「 3 」

7.6K 553 135
                                    

الـطَـبِـيــب

___________________________________

دَخَـل ذو الملامح الآسيويةَ الحُلوة و الذي كان فِي مُقتبلِ عُمرهِ يُوجِه نظَراتٍ باردةً و مُشمئزَة لكُل مَا يراه، يشُق طرِيقَه بخُطواتٍ واثِقةٍ بين الحشَد و يتفحَصُ كُل التفاصِيل التِي تلتقِطُها عَينَاه.

كان يرتدِي ملابسا فاخرة، بدءً من بذلته و حذائه الناصع و معطفه الطويلِ الأسودِ و قُبعَتِه الطوِيلة إلى رائحة عطره المركز التِي انتشرَت بشكلٍ مُخيف.

توقفَ عِندَ مُرورِه بقفصِ الأُسود و جَلسَ يُحدِق بواحد منهم متفحصًا إياه،  مُخترقًا جِلده فِي ذهنِه يرسم أعضائه الداخلية كَما لو أنهُ طبِيبٌ يستعِد للقيَام بعملِيتِه الجراحِية، مُردِدًا لنفسِه  : " أتيتَ لِهدفٍ، عليكَ إنجازُه جونغكُوك "

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.



توقفَ عِندَ مُرورِه بقفصِ الأُسود و جَلسَ يُحدِق بواحد منهم متفحصًا إياه،  مُخترقًا جِلده فِي ذهنِه يرسم أعضائه الداخلية كَما لو أنهُ طبِيبٌ يستعِد للقيَام بعملِيتِه الجراحِية، مُردِدًا لنفسِه : " أتيتَ لِهدفٍ، عليكَ إنجازُه جونغكُوك "

قَطع أفكارُه صوتُ مَالِك السيرك و هُو ينادِي على التجمِع الغفِير فالتفتَ " سيدَاتِي و سَادتِي ! لتشهدُوا الآن الأقدَام التِي تتحدَى الموتَ و التِي تتسلقُ للسماء ! الفاتِن أوليفَر "

قالَ مالك السيرك مُشِيرًا لِحبيبِه الذي يتسلق حبلًا بفخرٍ ثُم قام بتحية الجُمهُور نازعًا قُبعَته و نزل من المنصةِ ليترُك الانتباه لـعشِيقه. 

كَان أولِيفر يتمدد و يقفز على الحبل من ارتفاعٍ عالٍ تارَة و يُمثِل أنه سيقعُ تارةً أخرى فيصرخُ الجمهُور حُبًا و رغبَة بالمزِيدِ.

و كَانَ أحدَبُ الظهرِ يوجِه الأضواء علَى صدِيقه و ابتسامَة تشُق مُحياه، كان آداءُ أوليفَر أجملَ شيء فِي هذا السيرك.

بينمَا كانَت أعيُن مالِك السيرك تشتعِلُ نيرَانهَا غضَبًا و غيرةً لأن حبِيبهُ قَد نظَر لـ "المسخِ" كما يُسمِيه هُو و غمز لَهُ مُمازحًا إياه.. فلَم ينتبِه الا على تغيُرِ ملامِح "المسخِ" من ابتسامةٍ سخِيفةٍ بلهاء إلى تعابِير مصدُومة فور أن سمِع صوتَ ارتِطامٍ.

「 Frankenstein 」 ➳ TKحيث تعيش القصص. اكتشف الآن