الفصل السابع والعشرين

5.4K 173 1
                                    

الفصل السابع والعشرين

#الكوافيرالمقاتل

#هناءالنمر

وقفت وهى تعقد زراعيها أمام صدرها تستمع لكل المعلومات التى استطاع الرجل جمعها عن أمجد ، عمله ، عائلته ، علاقاته النسائية ،
وبالطبع قد اندهشت كثيرا من كل ما سمعت ، بل الأكثر أنها قد حزنت أكثر من أجله ، وإستمرت على مدى حديث الرجل يعزو عقلها سؤال واحد ، هل من الممكن أن تكون هى السبب فى بقائه حتى الآن وحيدا بهذا الشكل  ،  وهل نزواته النسائية هذه حقيقية أم أنها مجرد أقاويل لا أكثر ،  لكن لم لا ، فقد أقام معها علاقة وهو يعلم أنها متزوجة  ، فهذا يعطى أحقية لحقيقية الأمر  ، لكنه قد كان صغيرا فى هذا الوقت  رغم نضوجه الزاخر عقليا وجسديا  ، لكن فى النهاية لم يكن  يتعدى عمره أكثر من تسعة عشر عاما ، وقد كان اللوم كله يقع عليها هى ، فقد كانت فى الخامسة والعشرين من عمرها  .

... سلمى هانم  ، سلمى هانم  ،  حضرتك كنتى سامعانى ولا ايه ؟

أمائت برأسها بالإيجاب ثم قالت ... لكن متعرفش أى حاجة عن الفترة اللى قلتلك عليها دى ...

قال الرجل ... الفترة دى وغيرها يافندم  ، مظهرش ولا حدش عرف عنه حاجة غير اول ما استلم شغله فى مستشفى (   ) العسكرى  ،  قبل كدة كان فى مدارس داخلية عسكرية لحد ما خلص كلية ، حتى الإجازات كان بينزل فيها قليل اوى ...

... طيب ، روح انت ،  وأول ما تعرف حاجة جديدة بلغنى بيها فورا ...

... حاضر ياهانم ، بعد إذن حضرتك ...

... اتفضل ...

استدارت وعادت بإتجاه البيت وقد فاض عقلها بوابل من الأسئلة  التى ليس لها إجابة  والتى جعلت من أمجد  لغز كبير بالنسبة لها ،  لغز يجعلها لا تثق ابدا فيه ،  أو تثق فى قدرته على مواجهة عدلى من أجلها ، أو حتى هى ،  لم تكن قد قررت بعد هل من الممكن أن تجازف بعداوة عدلى من أجله ،  ولم لا ، فهى تحبه ، قد تكون تعشقه ، مازالت تذكره وتذكر كل ما كان بينهما حتى الآن  ، احتفظت بأبنائه  رغم أنهم ثمرة خطيئة ، وعاشت بهم ولهم طوال حياتها ،
اختارت إحدى الشرفات الواسعة للدور الأرضى والتى يفصل بينها وبين الحديقة بضع درجات سلم لا أكثر ، جلست على أحد الكراسي  العاجية البسيطة الملتفة حول طاولة صغيرة ، وهى تفكر فى ابنيها  واللذان كالعادة ينقبض قلبها عند ذكرهما ، والرعب الذى تعيشه خوفا من افتضاح أمرها وكشف ستر الماضى امامهما يوما ما ، وما يزيد من رعبها أكثر أنها تشعر بقرب هذا اليوم .

وما يزيد ويزيد من هذا القلق والخوف ما تراه الآن نصب عينيها ، عدلى ،  سيارته تدخل من باب الحديقة البعيد  ، وتتوقف بالقرب من الباب الرئيسى للبيت ،
ابتسمت بسخرية وهى تقول لنفسها انه يبدوا انه لم يتحمل فقط تجاهله من ليلة أمس حتى الآن  ، حتى يأتى إلى هنا بنفسه ،
إقترب منها من بعيد وعلى ملامحه شتى معالم الغضب تبدو واضحة تماما ،  جلس فى الكرسى الذى يقابلها دون أن يلقى التحية حتى ،  لم تهتم ولم تتحدث ، فقط  انتظرت ما سيقوله بأريحية ،
أطال النظر لها لثوانى وحين لم يجد أى رد فعل وأنها قد تستمر فى هدوؤها هكذا الذى دائما ما يفتت ثباته أمامها رغم جبروته المشهور به مع الجميع ، فحاول تصنع نفس درجة ثباتها هذه وهو يقول
...  ممكن افهم ايه اللى بيحصل  هنا بالظبط   ؟

الكوافير المقاتل      ،،،،   هناء النمرHikayelerin yaşadığı yer. Şimdi keşfedin