「 2 」

13.8K 650 164
                                    

السِــيـرك
___________________________________

POV ;

لطالما كنتُ مع السِيرك طِوالَ حيَاتِي، لَيسَ و كأننِي أردتُ هذَا .. لا، هذِه ليسَت قِصةً أينَ يكُون حُلمِي أن أكونَ مِن أعضاء السيرك و الكُل يعامِل بعضَهُ كـفردٍ مِن العائلَة.

كلا، هذِه قِصةٌ و جانِبٌ آخر مِن هذِه الحيَاة، قِصةٌ أين كَثُر الطمَعُ و القسوَة فِي القُلوبِ، أين الرِجالَ يستغلون النِساء للجِنسِ و اللهوِ، أين الكُل يستخِفُ بِقُدراتِ الأقل منهُم شأنًا -أو كَما يعتقِدون-

و الجَانِب الأسوء، أنه بالطبعِ لِكُل سِيركٍ مُهرِجُه الخاص، و قد صادَف أنهُ أنا.

لا اسمَ لِي طبعًا، و كيفَ ذَلك؟ هنا اسمُك هُو مَا أنتَ علَيه فقط.

معظم تسمياتي كانت " المُهرِج " " أحدَبُ الظَهرِ " أو " المَسخ " لو أنكَ عطُوف ..

و كمُهمة أي مهرج في هذا العصر، تَتِم السخرِية علَي و ضربِي أمام مئاتٍ مِن الناسِ يوميًا لترفِيههم و حتَى أنهم يرمونني داخِل قفصِ الأفاعِي و الأسودِ إن تأخرتُ بانجاز أعمالِي و تنظِيف مُخلفاتهم.

لكِن الحقِيقة هي أنَا لَم أكره أي أحد لهذا، مِن الصعبِ أن تحكُم علَى القسوَة و أنتَ لم تعرِف العطفَ أبدًا.

بالإضافةِ الى ذلك.. كَان لدَي دومًا شخص ما أتطلعُ اليه، أولِيفر حبِيبُ مالِك السِيرك و العرض الأساسِي.

أحيَانًا أتسائلُ، هل هُو مصنُوع من المطاطِ ليَتمكّن مِن ثنيِ عظامِه بهذَا الشكلِ .. و هُو مُعلقٌ بالهواء !!

كَان الشخصَ الوحِيد الذِي يُشفِق علي و يساعِدنِي بين الحين و الآخر، أحيانًا يُحضِر لِي حصته من الطعَام بِحجةِ أنه يتبعُ حِميةٍ و أحيانًا يأتِي لِيخرجَنِي خِلسَة من الأقفاصِ، و كَان كُلمَا يذهَبُ للمدِينَة مع حِبيبه يُحضِر لِي كُتُبًا طِبيةً لأننِي مرةً أخبرتُه عفويًا أننِي مُهتم بعلم التشرِيح البشرِي.

أصبحتُ مُنبهرًا بعلمِ الطب شيئًا فشيئًا، أردتُ أن أفهَم كُل شيء عن ذلِك العالَم الداخلِي الذي يجعَلُنَا من نحن عليه: المخ، الرئتان، العظام، العضلات و القلب ..

لا اعلَم لم عِلم الحياة استحوذ على عقلي و مخيلتي، لكن أعتقد فقط أنه ساعدني على الهرب من واقعي فازدادت رغبتِي و الحاحي بالتعِلم، و أوليفر لم يمانِع أبدًا احضار المزيد مِن تلكَ الكُتبِ القيّمة.

و أعتقِد هذَا مَا جعلَنِي أتعلقُ بِه، ايمَانُه بِي.

عندما لم أكن أؤدي بالسيرك، كنت أؤدي دور طبيبٍ في مخيلتي، اتخيل هيكلًا في عقلي و يداي تقومان بتشريحه تلقائيًا.

اقترَب مِني فلوري و بزَق عليّ اهاناتٍ قد اعتدتُ سماعها :
" يا الهي! يا له من أمرٍ مُحرج .. أنت حقًا تظُن نفسك ذكيًا، أليس كذلك تَظُن أنك شخصً مفكر ؟ "

ضربنِي بقدَمه على وجهِي لأسقُط ثم أردف :
" حان دوركَ أيها الأحدب، تحرك "

نهضتُ بسرعةٍ أخبِئ اوراقي و كُتبِي خوفًا من هذا المُغتصِب، بجدية! لا اعلمُ كيف يتحمل أوليفر التواجد مع أشخاص بهذه القسوة.

ذهَبتُ أمشِي بصعُوبةٍ مِستنِدًا على يدي بسببِ هذِه الكُتلةِ على ظهرِي، أكره كونِي أحدبًا و أريد اصلاحَ هذَا لأتمكن من المشيِ بطرِيقة عادية بدلاً مِن المشِي كقردٍ مُعاق.

و لكن الشيئ الذِي لم أكن اعرفُه انني فِي هذِه الليلَةِ المُمطِرة  فِي سيركٍ سيئ فِي لُندن ..

كنت على وشك مقابلَة الرجُل الذي غيّر حياتِي الى الأبد !



___________________________________

「 Frankenstein 」 ➳ TKWhere stories live. Discover now