الفصل الحادى عشر
#الكوافيرالمقاتل
#هناءالنمر
اعتقدت انه سيعاملها بشكل مختلف بعض الشئ رغم جديته المعتادة فى عمله ، خاصة بعد ليلة أمس ، والعشاء ، حديثهم ، وأيضا الايميل الذى أرسلته وخاصة أنها متأكدة انه يشك بها كمرسلة لهذا الايميل .
لكنها فوجئت بنفس المعاملة القديمة بل أقل ودية منها ، تجاهل تام ، نداء دائم بلقبها حتى وهما وحدهما ، أوامر مستمرة بطرق ضايقتها .
قد كان يبدوا الإرهاق واضحا تماما عليه ، وشرب أكثر من خمسة مرات قهوة ، رغم أنه دائما ما يكتفى بقهوته الصباحية فقط وأحيانا فنجان آخر فى اخر اليوم قبل إنصرافه لا أكثر ،
لم تعلق وادعت عدم الاهتمام المطلق ، وبادلته معاملته برسمية تامة ، وكأن هذا هو الأمر العادى بينهما ، رغم قلقها من هذا التغيير الذى طرأ عليه ، فقد كان أمس أكثر ودية من ذلك ، فى العمل ، وفى العشاء ،
ماذا حدث أثناء الليل ليكون صداه بهذا الشكل ،فى نهاية اليوم ، اتمت وسلمت كل شئ ، وخرجت مسرعة من القسم ، فقد سبب لها هذا اليوم ضيقا وضغطا عصبيا أكثر مما تحتمل ،
فتحت باب سيارتها وهمت بالركوب فوجئت بصوته من خلفها يقول
... جهزى نفسك ، وقدمى الإجازة ، انا حجزتلك معايا ، هنسافر الجمعة بليل ، فى طيارة 11 ، وهنرجع الأربع ...وتركها وابتعد دون أن ينتظر رد ، وكأنه يأمر وعليها الطاعة دون اعتراض ، وقد كانت تكره هذه الطريقة طوال عمرها ولم تقبلها حتى من والدها ، رغم ذلك لم ترد ، فقط تلقت الأمر وسكتت .
تبعته بعينيها وهو يبتعد دون حتى ان يلتفت لها ، حتى استقل سيارته وانطلق بها ،ماذا به هذا المجنون المتقلب المزاج ؟
هذا هو السؤال الذى طرح نفسه بين طيات عقلها وهى تستقل سيارتها لتغادر بعدما تركها وغادر المكان بهذا الشكل ، ثم قالت ... يظهر أن الموضوع ده هيبقى أصعب من اللى تخيلته ...................................................................................
وقف عدلى يتأمل المتمرد ذات الرابعة عشر ، الفتى الذى قد تخيل به أنه امتلك الدنيا بما فيه ، وقد حصل أخيرا على وريثه وحامل إسمه ،
،، إيان عدلى الجيار ،، وأخته ،، سيلا عدلى الجيار ،،كان الفتى شاردا تماما فى لوحته التى يرسمها ، زهرة برية رائعة الجمال ، حصل عليها من والدته بهدف رسمها ، فهو يمتلك هبة رسم أى شئ بالفرشاة والألوان لتكون نسخة طبق الأصل من الشكل الحقيقى ، منظر طبيعى ، شخص ما ، أى شئ ، يرسمه وكأنه يطبعه ، بدون أى تدخل من إحساسه بالأمر ، فكل من حوله يعتقدون بأن هذا الفتى لا يمتلك إحساس ومشاعر من الاساس ، فهو متمرد وعنيد جدا ، لا يحب تلقى الأوامر من أى شخص ، إن أردت منه أن يقوم بأى شئ ، عليك ان تقنعه به أولا حتى يفعله والا فسيرفض ولن تستطيع ابدا إجباره عليه ، علاقته بكل من حوله جافة وحادة تماما قولا وفعلا ،
إلا والدته واخته فقط ، هم استثناء كل كل قاعدة بالنسبة له ، فهو يعشق الاثنتين عشقا لا حدود له ، وبالمثل هما ، وقد وصل الارتباط العاطفى بين الأم وابنها وابنتها حتى تداخل الثلاث شخصيات بشكل لا يصدق ، يتعامل كل منهم مع الآخر بالطريقة الصحيحة التى يحتاجها ويريدها ،ويفهم كل منهم الاخر من مجرد نظرة من عينيه ، يشعر به من بعيد ، يفهم ما يعتمر قلبه أن اقترب منه ،وأيضا يصل لما وراء حديثه وان كان يكذب ويدعى شيئا آخر .
أنت تقرأ
الكوافير المقاتل ،،،، هناء النمر
Actionالوحدة هى عنوان حياتى ، رغم وجود الكثيرين والكثيرين حولى ، رغم عملى الذى لا يترك لى لحظة لأتنفس فيها ، أو حتى لأفكر فى وحدتى هذه أو أبحث عمن يؤنثها ، لم يكن يعلم أحد أنى أعيش على طيف ذكرى إمرأة داخلى منذ أكثر من خمسة عشر عاما ، ولم يترك...