الفصل الرابع

184 32 46
                                    


شعر علي بابا كأنه كان يتلقى اللكمات منذ ساعة، آلمه وجهه وعنقه وكل شيء، لكن ما آلمه أكثر أن جميع محاولاته للخلاص باءت بالفشل، فقد تكالب عليه رجلان، هذا الذل كان أمرّ من اللكمات، والأمرّ أنه لا يستطيع التفكير تحت وطأة كل هذا الضرب.

متى ينتهي منتصر من اللكم حتى يستطيع هو التصرف؟!

فجأة شعر علي بالرمال تلقى على وجهه بقوة، هَبوب؟ لا، بل كانت مرجانة.

عندما فتح علي بابا عينيه وجد مرجانة تقف يساره شاحبة الوجه متجمدة الأطراف، ألقت الرمال للتو في وجه منتصر ورفيقه وجعلتهما ينشغلان بعيونهما التي أعماها الرمل عنه.

- أحسنتِ!

تملص علي من قيوده ونهض ليرمي منتصر أرضًا، ثبت يديه خلف ظهره وهم بربطهما بأقرب شيء وجده أرضًا: عمامته، لكن صوت الشاب الآخر جعله يتوقف.

- ريان، أبعدهما!

انبثق تيار مائي آخر من الأرض، أحكم علي الإمساك بمنتصر واستخدمه كثقل ليبقى مكانه، لكن مرجانة تلقت الضربة كاملة وطارت للخلف قبل أن تسقط أرضًا بعنف. لحسن حظ علي كانت الرمال أخشن وأكبر من أن تستطيع عينا الشاب التعود عليها أو التصرف فيها، ومع منتصر أرضًا غير قادر هو الآخر على فتح عينيه كانت فرصة علي سانحة لإنهاء الأمر.

بعد لكمة قوية على ظهره- ترك علي بابا منتصر أرضًا ثم رمى رفيقه قربه، ربط يديهما معًا بإحكام بعمامته ثم نهض.

- أنتما رهن الاعتقال بموجب قانون تنظيم السحر بتهمة استخدامه في تهديد الأرواح وقتل حصان بريء، بصفتي مندوبًا من السلطان خالد أعلنكما مجرمين مستحقين للعقوبة التي يراها السلطان مناسبة.

- أيها الخائن!

شتمه منتصر بحنق بينما حاول التخلص من قيوده بلا جدوى. اقتربت مرجانة بوجل من علي وناولته الخنجر دون أن تبعد عينيها عن المجرمين أرضًا.

- شكرًا.

ابتسمت مرجانة، وبدا من عينيها أنها فهمت أن ما يشكرها عليه علي أكثر من مجرد مناولته الخنجر. انحنى علي أمام الرجلين وفتشهما وهو يسأل:

- أنتما هاربان من السجن الشمالي، ألست محقًا؟

امتنع الرجلان عن الرد، لكن ما ارتدياه كان دليلًا كافيًا ليجيب على سؤال علي؛ فجميع المساجين هناك يرتدون جلبابًا رماديًا مثل الذي ارتداه هذين.

وجد علي شيئًا صغيرًا في جيب الشاب؛ دبوس من الفضة الخالصة، رأى علي العديد من الحلي في الماضي ليميز الفضة الخالصة من الحديد المطلي، لكن الجوهرة اللامعة في منتصف الدبوس هي ما جذب اهتمامه، كانت حجر زمرد كبير ذو لمعة زرقاء أخاذة، كان لونه مائلًا للأخضر كزرقة البحر في الجزء الأقرب من الشاطئ.

مغارة الأربعين حراميحيث تعيش القصص. اكتشف الآن