الفصل الرابع عشر

154 29 52
                                    

اضطر علي بابا ومرجانة وعلاء الدين للعودة للقصر بخفي حنين، فالمسحوق السحري الذي كان ضروريًا لفتح مدخل المغارة نُثر في الصحراء، وبدلًا عنه وجد الثلاثة أنفسهم مضطرين لأخذ الصبي والرجلين ليتم حبسهم واستجوابهم، خصوصًا بعد الهذيان الغريب الذي تفوه به الصبي الذي أغمي عليه بعد استفاقته بقليل.

طال جدال علي ومرجانة في توزيع الأشخاص الست على الجياد الثلاث؛ فقد رفضت مرجانة رفضًا باتًا أن يقود علي بابا حصانًا وهو في حاله هذه رغم إصراره على أنه بخير.

- ماذا إن أغمي عليكَ وسط الرحلة؟

- سيتابع الحصان عدوه دون أي تأثر؟

أجابها مستغربًا من العذر الواهي الذي تفوهت به، لكنها نهرته مجيبة:

- قد تسقط من على الحصان أيها المغفل!

لذلك قررت مرجانة أنها ستأخذ الصبي معها وسيركب علي بابا مع علاء الدين بينما سيرميان بالرجلين الآخرين على الحصان الثالث.

وهكذا عادوا للعاصمة بعد غروب الشمس بساعات أكثر إنهاكاً مِمّن عاد مشياً على قدميه.

لكن ما رأوه حال وصولهم أنساهم التعب الذي كانوا يشعرون به وملأ أجسادهم بالرعب بدلًا منه.

ترجل ثلاثتهم من على جيادهم أمام بوابة القصر التي ازدحم حولها الناس، مجموعات خارجة من الداخل وهي تصرخ وتبكي ومجموعات أخرى تهرول داخلًا وهي محملة بدلاء الماء لتخمد الحريق العظيم الذي التهم نصف القصر الشمالي.

علا الصراخ هنا وهناك بين أشخاص يبحثون عن معارفهم وآخرين أصيبوا بحروق مؤلمة، بينما علا عويل بضع نساء لم يعثرن على أبنائهن العاملين في القصر إلى الآن.

ثبّت علي بابا أحد الحراس الخارجين من القصر وسأله:

- ما الذي حدث؟!

تنقلت عينا الحارس الجاحظتين بين علي بابا ورفيقيه لثوان وهو يجاهد لتكوين جملة مفيدة، بعد ثوان قال بصوت مهتز:

- إنه مارد المصباح... خرج فجأة عن السيطرة!

أخرس هذا الرد علاء الدين، فهو أعلم الثلاثة بـ"نوا" وطباعه، ويعلم جيدًا أن ما قاله الحارس مستحيل، صرخ به قائلًا:

- يستحيل ذلك! "نوا" لن يفعل هذا!!

تابع الحارس طريقه خارجًا من القصر باستعجال غير عابئ بما قاله علاء، فورًا مسح علاء على خاتمه وقال لعلي بابا ومرجانة:

- سأذهب لتفقد من في القصر!

أخرج علي بابا دبوس الزمرد من جيبه وقال:

- وأنا وريان سنساعد في إخماد النار.

خرج كل من "روبي" وريان من مستوعبيهما ووقفا أمام صاحبيهما، تحدث علاء بسرعة آمرًا "روبي":

- "روبي"، خذيني لصالة القصر الرئيسية.

- لا.

بهت علاء مما سمع، هل "روبي" هي من قالت "لا"؟! أم أن الضوضاء ورائحة الدخان الخانقة لعبت بعقله.

سألها بذهول:

- ماذا قلتِ؟

- قلت لن آخذك إلى هناك.

- لماذا؟!

- حتى لا تساعد من يحترق بالداخل.

كاد علاء لا يفهم ما قالته "روبي" للتو، هي لم ترفض له طلبًا من قبل، ولم تستهن بأرواح الناس في حياتها قط.

- "روبي"!! ما الذي دهاكِ؟!

- لقد عادت لرشدها.

تحدث "أمارا" فجأة من خلفهم، جفلت مرجانة إثر سماع صوته؛ فهي لم تشعر به يترك العقد. التفت الجميع نحوه ببطء حذر؛ فصوته لم يحمل ذات النبرة المشرقة التي ثرثر بها دائمًا، بل بدا أبرد وأقسى، اقترب منه ريان ووقف بيمينه مواجهًا علي بابا في عرضٍ واضح لعصيانه هو الآخر، تابع "أمارا":

- هل تظنون أن التخلص من قطاع الطرق الثلاثة كان صعبًا علينا؟ نحن مردة بحق الله! شيء كهذا لن يقف في طريقنا.

أشار "أمارا" لمرآته التي ظهرت بين أصابعه فورًا، تفقد انعكاسه عليها وأضاف بلا مبالاة:

- لم نؤخركم في الصحراء إلا لأن "نوا" طلب منا ذلك، فخطته اقتضت تأخيركم إلى أن يحرق القصر بأكمله ثم سنساعده نحن في التخلص من باقي العاصمة.

- "أمارا"! هل جننت؟! توقفوا عن هذا فورًا!!

- تأخرتِ عزيزتي.

ربت "أمارا" على خدّ مرجانة بابتسامة أسرت القشعريرة في جسدها ثم التفت نحو ريان آمرًا:

- ريان، هلا أوقفت أعمال الإطفاء؟

لم يتحدث ريان بل اكتفى بالتلويح بكفه، إثر حركة يده اختفت كل المياه التي حملها الناس في الدلاء وتحولت إلى ضباب كثيف ما لبث أن تصاعد إلى السماء.

ساد الارتباك في الأجواء لوهلة لكن صراخ من بداخل القصر طلبًا للمساعدة أعاد الجميع لرشدهم وعادت الحركة للمكان.

- لماذا تفعلون هذا؟!

أمسك علي بابا بتلاليب قميص مارده وهزه بعنف لكن ريان تابع التحديق فيه ببرود، أعاد علي سؤاله بصوت أعلى فهمس ريان مجيبًا بصوت خافت لم يسمعه علي بابا.

- ماذا قلت؟!

تنهد ريان بامتعاض وقال بصوت أعلى:

- لأن اليوم هو الأول من أبريل.













~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

كذبة أبريل سعيدة! 😂😂😂😂😂😂😂😂😂

لم أستطع تمالك نفسي عندما واتتني الفكرة وقررت تنفيذها فورًا، خصوصًا وأن تعديل الفصل الرابع عشر استغرق وقتًا أطول مما ظننت.

أذكر أنني قرأت فصلًا مشابهًا لهذا في قصة أخرى فقررت اللعب بكم أيضًا، خصوصًا وأن هذا الاثنين صادف الأول من أبريل بمعجزة إلهية 😂 أرجو أن أكون قد خدعتكم ولو قليلًا. 😉

أراكم الخميس المقبل مع الفصل الحقيقي والذي سيكون آخر فصل من الفصول التي نُشرت في السابق، ويوم الاثنين إن شاء الله ستبدأ الفصول الجديدة. 👋

مغارة الأربعين حراميWhere stories live. Discover now