الـطَـبِـيــب
___________________________________
دَخَـل ذو الملامح الآسيويةَ الحُلوة و الذي كان فِي مُقتبلِ عُمرهِ يُوجِه نظَراتٍ باردةً و مُشمئزَة لكُل مَا يراه، يشُق طرِيقَه بخُطواتٍ واثِقةٍ بين الحشَد و يتفحَصُ كُل التفاصِيل التِي تلتقِطُها عَينَاه.
كان يرتدِي ملابسا فاخرة، بدءً من بذلته و حذائه الناصع و معطفه الطويلِ الأسودِ و قُبعَتِه الطوِيلة إلى رائحة عطره المركز التِي انتشرَت بشكلٍ مُخيف.
توقفَ عِندَ مُرورِه بقفصِ الأُسود و جَلسَ يُحدِق بواحد منهم متفحصًا إياه، مُخترقًا جِلده فِي ذهنِه يرسم أعضائه الداخلية كَما لو أنهُ طبِيبٌ يستعِد للقيَام بعملِيتِه الجراحِية، مُردِدًا لنفسِه : " أتيتَ لِهدفٍ، عليكَ إنجازُه جونغكُوك "قَطع أفكارُه صوتُ مَالِك السيرك و هُو ينادِي على التجمِع الغفِير فالتفتَ " سيدَاتِي و سَادتِي ! لتشهدُوا الآن الأقدَام التِي تتحدَى الموتَ و التِي تتسلقُ للسماء ! الفاتِن أوليفَر "
قالَ مالك السيرك مُشِيرًا لِحبيبِه الذي يتسلق حبلًا بفخرٍ ثُم قام بتحية الجُمهُور نازعًا قُبعَته و نزل من المنصةِ ليترُك الانتباه لـعشِيقه.
كَان أولِيفر يتمدد و يقفز على الحبل من ارتفاعٍ عالٍ تارَة و يُمثِل أنه سيقعُ تارةً أخرى فيصرخُ الجمهُور حُبًا و رغبَة بالمزِيدِ.
و كَانَ أحدَبُ الظهرِ يوجِه الأضواء علَى صدِيقه و ابتسامَة تشُق مُحياه، كان آداءُ أوليفَر أجملَ شيء فِي هذا السيرك.
بينمَا كانَت أعيُن مالِك السيرك تشتعِلُ نيرَانهَا غضَبًا و غيرةً لأن حبِيبهُ قَد نظَر لـ "المسخِ" كما يُسمِيه هُو و غمز لَهُ مُمازحًا إياه.. فلَم ينتبِه الا على تغيُرِ ملامِح "المسخِ" من ابتسامةٍ سخِيفةٍ بلهاء إلى تعابِير مصدُومة فور أن سمِع صوتَ ارتِطامٍ.
أنت تقرأ
「 Frankenstein 」 ➳ TK
Science Fiction"يَداه ساحِرتان مِثله ، لَيتَهُ يطعَنُنِي بِهما أو يَخنِقني حتى المَوت لِأرتاح " • إذا كُنت تبحث عن رواية خيال علمي غير مكررة، أحداث شبه صادمة، شخصيات باضطرابات نفسية، غزلٍ لذيذ، ثقافة علمية و أدبية، فهذه الرواية المناسبة لك. تَنــوِيه : -الرِوايَة...