الفصل السابع والعشرون

187 40 142
                                    


كاد علي بابا ورفيقاه يدخلون العاصمة، كانت المنازل مضاءة لكنها بدت مظلمة مقارنة بالقصر؛ فالألسنة المستعرة التي تسابقت لأعلى القصر نشرت ضوءًا محمرًا على مساحة واسعة. كان الصراخ والهتاف الصادران من السكان المرتعبين يعلو شيئًا فشيئًا كلما اقتربت الجياد من حدود العاصمة.

لم يبد الوضع بهذا السوء من بعيد، بدأت ساقا حسام تثقلان عند دخولهم العاصمة ورؤية الهلع المنتشر في الشوارع، تلفت وهو يراقب الحراس الذين ينظمون الإخلاء، والأشخاص المذعورين الذين يجرون مبتعدين، دخل البعض في حالة صدمة فاضطر الحراس لدفعهم أمامهم بينما كان البعض الآخر يسبقون الحراس في رعب شديد وخوف على أرواحهم.

أعاد حسام نظره نحو رفيقيه اللذين اخترقا الفوضى بشجاعة وتصميم كبيرين وبدأ يتساءل إن كان لوجوده هنا سبب، هل يجب عليه أن يتبعهما؟ هل يهرب ويتركهما؟ هل... سيموت اليوم دون أن يتذكر هويته الحقيقية؟

- حسام، مرجانة.

نادى علي بابا رفيقيه، تحدث بصوت عالٍ ليُسمعهما:

- حاولا البقاء قريبين مني؛ حتى لا تتوها.

- حسنًا.

ردت مرجانة بصوت مرتجف قليلًا بينما أحس حسام بجسده يبرد شيئًا فشيئًا من أصابع قدميه صعودًا. هو لا زال في الخامسة عشرة وليس من العيب أن يخاف في مثل هذه المواقف... صحيح؟

إذًا لماذا لن يريحه علي بابا ومرجانة من عذابه؟ لماذا لا يتركانه يلحق بالإخلاء؟ لقد ظن أن مرجانة- على الأقل- تراه طفلًا.

قفز جوادا علي بابا ومرجانة ليتفاديا مظلة دكان ملقاةً على الأرض، وقفز جواد حسام ليفعل المثل، عند نزوله على الأرض أحس بشيء يلمس رقبته.

قرط الكهرمان.

هل أبقاه علي ومرجانة معهما بسبب... "آمبر"؟ ألهذا السبب يريدانه معهما؟

ابتلع حسام ريقه وقد بدأت رؤيته للأمر تتضح، هما لم يرفضا تركه يهرب لأنهما قاسيان، بل لأنهما يثقان به وبـ"آمبر" ويريدانهما معهما ليقدما كل المساعدة الممكنة.

ابتسم ضاحكًا على سذاجته، هو لم يعد مراهقًا ضعيفًا، امتلاكه لـ"آمبر" يعني امتلاكه لقوة لا يستهان بها. بالرغم من أنه لا يذكر سبب وجوده هنا إلا أنه يثق في أن القدر رماه مع هذين الاثنين لسبب، وهو لن يتخاذل عن مساعدتهما.

- إن حدث أي شيء...

بدأ حسام حديثه بصوت مرتعش قليلًا لكن عالٍ بما فيه الكفاية ليُسمع، تابع:

- ... اعلما أنني أحببتكما على عكس ما توقعت.

أطلقت مرجانة ضحكة صغيرة، ثم التفتت نحوه قائلة:

مغارة الأربعين حراميحيث تعيش القصص. اكتشف الآن