الفصل التاسع والعشرين
#الكوافيرالمقاتل
#هناءالنمر
لم يعجب أمجد ابدا بطريقة عدلى فى الحديث ، كانت كمن يقول شيئا لكنه يخفى خلفه شيئا أخر ، لكن ماطله أمجد طويلا دون ان يوضح من كلامه شيئا ، مجرد ردود بلا اى معنى حتى يصل لنهاية ما يريده منه ،
... معرفتش اقولك حمدالله على السلامة فى المستشفى ، قلت اجى لحد عندك هنا واقولهالك ...
أجبر امجد نفسه على الابتسام وقال ... الله يسلمك ، مكانش فى داعى ابدا للتعب ، سلام حضرتك وصل وزيادة ...
... اكيد لا ، انت ليك جميل كبير اوى عندى ، كفاية اوى انك اكتشفت مرض سيلا ، الدكتور قال انه مجرد اكتشافه بدرى ، كان تلات اربع العلاج ...
... الحمد لله انها بخير ...
... الحمد لله ، بالمناسبة ، انت فكرت فى الموضوع اللى انا كلمتك فيه قبل كدة ، يوم الحفلة ، انا قلت لعمك يكلمك تانى ...
... فعلا ، كلمنى امبارح ، وقلتلى ردى ...
... وليه لأ يادكتور ...
... انا متأسف ، انا مليش فى البزنس ، انا جراح ، وبحب شغلتى ، علاقتى الوحيدة بالأدوية ، انى اوصفها لمريض ، انما اشتغل فى صناعتها ، لأ ، مليش فى الحكاية دى ...
سكت عدلى لبرهة ومازال يحتفظ بنظراته المقلقة والتى قد بدا لأمجد مغزى هذه النظرات ، وما أكد له ذلك ، قول عدلى
... طبيعى تحب شغلتك ، اللى اعرفه ان والدك ووالدتك ماتو بسرطان ، صح يادكتور ...داقت عينا أمجد ولم يرد للحظة ثم قال ... فى حادثة ، ماتو فى حادثة ...
... بس كان عندهم سرطان برده ، بس سرطان من نوع مبيموتش ، نفس نوع السرطان اللى عند سيلا ، بنتى ...
وضغط عدلى على اخر جمله وهو ينطق بها وكأنها تأكيد من نوع ما او تلميح لشئ معين ، يفهمه امجد ، لكن امجد قد قرر تجاهل تلميحاته من بداية حديثهم حتى يصرح بما يريده واضحا ،
قال دون اى زرة توتر ... وحضرتك عرفت منين الكلام ده ...... عندى نسخة من تقارير العلاج بتاعهم ، الجراحة والكيماوى ، ما هو كانوا بيتعالجوا فى مستشفى الجيش برده ؟
... وعندك تقارير لعلاجهم ليه ؟ بتقلب ورايا مثلا ؟
... لا لا لا يادكتور ، هقلب وراك ليه بس ، كل الحكاية انى كنت بتابع كل حاجة عن مرض بنتى ، انت عارف ، دى بنتى ، ولازم اهتم بيها ، وصدفة لقيت اسم والدك ووالدتك متسجلين فى تقارير وزارة الصحة فى الامراض النادرة ، شوف ، سبحان الله ، جت لحد عندى لوحدها ...
للمرة الثالثة تجاهل امجد تلميحه وادعى الغباء وقال
... انا مش فاهم حاجة ، هى ايه دى اللى جت لحد عندك لوحدها ...
YOU ARE READING
الكوافير المقاتل ،،،، هناء النمر
Actionالوحدة هى عنوان حياتى ، رغم وجود الكثيرين والكثيرين حولى ، رغم عملى الذى لا يترك لى لحظة لأتنفس فيها ، أو حتى لأفكر فى وحدتى هذه أو أبحث عمن يؤنثها ، لم يكن يعلم أحد أنى أعيش على طيف ذكرى إمرأة داخلى منذ أكثر من خمسة عشر عاما ، ولم يترك...