-22-

61.3K 3.2K 809
                                    

مرحبا ألماساتي إليكم البارت 22💜💜
أتمنى يعجبكم 😍😍
Smile&Enjoy
------------------------------------------------

"جونغكوك هذه شهادة وفاة والدتك الأصلية......أمك لم تمت بنوية قلبية بل كان طلقا ناريا"
نزل عليه كلامها كالصاعقة، بقي متجمدا في مكانه كمن سكبت عليه مياه مثلجة، استغرق بعض الوقت يحدق في بندقيتيها دون أي رد فعل يذكر، يبحث عن دليل يثبت كونها تمزح معه وأنها غير جادة، أنزل بصره للورقة التي بين يديه يتفحصها بتمعن تحت أنظار الأخرى القلقة فالأجواء بدت كذلك الهدوء الذي يسبق العاصفة
انتهى من قراءة الورقة التي كتب فيها بوضوح: 'سبب الوفاة: ثلاث رصاصات على مستوى القلب'
جعد الورقة بين قبضتيه لينقل نظره للجالسة أمامه تنتظر انفجاره، عقدت حاجبيها باستغراب عندما بدأت تخرج منه بضع قهقهات خافتة ثم ما لبثت إلى أن تحولت إلى ضحك هستيري وقد اصطبغت عينيه باللون الأحمر و كذلك الدماء هاجرت جسده لتستقر في وجهه
"هراء...هههه مزاح.....نكتة مضحكة حقا....على كل شكرا للمساعدة" أخذ يتحدث بين ضحكاته المتقطعة و قد بدى بالفعل مجنونا، أخذت إريكا الورقة من بين يديه لتضع بإهمال جانبا ثم احتضنت كفيه بين خاصتها تمسد عليهما بينما استمر هو بضحكاته
استوعبت أن الصدمة كانت قوية كثيرا عليه لتردف مخففة عنه:"أعلم أن الأمر صعب جدا عليك لكن سنتجاوزه معا، حسنا؟"
اقتربت منه فاردة ذراعيها رغبة في عناقه لكنه دفعها ليقول بابتسامة:"عما تتحدثين؟ أمي بخير، أمي لم تمت هي مازلت هنا...أمي قالت أنها لن تتركني وأنا أثق بها كثيرا...أكثر من نفسي"
نظرت إليه بشرود يبدو كمن فقد عقله وهي يجب أن تفعل شيئا بالتأكيد قبل أن يفقد صوابه فعلا، مهما كان وقع الخبر عليه صادما عليه أن يتحمل أن يصبر لا أن يفقد صوابه هكذا، قد يدخل في حالة نفسية معقدة آنذاك من الصعب إهراجه منها
هزت كتفيه بقوة لتقول بنبرة شبه عالية وصارمة بينما أعينهما معلقة ببعض:"جونغكوك لا تفعل هذا....الحقيقة هي الحقيقة وأنت يجب عليك تقبلها كاملة مهما كانت مرارتها....هل تظن أنك بتصرفاتك هذه ستغير شيئا؟ أنت فقط ستعذب نفسك أضعافا و تزيد الأمر سوءا....هيا عد إلى رشدك أرجوك"
ساد الصمت لدقائق ثم فجأة، أبعد يديها المستقرتين على كتف بعنف لدرجة أنها ارتدت على الأريكة، ثم نهض كالثور الهائج ليحطم كل ما هو موجود على الطاولة الزجاجية أمامه وانتهى بقلبها هي الأخرى محطما إياها بينما يصرخ بغضب لاعنا نفسه،الحياة والجميع، يشعر أنه كتلة لهيب مشتعلة غير قابلة للانخماد مهما حصل و بالفعل كانت هذه أخطر المرات التي انفجر فيها، غضبه حاليا لا يضاهيه شيء و لا يمكن لأحد تهدئته حتى لو كانت إريكا نفسها، حتى لو عادت أمه إلى الحيااة مجددا، هذا الانفجار هو حصاد تلك الآلام التي عاشها طول حياته...كلما مرت صورة أمه المبتسمة له بتلك الكدمات التي تزين وجهها زاد ثورانه أكثر فأكثر.

صاحبة البندقيتين كانت تحدق به بصمة بعض الوقت لتعود لرشدها فقامت من مكانها بسرعة عازمة على إيقافه قبل أن يؤذي نفسه، لم تشهده في مثل هذا الحال مسبقا، تجهل كيف تتصرف لكنها ستفعل أي شيء لتهدئته
ارتمت عليه من الخلف محتضنة إياه بقوة وهي تردد بانفعال:"توقف أرجوك...أن تؤذي نفسك وهذا يعذبني....اصرخ كما تشاء لكن لا تؤذي نفسك...أعدك أننا سنتجاوزه معا و سأفعل أي شيء لأساعدك"
فك قبضتها على معدته بقوة ثم استدار إليها وقد بدا مخيفا حقا لتبتلع ريقها بتوتر هو يرفضها تماما لا تعلم ماذا ستفعل
"أعذبك؟ حقا؟ كفي عن التمثيل رجاء لن أصدق مهما فعلت...لقد تركتني أكثر إنسانة أحبها في الحياة...أبعدوها عني بالقوة....ماذا سنتجاوز معا ها؟ بماذا ستساعدينني؟ ستعيدين لي أمي؟ سترجعين بالزمن إلى الوراء....هيا أتحفيني ماذا ستفعلين لأجلي بحبك هذا؟ أنت حتى لن تحبيني كما فعلت هي ،سلبوا مني حياتي وأنا أعيش كجثة هامدة منذ فارقتها.....اللعين كان ينظر في عيني كل يوم و يتصرف بأبوة و حنان.....أنا أكره كل شيء كل شيء وسأحرقكم جميعا كما حرقتم قلبي"
نظرت له بانكسار وهو يلهث بصدر يعلو ويهبط بسرعة، غلف الحزن عينيها فقد كان كلامه جارحا فعلا لم يمضي وقت طويل على وعده لها و ها هو يجرحها الآن، نفضت أفكارها لتتبعه إلى غرفته التي غادر مسرعا إيها...أقنعت نفسها أن كلامه غادر ثغره دون إذن منه فهو غير واع الآن و لا يدري ما يقوله، من المؤكد أنه لم يقصد حرفا منه وإن بدا صادقا، لا يمكنه إهانة حبها له بهذه الطريقة بعدما جاهدا للحصول عليه لكنها و بالرغم كل شيء عليها أن تقف بجانبه
دلفت الغرفة التي كان بابها مفتوحا فلمحته هناك يقلب الأدراج ثم يصفعها بعنف باحثا عن شيء ما
"جونغكوك!" نادت عليه بهدوء
"اخرجي وإلا لن أرحمك أقسم" صرخ فيها بغضب لتجفل من نبرته المرعبة وقد بدا جادا تماما كأنه نسي من تكون و على استعداد لخنقها بين يديه دون أن يرف له جفن
ابتلعت ريقها مجددا لتردف بنبرة حنونة أكثر هدوءا وقد اقتربت منه تمسح على ذراعه بلطف قائلة بحزن:"أرجوك لا تتصرف معي هذا...أنظر إلى عيني...أنا هنا أحبك و مستعدة لتقاسم الألم معك...لو كان بيدي لأخذت ألمك كله ووضعته بقلبي و أقسم لك أنني لن أنتحب و لن أشتكي....فقط أخبرني كيف أريح غضبك و سأفعل مهما كان الثمن"
لوهلة شعرت بالثقة و السرور كون غضبه اختفى كما اعتقدت، وملامحه صارت أكثر هدوءا. لكن ذلك البرود الذي غلف سوداويتيه أثار الرعب في قلبها فعلا...لم ينظر إليها هكذا يوما...ابتسم بخبث مظهرا أسنانه بطريقة مخيفة لينطق ضاغطا على حروفه:"تحبينني ومستعدة لفعل أي شيء؟"
ترددت من نبرته تلك لكنها لم ترد أن يظن أنها خائفة منه لذلك حافظت على هدوئها و أومأت بابتسامة صغيرة
"مهما كان؟" أمال رأسه يسألها ولا تدري لما انتابتها رجفة غريبة لذلك لكنها رغم كل شيء ابتسمت وأومأت موافقة
"إذن أثبتي لي" أمرها و لم ينتظر منها أية كلمة ليجذبها من ذراعها بعنف كأنها شيء جامد وليست إنسانا، ثم رمى بها على السرير بعنف واعتلاها مقيدا ذراعيها على رأسها وقد أقسمت أنها لا تحس بهما من شدة الآلم
"جونغكوك ماذا تفعل؟....جونغكوك آااه ابتعد عني...أرجوك " صرخت متألمة فورما انهال على عنقها بقبلات متوحشة يغرز أسنانه في جلدها بينما هي تتلوى تحته من الألم...هو كان غير واعي لتأوهاتها المتألمة، لا يدري لما يفعل بها ذلك، لكنه فقط غاضب و يكره كل شيء وكل شخص حاليا، وجد جرحها و إهانتها وسيلة لإطفاء ناره المتقدة...هي أخبرته أنها تحبه و ستفعل كل شيء لأجله لذلك فكر بأن يجعلها تدفع ثمن هذه الجملة التي سمعها من قبل...من والدته و قد اتضح له فيما بعد أنها كاذبة
إريكا تعبت من الصراخ و التوسل إليه، حاولت أن تعيده لوعيه و أتشفع له قبل فوات الأوان، لكن لا هو يتمادى و يتمادى ويأبى التوقف....خاب ظنها به...جرحها كثيرا كما لو كان قد غرس سكينا في قلبها و ذلك أهون ربما....هو حتى لا ينظر لوجهها، لعينيها..مستمر لالتهام جلدها كما لو كانت قطعة قمامة...كأنها فتاة ليل دون قيمة أو جاه.
توقفت عن المقاومة و قد سكن جسدها تحته لترفع ذراعها بعدما فك سراحها ظنا منه أنها استسلمت، فرت دمعة من عينها ثم تلتها أخريات يتيمات لكنها مسحتها بكم قميصها بعنف لتردف ببرود تام وهي تحدق بالسقف:"توقف"
نبرتها الباردة جعلته يبتسم بخبث، هذا ما يريده، أن يحطمها، يؤلمها و يبعدها عن حياته، لم يعد يريد بشريا قربه...الموت أهون له بعد كل شيء
ابتعد عنها لينهض مقهقها بحقارة ليحدق ببندقيتيها الجامدتين:"أرأيت؟ لا تقولي كلاما أكبر منك! أهذا هو كل شيء عندك؟"
اعتدلت واقفة لتقترب منه كثيرا حيث ظلت فقط بضع إنشات تفرق وجهيهما لتهمس بأكثر نبرة باردة قد استعملتها في حياتها:"أنت شخص حقير و مقزز"
ثم غادرت من الغرفة بسرعة بقلب يدمي....تلوم نفسها بعدما ألقت بها في التهلكة...كان عليها اتباع صوت عقلها منذ البداية و أن تكتفي بمن لديها وعدم الثقة بأي مخلوق آخر أيا كان

Jungkook|| العنيدة والمغرورWhere stories live. Discover now