الفصل الحادى عشر

7.7K 153 10
                                    

الفصل الحادي عشر
عناد
استيقظت  على صوت أختها " ريم انها العاشرة الن تستيقظي "
نظرت اليها كانت ترتدي ملابس الخروج فقالت " الي اين ؟"
قالت حنان " هل نسيتى سأخرج مع محمد "
تذكرت انهم اتفقوا علي ذلك هزت رأسها وفتحت درج الكمود الذي بجانبها واخرجت بعض المال واعطته لها وقالت " هذا اذا احتجت اي شيء "
بالطبع كانت حنان سعيدة ولكن الغريب انها لم تسال عن ادهم ولا عن خطوبتها كانت سعيدة بنفسها ولم ترضي هي الا بذلك...
رن هاتفها كان رقم ردت " الو.. " جاءها صوت حريمي " انا مدام جيلان والدة ادهم "
هبت من الفراش وقالت " اهلا.. اهلا " قالت المرأة " كيف حالك "
ردت بقلق " بخير وحضرتك "
قالت " الحمد لله الم يخبرك ادهم انني عدت "
هزت رأسها وقالت " بلي اخبرني " قالت " اذن انتظرك علي الغداء كي تشاهدين بيتك ام تخشين الحضور معه "
انتبهت لكلماتها هل اخبرها بما قالته امس شردت فقالت المرأة " اين ذهبتي ؟" قالت " انا هنا "
قالت المرأة " حسنا اعتقد ان ادهم سيحضرك علي الغداء سانتظرك " قالت بدون تفكير " حاضر"
ارتدت افضل ما احضره لها ولم تضع أي ميك اب مجرد برفان وفي الثانية سمعت صوت رنات السيارة.. تأخرت قليلا بسبب هاتفها الذى لم تكن تجده...ثم نزلت كان الضيق قد بلغ به اشده وهو يركب سيارة السبور ويشعل سيجارة ركبت بجانبه وسط نظرات سعد الذي يجلس امام محل والده والغضب يملكه...
لم يتحدث إلى أن خرج من شارعها الضيق الشعبي إلى الشارع العمومي وبدء يقود بسرعه
فقالت " هلا تبطء السرعة من فضلك "
لم يرد وشعرت أنه لا يسمعها كادت تصرخ اكثر من مرة إلى أن دخل شارع جانبي مزدحم فبطء
أطلقت أنفاسها وقالت " أخيرا "
لم ينظر إليها فقالت " أول مرة حضرتك تقود بهذه السرعة "
لم ينظر إليها وقال " وهذه أول مرة انتظر فيها امرأة من تظني نفسك لتتركيني أقف في ذلك المكان كل ذلك الوقت الا تدركي من انا ..هل نسيتى نفسك وظننت انكي تستحقين أن يركع الرجال تحت قدميك ولكن يبدو انكي نسيتى من آنا ...انا أدهم البحراوي بنات مصر كلها تلاحقني هل تفهمين اول وآخر مرة تتأخرين على هل تفهمين "
حاولت آلا تبكي فهي لا تريد أن تضعف أمامه وهى اصلا ليست بضعيفة وعليه ان يعرف ذلك فقالت " من فضلك اوقف السيارة "
نظر إليها فقالت بغضب " أوقف السيارة وإلا فتحت وألقيت نفسي آنا لن اكمل معك إلى هنا وانتهي الأمر "
قال بنفس الغضب " انتى مجنونه ماذا تعنين بذلك ؟"
قالت " ما سمعته أنت لن تشتريني بأموالك كما استفدت آنا منك ستستفيد أنت مني وأنا لا أريد أن اكمل يمكنني أن اكتب لك شيكات بما انفقته وتتركني اذهب وإلا ألقيت نفسي "
أوقف السيارة كادت تنزل لولا أن امسك يدها وجذبها بغضب فاقتربت منه والتقت العيون الغاضبة في نظرة طويله قطعها هو
" هل تظنين أن الأمر بهذه السهولة أخبرتك مسبقا انكي لا تحبين أن ترى الوجه الآخر مني فعليك بالطاعة "
قالت بنفس الغضب " وأنا لست الجارية التي اشتريتها بأموالك فلا تعاملني هكذا آنا إنسانه وإذا أردتني أن احترمك فعليك بالمثل "
نظر إليها ثم أبعد وجهه عنها وترك يدها وقال "احترمك عندما تدركين مع من تتعاملين انا لست احد اصحابك بالمنطقة عليكى ان تفهمى وتتعلمي كيف تتعاملين مع من هم مثلى "
قالت بنفس الغضب " ومن تظن نفسك انت لست فوق البشر جميعنا سواسيه انزل من برجك العالى وسترى انك لست مميز بأى شيء مجرد اموالك فقط بدونها...لا شيء "
تراءى الغضب بعيونه وقال " لن انزل من برجى وأموالي هيا التى احضرتك هنا وجعلتك تجلسين معى وانتى ستتعلمين كيف تتعاملين مع من هم مثلي برضائك او غصبا عنكى "
زاد غضبها وقالت " انا لست بحاجة لأى علام أمثالي يعلمون امثالك ولكن انا لن اتعامل مثلما تريد لست كذلك لن اكون مجرد جارية انت تامر وهى تنفذ انا امرأة ولى رأى ولى شخصيه ولا اقبل الا بذلك "
ابتسم بسخرية وقال " ههههه شخصيه..اه نسيت ان شخصيتك الباهرة أثارتني وقدراتك الفائقة مكنتك من ان تضحكي على امى من اول لقاء انتى حقا رائعة ربما استطعت خداعها ولكن انا لا تحلمي حتى هل تفهمين؟ "
قالت بغضب " انت..انت انسان بشع و مغرور وانا "
رفع اصبعه محذرا وقال " احذرى من اى كلمه يمكن ان تدفعي ثمنها  غالى انا لى قوانين الخاصة ولن يضعها احد سوى وانتى عليكى بالطاعة. فقط الطاعة هل تفهمين "
كادت ان ترد ولكنه ترك يدها وعاد وقاد السيارة بنفس الطريقة ولم يتحدث مرة أخرى..
رحبت بها المرأة تناولوا الغداء في صمت لاحظته الأم وأخذت تنظر إليهما في صمت رن هاتفه فاستأذن بينما قالت جيلان " هيا تعالي نتناول الشاي بالمكتب "
كانت الفيلا أشبه بالقصر بل هى قصر بالفعل حيث من الداخل ظهرت كقصور القرون الوسطى باللوحات الزيتية التي بدا إنها اصليه وتلك التحف والتماثيل التي ملأت القصر حتى الأثاث كان على الطراز الكلاسيكي ولكن واضح انه ليس برخيص طبعا اما المكتب فكان وهم بتلك المكتبة التي غطت جدار بأكمله من الجدار إلى الجدار ومن الأرض الي السقف
جلست جيلان بقوامها اليافع وجلست هي أمامها فقالت " ماذا بكم هل تشاجرتم  "
لم تنظر إليها فقالت " هذا رائع " نظرت بدهشه للمرأة وقالت " ماذا ؟"
ابتسمت وقالت " الرجل لا يحب المرأة الباردة وإنما تلك التي تناقشه وتجادله وتغضب وتكون بالنسبة له لغز لا يعرف كيف يحله "
اندهشت وقالت " ظننت أن حضرتك ستعنفينني من أجله "
ضحكت وقالت " لأني امه ؟ لا طبعا انا لا أريد امرأة تجلس بجانبي وإنما أريد زوجة لابني يسعد معها وتسعد به "
أبعدت عيونها فقالت الام " اريده أن يحبك " نظرت إليها أكملت " وانتى تحبيه لذا لابد من ان تشدي وترخي بعض القسوة وكثير من الحنان والدلال اهم شىء اذا اخطاتى فعليكى الاعتذار ادهم يهتم جيدا بموضوع الاعتذار هذا "
قامت وتحركت بتوتر فقالت المرأة " لماذا هذا الصمت هل الامر صعب "
هزت رأسها وقالت " لا ابدا ولكن لا اعتقد انتى يمكنني ان اكمل هو يظن انى خدعتك و. "
اتسمت المرأة وقالت " لا يهم دعيه يرضي غروره بذلك طالما انتى اعرفك جيدا فلم القلق...ام انكي تخافين شيء اخر...هل. هل هناك رجل بحياتك او ربما حب قديم "
نظرت للمرأة التي اعادت الكلام " مازال بحياتك "
هزت رأسها وقالت " بالطبع لا مجرد ذكرى حب من ايام الطفولة أبن الجيران ولكن طبعا لم أكن فتاة أحلامه فهجرني الي سواي "
قالت " تزوج " هزت رأسها وهي تتذكر صدمتها في ياسين فسألتها " وهل ما زلتي تحبينه "
قالت دون تردد" لن أسمح لقلبي أن يفعل "
قالت الام  " لماذا "
جلست ريم أمامها وقالت " لأسباب كثيرة أولها أنني أدركت أنه لم يحبني في أي يوم أي حب من طرف واحد وانه اصلا لا يستحق حبي وثانيا لأننى عندما واجهت نفسى وجدت ما كان بداخلى ليس حب وانما مراهقة وثالثا لأنني أصبحت مرتبطة برجل آخر حتى ولو كان بمثل هذه الطريقة وأنا لا يمكنني أن اعرف رجل وأنا مرتبطة بآخر "
ابتسمت المرأة وقالت " يعني الماضي ؟؟"
لم تكمل فاكملت هي " انتهى بالطبع خاصه واننى الان ارتبط برجل اخر "
امسكت المرأة بيدها وقالت " انتى حقا فتاة جميله وكبرتي بنظري جدا ولابد ان نسرع بالزواج لأني اريدك هنا معي " ابتسمت...
وفجأة رأته يدخل فقالت امه " أدهم منذ متي وانت هنا ؟"
لم ينظر لهما وهو يقول " منذ أن كبرت بنظرك امي استأذنك لابد ان نذهب عندي عمل ولابد ان اوصلها قبل ان اذهب "
اخفضت عيونها وهي لا تعلم ماذا سمع ولكنها عادت وقالت " يمكنك ان تذهب وان اعود وحدي "
نظر اليها نظره ناريه وقال " لا يمكن ان تعودي وحدك هيا "
قالت امه " قبل ان تذهبوا نحن لابد ان نقرر متي سنذهب لأسرتها لطلبها انا لن انتظر اكثر " بدا عليه الضيق وهو يقول " امي ليس الان آنا لا أملك وقت للكلام هيا دعينا نذهب "
ودعت الأم وذهبت معه لم يتحدث معها ادركت انه ما زال غاضب ولكن يبدو عليه القلق قالت " هل انت بخير ؟"
نظر اليها ثم اشاح بوجهه فعاودت القول " الن تتحدث ابدا معي ام ماذا "
لم يرد كانت تعلم انه غاضب وتذكرت كلمات امه من الاعتذار فقالت " حسنا انا اسفه لن أتأخر مرة اخري "
نظر اليها وقد لانت نظرته واخيرا نطق وقال " العند لا يصلح معي "
قالت بعند " لقد اعتذرت ماذا تريد اكثر من ذلك "قال بضيق " ان تفهمي حدودك وتتصرفي على اساسها  "
قالت " وما تلك الحدود اذن "
قال " ان تتعلمي الطاعة دون اى عند فقط الطاعة "
ابعدت عيونها عنه وهى تحاول ان توقف الامر الى هذا الحد فقالت مغيره الموضوع " لماذا اخذتني مبكرا "
قال بهدوء" لابد ان اذهب للشركة هناك أمور جديدة وغير سارة "
نظرت إليه وقالت " هل لي أن أسأل " نظر إليها ثم قال " ليس الأمر هام ولا تشغلي بالك بالعمل آه لا داع لان تأتي غدا سأتدبر الأمر بنفسي "
قالت " كنت أريد أن أتحدث معك في بعض الأشياء "
أوقف السيارة وقال وهو يشعل سيجارته " وما هي تلك الاشياء هيا لا املك وقت "
قالت " اولا انا اخشي من كلام الناس انا اعيش بمنطقه شعبيه والقيل والقال.. "
قال " تمام افهم انتهي مما انا فيه وسنحدد موعد اتي فيه الي منزلك لنعمل خطوبه صغيرة ثم بعد ذلك الزواج عندنا بالقصر ماذا ايضا " ..
قالت " سأسافر مع حنان لدمياط اخر الاسبوع "
نفث الدخان وقال " كنت اتساءل متي ستخبرينني "
نظرت اليه بدهشه وقالت " لا افهم انت كنت تعلم " قالت بثقة " اخبرتك انكي تخصيني وكل ما يخصنى لابد ان اعرفه "
كانت دهشتها كبيرة فقالت " انت تراقبني " قال بهدوء " مجرد تامين فقط "
رن هاتفه كان فتحي رد " وصلت اليه ام لا ؟"
رد فتحى " وصلت اين تريده " قال " مخزن الشركة الاصلي "
رد فتحى  " ساعة زمن واكون هناك " قال " تمام وانا سانتظرك "
نظر اليها وقال " ماذا كانت امى تعنى عندما قالت انكى كبرتي بنظرها؟ "
تأكدت انه لم يسمع شيء ابعدت عيونها وقالت " لا شيء مجرد حديث عن الماضي اعجبها "
انهى سيجارة وقال " اى ماضي هل لكى ماضي لا اعرفه "
نظرت اليه وقالت " من منا ليس له ماضي انت مثلا اليس لك ماضي... "
ادار وجهه بعيدا فقالت " على العموم الماضي ملك لكلا منا طالما انه سيظل ماضي وانتهى ولن يدق ابواب حاضرنا "
نظر اليها واعجبته كلماتها فقال " وهل ماضيك انتهى حقا؟ "
قالت بثقة " هل تشك فى ذلك؟  "
طالت نظرته اليها وكذلك هى وكأن عيون كلا منهما تختلف بالعديد من الأسئلة ابعد عيونه
وقال " سأحاول ان لا اشك لأنى لو شككت وصدق شكى لن يعجبك تصرفي "
قالت بغيظ " لا اسمح لك بان تشك فى أخلاقي انت لا تعرفنى جيدا "
لم ينظر اليها وهو يقول " انا لا افعل فقط لا تجعليني افعل " لم تبعد نظرها عنه وهى لا تفهمه...
ادار السيارة وقال "  هل هناك أمر آخر "
هزت رأسها وقالت " لا " اخرج محفظته واخرج منها بطاقه أعطاها لها وقال " هذه بطاقة ائتمان خديها وانزلي اشتري كل ما يلزمك للزواج واختاري كل ما يلزمك فلا اعتقد أن لدي وقت لأكون معكي.."نظرت إليه ولم تعرف ماذا تكن لذلك الرجل المتقلب ..
يتبع..

رواية الوحش والنمرة.         بقلمى داليا السيدWhere stories live. Discover now