الفصل السابع

213 37 61
                                    


- سحقًا!

تراجع علي بابا مبتعدًا عن مخالب الأسد للمرة الألف، كلما تراجع خطوة متفاديًا إحدى قائمتي الأسد حاول الأسد ضربه بالأخرى، كان في موقف لا يحسد عليه؛ تصبب عرقًا وانقطعت أنفاسه. كلما رجع خطوة للخلف تقدم الأسد خطوة للأمام، وهو بطبيعة الحال لم يبارز أسدًا من قبل، لذلك صعُب عليه قراءة الموقف واختيار اللحظات المناسبة للهجوم، كما أن قلقه على مرجانة شغل جزءًا من عقله.

عندما لمحها قبل قليل كاد يتجمد من الخوف، كانت غارقة حتى معدتها في الرمال ومحاولاتها للخروج تزيد من كربتها، لم يدرِ كيف آل بها الحال هكذا لكن من الواضح أنه إن لم يتصرف أحدهما فستهلك لا محالة. المشكلة أنه لم يملك ثانية ليلتقط أنفاسه ناهيك عن مساعدتها أو مساعدة نفسه؛ فقد بدا أن الأسد مصمم على تمزيقه اليوم وإلا فلن ينام مرتاحًا.

- ريان!

- ... ليس بعد...

جاءه رد ريان باردًا وغير مبالٍ كالعادة، كاد عليّ أن يرمقه بغيظ لكنه لم يستطع؛ إذ أن مخالب الأسد وجدت طريقها لذراعه هذه المرة، مزقت كم جلبابه وأحدثت ثلاث جروح طويلة على طولها. أمسك علي بيده متألمًا وتراجع خطوتين أخريين، لحسن حظه كان قد تراجع في اللحظة التي خدشه فيها الأسد لذلك لم تكن الجروح عميقة جدًا، لكن لا زالت تنزف دمًا وتنبض ألمًا.

بدا وكأن رؤية دم علي بابا زادت من حماسة الأسد؛ فقد بدأ يهاجم بقوة أكبر، زادت حركته ومعها زادت معاناة ريان في التركيز، كل قطرة دم يركز فيها تذهب بعيدًا قبل أن يحكم سيطرته عليها. إن أراد إعادة ما فعله مع الثعبان فسيحتاج لتثبيت الأسد بطريقة ما.

تنهد ريان بملل بعد فشله في التحكم بدم الأسد، قرر تجربة شيء آخر فجثى أرضًا، وضع راحتيه على الرمال ثم أغلق قبضتيه ورفعهما بقوة، تبعت المياه الجوفية حركة يديه وانبثقت بقوة من تحت الأسد راميةً إياه بضعة أمتار للخلف.

.............................

بدأ الذعر يتملك مرجانة، كادت الرمال تبتلعها إلى صدرها وهي لا تزال لا تدري ماذا تفعل، حاولت جاهدة سحب نفسها للخارج لكن جميع محاولاتها باءت بالفشل، لا يوجد شيء لتتمسك به ولا تستطيع الاستعانة بـ"أمارا" ولا مناداة عليّ لإخراجها لأن كليهما سيسحبان معها للأسفل، كما أن علي- ولسبب لم تفهمه- كان يتبارز مع أسد ظهر من العدم.

كان علي بابا مبارزًا جيدًا عندما عرفته، استطاع استخدام كل شيء تقريبًا كسلاح، لكنها واثقة أن كل مقدراته لن تجدي أمام مخلوق ضخم خلق للقتل، لم تدر أتدعو من أجله أم من أجلها هي، كلاهما في حاجة ماسة للدعاء الآن.

أخذت مرجانة نفسًا ثم قررت أن القلق سيعطل تفكيرها فقط، أعادت تركيزها للمرأة المبتسمة الواقفة أمامها، ظنت مرجانة في الأول أن مقدرة ماردتها هي التحكم بالرمل والهواء، لكن عندما أعادت ما حدث في عقلها استدركت أن ما تحرك لم تكن الرمال، بل جسد المرأة والآن جسدها هي، أيعني هذا أن ماردتها تستطيع تحريك الأشياء مهما كانت؟ هواء، رمال، أشخاص كل ما شاءت؟

مغارة الأربعين حراميWhere stories live. Discover now