الفصل الحادى والعشرون#

23K 559 49
                                    

حين التقينا والدموع ُ تساقطت
            كقــلادةٍ منـها تنــاثر ماسـُـها
وتكلمَـت وشفاهاً كانت ترتجف
             فلمست شيـئاً كان يسكن نفسَـها
فمسحت دمعاً كان يجري مسرعاً
              قالت: بربك دع دموعي وشأنها
سألتها: ماذا جرى يا حُـلوتي؟
             فأجهشتْ تبـكي وتنظرُ حولـــها
فسألت نفسي ما أصَابها يا تُرى
             ماذا بدمعـها قد يكونُ ومـا بــها؟
قامت فقالت: يا حبيبي إنني
             يعزّ بُعدي عن ديـارك كـلّــها
فسكتّ أكـتمُ فى ضلوعي مرارةً
             قد ذقتها من نار شوق حنيـنها
وقلت يكفي يا حبيبتي ارحمي
             نفسي التي ما عدتُ أحمـلُ ويلها
فودّعتني بليـلٍ بات يقتــلني
               فليس عندي من يحلّ مكانها
وتمنّيتُ لو سالت بقربها دمعتي
              لترى حبيباً يبكي يوم رحيلها
لكن دمعتي تجمّدت في مُقلتي
            ولمّا أدارت وجهها، سالت بعدها
فكتمتُ نبضي وأعدمتُ قلبي
           فلمن أبقى في الحياةِ أعيــشها؟

كانت فرح تقف بداخل تلك الغرفة ودموعها تهبط على وجنتيها ترتجف من فكرة وجودها بمكان مظلم
اقتربت من الباب وهو تدقه بضعف
فرح : حد يفتح
جلست على الأرض تستند على الحائط وتغمض عينيها
فهى ترتعب من الأماكن المظلمه ولسوء حظها لقد وقع هاتفها أيضا ولا تعلم أين سقط

كان أمير يسير بالممر الذى بنهايته الغرفة التى تجلس بها فرح
ولكن أتى شخص وهو يلهث من شدة سرعته
: أمير.... أمير بيه
أمير : فى أى
: تعال بسرعه معالى وزير الداخليه فى مكتبك وعايز يشوفك
عقد أمير حاجبيه لما يريده هذا الشخص : طيب جول له شوية وجاى
نفى الشخص الذى أمامه برعب: لا لا تعال دلوقتى
أمير بحده: ما خلاص بجا يا حمار انت جولتلك هاجى وراك
كاد الشخص الذى أمامه يلطم على وجهه: هتودينا فداهيه تعال حالا ابوس ايدك
نظر له أمير شزرا: خلاص غور من اهنه رايحله
وجه أمير نظره لتلك الغرفة التى بنهاية الممر
تنهد : انتى هتستنى شوية
واستدار ليتوجه لمكتبه
دخل المكتب ووجد أمامه رجل جميل الخلقه ولا يظهر عليه انه كبير فى العمر
وقف مجدى وهو يغلق زر الجاكيت الخاص به
ابتسم مجدى لأمير وهو يمد يده ليصافحه
أجاب أمير طلبه ولم يكلف نفسه أن يرد له الابتسامه
أمير بهدوء: اتفضل اجعد
جلس مجدى على الكرسي مره اخرى وتوجه أمير ليجلس أمام مكتبه
مجدى: بصراحة أنا جايلك علشان حاجتين
اومأ أمير له يحسه على الكلام
مجدى: اول حاجه عايز اشكرك بنفسي لأنك مفرقتش بين ابن وزير وابن واحد عادى وطبقت القانون عالكل
أمير بهدوء: ده واجبى وانا بعمله
مجدى: الحاجه التانيه بنتى كانت جايه عايزه تعمل معاك مقابلة وهى متهورة شوية
وقبل أن يكمل مجدى كلامه قاطعه أمير
أمير : بتك اللى نطت من عالسور مش اكده
اومأ مجدى له
مجدى: انا دلوقتى جاى اعتذر منك
أمير ببرود: انت لسه جايل انك مبسوط عشان مفرجتش بين ابن وزير وابن واحد عادى وانت تعرف الجانون وتعرف كمان أن بنتك اتعدت على أموال عامه وتعتبر جريمه
نظر مجدى بحده له ولبجاحته
مجدى بضيق: جريمه عن جريمه تفرق وبنتى معملتش حاجه وانت عارف كويس اوى انى اقدر اخدها
رفع أمير نظره بغضب له : ماشي جولى هتاخدها كيف يا سيادة الوزير
تنهد مجدى وهو يحاول أن يعود لهدوءه: يا ابنى انا مش عايز مشاكل واعتذرتلك
نظر أمير له وبحزن للكلمه التى نطقها ولم يكترث بها فهو لم يكن يقصدها بمعناها
نادى أمير على العسكرى الذى أمام الباب
دخل العسكرى يهرول: اؤمر يا فندم
أمير : هات الصحافيه اللى اتمسكت هاتها اهنه
دب العسكرى بالأرض وهو يؤدى التحيه واتجه للخارج ليقوم بما طلبه أمير
ظل مجدى يجلس منتظر أن تأتى ابنته
وأمير وقف وأخذ يفتح بعض الملفات ينظر لها
أتت فرح وأسرعت لحضن والدها وأخذت تبكى
مجدى: مالك يا حبيبتى حد عملك حاجه
لم ترد عليه فرح وظلت تحتضن والدها
أغلق أمير الملف الذى أمامه واتجه ليخرج من المكتب ويتركهم على راحتهم
ولكن تصنم بمكانه وخفق قلبه بقوه وهو يسمع صوتها
فرح بنحيب: يا بابا حطونى فى اوضة ضلمه وقفلوا عليا ومحدش كان راضي يفتحلى

صعيدى يمااهWhere stories live. Discover now