-28-

58.8K 2.8K 935
                                    

مرحبا ألماساتي كيف حالكن💜💜
أولا شكرا كثييير لدعمكم و تشجيعكم للبارت السابق 😍
و ثانيا هاذ البارت بيكون قبل الأخير 😇😇 ما بصدق إنو قربت النهاية 😭😭
أعطوه الكثير من الحب بليز و استمتعوا
=================================

جالسون كلهم في قاعة الانتظار ينتظرون على أحر من الجمر خبرا أو حتى معلومة بسيطة مطمئنة عن تلك القابعة وراء الجدران البيضاء لتلك الغرفة
زمنيا، لم يمضي الكثير من الوقت إلا أن كل دقيقة تمر على قلوبهم كاللهيب الحارق...كل ما يسمع بالأرجاء هو الصمت المطلق مرفوقا ببضع شهقات مكتومة صادرة عن صاحبة العينين الزرقاوتين التي تبكي دما من أجل شقيقتها....اختلطت عليها الآلام لم تعد تدري هل تبكي كون أختها الصغرى أخفت عليها خبر حملها أم لأنها قد تخسر جنينها الأول بسبب حادثة بسيطة شاءها القدر؟

الغرابي؟ يكاد يفقد صوابه أو أنه قد فعل وانتهى....يجوب الممر ذهابا و إيابا بينما يمرر أنامله بين خصلات شعره الفحمية ،يعتصرها بقوة ثم يحررها لتستقر على المنطقة ما بين حاجبيه و يدلكها ببطء لعل ذلك يبث لعقله بعض السلام
كل خلية في دماغه، في قلبه، بل في جسده غير قادرة على استيعاب ما يجري حاليا بحياته، المصيبة التي حلت على رأسه قبل شهرين لتقلب كل حياته رأسا على عقب بعدما حصل على الحب أخيرا، بعدما ظن أن الحياة ابتسمت في وجهه بعد سنوات من الأوجاع و إهمال النفس.

يحترق بدل النار نارين، من جهة ملاكه الغاضبة عليه بشدة، و طفله الذي لم يكن على علم حتى بوجوده و حينما فعل، هو على وشك فقدانه....حظه عثر لدرجة أنه لم يفرح بخبر قدوم ابنه لهذه الحياة كأي أب آخر في هذا العالم...وهذا كله بسبب من؟ بسببه!

أفاق من دوامة أفكاره على توسلات لورين الباكية:
"أرجوك يا إلهي فلتحميهما...إريكا ستتدمر حرفيا إن مات جنينها"
كانت تشابك أصابع يديها على صدرها بينما شلال من العبرات أغرق ملامحها الفاتنة، رؤيتها حزينة فاقدة الأمل هكذا أرسل رجفات مؤلمة لقلب عاشقها فما كان منه إلا أن اقترب منها و أخذ يمسح على ظهرها صعودا و نزولا بحنان بالغ
اتسعت حدقتيه بتفاجؤ عندما استدارت دافنة رأسها في صدره و قد حاوطت خصره بقوة لكن سرعان ما بادلها العناق هو الآخر هامسا بحنان:
"لا تيأسي و لا تبكي....متيقن أن كليهما سيكون بخير"
كلمات يونغي المطمئنة لم تجدي نفعا هذه المرة بل زادت الأمر سوءا فصاحبة الخضراوتين باتت ترتجف أكثر من قبل و شهقاتها تعالت في الأرجاء....حاولت قدر الإمكان تمالك نفسها...لكن خوفها تغلب على كل ما سبق لتردد بصوتها الذي زاد اختناقا نظرا لوجهها المدفون بصدر الآخر:
"أنتم لا تفهمون شيئا!"
رمقوها باستغراب، ما الذي قد تفهمه هي و هم لا يفعلون؟!
عقدت روما حاجبيها لتصبح واقفة أمامها و قد بدا على وجهها الانزعاج: "كنت تعلمين أليس كذلك؟" تساءلت بعتاب وسط عبراتها المنهمرة بحرقة هي الأخرى
حررت الشقراء نفسها من أحضان يونغي الدافئة لتصبح مقابلة الكبرى بعينين ذابلتين ووجه مطأطئ أرضا ثم عضت على شفتيها لتومئ موافقة.
"لماذا لورين؟...لماذا؟...كان بإمكانك إخباري على الأقل" تساءلت بنبرة أقرب للصراخ لتمرر كفيها على وجهها متنهدة بعمق، أكثر ما قد يؤلمها في هذه الدنيا هو أن تتعرض شقيقتها الصغرى للمتاعب بينما هي مكتوفة الأيدي عاجزة عن المساعدة....كان بإمكانها دعمها على الأقل بحضن دافئ كما تغعل دائما....روما كرست حياتها و هي تبذل قصارى جهدها لملء الفراغ الذي خلفه غياب والديها...،ما نفع وجودها إن لم تساند أختها في أقسى أيام حياتها؟....لكن ما يزيد ألمها هو طبيعة إريكا، مهما عانت ومهما قاست أو تألمت لن تشارك الآخرين حزنها...لطالما كبتته داخلها و حاربته وحدها إلى أن دخل الغرابي عالمها الصغير...آنذاك شاركته كل ما يخالجها صغيرا أو كبيرا.

Jungkook|| العنيدة والمغرورWhere stories live. Discover now