الأخير#

24.8K 540 107
                                    

#من قال أن الحياة عادلة.....
ومن أخبركم أن الخير بالنهاية سينتصر.....
تلك الكلمه أصبحت قديمة الآن..... الحياة عادله فقط مع أصحاب النفوذ.....أصحاب الممتلكات....
ولكن من الممكن أن تأخذ مجرى آخر غيره....
تلك ليست قاعده فى الحياه.....
الآلاف والملايين يموتون كل يوم اما بسبب حبهم الذى لم يتوج بالزواج..... أو بسبب فقرهم الذى جعلهم يتوجهون للحرام .....أو أسباب أخرى لا نعلمها
ليس كل ما هو ظاهر الحقيقه وأيضا ليس الجميع يحاسب على أعماله فى الدنيا ......
يوجد دار أخرى لا يفهم معناها سوى القليل وتلك الدار العقاب بها اضعافا.....#

كانت فرح تجرى هائمه على وجهها تتذكر عندما طرق بابها أحدهم وحين فتحته لم يتكلم بل ظل ينظر إليها ودمعه حاره سقطت من عينيه
كيف يخبرها وأى شئ يقول
هل يخبرها أن الحياه لم تكن عادلة معهم وأنهم انظلموا مثل الكثير
كانت فرح تنظر لعبد الله وإلى دمعته تلك
فرح بدموع تجمعت فى عينيها وبصوت خافت: أمير
شعرت هى ماذا يحدث من غير كلام
احست بروحها تنقبض وضعت يدها على رقبتها ونظرت له ودموعها أخذت مجراها على وجهها: هو فين
إعلموا شيئاً آخر من يحب أحد فروحه ترتبط به كما لو كانوا روحا واحده بجسدين
هناك من عرف العشق على أنه اتصال بين أجزاء النفوس
ولم يقل اتصال بين الأجساد فقط ...
لم تعلم هى كيف استقلت الطائرة أو كيف أصبحت الآن بالمشفى كل ما تعلمه أنها تريده وتريد رؤيته
كانت تجرى وعبد الله يحاول اللحاق بها
اخبروها مكان غرفته دخلتها وهى لا ترى جيدا من كثرة الدموع التى بعيونها
رأته نعم هو حبيبها ممدد على الفراش لا حول له ولا قوة
ارتمت على ركبتيها أمام سريره وهى تأخذ يده وتقبلها بجنون: أمير اصحى أمير متسبنيش
وبدموع حارقة ظلت تمسك يده وتهزه بعنف لكى يستيقظ وينظر لها
كل من كان يراها كان يبكى على دموعها
كان أمير يشعر بها وبدموعها التى تحرق روحه يجاهد أن يفتح عينيه ولكن يشعر بحمل ثقيل عليهم
ظل يحاول فتحهم فهو يتمنى نظره اخيره منها
نظر لها أمير وهو ينظر لكل انش فى وجهها يريد أن يحفظ تلك العينين التى وقع لهم لشعرها الذى سقط الحجاب من عليه بعدما جعلها ترتديه من جديد وسقطت خصلات منه على وجهها لفمها وانفها كل مكان بوجهها
رفع يده ووضعها على وجهها أمسكت هى يده تتشبث بها
أمير ببحه فى صوته: جميلة سامحيني
سقطت دموعها أكثر مع كلمته يا الله ماذا يحدث معى أمير ودمعه سقطت ببطء واستقرت على وسادته: عرفت انى هموت بس متأخر جوى سامحينى جبتك معاى ومكنتش اعرف انى هسيبك لوحدك
فرح بصراخ: متقولش كده انت هتخف
أمسكت يده ووضعتها على بطنها وهى تكمل كلامها بخفوت: وابننا يا أمير هتسيبه
اغمض عينيه وفتحهم مره اخرى لم يعد يقوى على الصمود
أشار لعبد الله بالاقتراب
أسرع عبد الله إليه وهو يلبى طلبه
أمير بخفوت: خليهم يطلعوا برا وتعال
أخرج عبد الله كل من بالغرفة ناصر ومجدى الذى يقف وينظر بشماته لما يحدث وذلك الطبيب الذى باع ضميره من أجل حفنه من الأموال
عبد الله وهو لا يريد البكاء : قول يا صاحبى
أمير بصوت يضعف كثيرا: انا اشتريت البيت اللى جولتلك عليه خد جميلة تعيش فيه احميها يا عبد الله ومتعرفش حد انها حبله
ونظر إلى جميلة التى تجلس بصمت ودموع تغرق وجهها
أمير وهو يبتسم بهدوء: فى علبه صغيرة فيها رسايل دول لولدى لما يكبر جوليله يجراهم وجوليله كمان أبوك بيحبك جوى
وصمت لثوانى من الألم الذى شعر به ثم أكمل: تحت البيت فى أوراق دول كمان لولدى خليه هو يدور عليهم ويعرف فيهم ايه
صمت مره اخرى ولكن لدخول أحدهم الغرفة
حمدان وهو يحتضن أمير بصوت مختنق: جوم يا ولدى
نظر له أمير : خلى بالك من امى واخواتى متعملش فيهم كيف ما عملت معاى
ظل حمدان يحتضن ابنه وهو يسمع كلامه
تقدم مجدى وهو يجذب حمدان من حضن ابنه
مجدى بصدمه: انت اللى خدت ابنى انت سرقته انا فاكر انا شوفت وشك فين ابنى
وظل يحرك فيه بجنون : فين ابنى بقولك
رفع حمدان كفه وهو يشير لأمير الذى ينظر لهم
حمدان ببكاء: ولدك أهو اللى انت جتلته
نظر مجدى لأمير بضياع وهتف بسرعه : لا لا
واقترب يجذب المحلول ويلقيه أرضا وهو يهز أمير
ألقى عليه أمير نظرة حزينه وعلى شفتيه ابتسامة استهزاء ثم اغمض عينيه
صدر صوت جهاز عالى يعلن عن توقف القلب
ابتعدت فرح لنهاية الغرفة وهى تنظر للجميع الذين التفوا حوله
ومجدى الذى سقط أرضا عينيه مفتوحه ولا يتحرك
هزت رأسها بعنف وهى تجلس بنهاية الغرفة تضع يدها على أذنها وتنظر لأمير الذى لا يتحرك
انكمشت على نفسها وعيونها عليه
لم تظهر أى ردة فعل أخرى فقط تلك العينان الذى أخبرها أمير كثيرا بمدى عشقه لهم تنظر إليه ولا تبعدهم عنه

صعيدى يمااهWhere stories live. Discover now