تساءل في داخله عن ما هيئة الشخص الذي هي عليه إن كانت أمًا تترك ابناءها خلفها دون أي كلمة، اشياء من الماضي لن يتوقف عن النبش خلفها حتى تظهر كل خيوط الحقيقة المتسترة ، اشياء عديدةٌ تومض في رأسه لم ينتبه لها قبلًا ، إشاراتٌ صغيرة قد لا يكون لها اي معنىً على الاطلاق ، لكن عندما يتفكر ويمعن النظر يجد ان بداخلها الكثير

أراد أن يهاتف جون و يرى كيف حاله ، لكنه تراجع في اللحظة الأخيرة ، فماذا عساه يقول له بالضبط؟ فقاد سيارته الى منزلِ حمُّوه مشغول البال

***

راقب جايمس حفيده البالغ غمره ثلاث سنواتٍ يسير بخطواتٍ متعجرةٍ يتبع الكلب في الحديقة ، وارتشف شيئًا من القهوةِ وهو يرجع رأسه الى الخلف يضيق عينيه يتتبع بنظره الطفل يجري بين العشب المقلّم بعناية في اثر الكلب

راقبت زوجته الطفل بدورها بقلقٍ بادٍ وهو يقع على الارض ، وكادت تنهض بهلعٍ ناحيته لولا انه نهض من نفسه مبتسمًا ويقهقه احدى قهقهاته الطفولية معجبًا بالتجربة ، مما جعلها تعاود الاسترخاء مجددًا على مقعدها الوثير وهي تتنهد بإرهاقٍ من نشاطه المفرط ، ثم ولت اخيرًا زوجها انتبهًا وقالت "ما كان الموضوع الذي رغبت بالحديث بشأنه."

"لا اعرف كيف اصيغ ذلك. لكن، هل تتذكرين جوليا؟"

لم يكن يحتاج لأن يوضح اي جوليا هو يقصد ، فمن الجلي من محياه انه يتحدث عن تلك المرأة التي لم تسنح لها الفرصة لمعرفتِها حق المعرفة ، الصهباء الجميلة صاحبة الإبتسامةِ الخجلة ، والتي بطريقةٍ ما ، ما تزال الى اليوم مغشيةً تحت الضباب كانت سببًا في احداث شرخٍ عميقٍ في العائلة

بحذرٍ تلفتت حولها خوفًا من ان يظهر ايٌ من أبناءهم في ايةِ لحظةٍ ، رغم انهما ما يزالان يتحدثان اساسًا بطريقةٍ مبهمةٍ لحدٍ ما ، وقالت تثبت نظرها عليه "جايمس ، ما الخطب؟."

"هل تتذكرينها جيدًا يا ايزابيلا؟."

"اجل ، بالطبع اتذكرها، ما هذا الكلام؟."

"في الليلة التي انفصل فيها بلايك عنّها ، تلك الليلة بالذات حملت معها شيئًا مهمًا لم تخبر اي احدٍ بشأنه ولا حتى بلايك نفسه ، تبين انها لم تمنح الفرصة لأن تفعل من الأساس."

قطبت حاجبيها بغير فهمٍ من ايٍّ مما يتفوّه به زوجها الذي اعتاد دائمًا ان يتحدث بإضاحٍ تامٍ وأن يكون شفافًا ، وحاولت التكهّن عن معنى و مغزى كلامه ، لكنه حينما اطال الصمت قالت بصبرٍ "إلى ما ترمي؟."

"المرأة كانت حبلىً يا ايزابيلا ، وهي وضعت مولودها بالفعل."

حبست انفاسها تمامًا ولم تنتبه انها كانت تفعل حتى التفت اليها جايمس بكامل وجهه ، فاطلقتها ببطءٍ غير قادرةٍ على الاستيعاب او عما اذا كان ما سمعت به صحيح ، و أول شيءٍ نطقت به "ياللمصيبة."

(متوقفة) vanilla scentحيث تعيش القصص. اكتشف الآن