"لقد منعتني من إخباركم...أخبرتني أنها لن تتحدث معي مجددا لو فعلت كانت جادة فيما تقول...لم أستطع الإخلاف بوعدي" دافعت الشقراء عن نفسها فما ذنبها إن كانت إريكا عنيدة ذات رأس متحجر...هي حتى لم تكن تود إخبار لورين لولا القدر
"لماذا لم تخبرني أنا إذن ألست بتلك الأهمية؟" همست الكبرى بحزن ليتقدم جين مربتا على كتفها...هو يفهم إحساسها الآن جيدا...فلطالما عانى منه هو الآخر بما أن شقيقه الأصغر يكون جيون جونغكوك.
"لا تقولي ذلك...هي لم تكن تود إخبار أحد منذ البداية...لقد علمت بذلك عن طريق الصدفة فحسب....في تلك الليلة دخلت الشقة ووجدتها مغميا عليها...هكذا عرفت أنها حامل"
أردفت لورين مخففة عن روما التي و بكل صراحة تنهدت ببعض من الراحة...هذا يثلج صدرها نوعا ما
أما الغرابي فقد كان ينصت لكل كلمة بصدر منقبض و إحساس مقزز حقا عبث بدواخله...كل تلك المدة كانت تحتاجه....كان ينبغي عليه التواجد قربها...لكن ماذا فعل...جعلها تتألم وحيدة بدل أن يكون سندها و مأمنها كما كانت تعتبره....هو بكل ما في الكلمة من معنى قد خذلها!

"كله بسببك!" صرخت الشقراء في وجهه على حين غفلة موجهة أصبعها السبابة نحوه و قد دهش الجميع من الشرر الذي أصبح يتطاير من خضراوتيها
"اهدئي بنيتي...كلنا نعاني هنا...الصراخ لا يحل شيئا...ليس هو من أسقطها من على الدرج في النهاية...القدر شاء ذلك ونحن علينا أن نتحلى بالصبر!" تدخل السيد يونغ جاي في هذه المرة مدافعا عن ابنه الأصغر...لن يتقبل أن توجه أصابع الاتهام نحوه وحده بينما كل تلك الفترة كان يشاهده يعاني عن بعد...طفله أيضا كان يتألم أمام أعينهم...سوداويتيه كانت تشع ألما عن بعد و بوضوح....لو كان هناك آدمي سيفهم إحساس الغرابي هذه اللحظة فهو والده ولا أحد غيره....يونغ جاي وحده من بمقدوره تفهمه لأنه عانى تماما من نفس الإحساس بالذنب و لوم النفس، عاش نفس القصة الحزينة لكن بطريقة أبشع....دفع الثمن وقد كان غاليا متمثلا في حياة زوجته ولا يزال يدفعه ليومنا هكذا كلما رأى الكره في مقلتي أولاده...لا شعور في الكون أقسى من ذلك الذي في قلبه و الذي عاش برفقته لأكثر من عشر سنوات الآن....بل أضحى يتضخم يوما بعد يوم.
"لا بل هو السبب....أتعلمون لما أخفت الأمر؟...لما قررت أن تعاني وحدها كل ذلك الألم؟....لما كانت تخطط للسفر بعيدا لسويسرا وعدم العودة؟....لأنها كانت تظن أنه سيتهمها بالخيانة مجددا...سينكر أن ذلك الجنين من صلبه و هذا سيكون ضربة قاضية لحياتها....أرادت الهرب من كل شيء....أنا في حياتي لم أرى إريكا بذلك الضعف....كانت تتألم تحت ناظري وأنا مكتوفة الأيدي....ليس معنويا فحسب بل جسديا أيضا!...صمتت كثيرا لم أرغب في إخبارها أنه بالفعل يعلم الحقيقة...بعلم أنها مظلومة و هناك من خطط لتفرقتهما....خشيت أن تتعذب أكثر لأنه تخلى عنها بدم بارد...لم يأتي للبحث عنها و لم يكلف نفسه حتى بالاتصال و الاطمئنان على حالها....لكنني اضطررت لفعل ذلك...أخبرتها كل شيء لأنني لو لم أتحدث آنذاك لرحلت بعيدا و لم نكن لنعلم شيئا عنها......أتعلمون ما كانت ردة فعلها وقتها؟ انهارت....انهارت أمام عيني....لأفهم جيدا المقصود من كلامها عندما صرحت أن روحها غادرت جسدها...أنا رأيتها جثة بلا روح....مقلتين بلا بريق...ثم أتت تلك الليلة المشؤومة، عندما كانت ستفقد طفلها....لكنها قاومت لأجله...أقسمت أنها ستفعل المستحيل لتكون بخير، ليأتي لهذه الدنيا بسلام...رمت بألمها عرض الحائط لأن تلك الروح بداخلها بحاجة للنجدة...لأن حملها منذ البداية لم يكن طبيعيا...لم يكن كباقي النساء...لأن الخطر يحدق بجنينها من كل الجهات و بأبسط حادث قد يقتله....لذا لا يأتي لي شخص بينكم و يقنعني أنه ليس السبب!"
صرخت بحرقة إلى أن جرحت حنجرتها و بات صوتها مخنوقا مبحوحا جراء شهقاتها المؤلمة...كل تلك المدة التي تحلت فيها بالصبر تلاشت في لمح البصر لتنفجر عليهم بكل ما كبت داخلها من ألم وغضب و عتاب.
كل حرف نطقت به سرى في عروقهم كالصعقات الكهربائية، خاصة الغرابي...وقع كلماتها كان ثقيلا جدا على خافقه بل على أعضائه كلها التي ارتجفت....في هذه اللحظات كل ما يشعر به هو الكره! يكره نفسه لدرجة يتمنى فيها أن يلقي بها من أعلى بناية في سيؤول....لطالما تساءل داخله عن حالتها كل يوم من غيابها...وها قد جاءه الجواب الذي أحرق أوصاله ببطء....روحه تسحب منه ببطء ثقيل و قد بدا كل شيء أسود له لثواني مهدودة نتيجة للدوار الذي داهم رأسه.....أمر طبيعي بما أنه لم يكن يتغذى جيدا لأكثر من شهرين أليس كذلك؟!

Jungkook|| العنيدة والمغرورDonde viven las historias. Descúbrelo ahora