الجزء الثانى" البارت الأول "

21.6K 469 63
                                    

ما زلت أعرف أن الشوق معصيتى
والعشق والله ذنب لست أخفيه

قلبى الذى لم يزل طفلا يعاتبنى
كيف انقضي العيد وانقضت لياليه

يا فرحة لم تزل كالطيف تسكرنى
كيف انتهى الحلم بالأحزان والتيه

كان ينام ذلك الصغير ذو التسع سنوات على قدميها وهى تلعب بشعره
منزعجه من أنه لم يأخذ الكثير من والده فعيونه وبشرته أخذهم منها
ابتعد الصغير عن قدمها وهو ينظر إليها
آدم: ماما انتى ليه مكملتيش الحكاية
ابتسمت جميلة بهدوء له : انا وقفت لحد فين وانا اكملك
آدم بحماس طفولى: لما وقعتى من فوق اوى
جذبته جميلة مره اخرى ليضع رأسه على قدميها: نام كده وانا هكملك
نفذ آدم كلامها وبدأت هى بإخباره كل شئ قد اخبرها به مجدى بعد موت أمير بسنوات فهو أصبح مشلولا الآن وهى استعادة ذاكرتها
جميلة : لما انا وقعت من فوق أمير مسك ايدى مكانش عايزنى أقع كان خايف بس المجرم التانى ضرب أيده بالنار وانا وقعت اتخبطت كتير لحد ما وقعت تحت خالص فى ميه
وقتها كان واحد ماشي بعربيته فى المكان ده هو ومراته سمعوا صوت الميه لما انا وقعت فيها أمر الرجالة بتوعه يروحوا يشوفوا فى ايه
ناس منهم نزلوا البحر ولما لاقونى طلعونى وكنت لسه بتنفس فضلت ست شهور فى غيبوبة وعرفت انى نسيت كل حاجه وهما فضلوا يقنعونى انهم أهلى وانا صدقتهم لحد ما قابلت أمير وخدنى وسافرنا واتجوزنا
كانت تتكلم وهى شاردة بكل شيء حدث لها مع أمير
لم تجد من صغيرها رد نظرت له وجدته قد غطى بنوم عميق
ابتسمت بخفه عليه وضمته أكثر لأحضانها وهى تستند على الحائط خلفها وتغمض عينيها

: اقتله
- نظر ذلك الطفل بصدمة وهو يرتجف هز رأسه بالنفى
ولكن الأخير جعله يمسك المسدس: قولتلك اقتله
سقطت دموع هذا الطفل وهو ينظر للرجل الكبير الذى يرتجف أمامه ويتوسله ألا يفعل
ولكن اغمض الصغير عينيه وأطلق النار على رأس الذى أمامه أصابت الطلقة رأسه ووقع أرضا فاقد الحياة
: بطل هو ده ابنى
نظر له الصغير بدمعه متحجرة فى عينيه تأبى الخروج وجعل النظره باردة وغادر من المكان بعدما أصبحت ثيابه مغطاة بدماء ذلك المظلوم

دخل ناصر للمنزل بعدما طرق كثيرا الباب ولم تفتح جميلة له
نظر بالداخل وجدها جالسه أرضا مغمضه عينيها وآدم ينام على قدميها
اتجه لها بهدوء وهو ينادى عليها
فتحت عينيها تنظر له
جميلة : ناصر تعال
ناصر : ماسه معيزاش تسكت عايزه تيجى لآدم
ضحكت على الصغيرة التى تضرب والدها لتحرر يدها من قبضته وبعدما تحررت منه أسرعت لآدم النائم
ماسه: آدم اصحا بقا انت بتنام كتير
عقد ذلك النائم حاجبيه ولم يرد عليها
وعندما لم تجد منه رد عبس وجهها وهى تقول: فهد كان بيقول لى تعالى نخرج مع بعض
انتفض آدم من نومه وهو ينظر إليها بشر لم تكن تلك النظرة بريئة ابدا لطفل بعمر التسع سنوات
آدم بصراخ: هو كلمك تانى
ماسه وهى تبتعد عنه قليلا وترفع يدها بحيرة: بس انا مردتش عليه وقولت لازم اجى اقولك عشان تضربه
آدم: وانتى وقفتى معاه ليه
لم يجد منها رد أمسك بأذنها يجذبها حتى تألمت
ماسه بدموع: سيبنى خلاص أخر مره
كانت جميلة وناصر ينظرون للموقف بدهشه حتى أخيرا تحركوا وهم يبعدون آدم عن ماسه
جميلة بحده وهى تحاول ابعاده عنها : سيبها يا آدم انت بتعمل اى
آدم: قولتلها متقفش مع الغبى فهد ده وبردوا بتقف معاه دى عايزه اموتها
أبعد ناصر آدم عن ابنته وهو يبتسم بخفه عليه
احتضنت ماسه جميلة وهى تبكى
ماسه وهى تفرك عينيها: شوفتى يا ماما جميلة بيضربنى
جميلة وهى تواسيها: متزعليش انا هخليه يتأسفلك
أخذ ناصر آدم للخارج وتركوا ماسه مع جميلة
ناصر بعد صمت وهو يسير وآدم بجواره: ينفع اكده تضربها
آدم بهدوء: الغلطان يستاهل ينضرب
ناصر وهو ينظر له : وهى غلطت فى ايه
آدم بشر: قولتلها قبل كده لو وقفتى معاه تانى هقتلك وبردوا مسمعتش كلامى
ناصر بهدوء: اتحكم فى نفسك يا آدم متبجاش عصبى ومتهور اكده ده انت اللى هتاخد حق الغالى
نظر له آدم بصمت
ناصر مبتسما: تعرف انا مش خايف على بتى عشان معاك
ابتسم آدم باتساع لكلام ناصر وظل يسير بجواره

صعيدى يمااهWhere stories live. Discover now