الفصل الخامس والعشرين

7.7K 155 3
                                    

الفصل الخامس والعشرون
الفرح....غيرة
..نظرت لأختها في فستان الفرح كانت جميله قبلتها وقالت " تبدين جميله حبيبتي الف مبروك " نظرت حنان لها كانت تبدو شاحبه في الفترة الاخيرة رغم ان الطبيب طمأنهم فى اخر مرة ولكن ربما لكثرة التفكير وانشغالها مع اختها.
.قالت حنان " منذ شهرين او اكثر ظننت انني لن اتزوج ابدا وان الامل ضاع. وعندما رأيتك في فستان الزفاف كنت سعيدة ولكن تمنيت ان اكون مثلك وها انتى تحققين لي حلمي انا اشكرك ريم علي كل ما فعلتيه لي كنتي لي الام والاخت وتحملت من اجلي الكثير انا مدينه لكي بالكثير "
احتضنت اختها وقالت " انتى ابنتي واختي وما فعلته واجب علي وسأفعله مرة اخرى اذا اضطررت اليه من اجلك "
نظرت اليها وقالت " لا لن نبكي في مثل ذلك اليوم. هيا دعيني اكمل فرحتي بكي "
رأته يقف مع محمد كانت الفترة الاخيرة تراه كثيرا بل واصبحت تبحث عنه وتنتظر مجيئه وتتضايق اذا تأخر كانت تعلم انها تنساق وراء مشاعرها وانها خطأ ولكن من منا يملك مقاومة القلب اذا حكم...
ابتسمت جيلان هانم للفتاتان وقالت " انتما اجمل من بعضكما حقا الف مبروك "
تقدم محمد واخذ عروسته ونظر هو اليها كانت تزداد جمالا رغم ذلك الشحوب الذى لازمها مؤخرا ورغم انه كان يراها كثيرا ويتحجج للبقاء بالمنزل.. الا انه قد قرر الا يلمسها مرة اخرى وقد حاول ان يحافظ علي ذلك كى لا تفسد علاقتهم مرة اخرى ولو انه كان كثيرا ما يشتاق اليها ويشعر برغبه في ان يضمها لأحضانه كان يريدها ولكن برغبة منها وبرضاها لن يكرر ما كان يفعله معها لم يعد بحاجه لان يثبت رجولته لها بل بحاجه لان يشعر بأنوثتها معه بين ذراعيه سعيدة وليست حزينة راضيه وليست رافضه راغبه فيه كرغبته فيها ....
كان يريد ان يشعر بضعفه معها لا بقوته عليها لقد تغير كثيرا من اجلها فترى ماذا يخفى قلبها تجاهه تمنى لو يجتاز بحر عيونها الزرقاء ليدخل الى قلبها ويعلم ماذا يخفي له ذلك القلب المتألم بسببه. هل غفرت له. هل ستبقى..
تقدم هو الاخر منها وقال " هل انتى بخير تبدين متعبه "
كانت بالفعل تشعر بالتعب فى الآونة الاخيرة خاصه بعد ان شفيت من اصابتها الاخيرة ولكنها لم تكن تتحدث من اجل اختها
قالت " لا انا بخير شكرا علي ما فعلته من اجل حنان "
نظر اليها وقال " لم انسي اتفاقنا "
اخفضت عيونها وقالت " وانا علي استعداد ل.." قاطعها " انا لم اقصد ما تفكرين به "
نظرت اليه فطالت نظرتهم الي ان اعادتهم اصوات الموسيقي فامسكها من ذراعها وهمس " ما رأيك لنرقص "
نظرت اليه وهزت رأسها اخذها بين ذراعيه ونظراتهم تنطق بالكثير وبدأت اغنيه تامر حسنى "قرب كمان" وتلاعبت الكلمات على اوتار قلبيهما...
وانا جنبك حبيبي بجد مش عارف اقولك ايه...معاك الوقت بيعدى ما احسش بيه. وأي كلام هيوصف ايه في لحظه بعيشها وانا وياك. كفاية عليه تبقي فى حضني وابقي معاك. قرب كمان من حضني وحس باللي بحس بيه...ده انا من زمان مستني اعيش وياك اللحظه دي يا حبيبي قول بحبك وانا اقولها معاك...
وكأن الكلمات تمسهم وتسري بينهم وكأنها تعبر عما يريد ان يقول ويخشي ان يقول فقربها اليه اكثر والتقت العيون واقتربت الوجوه وتلاحمت الانفاس واختلطت المشاعر نعم يريدها بجانبه بكل جزء من رجولته ينادى بها تمنى لو تشعر وهى بحضنه عما يعجز ان يقوله.
نعم تريده وتشتهى قربه ذلك الوحش الذى لم يعد بالنسبة لها وحش وليس ذلك الحلم فقط وانما هى ايضا ترغب لمساته قبلاته التى اشعرتها بانها انثي فقد علمها مشاعر لم تعرفها من قبل اشعرها بانها امرأة فقط لو كان. ماذا يعاملها كزوجه اوليس هذا ما طلبه ثم  اليست هى الحقيقة انها زوجته وتريده وتتمناه لم تعد تتحمل ان يكون بجانبها دون ان يأخذها بين ذراعيه الان هى تطير. تحلم تنسي الجميع تضيع بين عيونه تشتعل من انفاسه تمنت لو يحملها كما كان يفعل ويبتعد بها الى دنيا اخرى ليس فيها ما كان بينهم ليس بها الا الحب نعم هى تحبه تتمناه تشتهى قربه.
ضغط على خصرها وقربها اكثر واقترب بشفتيه من وجنتها وتمنى ان يقبلها ولكنه تحكم فى مشاعره وابتعد قليلا نظر اليها كانت تغمض عيونها وهى تلهث من انفاسها التى تسارعت من هذا القرب اسند راسه على راسها ففتحت عيونها فراته يحدق فيها ثم الى شفتيها الحمراء المكتنزة وكأنها ثمرة ناضجه تناجيه بان يقطفها اقترب منها اكثر وكاد يطبق عليها لولا ان انتهت الأغنية وقد فقدت هى كل حصونها امامه ولكن لابد ان تعود لنفسها وتتذكر الواقع انها كانت تحلم نعم حلم جميل مثل احلام سندريلا ولكن للأسف لا توجد جنية طيبه لتحقق لها حلمها..
لذا ما ان انتهت الأغنية حتى تركته وابتعدت بأسرع ما تبقي لديها من قوة كى لا يفضحها قلبها وعيونها اكثر من ذلك فقد كان جسدها كله يرتعش وحرارة شديده تسرى فى جسدها اسرعت للحمام لماذا كانت تشعر بسعادة من نظراته وبين يديه هل كانت عيونه تخبرها بذلك الكلام الذى عجز لسانه عنه...ام كشفتها عيونها له ..
استعادت نفسها واطمأنت على شكلها وخرجت...بينما ابتسم هو من ذلك الخجل الذى راه من احمرار وجنتيها هل يمكن ان تكون له ولكن برضاها هل تريده كما يريدها انها لم ترفضه ما حدث الان اختلف عن كل مرة كانت ترتجف بين يديه وربما سمع دقات قلبها وشعر بأنفاسها المتلاحقة تنباه انه ليس وحده الذى تغير هى ايضا تغيرت.
كان الفرح جميل حقا وتابعت اختها وهي ترقص مع اصحابها وعريسها وسلمت علي جيرانها من المنطقة...
واخيرا راته يتجه لامه ويجلس بجانبها ويقول " كنت اتمني ان امنحك رغبتك في زوجه من اسرة معروفه ولكن انا اسف لقد كذبت عليكى و.."
ابتسمت الام وقاطعته قائله " لا تكمل انا اعرف كل شيء "
نظر اليها بدهشه فاكملت " هي اخبرتني من اول يوم احضرتها لي. لذا تمسكت بها اكثر."
كانت صدمته كبيرة هل يمكن ان تكون فعلت ذلك ورغم ذلك تحملته بل ولم تخبره بشيء كل يوم يتأكد انه أخطئ في حقها ولم يفهمها جيدا وانه هو الان يفقد حصونه تجاهها وتزداد رغبته فيها كزوجه وربما..
اكملت امه " زوجتك انسانه رائعة لا تعرف الا الاخلاص والحب امينه علي بيتها تحفظ سرك وتتحمل الالم دون ان تبوح به كثيرا ما كنت ارى الالم والحزن في عيونها ولكنها ابدا لم تبوح بما داخلها ورغم ذلك زاد احترامي لها ويكفي ما فعلته من اجلي كما لو كنت امها هل اتحدث مرة اخرى ام وصلتك رسالتي ؟؟."
نظرات الحيرة ملأت عيونه ربتت امه علي يده وقالت " لن اتحدث عن الحب يا بنى ولكن ماذا عن المودة والرحمة انها تستحق ..لا تتركها ولا تتنازل عن ان تظل هى زوجتك بل وتمنى ان تكون ام اولادك لان من تفعل كل ذلك ستكون ام ناجحة ومربيه عظيمه لديها من القوة لان تحارب العالم دون استسلام "
كان ينظر لامه وقد ادرك كلماتها واصبحت تملاء قلبه وتنطلق من عيونه انها حقا انسانه غريبه رغم كل ما فعله معها لم تفكر يوما ان تشكيه والدته او تبوح بآلامها لاحد كيف تحملت كل ذلك وحدها الان ادرك انه كان انسان بلا قلب لا يعرف عن الرحمة او الشفقة اي شيء وحش كما اطلقت عليه ..
نظر اليها نظرته اليها كانت غريبه ولم تفهمها. توقفت الموسيقي كي يتناولون العشاء ذهبت الي مائدته بعد ان اطمأنت علي اختها لم يتبادلان اى حديث بعد ان رقصا سويا ليس اكثر من نظرات..
عاد الرقص والموسيقي ولكنه اختفي. خشيت ان يكون ذهب وتركها خرجت لتبحث عنه ولكن ما رأته اثار غضبها..
.كان يقف مع امرأة شقراء جميله وترتدى فستانا عاريا وكان يتحدث معها بجدية ثم بدء الاثنان بالضحك بشكل ظنت انه ملفت.
لم تتمالك نفسها ووجدت نفسها تندفع اليهم وما ان وصلت حتي قالت بنبرة حاولت ان تكون هادئة " يبدو اننى جئت في وقت غير مناسب او قاطعت شيء هام "
نظر اليها بدهشه بينما قالت المرأة " ومن انتى ؟ "
نظرت اليه فتدارك الامر وقد شعر بانها ليست على ما يرام وقال " ريم زوجتي. جوليا صاحبة شركات ... للسياحة "
ضاقت عيونها وبدأت الغيرة تأكلها كيف يضحك هكذا مع تلك المرأة ويتجاهل وجودها...بينما ابتسمت جوليا وقالت " ذوقك جميل ادهم زوجتك جميله حقا "
كان الضيق يتملكها والغضب يشتعل داخلها ولكنها حاولت ان تبدو هادئة وهي تقول " ميرسي انتى ايضا جميله "
نظرت جوليا اليها وقالت " ميرسي "
ثم نظرت لادهم وقالت " حسنا سنلتقى مرة اخرى ادهم قبل ان اسافر ليتك تحضر المدام معك الي اللقاء فرصه سعيدة مدام "
حاولت الابتسام حتي انصرفت المرأة كان متابعا لنظرات الغضب في عيونها وشعر انها ستنفجر في جوليا مثلما انفجرت في الممرضة و ما ان انصرفت جوليا حتي تركته هي الاخرى كى لا تفضح نفسها امامه فهو لن يهتم بمشاعرها.
ولكنه اسرع اليها وجذبها من ذراعها فنظرت اليه بغضب فقال " هلا تخبريني ماذا اصابك الان "
قالت بغضب " لا شيء انا اذكرك بوجودى واننى مازلت زوجتك واذا كنت امثل عائقا في طريقك فهيا طلقني وافعل بعدها ما شئت فانا اخبرتك اننى لن اقبل بتلك المهزلة لن اقبل بعلاقاتك هذه وانت الذى طلبت لهذا الزواج ان يستمر فلماذا طلبت وهو عائق فى طريقك هيا  فلتطلقني وبعدها افعل ما تشاء "
ضاقت عيونه وهو يتابعها. لقد ظنت انها احدى النساء اللاتي كان على علاقه بهن ابتسم وكأنما شعر بالسعادة فالان تأكد من غيرتها....
بينما تركته هي بغضب الي داخل القاعة توقفت قليلا حيث شعرت بدوار يصيبها امسكت رأسها حتي استعادت نفسها ثم اتجهت الي حماتها وجلست بجانبها في صمت..
يتبع...

رواية الوحش والنمرة.         بقلمى داليا السيدحيث تعيش القصص. اكتشف الآن