كيف افعل شيء لم اعتاده ولماذا ؟"
اتجه اليها وامسكها من ذراعها وقال بغضب " لقد وافقتي وانتهي الامر لن يمكنكى التراجع الآن انتى لم تعرفيني بعد فلا تحاولي ان تثيري الوجه الاخر مني وما قلته ستفعلينه والان سنذهب لشراء ملابس غير تلك الملابس ثم تفعلي شيء بشعرك هذا اما اختك فستحصلين مني علي جزء من المال وسأسدد ديونك وبعد كتب الكتاب الجزء الباقي كي اضمن الا تعودي في كلامك فانا لا املك صبر للعب العيال هل فهمتي "
تراجعت من نبرته وهي تهز رأسها وقد دق قلبها خوفا منه وقالت " ذراعي حضرتك تؤلمني "
انتبه لذراعها فتركها واتجه الي مكتبه اخذ جاكتته وعاد جاذبا إياها إلى الخارج
اشتري لها الكثير من الملابس كان يدخل أفخم المحلات يجلس والجميع يخدمونه بطريقه مبالغ فيها ورغم أنها لم تعرف ماذا تفعل وكأنها فقدت الوعي الا آن عقلها لم يستطع آن يستوعب ما يحدث لها أوقف سيارته أمام منزلها وقال
" غدا ستاتين معي أعرفك على امى لا تنسي ما اخبرتك به عن عائلتك هل فهمتي "
هزت رأسها كادت تنزل لولا ان قال " متي كتب كتاب اختك "
ابتلعت ريقها وقالت " بعد الغد " لم يرد لحظه ثم قال " حسنا اذهبي ولا تنسي آن تخبري أختك بالأمر كي لا تفسد الأمر امام أمي انتى ليس لكي احد هل فهمتي "
لاحت الدموع في عيونها فلم تنظر إليه وهي تهز رأسها وتركته وذهبت وهي لا تعلم بأي كابوس القت نفسها ولماذا لا تتركه ولكنها أدركت أنها لم تستطع أن تحارب رجل مثل ادهم وماذا تفعل لو تراجعت من اين ستحصل علي المال لزواج اختها...
القت بالأكياس التي معها علي الفراش والقت بنفسها بجانبهم وهي تحاول ان تستوعب ما يحدث لها ولكنها لم تستطع لقد بدا لها من اول الامر انسان رائع ولكن اليوم رأت شخص آخر اخافها فلم يعد امامها الا الخضوع والاستسلام لهذا الاتفاق..
يتبع....

رواية الوحش والنمرة.         بقلمى داليا السيدWhere stories live. Discover now